الأسبوع:
2025-06-08@20:56:13 GMT

هل نقبل الهزيمة؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

هل نقبل الهزيمة؟

جاءت ضربات إسرائيل لكوادر حزب الله عبر تفجير أجهزة الاتصالات البيجر لتؤكد حقيقتين مهمتين، وهما: أن الدولة الصهيونية تتفوق تقنيًّا على العرب بعشرات السنين، وأن أمريكا وأوروبا كلها تقف خلف الإجرام الصهيوني دون حدود.وأمام نجاح إسرائيل في تنفيذ ضربتها في أعين ووجوه أبناء الشعب العربي في لبنان وسوريا، تعالت أصوات تدَّعي العقلانية تطالب بالاستسلام لهذا العدو الخسيس، بزعم أننا لا نحارب إسرائيل فقط ولكننا نواجه كل جيوش العالم المتقدم تقريبًا، وأن الحرب بهذه المعادلة سوف نخسر فيها دون شك.

ولأن المنافقين ودعاة الهزيمة هم السبب دائمًا في سحق الأمم وإبادة شعوبها، فإن التاريخ هو الأقوى والأصدق في الرد على هؤلاء عبر طرح تساؤلات مفصلية من قلب تاريخنا العربي والإسلامي. والسؤال الأول: ماذا لو استسلمت مصر بعد هزيمة 1967 التي كانت فيها إسرائيل في الواجهة، ولكن أمريكا وأوروبا هي مَن ضربتنا في الخلف؟ هل كان نصر أكتوبر العظيم في العاشر من رمضان 1973 سيأتي ونحتفل به ونفخر برجاله كل عام لو أننا اتبعنا دعاة الهزيمة والاستسلام؟ وهل كان الأقصى والقدس سيعودان لنا بعد 91 عامًا من احتلال الصليبيين له؟ وفي الأصل هل كانت ستقوم للإسلام قائمةً لو أننا زحفنا خلف مدَّعي العقلانية بعد هزيمتنا في غزوة أحد رغم أن القائد كان محمد أعظم مَن خلق الله في البشرية على الإطلاق؟ هناك فارق كبير بين دعاة الهزيمة ودعاة النصر، وأصحاب العقول الحقيقة هم الذين يسهرون لصناعة أسباب النصر، وهم الذين يصرون على كشف فصائل الطابور الخامس خلف جيوش الأمة. والغريب أن نصر أكتوبر العظيم في 73 وفي طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 لم يقنع هؤلاء أن العرب يمكن أن ينتصروا على هذا البعبع الذي زرعه الغرب بيننا كي نخافه ونسجد له عبيدًا. وتطالب إسرائيل ومن بعدها أمريكا حزب الله بتفكيك الترابط والتنسيق مع المقاومة الفلسطينية في فلسطين، وتطالب حزب الله بالانسحاب أربعين كيلو كي ينعم المستوطنون بالأمن والرفاهية في شمال فلسطين. وإذا خضع حزب الله وقرر أن يحمي رأسه بحجة إنقاذ لبنان من التدمير والخراب فإن اليهود سوف يمارسون عليه أبشع أنواع التسلط والذل، وسوف يكون مطلبهم الثاني تسليم سلاحهم، ومطلبهم الثالث تسليم قادته بحجة أنهم مطلوبون على ذمة قضايا أو اتهامات إرهابية، والمطلب الرابع مصادرة جميع أموال الحزب لأنها تعود لمنظمة إرهابية. ولكي يثبت الحزب أنه تخلى عن الإرهاب واستسلم دون قيد أو شرط فلابد أن يقوم بتسليم كل قادة المقاومة الفلسطينية والعراقية والسورية واليمنية، وتسليم جميع المعلومات التي بحوزته عن إيران في لبنان وكل البلاد العربية. كل شواهد التاريخ تقول إن العدو الإسرائيلي لا يقبل من العرب شركاء أو أصدقاء أو حتى جيران، هو فقط يقبل العملاء هكذا فعل مع جيش العميل أنطوان لحد في جنوب لبنان. وهكذا أصر على شرط جوهري يقابل دخول السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وهو تعاون رجال السلطة مع إسرائيل في القبض على رجال المقاومة وتسليمهم بإسرائيل بل والمشاركة في قتلهم إذا اقتضى الأمر، وجاء ذلك تحت مسمى التنسيق الأمني. العدو الإسرائيلي لا يعترف بوجود العرب إلا كحيونات بشرية مَن يقتلهم يدخل الجنة ومَن يتبقى منهم لا يعملون إلا عبيدًا في بلاط قصره. عملية تفجير البيجر تركت لنا الخيار بين أن نكون عبيدًا عند الصهيوني أو أبطالًا يصرون على نصر لتنظيف العالم من شروره.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

عبد الله النفيسي: فلسطين هي المركز وطوفان الأقصى ضربة قوية للاحتلال


وبسبب مركزية القضية الفلسطينية -يضيف النفيسي- اندلعت الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي خلال أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، بالإضافة إلى الحروب العديدة التي شهدها ولا يزال قطاع غزة.

ويستند إلى ما كان يقوله هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق وكبير المستشارين في البيت الأبيض من أن الاستقرار لن يتحقق في منطقة الشرق الأوسط ما لم تحل مشكلة القضية الفلسطينية.

ويشير النفيسي -الذي حل ضيفا على برنامج "المقابلة"- إلى أن العرب كانوا مخلصين لكون القضية الفلسطينية هي المركز، وعندما لاحظوا أن "الفساد ينخر في منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964، وأن الكذب كثر في إعلامها وبدأت التقاطبات تأكل من لحم وشحم المنظمة" تخلى عنها كثيرون من العرب ومنهم الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.

ويقول المفكر الكويتي إنه كان من بين الطلبة الذي كانوا يسيرون في شوارع القاهرة وهم يرجمون بورقيبة لأنه نصح العرب بالتفاهم السياسي مع إسرائيل.

تحفظ

وعن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يقول المفكر الكويتي إن لديه تحفظا كبيرا على العملية، لأنها "كانت اجتهادا لأفراد محددين في المقاومة ومنهم يحيى السنوار ومروان العيسى ومحمد الضيف"، وكانوا أصحاب القرار في العملية، بينما القيادة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم يكن لها رأي مؤيد ولم يكن لها حتى علم بأن العملية ستنفذ غدا.

إعلان

ويرى أن "ما جرى ولّد واقعًا إسرائيليًا ليس في صالح العرب، وولّد شكًّا إسرائيليًا بأن الهجوم يهدد وجود إسرائيل في المنطقة"، وأشار إلى أن "عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضربة قوية دفعت الإسرائيلي إلى إعادة النظر في الغلاف الأمني الذي يؤمّن إسرائيل من الضربات التي تهدد وجودها".

ويضيف أن "المحصول السياسي لـ7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان سالبا".

ويقول النفيسي إن خيارات المقاومة الفلسطينية في غزة اليوم صعبة جدا، ولكن لو توقفت الحرب ستكون أفضل، مستبعدا في نفس السياق أن يتمكن الاحتلال الإسرائيلي -كما يزعم- من القضاء على حركة حماس وعلى تهجير الفلسطينيين من غزة.

وفي المقابل، يؤكد المفكر الكويتي في حديثه لبرنامج " المقابلة" أن طوفان الأقصى سبّب ألمًا كثيرًا للإسرائيليين، فخسارة شخص واحد في المجتمع الإسرائيلي تعادل 2300 عربي، وهناك هجرة معاكسة، حيث إن من كانوا يعيشون في إسرائيل هجروها، بالإضافة إلى أن الإسرائيليين باتوا يشعرون بقلق وجودي جدي.

دور إيران

وعن دور إيران، يقول النفيسي إن هذه الدولة قوة إقليمية كبيرة عندها مقدرات إستراتيجية وعندها مياه وزراعة وطاقة نفطية رهيبة تصدر إلى أسواق العالم، وجار للدول العربية، ويرى أن "إيران العربية سوف تنكمش أما إيران الداخل فسوف تزدهر باتفاق أميركي"، ويقصد بإيران العربية الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية. ويضيف أن الأميركان يفضلون التعاون مع الشيعة ولا يفضلون التعاون مع السنة.

وحول إمكانية اتفاق طهران مع الأميركيين، يقول إن إيران لديها الاستعداد للتفاهم مع أي طرف تتحقق مصلحتها معه.  

كما يرى أن إيران حقيقة واقعة ودولة مركزية في الشرق الأوسط، والتفاهم السعودي معها خطوة صحيحة 100%100 وجاءت متأخرة، معربا عن اعتقاده بأن استقرار إيران يخدم مصلحة الدول العربية، على أن تراقب الولايات المتحدة الأميركية  الدور الإيراني.

إعلان 8/6/2025-|آخر تحديث: 22:20 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • عبد الله النفيسي: فلسطين هي المركز وطوفان الأقصى ضربة قوية للاحتلال
  • أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة
  • شارك بهجوم 7 أكتوبر.. إسرائيل تقتل القيادي أبو شريعة
  • إسرائيل تتوعّد حزب الله مجدداً وتُصعّد عملياتها في غزة: لن نسمح للحزب بإنتاج أسلحة مجدداً
  • إسرائيل منعت الجيش اللبناني تفتيش موقع بالضاحية الجنوبية قبل قصفه
  • لبنان.. إسرائيل منعت تفتيش مبنى بضاحية بيروت قبل قصفه
  • الضاحية تحت النار.. إسرائيل تشنّ 18 غارة على بيروت وتستهدف مواقع وسط أحياء سكنية
  • ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية
  • إسرائيل تهدد بيروت: لا هدوء في لبنان ما لم يُنزع سلاح حزب الله
  • إسرائيل تحدد "شرطا" لوقف الهجمات على لبنان