الخطة نحو جنوب الليطاني.. هل تنجح اسرائيل؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
بات واضحا شكل المسعى الميداني والعسكري الذي تعمل عليه اسرائيل في المرحلة الحالية، ان كان عبر الاستهدافات الجوية او عبر العملية العسكرية البرية، وهذا ما ستكون له تبعات سياسية في حال نجاح كامل الخطة الاسرائيلية كما هو مرسوم لها، بدءاً من الساحة اللبنانية وصولا الى الساحة الاقليمية، كما يمكن الانتقال الى مستوى جديد من السقوف السياسية عند استكمال المشهد.
تريد اسرائيل تحقيق امرين من خلال الاستهدافات الجوية، الاول هو تهجير مناطق جنوب الليطاني وشمال الليطاني في الجنوب، اذ ان الحد الادنى من الاهداف الاسرائيلية هو فرض تبادل بين عودة الجنوبيين وعودة المستوطنين الى الشمال، لذلك يتم تهجير اكبر عدد ممكن من اهالي القرى عبر القصف اولا وعن طريق البيانات التي يصدرها الناطق لإسم جيش الاحتلال.
الهدف الثاني هو اغتيال كامل الصف القيادي لـ"حزب الله" لضرب منظومة القيادة والسيطرة والتأثير على الاداء العسكري للحزب مما يسهل هزيمته من وجهة نظر اسرائيلية، لذلك تركز تل ابيب حتى اليوم على تنفيذ اغتيالات تصيب كل قيادي تعرفه في الحزب، لعل الامر يوفر عليها معركة كبرى وعملية استنزاف شاملة تلزمها بالتفاوض وتقديم التنازلات وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وهذا قد يكون اخر ما تريده اسرائيل..
في الموضوع البري، تريد اسرائيل الوصول الى نهر الليطاني، وكل حديث غير ذلك هو مماطلة ومراوغة اسرائيلية، لا اكثر، حفاظا على ماء الوجه في حال فشلت تل ابيب بتحقيق اي انجاز عسكري خلال الحرب البرية، لكن في الواقع فإن الهدف هو اخراج "حزب الله" بالقوة من جنوب النهر وفرض حزام امني وقد يكون من الاهداف ايضا منع السكان من العودة الى تلك المناطق.
كذلك تسعى اسرائيل الى الافراط في تدمير المناطق المبنية شمال نهر الليطاني واصابة البنية التحتية العسكرية للحزب في تلك المنطقة لمنع اطلاق الصواريخ من تلك المناطق بإتجاه شمال فلسطين المحتلة، لان اسرائيل تعتقد ان الحزب، وحتى لو سقطت مناطق جنوب النهر سيستمر في استهداف المستوطنات من القرى والمناطق البعيدة لتكون لديه قدرة على التفاوض.
امام هذه الخطة يصبح الامتحان الاساسي هو العملية البرية، ففي حال نجحت اسرائيل في تحقيق اختراقات عملية كبيرة وسريعة بأقل خسائر ممكنة، فإن ذلك سيعني انها تنجح في تنفيذ خطتها، اما في حال فشلت في التقدم ودفعت اثمانا بشرية كبيرة وتعرضت دباباتها لعملية ابادة كما كان يعلن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فإن ذلك سيسرع عملية التفاوض اكثر بكثير من المتوقع.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی حال
إقرأ أيضاً:
هل تنجح الحكومة السورية في طيّ صفحة المقاتلين الأجانب؟
دمشق- تزامن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مع كشف البيت الأبيض عن 5 شروط تشكل الأساس السياسي للمرحلة المقبلة في العلاقة مع دمشق، من بينها بند يُعد الأكثر تعقيدا وهو مغادرة جميع المقاتلين الأجانب الأراضي السورية.
ويأتي هذا المطلب في لحظة دقيقة من الانتقال السياسي في البلاد، حيث تواجه الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع تحديا حقيقيا في كيفية التعامل مع هذه المسألة بالنظر إلى الوجود الواسع لمقاتلين أجانب قاتلوا لسنوات إلى جانب فصائل معارضة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" سابقا.
وترتبط هذه القضية بحسابات تتجاوز البُعد الأمني، إذ يرى مراقبون أن إخراج هؤلاء المقاتلين لن يكون مسألة فنية فقط، بل يتطلب تفاهمات مع قوى كانت تمثل ثقلا عسكريا واجتماعيا في سنوات الحرب، حيث لعبت دورا محوريا في إسقاط نظام الأسد، وراكمت نفوذا ميدانيا وسياسيا لا يمكن تجاوزه.
ويُطرح السؤال عما إذا كانت الحكومة الجديدة ستتمكن من إقناع هذه القوى أو الضغط عليها لإتمام الانسحاب دون الدخول في صدام جديد، بالتزامن مع أنباء متداولة عن بدء الحكومة حملة أمنية ضد المقاتلين الأجانب.
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا نفى وجود أي حملات أمنية تقوم بها الوزارة في سوريا، "لاستهداف جماعة من الناس لجنسيتهم أو مذهبهم أو عرقهم". وقال للجزيرة نت إنها -وعلى العكس تماما- تقوم بحماية الجميع دون تفريق، وتنظر إلى الأشخاص في البلاد من زاوية احترامهم للقانون أو مخالفته فقط.
وبشأن أي خطط حكومية قادمة بخصوص هذا الملف، أكد البابا أن الداخلية جهة تنفيذية أمنية تلتزم بالقرارات والمراسيم والتوجيهات من الجهة الأعلى منها وهي الرئاسة السورية حسب ما تقتضيه الأنظمة والقوانين، وعملها يقوم على حفظ أمن البلاد، وحماية السوريين من التهديدات الأمنية.
إعلانووفق البابا، فإن المواقف السياسية للدولة تعبر عنها إما الرئاسة أو وزارة الخارجية، ولا دخل للداخلية بهذا الأمر.
ضوابط واضحةيرى مراقبون أن المطالب الأميركية فيما يتعلق بملف المقاتلين الأجانب جرى تضخيمها، وأنه يمكن للحكومة السورية حسم المسألة دون أي صدامات عسكرية أو أيديولوجية مع أي فصيل.
في السياق، يعتبر الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حسام جزماتي أن الفهم السائد لمطلب واشنطن مبالغ فيه، موضحا أن الأمر لا يتعلق بطرد شامل أو ترحيل قسري، بل بوضع ضوابط واضحة لأدوارهم ضمن الدولة السورية القادمة.
وأكد جزماتي -في حديث للجزيرة نت- أن الشروط الغربية تركز على منع هؤلاء المقاتلين من تقلد مناصب قيادية في الجيش أو الأجهزة الأمنية أو الحكومة، بالإضافة إلى منع استخدام الأراضي السورية كنقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية خارجية.
ويرى أن هذه السياسة تتيح مساحة للتفاهم والحلول الوسط، تجمع بين متطلبات المجتمع الدولي وتعقيدات الواقع الميداني، لكنها تفرض على الإدارة السورية الجديدة مسؤولية صارمة في مراقبة وضبط الوضع، لمنع أي خروج عن السيطرة قد يؤثر سلبا على جهود إعادة الانخراط الدولي.
وبحسب الباحث جزماتي، يمكن الاستفادة من تجارب مماثلة أقربها حالة البوسنة التي لم تتخل عن المتطوعين الإسلاميين الذين أسهموا في معركتها، لكنها أطّرت وجودهم بسياقات قانونية تضمن لهم الحماية، وتضمن للبلاد أن يقودها أبناؤها، وألا يتعرض سلمها الداخلي للتهديد، وألا تقع في إحراج خارجي بوصفها منصة محتملة للجهاديين.
معالجة هادئةويذهب البعض إلى الاعتقاد بأن حضور المقاتلين الأجانب في سوريا تراجع إلى حدّ كبير، وانحصر ضمن مجموعات محلية لا تملك تأثيرا فعّالا، وأن كثيرا منهم جزء من النسيج الاجتماعي في مناطق إقامتهم، بعدما اندمجوا في الحياة اليومية من خلال العمل أو الروابط الأسرية.
إعلانوأكد الباحث السياسي عرابي عبد الحي عرابي تقلص عدد المقاتلين الأجانب في سوريا بشكل كبير، مشيرا إلى أن وجودهم اليوم بات محصورا ضمن تشكيلات محلية محدودة وغير فاعلة سياسيا أو عسكريا.
وقال عرابي -في حديث للجزيرة نت- إن معظم هؤلاء الأفراد اندمجوا اجتماعيا في المجتمعات السورية التي استقروا فيها منذ سنوات، سواء عبر الزواج أو العمل أو الانخراط في الحياة المدنية ضمن المناطق الخارجة عن النزاع.
ووفقا له، لا توجد مؤشرات على انتساب المقاتلين لتنظيم الدولة الإسلامية أو أي كيان مصنف إرهابيا من قبل الحكومة السورية أو المجتمع الدولي، كما أن تحركاتهم لا تتسم بالطابع العابر للحدود، بل تتماهى مع خصوصية البيئة المحلية التي يعيشون فيها.
ويعتقد الباحث عرابي أن هذا الملف لا يشكّل محور توتر داخلي أو تهديدا للأمن، بل تحوّل إلى قضية إنسانية وإدارية تتطلب معالجة هادئة تتجنب التصعيد، مع احترام الخصوصيات الثقافية والاعتبارات الاجتماعية للأهالي والمجتمعات المضيفة.