«أهداف الحركة» تفرض نفسها على «ثالثة أدنوك للمحترفين»
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
قفز مؤشر الأهداف بقوة في الجولة الثالثة من دوري أدنوك للمحترفين، حيث تم تسجيل 27 هدفاً في 6 مباريات فقط، ليبلغ المُعدّل 4.5 هدف/ مباراة، وكانت الملاحظة الأبرز في تلك الجولة، وجود زيادة كبيرة في نسبة اهتزاز الشباك عبر الهجمات «المُتحركة»، مقابل تراجع واضح في مُعدّل التسجيل من الركلات الثابتة، وهو ما يفتح المجال أمام الكثير من التساؤلات الفنية والإحصاءات المُصاحبة لهذا الأمر!
88.
استقبلت الشباك في تلك الجولة 27 هدفاً، بينها 24 من «الحركة»، بنسبة 88.8% من إجمالي الأهداف، مقابل 11.2% فقط لأهداف «الثابتة»، بل إن الحكام لم يحتسبوا سوى ركلة جزاء واحدة فقط في المباريات الست، تم تسجيلها، وشهدت مباراة «الأهداف التسعة» بين «الفرسان» و«أصحاب السعادة» على ذلك، بتسجيل كل الأهداف عبر «الهجمات المُتحركة»، التي كشفت عن «حالة جماعية» تكتيكية باهرة، بإحراز 8 أهداف عبر التمريرات الحاسمة بين اللاعبين في كل فريق.
44.4 %
«الجبهات اليُمنى» الهجومية كانت حاضرة بكل قوة مع أغلب الفرق في تلك الجولة، بعد مساهمتها في تسجيل 12 هدفاً، تُمثّل نسبة 44.4% من «الحصيلة التهديفية»، بينما شارك «الطرف الأيسر» في اهتزاز الشباك 8 مرات، وكان العمق الهجومي هو الأقل تأثيراً بالمشاركة في 7 أهداف، وتساوت 4 فرق في استغلال المساحات على الجانب الأيمن، بواقع تسجيل هدفين عبره لكل منهم، وهم «أصحاب السعادة»، «السماوي»، «النسور» و«الراقي».
50 %
وبعيداً عن الأهداف الثلاثة من الركلات الثابتة، فإن أهداف «الحركة» انقسمت بالتساوي بين «السرعة» و«الإيقاع الهادئ»، بواقع تسجيل 12 هدفاً لكل «تكتيك»، وكان «الإمبراطور» الأكثر استغلالاً للهجمات «المُنظمة» بأكبر عدد من التمريرات والإيقاع الهادئ، مسجلاً أهدافه الثلاثة بواسطتها، بينما برزت «سرعة الفرسان» بشدة، بعد تسجيله 4 أهداف من الـ 5 عبر «الإيقاع الخاطف»، حيث هز شباك «العنابي» 3 مرات بواسطة الهجمات المُرتدة، مقابل هدف واحد من الضغط العالي واقتناص الكرة في مناطق الدفاع المتقدمة.
70 %
وبحسب طرق تسجيل الأهداف في تلك الجولة، كان منطقياً أن تتصدر التمريرات البينية المشهد مع التوغلات العميقة نحو الأطراف والتمريرات الجانبية القصيرة في نهايتها، وهو ما مثّل نسبة 70% من حصاد الجولة، إذ شهدت المباريات تسجيل 9 أهداف بتمريرات بينية، بجانب هدف واحد من لُعبة ثُنائية «هات وخد»، وكذلك أنتجت التوغلات العميقة على الطرفين 7 أهداف، ويُمكن إضافة تسجيل 6 أهداف أخرى عبر التمريرات العرضية، بينها 2 أرضية، إلى ذلك الحصاد الفني.
15 %
ورغم التراجع الواضح في معدلات التسجيل من الركلات الثابتة، منذ انطلاقة الموسم الحالي، إذ أنه تم إحراز 13 هدفاً عبرها من إجمالي 73، بنسبة 17.8%، إلا أن الجولة الثالثة شهدت إحراز ثاني أهداف «الركلات الحُرة المُباشرة» هذا الموسم، وبعكس النُسخ السابقة، تحمل تلك الركلات نسبة مقبولة جداً وسط إجمالي أهداف «الثابتة»، حيث تُمثّل نسبة 15.4% منها، وكان فابيو ليما قد وقّع على أول تلك الأهداف «المهارية» في شباك «النمور» خلال تعادل «الإمبراطور»، ثم عاد محمد رضا آزادي ليُسجل الركلة الثانية في مرمى خورفكان، خلال خسارة فريقه، العروبة، في «مفارقة غريبة»، إذ لم تنجح أهداف الركلات الحُرة المُباشرة في إهداء الفوز لأي منهما!
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين شباب الأهلي الوحدة الوصل النصر
إقرأ أيضاً:
اعترافات إسرائيلية: حماس تفرض رؤيتها والضغط العسكري في غزة فاشل
بعد عام وسبعة أشهر من هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لا يزال الاحتلال بعيد عن تحقيق أهدافه الاستراتيجية، وهو يدرك أن كل تأخير وكل تردد يُعزز حماس، ويُضعف ردعه، مما يفقده القدرة على استعادة أمنه، وتحرير محتجزيه، ضمان مستقبله.
نوعا شوسترمان-دفير الكاتب في موقع ويللا، ذكر أنه "بينما تُواصل الحكومة ترديد شعارات الحل العسكري، تُحقق حماس مكاسب سياسية، وتُجري اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، وتكتسب الشرعية كعاملٍ محوري في الساحة الفلسطينية، والاحتلال الذي لم يُقدّم بديلاً سياسياً، فقد زمام الأمور، وترك تشكيل الشرق الأوسط في أيدي الآخرين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "الآونة الأخيرة شهدت أحداثاً عديدة تتجاوز الاحتلال: مفاوضات حول الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وقف الحرب الأمريكية ضد الحوثيين رغم استمرار إطلاق النار على الاحتلال، ورفع العقوبات عن سوريا، وإطلاق سراح عيدان ألكسندر بوساطة أمريكية، والضغط لاستئناف المساعدات الإنسانية، وإجراء اتصالات مباشرة مع حماس من وراء ظهر الاحتلال، كلها خطوات تُشكّل صفعةً في وجه صانعي القرار الاسرائيلي".
وأكد أن "الرسالة من كل هذه التطورات واضحة ومفادها أن القرارات الاستراتيجية لم تعد تُتخذ في تل أبيب، بل في واشنطن، وصبر الأخيرة على سلوك الأولى ينفد، لأنها تسعى لاستبدال حروب الشرق الأوسط بالازدهار والاستقرار الإقليميين، ويبدو أن الاحتلال أصبح في نظر إدارة ترامب عاملاً مزعزعاً للاستقرار، ومُحفّزاً للتصعيد، وبدلاً من استغلال الإنجازات العسكرية ضد حزب الله وسوريا وإيران لاغتنام فرصة إقليمية تاريخية، وتمهيد الطريق لتطبيع العلاقات مع دول المنطقة، اعتقد الاحتلال مخطئا أن الوقت في صالحه".
وأشار إلى أن "حكومة نتنياهو تزعم أنه كلما طال أمد القتال، ازدادت هزيمة حماس، وتآكلت قوتها، وتفككت بنيتها، وقُضي على كبار قادتها، ومع انهيارها، سيتمكن من تعيين حاكم جديد في غزة مواليًا له، مما سيؤدي لتفكك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإقامة كانتونات بدلًا من كيان دولة واحدة، لكن ما يكشفه الميدان أتى بعكس ذلك تماما، فرغم تلقي حماس ضربات شديدة، لكنها أظهرت قدرة مُبهِرة على البقاء: فقد جنّدت نشطاء جددًا، وأعادت بناء الأنفاق، وعيّنت مسؤولين كبارًا جددًا، بل واستمرت باستهداف الجنود، حتى اغتيال قادتها لا يُتوقع أن يؤدي لانهيارها، لأنها تستند لسلسلة قيادة منظمة، وعلاقات عميقة مع الجمهور، وأيديولوجية قوية".
وأكد أن "مكمن الفشل الإسرائيلي الرئيسي يأتي في عدم فهمه لطموحات حماس السياسية، التي أصبحت العامل الفلسطيني المهيمن الذي يتعين على الاحتلال إجراء مفاوضات معه، ولو كان بشكل غير مباشر، لأنه كلما رفض مقترحات صفقة شاملة، وأصرّ على الخطوط العريضة التدريجية، زادت الفرص المتاحة لحماس لإظهار قوتها أمام جميع الأطراف، ومعنية بإظهار سيادتها، وتقرر من يخرج، ومتى، وكيف، حتى الأمريكيين يعطون ويأخذون أمامها، مما يمنحها ما أرادته دائمًا لنفسها وهي الشرعية كجسم ممثل للفلسطينيين".
وأوضح أن "التطورات الحالية دليل على أن استراتيجية حماس تؤتي ثمارها السياسية، فإدارة ترامب تتفاوض معها، وتروج لفكرة حكومة تكنوقراط فلسطينية تمثلها، وتجدد المساعدات الإنسانية، بينما يُدفع الاحتلال للوراء، نحو اتفاقات تتناقض مع هدف "النصر الكامل"، الذي يُصرّ قادته على إمكانية تحقيقه، وبات في وضع لا يبادر، بل يتم جرّه، وبالتالي فإن إصراره على استمرار القتال سيجعله غير ذي صلة بالتغيرات الجذرية التي يشهدها الشرق الأوسط، ويجب عليه أن يفهم أن القرار ليس عسكريًا فحسب، بل سياسي بالدرجة الأولى".
موشيه بوزيلوف الكاتب في موقع ويللا، أكد أنه "بعد مرور عام وسبعة أشهر على ذلك الصباح القاسي من السابع من أكتوبر، لا تزال الدولة بعيدة عن الحسم، فلم تُهزم حماس، ولم يُحطّم وعيها، ولا تزال صورتها الوطنية، صحيح أن الجيش سجل إنجازات تكتيكية، لكن هدفه الاستراتيجي لم يتحقق بعد، وهذا ليس وضعًا خطيرًا فحسب، بل مُدمِّر، لأن الهدف الأسمى قبل أي اعتبار آخر، بما في ذلك قضية الرهائن المؤلمة والمُلتهبة، هو هزيمة حماس هزيمةً كاملةً: عسكريةً ومدنيةً وأيديولوجيةً، وهو ما لم يتحقق".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "فقط بعد تحقيق هذا الهدف، وفي وقتٍ مُتزامنٍ تقريبًا، سيتسنّى الدفع بخطوةٍ تُفضي لإطلاق سراح الرهائن، وهذا ليس مجرد نظامٍ أخلاقيٍّ صحيح، بل استراتيجيٌّ ضروري، لأنه عندما يُدرك العدو الجهادي أن الاحتلال يُحجم عن التحرك لأسبابٍ دبلوماسية، فإنه يتعلم كسب الوقت، وإملاء الشروط، والحفاظ على قوته، وقد رأيتُ هذا عن كثب، آلاف المرات، حين استسلمت الدولة للضغوط الداخلية والدولية التي تُقوِّض عزيمتها".
وأشار إلى أن "تردد الحكومة في التفكير والمماطلة، وانتظار هيكل دولي وهمي يمنحها الشرعية والدعم السياسي، يجعلها تواجه برياح تهبّ بصورة عكسية بغير ما تريد، إلى أن وصلت من الرئيس دونالد ترامب، الذي لم يعد يخفي خيبة أمله من الاحتلال، ويدرك جيدًا أن الردع الذي لا يُترجم لقرار سياسي يتآكل، وكل تأخير، وكل خطوة فاترة، يعني تعزيزا عملياً لحماس، وما تعيشه الدولة حاليا هي مرحلة استنزاف ليس مقنعاً، بل بات يتسبب بتآكل الجيش والجمهور بأكمله، وقوات الاحتياط منهكة".