إسرائيل ترفع سقف التحدي لدفع حزب الله إلى التراجع
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
أكدت الغارات التي شنتها إسرائيل وتحذيرات الإخلاء في لبنان الاثنين، تصميم الحكومة الإسرائيلية على كسر عزيمة حزب الله وإجبار هذه الميليشيا، التي تسيطر على عشرات القرى في أنحاء جنوب لبنان، على وقف هجماتها عبر الحدود مع إسرائيل.
وكتب باتريك كينغسلي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذه التحركات تعكس أيضاً إلى أي مدى بعد إسرائيل عن تحقيق هذا الهدف- وكم يقترب الجانبان من حرب شاملة.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يأملون أنه من خلال تصعيد هجماتهم في الأسبوع الماضي – ضرب أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وقتل الكثير من القادة الرئيسيين وكذلك المدنيين اللبنانيين – سيضطرون الحزب إلى الانسحاب من الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. لقد اعتقدوا أنهم إذا زادوا تكلفة حملة حزب الله، فسيكون من الأسهل على الدبلوماسيين الأجانب، مثل عاموس هوكشتاين، أحد كبار مبعوثي الولايات المتحدة، إقناع الحزب بالتراجع.
Raising the Stakes, Israel Gambles That Hezbollah Will Back Down
https://t.co/yS2AqKfv0R
وفي الوقت الراهن، حدث العكس. وعلى رغم من أيام من الهجمات التصعيدية من جانب إسرائيل، تعهد حزب الله عدم الخضوع للضغوط.
وقال قادة الحزب إنهم سيواصلون هجماتهم حتى يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، حليفة الميليشيا. وصباح الأحد، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على أهداف على بعد نحو ثلاثين ميلاً داخل إسرائيل، وهي أعمق ضرباته منذ بداية الحرب في أكتوبر(تشرين الأول) - والتي حذر أحد كبار مسؤوليه من أنها "مجرد بداية".
Israel warned you for almost a full year—back off. Hezbollah refused. It’s beyond salvage now. We have officially begun a completely different and new war. Israel will go all-in against Hezbollah from air, sea, and land until it wipes them off the map.pic.twitter.com/RL3dXBMtRO
— Rudhra Nandu (@rudhranandu) September 24, 2024حتى أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله، تحدى إسرائيل بأن تغزو جنوب لبنان براً، وهو التحرك الذي قد يؤدي إلى طريق مسدود طويل الأمد، تماماً كما قد يؤدي إلى انتصار إسرائيلي.
ولم يكن يبدو أن الغزو وشيكاً الاثنين، حتى مع تكثيف إسرائيل ضرباتها وتحذير المدنيين لإخلاء القرى التي قالت إن حزب الله يخزن فيها الأسلحة، وقال كبير الناطقين العسكريين الإسرائيليين، الأدميرال دانيال هاغاري، إن التركيز الحالي ينصب على حملة جوية، وليس على عملية برية.
ولكن إذا لم تتمكن إسرائيل من توفير أشكال أخرى من الضغط العسكري، فإن الاقتحام سوف يكون أحد الخيارات العسكرية القليلة المتبقية أمام القيادة الإسرائيلية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يعلن اكتشاف عميل للموساد بمحافظة النبطية جنوب لبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، الاثنين، عن اكتشاف أحد أخطر الاختراقات الأمنية في صفوفه، تمثل في عميل يدعى محمود أيوب، كان يتمتع بعضوية في الحزب ويشغل منصب المدير المالي لمستشفى في بلدة حاروف بمحافظة النبطية جنوبي لبنان.
وبحسب مصادر أمنية، عمد أيوب إلى تسريب معلومات حساسة عن عائلات قيادات "حزب الله" إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، مستغلاً موقعه داخل مؤسسة صحية يرتادها أفراد من عائلات القادة.
وقد أتاحت هذه المعلومات للاحتلال تنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت رموزًا بارزة في الحزب، في مقدمتهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، والذي خلفه الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم.
وتم توقيف أيوب من قبل جهاز أمن "حزب الله"، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي اللبناني، في عملية تتوجت تحقيقات امتدت لأسابيع.
ويأتي هذا الكشف بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من توقيف محمد هادي صالح، المنشد الديني المعروف والمقرب من قيادة الحزب، الذي وُجهت إليه تهمة التجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي مقابل مبلغ لا يتجاوز 23 ألف دولار.
اختراق أمني مزدوج يطيح بثقة الحزب
وتشير صحيفة "لوريان لو جور" اللبنانية إلى أن صالح لم يكن مجرّد منشد ديني، بل كان شخصية ثقافية موثوقة داخل البيئة التنظيمية للحزب، يتحرك بحرية بين المقار القيادية، فيما كان يزود الاحتلال بمعلومات عن مواقع استراتيجية تابعة لـ"حزب الله"، أسهمت لاحقًا في تنفيذ اغتيالات دقيقة، أبرزها اغتيال القيادي حسن بدير ونجله علي في نيسان/أبريل الماضي، وسلسلة تفجيرات استهدفت مواقع في النبطية مطلع أيار/مايو الماضي.
ويكشف هذا الاختراق المزدوج عن مدى تغلغل جهاز الموساد داخل بنية "حزب الله"، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير تحقيقي موسع، أشارت فيه إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من زرع أجهزة تنصت في مواقع حساسة، وتتبع الاجتماعات المغلقة، ورصد تحركات القادة، بما في ذلك السيد حسن نصر الله، الذي اغتيل في أيلول/سبتمبر 2024 عبر ضربة جوية إسرائيلية وُصفت بالاستثنائية من حيث الدقة والاستخبارات المسبقة.
وأوضحت الصحيفة أن حملة الاختراق الإسرائيلية تضمنت كذلك تفجير أجهزة الاتصال الخاصة (البيجر)، واغتيال عدد من كبار القادة العسكريين، من بينهم قائد المجلس العسكري فؤاد شكر وخلفه إبراهيم عقيل، وأسفرت عن مقتل آلاف اللبنانيين وتشريد أكثر من مليون، ما شكل ضربة استراتيجية قاسية لـ"حزب الله" وللدور الإقليمي الإيراني.
يأتي هذا التطور الأمني في سياق الحرب المستمرة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، والتي اندلعت تضامنًا مع قطاع غزة المحاصر، وسعيًا لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة جنوب البلاد، بعد رفض تل أبيب تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.