اقتصاديون وخبراء يتوقعون مزيداً من الازدهار في النصف الثاني للرؤية.. 6 تحولات اقتصادية تعزز مكتسبات المملكة في اليوم الوطني94
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
توقع عدد من الخبراء والاقتصاديين أن تشهد السنوات المقبلة المزيد من النمو والازدهار في جميع القطاعات الحيوية بالمملكة، مع الاستمرار في تنفيذ المشاريع الكبرى، وتسريع الخطى نحو تحقيق الانجاز تلو الآخر، في النصف الثاني لرؤية السعودية 2030 وقبل 6 سنوات من اكتمالها.
وأجمعوا على أن اليوم الوطني 94، الذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام، يأتي وسط 6 تحولات اقتصادية رئيسة، تتمثل في: تنويع مصادر الدخل، وزيادة الاستثمارات الأجنبية، وتطوير البنية التحتية، وتمكين القطاع الخاص، والاستدامة البيئية، والتحول الرقمي، تعكس التزام القيادة الرشيدة بتحقيق التنمية المستدامة، وقدرتها على مجابهة المتغيرات العالمية، والتغلب على كل التحديات بالإرادة والعزيمة، وتحقيق المزيد من الإنجازات.
ازدهار اقتصادي
قال الدكتور محمد أبو الجدائل: إن اليوم الوطني 94 يأتي وسط أفراح عديدة، بعدما حققت المملكة تقدماً كبيراً في تنويع مصادر دخلها، وشهدت القطاعات غير النفطية نمواً مطرداً، شمل قطاعات الصناعة، والسياحة، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، علاوة على زيادة الاستثمارات الأجنبية، حيث استقطبت المملكة استثمارات مباشرة ضخمة، ما ساهم في تعزيز الاقتصاد وفتح آفاق جديدة للنمو، وعززت هذه الاستثمارات من مكانة المملكة؛ كوجهة جاذبة للاستثمار في المنطقة.
وأشار إلى أن المملكة نشهد تحولاً اقتصادياً كبيراً، حيث تم تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، ودعم القطاعات غير النفطية، حيث وضعت رؤية 2030 خارطة طريق واضحة لتحقيق هذا التحول، لافتاً إلى أن الوطن يسير على الطريق الصحيح، لافتاً إلى أن أبرز التحديات التي تشهدها الفترة المقبلة تتمثل في تحقيق تنويع اقتصادي كامل، والحد من الاعتماد على النفط، وتطوير رأس المال البشري، وزيادة كفاءة الانتاجية، متوقعاً أن يشهد الاقتصاد السعودي نمواً مستداماً خلال السنوات المقبلة، وأن يصبح أكثر تنوعاً ومرونة، وأن تساهم المملكة بشكل أكبر في الاقتصاد العالمي.
قوة عالمية
يرى المستشار الدكتور يحيى حمزة الوزنة، رجل الأعمال، أن تطور البنية التحتية في جميع مناطق المملكة يعد أحد أبرز الإنجازات الاقتصادية المواكبة لليوم الوطني 94، وقال:” شهدت البنية التحتية تطوراً ملحوظاً، حيث تم إنشاء مشاريع ضخمة في مجالات الطرق، والسكك الحديدية، والموانئ، والمطارات، ما ساهم في تسهيل الحركة التجارية وزيادة الكفاءة الاقتصادية، وأولت المملكة اهتماماً كبيراً بالاستدامة البيئية، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لتحقيق الحياد الكربوني وتعزيز الكفاءة في استخدام الطاقة والموارد الطبيعية.
وأكد أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة خلال السنوات الماضية كانت جريئة وشاملة، حيث ساهمت هذه الإصلاحات في تعزيز مرونة الاقتصاد، وجعله أكثر جاذبية للاستثمار، فمن أبرز الإنجازات إطلاق العديد من المبادرات لتحفيز القطاع الخاص، مشيراً إلى أن من أهم التحديات في الفترة المقبلة هي التغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية السريعة، وقال: “علينا الاستعداد لهذه التحديات من خلال الاستثمار في التقنيات النظيفة، وتطوير اقتصاد دائري”، مؤكداً أن المملكة قادرة على تحقيق أهدافها في المستقبل، وأنها ستكون قوة اقتصادية إقليمية وعالمية، وستلعب دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة”.
وجهة جاذبة
وأوضح المهندس محمد عادل عقيل، أن التحول الرقمي الكبير سيكون الدافع الأكبر لتحقيق المزيد من الإنجازات خلال النصف الثاني من رؤية المملكة، التي تكتمل في عام 2030، وقال: “شهد القطاع الرقمي في المملكة نمواً هائلاً، حيث تم تبني التقنيات الرقمية الحديثة في مختلف القطاعات، مما ساهم في تحسين كفاءة الخدمات الحكومية والخاصة”، وأضاف: “حققت المملكة إنجازات كبيرة في مجال تمكين المرأة اقتصادياً، حيث زادت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل ملحوظ، كما أصبحت مركزاً إقليمياً للابتكار والتكنولوجيا، وهذا يدل على التوجه نحو اقتصاد المعرفة.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه القطاع الاقتصادي تتطلب تعاوناً بين القطاع العام والخاص، حيث يجب على الحكومة أن تستمر في توفير البيئة المناسبة للاستثمار، وأن يدعم القطاع الخاص هذا الجهد من خلال الابتكار والريادة، حيث يشهد الاقتصاد السعودي تحولات جذرية خلال العقد القادم، ما يشير إلى ظهور قطاعات جديدة ومبتكرة، ستجعل المملكة وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية والخبرات العالمية.
تسهيلات كبيرة
أكد المستشار الاقتصادي والقانوني هاني محمد الجفري أن القطاع الخاص يعيش أزهى أيامه في ظل الإصلاحات الكبيرة، التي تقوم بها الحكومة الرشيدة في القطاع الاقتصادي، ومع التسهيلات الممنوحة لأصحاب المشاريع الجديدة ورواد الأعمال، التي تعد مصدر فخر واعتزاز لكل العاملين في القطاع الاقتصادي، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتمكين القطاع الخاص وتعزيز دوره في الاقتصاد، ما أدى إلى زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وفتح آفاق جديدة لفرص العمل.
وأضاف:” لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه صندوق الاستثمارات العامة في تنويع الاقتصاد السعودي، فالاستثمارات التي قام بها الصندوق في مختلف القطاعات، سواء داخل المملكة أو خارجها، ساهمت في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، علاوة على تطوير القطاع الصناعي في السنوات الماضية، حيث ستبقى زيادة كفاءة الانتاج الصناعي وزيادة الصادرات أكبر التحديات التي تواجه المملكة في السنوات المقبلة، ويجب أن نركز على الصناعات التي تتمتع بقيمة مضافة عالية، وأن نستفيد من موقعنا الجغرافي لتصبح المملكة مركزاً صناعياً إقليمياً”، وتوقع أن تحقق المملكة في النصف الثاني للرؤية أكبر مما حققته في النصف الأول؛ شريطة مواصلة العمل بنفس الجدية والالتزام.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: القطاع الخاص النصف الثانی فی النصف حیث تم إلى أن
إقرأ أيضاً:
المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة
مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة غزة، انكشف حجم الدمار الذي لحق بأحيائها، إذ حولت الصواريخ والعربات المفخخة معظم المناطق إلى كومة من الركام. منذ إعلان الاحتلال الإسرائيلي احتلال المدينة في 11 آب/أغسطس الماضي، تكثفت عمليات التدمير لتشمل أحياء المدينة الشمالية وجنوبها، مستنسخة نموذج الدمار الشامل الذي طاول محافظات شمال غزة ورفح، ليعكس خطة ممنهجة لاستنزاف البنية التحتية وإفقاد السكان القدرة على العودة إلى حياتهم الطبيعية.
مع بدء وقف إطلاق النار ظهر الجمعة، سار آلاف المواطنين الذين أجبروا على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع سيرا على الأقدام عائدين إلى مناطق سكناهم، في مشهد يعكس حجم المعاناة والصعوبات التي يواجهها السكان بعد عامين من العمليات العسكرية المستمرة.
وتشير تقديرات السلطات المحلية في غزة إلى أن نحو 90% من البنية التحتية في القطاع دُمرت بالكامل، بما يشمل الطرق، شبكات الصرف الصحي، المباني السكنية، المستشفيات، والمرافق الحيوية كافة.
وبحسب تقديرات أولية، تُقدر الخسائر المباشرة للحرب بنحو 70 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعكس حجم الدمار الكبير الذي خلفته العمليات العسكرية المتواصلة على مدار عامين كاملين.
اقتصاد غزة، الذي دُمر بشكل شبه كامل، شهد أكبر انكماش منذ جيل بحسب البنك الدولي، مع توقف شبه كامل في الأنشطة الاقتصادية، ما عمق الأزمة الإنسانية. ويشير تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة إلى تدمير أو تضرر نحو 193 ألف مبنى في القطاع.
أما القطاع الصحي، فقد تعرض لتدمير واسع، إذ تعمل 14 مستشفى من أصل 36 بشكل جزئي فقط، بينما تواجه غزة موجة جوع حاد يعاني منها نحو 514 ألف شخص، وفق نظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي.
أما إعادة إعمار القطاع، فتقدر تكلفتها بنحو 52 مليار دولار وفق مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، غير أن التحدي الأكبر يكمن في الوقت الطويل الذي تحتاجه هذه العملية في ظل انهيار البنية التحتية وتراجع الاقتصاد، ما يعني أن قطاع غزة سيحتاج لسنوات قبل أن يبدأ بالتعافي الكامل.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
غزة في سياق عالمي للدمار الحضري
تاريخيا، لم تعد غزة وحدها نموذجا للدمار الشامل الذي تتعرض له المدن أثناء الحروب. فقد شهد العالم عشرات المدن التي دمرتها الحروب، لتكون عبرة لما يمكن أن تلحقه النزاعات المسلحة من خسائر بشرية ومادية.
هيروشيما ونجازاكي ــ اليابان:
في 6 آب/أغسطس 1945، ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على هيروشيما، ما أسفر عن مصرع 80 ألف شخص على الفور، ووصل العدد إلى نحو 166 ألف بنهاية العام نتيجة الإصابات والإشعاعات. دُمرت نحو 70% من الأبنية، بما في ذلك مرافق عسكرية وصناعية حيوية.
ولم تبدأ عمليات إعادة البناء إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث أنشأت السلطات "حديقة السلام التذكارية" عام 1954 تخليدًا للحدث. وبعد ثلاثة أيام، ألقيت قنبلة ذرية أخرى على مدينة ناجازاكي، ما أسفر عن مقتل 80 ألف شخص، قبل إعلان استسلام اليابان رسميًا.
روتردام ــ هولندا:
في 14 أيار/مايو 1940، ألقت القوات الجوية الألمانية نحو 1300 قنبلة على روتردام، ما أسفر عن مصرع 900 شخص وتدمير معظم مركز المدينة. ولم تكتف الحكومة الألمانية بالتهديد بتفجير مدينة أوتريخت، بل دفع هذا الهجوم الحكومة الهولندية إلى إعلان الاستسلام. واستُغلت فرصة إعادة البناء لتقوية البنية التحتية، وبحلول عام 1950 استعادت روتردام شهرتها كأحد أسرع موانئ العالم في تحميل وتنزيل الحمولات.
جورنيكا ــ إسبانيا:
في نيسان/أبريل 1937، تعرضت جورنيكا في إقليم الباسك لقصف جوي عنيف من القوات الألمانية والإيطالية لمساندة القوميين الإسبان أثناء الحرب الأهلية، ما أودى بحياة 400 مدني. أصبح اسم المدينة مرادفًا للرعب، وصور الفنان بيكاسو الدمار في لوحة فنية شهيرة تحمل اسمها. وفي الذكرى السبعين، أعلن رئيس إقليم الباسك جورنيكا "عاصمة السلام في العالم".
درسدن وكوفنتري وبرلين وكولون ــ أوروبا:
وتعرضت درسدن الألمانية لقصف من قوات الحلفاء بين 13 و15 شباط/فبراير 1945، ما أسفر عن مقتل 25 ألف شخص. أما كوفنتري البريطانية، فتعرضت لسلسلة هجمات جوية ألمانية في تشرين الثاني/نوفمبر 1940، ألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية وتهدمت كاتدرائيتها.
وفي روسيا، تحولت ستالينجراد إلى أطلال خلال المعركة الفاصلة ضد قوات المحور، ما أسفر عن مقتل نحو مليوني شخص، قبل أن يتم تغيير اسم المدينة إلى "فولجوجراد" لاحقا، ونصب تمثال ضخم لتخليد ذكرى المعركة. ودمرت برلين نصف منازلها خلال الهجمات الجوية بين 1943 و1944، فيما تعرضت كولون لأكثر من 34 ألف قنبلة خلال 262 غارة، لتوصف بعد الحرب بأنها "أكبر مجموعة حطام في العالم".
هوي ــ فيتنام:
وشهدت مدينة هوي في الساحل الشرقي لفيتنام أعنف مراحل الحرب في عام 1968، عندما باغتت القوات الفيتنامية الشمالية القوات الأمريكية وحلفاءها، وأدى القتال إلى مقتل آلاف المدنيين. وتعمل السلطات الفيتنامية حاليًا على إعادة ترميم المناطق الأثرية والتاريخية بالمدينة.
لندن ــ بريطانيا:
وتعرضت لندن للهجوم 71 مرة من القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية لمحاولة إضعاف الروح المعنوية والبنية الدفاعية، بما في ذلك قصف مستمر لمدة 57 ليلة متواصلة في عام 1940، ما أسفر عن تدمير مليون منزل ومقتل 20 ألف شخص. لكن صمود معالم مثل كاتدرائية "سانت بول" شكل رمزا للمقاومة والثبات.
وتوضح هذه التجارب العالمية أن الدمار الشامل لا يطال المباني فقط، بل يمتد إلى النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدن، ويترك آثارا طويلة المدى على السكان المدنيين. تعيش غزة اليوم مأساة مشابهة، حيث تتكشف كل يوم تفاصيل جديدة من التهجير الجماعي، التدمير الشامل للبنية التحتية، وانهيار الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، يبقى الأمل مرتبطًا بإعادة الإعمار، وحماية المدنيين، وتعزيز الجهود الإنسانية، لتجنب كارثة طويلة الأمد قد تمتد لأجيال.