الأسبوع:
2025-08-02@10:24:15 GMT

هل نقبل الهزيمة؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

هل نقبل الهزيمة؟

جاءت ضربات إسرائيل لكوادر حزب الله عبر تفجير أجهزة الاتصالات البيجر لتؤكد حقيقتين مهمتين، وهما: أن الدولة الصهيونية تتفوق تقنيًّا على العرب بعشرات السنين، وأن أمريكا وأوروبا كلها تقف خلف الإجرام الصهيوني دون حدود.وأمام نجاح إسرائيل في تنفيذ ضربتها في أعين ووجوه أبناء الشعب العربي في لبنان وسوريا، تعالت أصوات تدَّعي العقلانية تطالب بالاستسلام لهذا العدو الخسيس، بزعم أننا لا نحارب إسرائيل فقط ولكننا نواجه كل جيوش العالم المتقدم تقريبًا، وأن الحرب بهذه المعادلة سوف نخسر فيها دون شك.

ولأن المنافقين ودعاة الهزيمة هم السبب دائمًا في سحق الأمم وإبادة شعوبها، فإن التاريخ هو الأقوى والأصدق في الرد على هؤلاء عبر طرح تساؤلات مفصلية من قلب تاريخنا العربي والإسلامي. والسؤال الأول: ماذا لو استسلمت مصر بعد هزيمة 1967 التي كانت فيها إسرائيل في الواجهة، ولكن أمريكا وأوروبا هي مَن ضربتنا في الخلف؟ هل كان نصر أكتوبر العظيم في العاشر من رمضان 1973 سيأتي ونحتفل به ونفخر برجاله كل عام لو أننا اتبعنا دعاة الهزيمة والاستسلام؟ وهل كان الأقصى والقدس سيعودان لنا بعد 91 عامًا من احتلال الصليبيين له؟ وفي الأصل هل كانت ستقوم للإسلام قائمةً لو أننا زحفنا خلف مدَّعي العقلانية بعد هزيمتنا في غزوة أحد رغم أن القائد كان محمد أعظم مَن خلق الله في البشرية على الإطلاق؟ هناك فارق كبير بين دعاة الهزيمة ودعاة النصر، وأصحاب العقول الحقيقة هم الذين يسهرون لصناعة أسباب النصر، وهم الذين يصرون على كشف فصائل الطابور الخامس خلف جيوش الأمة. والغريب أن نصر أكتوبر العظيم في 73 وفي طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 لم يقنع هؤلاء أن العرب يمكن أن ينتصروا على هذا البعبع الذي زرعه الغرب بيننا كي نخافه ونسجد له عبيدًا. وتطالب إسرائيل ومن بعدها أمريكا حزب الله بتفكيك الترابط والتنسيق مع المقاومة الفلسطينية في فلسطين، وتطالب حزب الله بالانسحاب أربعين كيلو كي ينعم المستوطنون بالأمن والرفاهية في شمال فلسطين. وإذا خضع حزب الله وقرر أن يحمي رأسه بحجة إنقاذ لبنان من التدمير والخراب فإن اليهود سوف يمارسون عليه أبشع أنواع التسلط والذل، وسوف يكون مطلبهم الثاني تسليم سلاحهم، ومطلبهم الثالث تسليم قادته بحجة أنهم مطلوبون على ذمة قضايا أو اتهامات إرهابية، والمطلب الرابع مصادرة جميع أموال الحزب لأنها تعود لمنظمة إرهابية. ولكي يثبت الحزب أنه تخلى عن الإرهاب واستسلم دون قيد أو شرط فلابد أن يقوم بتسليم كل قادة المقاومة الفلسطينية والعراقية والسورية واليمنية، وتسليم جميع المعلومات التي بحوزته عن إيران في لبنان وكل البلاد العربية. كل شواهد التاريخ تقول إن العدو الإسرائيلي لا يقبل من العرب شركاء أو أصدقاء أو حتى جيران، هو فقط يقبل العملاء هكذا فعل مع جيش العميل أنطوان لحد في جنوب لبنان. وهكذا أصر على شرط جوهري يقابل دخول السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وهو تعاون رجال السلطة مع إسرائيل في القبض على رجال المقاومة وتسليمهم بإسرائيل بل والمشاركة في قتلهم إذا اقتضى الأمر، وجاء ذلك تحت مسمى التنسيق الأمني. العدو الإسرائيلي لا يعترف بوجود العرب إلا كحيونات بشرية مَن يقتلهم يدخل الجنة ومَن يتبقى منهم لا يعملون إلا عبيدًا في بلاط قصره. عملية تفجير البيجر تركت لنا الخيار بين أن نكون عبيدًا عند الصهيوني أو أبطالًا يصرون على نصر لتنظيف العالم من شروره.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

في بيان حاسم.. الخارجية: لا نقبل التشويه ولا نشارك في حصار غزة.. وموقفنا من فلسطين ثابت لا يتغير

في ظل ما يشهده الفضاء الإعلامي من تداول مكثف لمزاعم مغلوطة بشأن الموقف المصري من تطورات القضية الفلسطينية، تؤكد وزارة الخارجية المصرية أن تلك الادعاءات لا تمتّ للحقيقة بصلة، بل تنطوي على تشويه متعمد للدور المصري، الذي لم يتغير يومًا في دعمه الثابت والمبدئي للقضية الفلسطينية.

فقد رُوّج مؤخرًا لفكرة أن التظاهر أمام السفارات المصرية يمثل دعمًا للقضية الفلسطينية، وهو تصور مقلوب للواقع. 

مصر ترد رسميًا على المزاعم المغرضة: دعمنا للقضية الفلسطينية ثابت ومحاولات التشويه مرفوضةمصر توضح الحقائق حول معبر رفح وتفنّد الادعاءات المغلوطة بشأن دخول المساعدات إلى غزة

فمثل هذه الأفعال، رغم ما قد تحمله من نوايا طيبة من بعض المشاركين، تُضعف الموقف المصري التاريخي، وتسيء لتضحيات مصر في سبيل فلسطين، بل وتُستخدم كأداة تصب مباشرة في صالح الاحتلال الإسرائيلي، من خلال خلق صورة مغلوطة للرأي العام الدولي والعربي، وكأن مصر تتخلى عن دورها، وهو ما يتنافى مع حقيقة الواقع والسياسة المصرية المعلنة والواضحة.

وفي سياق آخر، ادّعت بعض الجهات أن مصر تمنع أشكال التضامن الشعبي مع غزة. وهنا تؤكد وزارة الخارجية أن هذا الادعاء باطل جملة وتفصيلًا. 

وقد حرصت الدولة المصرية على تنظيم وتسهيل عشرات الزيارات التضامنية إلى قطاع غزة، سواء عبر معبر رفح أو من خلال استقبال مسؤولي منظمات إنسانية وممثلين عن المجتمع المدني، فضلًا عن ترتيب زيارات لعدد من كبار المسؤولين الدوليين، والتي ساهمت في تعزيز الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني، كما كان الحال في زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأخيرة.

ومن المهم التنويه إلى أن تنظيم مثل هذه الزيارات يخضع لضوابط دقيقة، تُراعي الظروف الأمنية وحالة الحرب في المنطقة الحدودية، حرصًا على سلامة المشاركين وضمانًا لفاعلية أي مسعى تضامني.

مصر لا تشارك في حصار قطاع غزة

أما الادعاء الأخطر، والمتعلق بمشاركة مصر في حصار قطاع غزة، فهو محض كذب متعمد. فالحصار المفروض على غزة تُمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، برًا وبحرًا وجوًا، وهي التي تتحكم في كافة المعابر المؤدية إلى القطاع. في المقابل، ظلت مصر، رغم التحديات، هي المنفذ الإنساني الوحيد الذي لم يُغلق يومًا أمام أبناء غزة، وهي من وفرت ولا تزال توفر المساعدات الطبية والإغاثية بشكل مستمر.

إن وزارة الخارجية المصرية، إذ توضح هذه الحقائق للرأي العام، تؤكد أن مصر كانت وستبقى، في كافة الظروف، سندًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني، ومدافعًا صلبًا عن حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

طباعة شارك وزارة الخارجية فلسطين القضية الفلسطينية السفارات المصرية التظاهر أمام السفارات المصرية تضحيات مصر

مقالات مشابهة

  • هل صحيح شهر صفر نحس؟.. النبي نهى عنه للوقاية من هذه المصيبة
  • هل من صحوة؟.. مفتي سلطنة عُمان يهاجم سعي بعض العرب للتطبيع مع إسرائيل
  • في بيان حاسم.. الخارجية: لا نقبل التشويه ولا نشارك في حصار غزة.. وموقفنا من فلسطين ثابت لا يتغير
  • موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
  • حل الدولتين حلم ملوث بالأوهام
  • الشيخ قاسم: لبنان لن يكون ملحقًا بـإسرائيل ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا
  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!