موقع 24:
2025-12-12@10:19:51 GMT

هل يرغم التصعيد الإسرائيلي حزب الله على التراجع؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

هل يرغم التصعيد الإسرائيلي حزب الله على التراجع؟

مع تزايد حدة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، شهد الأسبوع الماضي تخريباً في اتصالات الحزب، أسفر عن مقتل 14 من عناصره و23 مدنياً، بالإضافة إلى إصابة 4000 شخص، كما تم اغتيال أحد قادة الحزب البارزين في معقله ببيروت.

هل تنجح إسرائيل في دفع حزب الله نحو الأهداف الإستراتيجية

وكتب مارك أوربان في صحيفة التايمز البريطانية، أن المتحاربين عادوا إلى خطاب الحرب الشاملة، لكن ليس للمرة الأولى منذ نحو عام من تبادل الصواريخ والقذائف، حيث يسعى كل طرف إلى تجنب وقوع ذلك فعلياً.


وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تحدث الخميس، عن "تجاوز إسرائيل لجميع الخطوط الحمراء"، من خلال تحويل أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بالحزب، إلى عبوات ناسفة.

وفي الوقت نفسه، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عن تحويل مركز العمليات من غزة إلى الشمال.

هل يوافق "حزب الله" على صفقة؟

ولكن ما يعرفه الطرفان هو أنه في حين تتخبط حكومة بنيامين نتانياهو في حربها ضد حماس، وتعجز عن إيجاد وسيلة لإنهاء هذه الحرب واستعادة ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين، فإن الهجمات المتصاعدة ضد حزب الله لها على الأقل هدف محدد بوضوح. 

If audacity alone could nudge a sworn enemy towards Netanyahu’s strategic ends, he would be well on the way. The reality is much tougher https://t.co/znys0480UC

— The Times and The Sunday Times (@thetimes) September 22, 2024

ومن خلال زيادة مستوى الألم، تحاول إسرائيل الوصول إلى نقطة يوافق فيها حزب الله على صفقة جانبية تحقق الهدوء، وتسمح لعشرات الآلاف من المدنيين النازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم، وتخفيف الضغوط الاقتصادية.
وبتحريض من إيران، التي تريد مواصلة الضغط على كل من إسرائيل والولايات المتحدة، يطلق حزب الله النار على شمال إسرائيل منذ وقوع هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وترد إسرائيل بالمثل.
وقال أبراهام شالوم، الذي كان رئيساً سابقاً لجهاز الأمن العام الإسرائيلي الشين بيت، إن الحروب السرية التي شنتها وكالات الاستخبارات في بلاده لعقود من الزمن كانت تتألف من "لا استراتيجية، بل تكتيكات فقط".

ومن وجهة نظره، فإن العمليات المذهلة التي تقوم بها هذه الوكالات، مثل تفجيرات أجهزة البيجر، من شأنها ببساطة شراء الوقت لإسرائيل، في حين تترك الأسئلة الأساسية حول السلام على المدى الطويل بلا إجابة.

الأهداف الاستراتيجية

زالسؤال حول العملية الاستخباراتية غير العادية التي جرت الأسبوع الماضي - والتي لا تزال غير معترف بها رسمياً - التي شنها الموساد والقوات الإسرائيلية، هو ما إذا كانت ستنجح في دفع حزب الله نحو الأهداف الإستراتيجية التي ترغب بها إسرائيل.
واعترف نصر الله بأن الأيام الماضية كانت "ثقيلة جداً علينا ودامية".

وعلى رغم أن حزب الله، الذي يستمد الدعم الطائفة الشيعية في لبنان، ينشط في السياسة والبرامج الاجتماعية، فإن قوته تستمد من ترسانته الهائلة من الصواريخ، فضلاً عن كتائبه المتمرسة في القتال والتي تضم قوات من ذوي الخبرة. 

Israel, having superior firepower, is growing frustrated by Hezbollah’s avoidance of open battles. Hezbollah is employing the Fabian strategy, while Israel’s resources for a direct confrontation are steadily being depleted. https://t.co/g7mVxp7tMT

— Ghassan Dahhan (@GhassanDahhan) September 20, 2024

ويمكن أن يؤدي الهجوم واسع النطاق إلى سقوط آلاف الصواريخ والطائرات المسيّرة، العديد منها مجهز بأنظمة توجيه دقيقة، على البنية التحتية الوطنية لإسرائيل، بدءاً من المطارات إلى مصافي النفط ومحطات الطاقة. وحتى الآن، كما أكد حزب الله في رسائله، اقتصر نشاطه بشكل رئيسي على الأهداف العسكرية.
واعتبر معظم المراقبين الهجوم الذي وقع في يوليو (تموز) على بلدة مجدل شمس الدرزية، والذي أسفر عن مقتل 12 شاباً في مرتفعات الجولان المحتلة، خطأً فادحاً، مما دفع الحزب لنفي مسؤوليته عنه.
وتتساءل الصحيفة: هل سيؤدي الهجوم الإسرائيلي الأسبوع الماضي على حزب الله إلى إطلاق العنان لترسانته الكاملة ضد إسرائيل؟ يعتقد المسؤولون الإسرائيليون، الذين تحدثت إليهم الصحيفة، أن حزب الله لن يقدم على هذا الخيار، لأنه تلقى هذه الأسلحة المتقدمة من طهران لغرض محدد: ردع أي هجوم إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني.
ويرون أنه إذا استنفد حزب الله قوته، فستكون قوة الردع الإيرانية قد انتهت، مما يعرض البرنامج النووي الإيراني للهجوم. وبالتالي، فإن حزب الله يواجه معضلة محفوفة بالمخاطر بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك. لقد تعرض للإذلال، ويتوقع الكثيرون منه رد فعل، لكن بينما ترغب إيران في استمرار الضغوط على شمال إسرائيل، تسعى أيضاً لحماية الترسانة التي قدمتها لحلفائها اللبنانيين.
وبذلك، تلخص حسابات إسرائيل في النقاط التالية: حزب الله، المحصور بين الراعي الإيراني الذي يمنع الحزب من استخدام أسلحته الأكثر تدميراً، وبين الجمهور اللبناني الذي يخشى من اندلاع حرب أكبر، قد يضطر إلى وقف قصف شمال إسرائيل.
فهل هناك فرصة لنجاح الضغوط الإسرائيلية؟ تقول الصحيفة: "لم يحدث ذلك حتى الآن".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حسن نصر الله أجهزة البيجر يوآف غالانت غزة نتانياهو حزب الله تفجيرات البيجر في لبنان إسرائيل غزة وإسرائيل حزب الله حسن نصرالله نتانياهو يوآف غالانت لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

"حزب الله".. بين ثبات القدرات وتغيّر الحسابات

خالد بن سالم الغساني

 

يشكل استشهاد رئيس أركان حزب الله، القائد هيثم علي الطبطبائي، الذي يُعد الرجل الثاني في الهرم العسكري للحزب، محطة شديدة الحساسية في مسار المُواجهة المفتوحة بين الحزب وإسرائيل.

ولا تكمن خطورة الحدث في فقدان شخصية مركزية فحسب؛ بل في غياب أحد أبرز العقول التي راكمت خبرة الحزب في إدارة الحروب والملفات الأمنية المعقدة. إنَّ رحيل هذا القائد الكبير يضع الحزب أمام مرحلة أكثر دقة في الحسابات، وسط اندفاع إسرائيلي أهوج، وثقة عمياء تغذيها مظلة الدعم الأمريكي التي تمنح سلطات الاحتلال شعورًا بأنَّ اللحظة سانحة لكسر التوازن أو إعادة صياغة قواعد الاشتباك.

ومع ذلك تكشف القراءة العقلانية أن ميزان القوى لم يتبدل كما يتخيله الكيان المحتل، ولا كما يحاول إيهام واشنطن ودوائر القرار في البيت الأبيض؛ فالحزب رغم الخسارات المتلاحقة واستهداف نخبة من قادته، ما يزال يمتلك من القدرات والخبرات والكوادر ما يجعل الرهان على ضعفه وهمًا لا يستند إلى واقع.

لقد أثبتت التجارب أن بنية حزب الله لا تقوم على فرد مهما بلغت مكانته؛ فالقائد هيثم علي الطبطبائي كان ركنًا أساسيًا، كما كان قبله عماد مُغنية ورفاقه من القادة الشهداء، وكما هو أمينه العام السيد حسن نصر الله. ومع ذلك فإن منظومة الحزب مبنية على تراكم الخبرات وتوزيع الأدوار، وعلى بنية تنظيمية قادرة على احتواء الضربات وتوليد البدائل، والمضي بخطط بعيدة المدى. وعليه فإن الضربة الإسرائيلية، على قسوتها، لم تُحدث خللًا جوهريًا في قدرة الحزب على الاستمرار. فالحزب ليس جسدًا هشًّا، إنه كما تحدثنا الوقائع على الأرض، مؤسسة عسكرية وسياسية متمرسة تدرك عمق الصراع وتدير خياراتها بوعي وحنكة.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الداخلية على الحزب؛ سواء من الحكومة اللبنانية أو من القوى السياسية التي تخشى انزلاق البلاد إلى مواجهة واسعة، يبقى الحزب محكومًا بضرورة الرد، ولو بحدّه الأدنى المحسوب. فمن غير الممكن أن يمر استشهاد قائد بمستوى الطبطبائي بلا إشارة واضحة تؤكد أن قواعد اللعبة لم تتغير. لكنه في الوقت ذاته لا يستطيع أن يمنح خصومه ما يطمحون إليه من خلال ردّ مُتسرِّع قد يجُر لبنان إلى حرب لا قدرة للدولة على تحمل تبعاتها، خصوصًا في ظل أزمات اقتصادية وسياسية عميقة، وجيش غير مجهز لخوض مواجهة مع إسرائيل. ولهذا، يسير الحزب على خط بالغ الدقة، يحافظ فيه على الردع دون المساس باستقرار الداخل.

وتبرز هنا قدرة الحزب على المزج بين الاستراتيجية والمرونة؛ إذ قد يلجأ إلى رد غير مباشر، أو غير مُعلن، أو يأتي في توقيت غير متوقع، وقد يعتمد وسائل تستهدف صورة العدو السياسية أكثر من الميدان العسكري المباشر. كما قد يختار ساحات أخرى لتنفيذ ردّه، بما يحقق الهدف دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة. وهذا الأسلوب ليس جديدًا؛ بل يمثل جزءًا أصيلًا من منهجية الحزب في إدارة الصراع خلال العقود الماضية.

في المقابل، تبدو إسرائيل مقتنعة بأن الضغط المستمر سيُنهك الحزب، مستندة إلى دعم "العم سام" الذي يمنحها مجالًا أوسع للمناورة. إلّا أن هذا المنطق يحمل مخاطر كبيرة، فقد أساء الكيان المحتل مرارًا تقدير خصمه، وظن أن الضربة القاسية كفيلة بتغيير المعادلات، قبل أن يفاجأ بردّ أكثر عمقًا وتأثيرًا. ورغم أن قيادة الاحتلال تعتبر استهداف الطبطبائي إنجازًا نوعيًا، إلا أنها تدرك أن الحزب قادر على تحويل الخسارة إلى فرصة لإعادة البناء وتطوير الأدوات، كما فعل في محطات مفصلية عديدة.

إنَّ استشهاد القائد هيثم علي الطبطبائي «السيد أبو علي» يمثل خسارة موجعة للحزب، لكنه لا يفتح باب الضعف؛ بل يفتح أبواب القوة والتجدد. فالحزب يمتلك من القدرات والجهوزية ما يؤهله للبقاء لاعبًا أساسيًا. والرد سيأتي، بالشكل والتوقيت اللذين ينسجمان مع معادلته الثابتة المتمثلة في حماية الردع، وتجنب الحرب الشاملة، والحفاظ على توازن الساحة اللبنانية. وفي هذا تتجلى قوته الحقيقية وقدرته على تحويل الألم إلى قوة، والخسارة إلى دافع لمزيد من الثبات.

فمتى يدرك الكيان المحتل أن سقوط شهيد يولِّد مئات المقاتلين، وأن غياب قائد في ساحة الشرف والكرامة يعني ولادة قادة جُدد يحملون الراية ويواصلون الطريق بعنفوانٍ أكبر؟

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا
  • التصعيد يقترب .. جيش الاحتلال يهدد لبنان بخطة عسكرية غير مسبوقة
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • ما الذي يحسم مصير خطة نزع سلاح العمال الكردستاني؟
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • التصعيد الاسرائيلي على لبنان.. لقاء نتنياهو- ترامب المقبل سيكون حاسماً
  • قطيعة بين حزب الله وفرنسا؟
  • "حزب الله".. بين ثبات القدرات وتغيّر الحسابات
  • تعرف على أبرز الشخصيات التي واجهت التحريض الإسرائيلي خلال 2025؟
  • إسرائيل: نزع سلاح الحزب مستمرّ بعد الأعياد