يمر كوكب الأرض بوقت حرج للغاية، وفقًا لتقرير جديد نُشر في مجلة BioScience، فإننا نواجه أزمة مناخية غير مسبوقة تهدد بدخول الأرض في مرحلة لا رجعة فيها من الكارثة المناخية، أعد التقرير ائتلاف من العلماء من جامعة ولاية أوريغون وأكثر من 15,000 عالم آخرين، يوضح أن 25 من أصل 35 علامة حيوية للكوكب قد تجاوزت الحدود الآمنة، مما يشير إلى تفاقم الوضع المناخي العالمي.




 التدهور المستمر في العلامات الحيوية للأرض

التقرير السنوي بعنوان "حالة المناخ لعام 2024: أوقات حرجة على كوكب الأرض" كشف عن تدهور في مجموعة من العلامات الحيوية، منها:
- نمو السكان والمواشي: حيث يزداد عدد السكان بمعدل 200,000 شخص يوميًا، بينما تزداد أعداد المواشي بمعدل 170,000 رأس يوميًا، ما يؤدي إلى ارتفاع انبعاثات غاز الميثان المرتبط بالثروة الحيوانية.


 


- استهلاك الوقود الأحفوري: ارتفع استهلاك الفحم والنفط بنسبة 1.5% في عام 2023، بينما لا يزال استهلاك الوقود الأحفوري يفوق الطاقة المتجددة بـ 14 مرة، مما يزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

دخان منبعث في الجو من منشآت صناعية

 


- فقدان الغطاء الشجري: انخفض الغطاء الشجري العالمي بمعدل 22.8 مليون هكتار سنويًا في عام 2022، مع تدمير 11.9 مليون هكتار بسبب الحرائق، مما يقلل من قدرة الغابات على امتصاص الكربون ويؤدي إلى زيادة الاحترار العالمي.



أقرأ أيضاً.. تحول مذهل.. القارة القطبية الجنوبية تتحول إلى اللون الأخضر مع ارتفاع درجات الحرارة

 

أخبار ذات صلة تحديات وتنبؤات في النسخة الرابعة من «حوارات حول المناخ» «أكاديمية الشارقة» تحتفي بالأسبوع العالمي للفضاء


بعض الأمل وسط الكارثة

رغم الصورة القاتمة، أشار التقرير إلى بعض التقدم في مجال حماية البيئة:

- انخفاض إزالة غابات الأمازون: شهدت غابات الأمازون انخفاضًا في معدلات إزالة الغابات، ويرجع ذلك إلى القيادة الجديدة الداعمة للبيئة في البرازيل. تخزن الأمازون حوالي 123 مليار طن من الكربون، مما يجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ.

 


- نمو الطاقة المتجددة: أظهرت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نموًا ملحوظًا، مما يعكس اتجاهًا إيجابيًا نحو مصادر الطاقة النظيفة. ومع ذلك، لا يزال استهلاك الوقود الأحفوري يشكل التهديد الأكبر على المناخ العالمي.



 تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ

يرتفع عدد الكوارث المناخية مثل الحرائق والفيضانات وموجات الحرارة بشكل كبير حول العالم. على سبيل المثال، شهدت كندا عامي 2023 و2024 مواسم حرائق غابات غير مسبوقة، مما يفاقم الأضرار البيئية. وتعد الأعاصير، مثل إعصار "هيلين" الذي دمر أجزاء من فلوريدا وكارولينا الشمالية، مثالًا على التأثير المتزايد للأعاصير نتيجة ارتفاع درجات حرارة المحيطات.

حرائق غابات

استمرار دعم الوقود الأحفوري
أشار التقرير إلى أن الدعم المالي الهائل للوقود الأحفوري، الذي تجاوز 7 تريليون دولار في عام 2023، لا يزال يشكل عقبة أمام التحول إلى الطاقة المتجددة. هذا الدعم يعوق الجهود العالمية الرامية إلى تقليل الانبعاثات وتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة.

 


اقرأ أيضاً.. حرائق الغابات تتضاعف خلال عشرين عاماً جراء الاحترار العالمي



في ضوء هذه التطورات، يحذر العلماء من أن عام 2024 قد يكون أحد أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، حيث سجلت درجات حرارة سطح الأرض ارتفاعات غير مسبوقة. ورغم بعض التقدم البيئي، فإن الوضع يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة للحد من الانبعاثات وإنقاذ كوكب الأرض من كارثة مناخية محتملة لا رجعة فيها.

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأشجار المناخ الثروة الحيوانية الأمازون الأرض حرائق الغابات التغير المناخي الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

نيزك فضائي يكشف عن معادن لم تعرفها الأرض من قبل

عثر السكان المحليون في بلدة جيبيون، بالقرب من صحراء ناميبيا، على نيزك حمل اسم البلدة نفسها، ليصبح بعد مرور مئات السنين سببا في اكتشاف خصائص ميكانيكية غير مسبوقة للمعادن، لم تشهد الأرض مثلها من قبل.

هذا النيزك، الذي استخدمه السكان الأصليون في ناميبيا (قبائل الهيريرو) لصناعة الأدوات والأسلحة مثل رؤوس الحراب، قبل أن يدرك العلماء قيمته العلمية، تعرَض العديد من شظاياه في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني ومتحف التاريخ الطبيعي في نيويورك، كما استخدم في العديد من الدراسات لتحديد الخواص الميكانيكية، والبلورية، والمغناطيسية للمعادن.

ومؤخرا، أعلن علماء ومهندسون من جامعة نوتنغهام البريطانية، في دراسة نشرتها دورية "سكريبتا ماتيرياليا"، عن الدور الذي لعبه هذا النيزك في الكشف عن خصائص ميكانيكية غير مسبوقة لمعادن فضائية، لم تشهد الأرض مثلها من قبل.

التقنية الجديدة التي استخدمها الباحثون هي طريقة مبتكرة وغير مدمرة تستخدم لقياس الخصائص الميكانيكية للمواد (جامعة نوتنغهام) تحليل غير تدميري

وباستخدام تقنية مبتكرة وغير مدمرة تُعرف بـ"التحليل الطيفي الصوتي المكاني المعتمد على الليزر"، طورها باحثو جامعة نوتنغهام وسجلوا براءة اختراعها، نجح العلماء في قياس صلابة نيزك "جيبيون"، وهو إنجاز يحدث للمرة الأولى مع نيزك فضائي، ليفاجؤوا بتراكيب وأنماط بلورية مذهلة للحديد والنيكل، لا يمكن محاكاتها على الأرض.

وتعد التقنية الجديدة طريقة مبتكرة وغير مدمرة تستخدم لقياس الخصائص الميكانيكية للمواد، خصوصا الصلابة والمرونة البلورية، بدقة عالية ومن دون الحاجة إلى لمس العينة أو تعديلها.

وتتضمن هذه التقنية 4 خطوات، تبدأ بإطلاق نبضة ليزر قصيرة للغاية على سطح العينة، لتوليد موجات صوتية صغيرة (أشبه بالاهتزازات)، لتنتقل هذه الموجات بدورها عبر سطح المادة، وتتأثر بخصائصها مثل الصلابة، والكثافة، والمرونة، ثم يوجه ليزر آخر لقياس كيفية انتشار هذه الموجات على السطح، ومن خلال تحليل سرعة واتجاه انتشار الموجات، يتم تحديد الخصائص الميكانيكية الدقيقة، خصوصا المرونة البلورية.

إعلان تراكيب لا تتكرر

وتقول وينتشي لي، الباحثة الرئيسية في الدراسة من مجموعة أبحاث البصريات والفوتونات بجامعة نوتنغهام في بيان صحفي رسمي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة "باستخدام هذه التقنية، وجدنا أن معادن الحديد والنيكل في نيزك جيبيون تشكلت في ظروف لا يمكن تكرارها على الأرض".

وتضيف "هذه المواد تطورت في بيئات فريدة استمرت ملايين السنين، مما منحها تراكيب وأنماطًا بلورية مذهلة لا يمكن محاكاتها على الأرض، وهذه البنية الدقيقة تمنحها خصائص ميكانيكية ومرنة تختلف جذريًا عن السبائك التي نصنعها نحن من الحديد والنيكل".

ويطمح العلماء، من خلال دراسة خصائص المعادن الفضائية، إلى فهم أفضل لتكوين الكواكب وتطور النظام الشمسي، إذ توفر النيازك نافذة نادرة ومباشرة على مكونات الأجرام السماوية القديمة. كما قد تمهد هذه الدراسات الطريق لتصميم سبائك جديدة مخصصة للاستخدام في الفضاء، وربما لتصنيع الهياكل خارج الأرض باستخدام مواد مستخرجة من النيازك.

وأوضح البروفيسور ريتشارد سميث، أحد المشاركين في الدراسة، أن التقنية المستخدمة تمكن العلماء من "قياس خواص البلورات المفردة في مواد حبيبية، وهو أمر لم يكن ممكنا من قبل دون تدمير العينة".

وأعرب البروفيسور مات كلارك من كلية الهندسة بالجامعة عن حماسه قائلا "نحن متحمسون للغاية للحصول على عينات أكبر من هذه النيازك مستقبلا، حتى نتمكن من رسم خريطة لتغير الخواص المرنة من مركز النيزك إلى أطرافه، مما يساعدنا في فهم كيفية تشكل هذه المواد المعقدة".

ويضيف "هذا الاكتشاف لا يسلط الضوء فقط على جمال وتعقيد المعادن الفضائية، بل يفتح آفاقا جديدة لتطبيقات صناعية قد تغير مستقبل السفر والاستيطان في الفضاء".

مقالات مشابهة

  • الكهرباء: فقدان 3500 ميغاواط جراء انخفاض واردات الغاز الإيراني
  • التنوع البيولوجي بين مخاطر التغير المناخي والأنشطة البشرية
  • جدة.. اتفاقية بين "كاوست" و"مدينة الطاقة" لتعزيز التعاون في المجالات الحيوية
  • اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.. البيئة تكشف سبيل إنقاذ الأرض
  • تراجع انبعاثات الكربون بالصين وارتفاعها بالولايات المتحدة وأوروبا
  • نيزك فضائي يكشف عن معادن لم تعرفها الأرض من قبل
  • سونيا الحبال تكشف عن علامات الطاقة السلبية في المنزل
  • تفاصيل اجتماع وزيرا الكهرباء والبترول لتأمين تغذية التيار في الصيف
  • تحقيق يكشف استثمار صناديق خضراء أوروبية بشركات ملوثة للبيئة
  • تقرير: تدهور أشجار دم الأخوين في سقطرى يهدد النظام البيئي والاقتصاد المحلي