علامات الأرض الحيوية في خطر.. تقرير جديد يكشف أثر التغير المناخي على كوكبنا
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
يمر كوكب الأرض بوقت حرج للغاية، وفقًا لتقرير جديد نُشر في مجلة BioScience، فإننا نواجه أزمة مناخية غير مسبوقة تهدد بدخول الأرض في مرحلة لا رجعة فيها من الكارثة المناخية، أعد التقرير ائتلاف من العلماء من جامعة ولاية أوريغون وأكثر من 15,000 عالم آخرين، يوضح أن 25 من أصل 35 علامة حيوية للكوكب قد تجاوزت الحدود الآمنة، مما يشير إلى تفاقم الوضع المناخي العالمي.
التدهور المستمر في العلامات الحيوية للأرض
التقرير السنوي بعنوان "حالة المناخ لعام 2024: أوقات حرجة على كوكب الأرض" كشف عن تدهور في مجموعة من العلامات الحيوية، منها:
- نمو السكان والمواشي: حيث يزداد عدد السكان بمعدل 200,000 شخص يوميًا، بينما تزداد أعداد المواشي بمعدل 170,000 رأس يوميًا، ما يؤدي إلى ارتفاع انبعاثات غاز الميثان المرتبط بالثروة الحيوانية.
- استهلاك الوقود الأحفوري: ارتفع استهلاك الفحم والنفط بنسبة 1.5% في عام 2023، بينما لا يزال استهلاك الوقود الأحفوري يفوق الطاقة المتجددة بـ 14 مرة، مما يزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- فقدان الغطاء الشجري: انخفض الغطاء الشجري العالمي بمعدل 22.8 مليون هكتار سنويًا في عام 2022، مع تدمير 11.9 مليون هكتار بسبب الحرائق، مما يقلل من قدرة الغابات على امتصاص الكربون ويؤدي إلى زيادة الاحترار العالمي.
أقرأ أيضاً.. تحول مذهل.. القارة القطبية الجنوبية تتحول إلى اللون الأخضر مع ارتفاع درجات الحرارة
أخبار ذات صلة
بعض الأمل وسط الكارثة
رغم الصورة القاتمة، أشار التقرير إلى بعض التقدم في مجال حماية البيئة:
- انخفاض إزالة غابات الأمازون: شهدت غابات الأمازون انخفاضًا في معدلات إزالة الغابات، ويرجع ذلك إلى القيادة الجديدة الداعمة للبيئة في البرازيل. تخزن الأمازون حوالي 123 مليار طن من الكربون، مما يجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ.
- نمو الطاقة المتجددة: أظهرت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نموًا ملحوظًا، مما يعكس اتجاهًا إيجابيًا نحو مصادر الطاقة النظيفة. ومع ذلك، لا يزال استهلاك الوقود الأحفوري يشكل التهديد الأكبر على المناخ العالمي.
تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ
يرتفع عدد الكوارث المناخية مثل الحرائق والفيضانات وموجات الحرارة بشكل كبير حول العالم. على سبيل المثال، شهدت كندا عامي 2023 و2024 مواسم حرائق غابات غير مسبوقة، مما يفاقم الأضرار البيئية. وتعد الأعاصير، مثل إعصار "هيلين" الذي دمر أجزاء من فلوريدا وكارولينا الشمالية، مثالًا على التأثير المتزايد للأعاصير نتيجة ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
استمرار دعم الوقود الأحفوري
أشار التقرير إلى أن الدعم المالي الهائل للوقود الأحفوري، الذي تجاوز 7 تريليون دولار في عام 2023، لا يزال يشكل عقبة أمام التحول إلى الطاقة المتجددة. هذا الدعم يعوق الجهود العالمية الرامية إلى تقليل الانبعاثات وتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة.
اقرأ أيضاً.. حرائق الغابات تتضاعف خلال عشرين عاماً جراء الاحترار العالمي
في ضوء هذه التطورات، يحذر العلماء من أن عام 2024 قد يكون أحد أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، حيث سجلت درجات حرارة سطح الأرض ارتفاعات غير مسبوقة. ورغم بعض التقدم البيئي، فإن الوضع يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة للحد من الانبعاثات وإنقاذ كوكب الأرض من كارثة مناخية محتملة لا رجعة فيها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأشجار المناخ الثروة الحيوانية الأمازون الأرض حرائق الغابات التغير المناخي الوقود الأحفوری
إقرأ أيضاً:
تحقيق يكشف شبكة قيادات سرية ومراكز تحت الأرض
صراحة نيوز -كشف تحقيق استقصائي موسّع لوكالة رويترز أنّ شخصيتين بارزتين من الدائرة المقربة للرئيس السوري السابق بشار الأسد، هما اللواء كمال حسن ورامي مخلوف، تعملان من موسكو على تمويل وتشكيل مجموعات مسلّحة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين في سوريا ولبنان، بهدف زعزعة الحكومة السورية الجديدة واستعادة نفوذ مفقود منذ سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وبحسب أربعة مصادر مطّلعة من عائلة الأسد، فإن الرئيس السابق بات متقبّلاً لفكرة الإقامة الدائمة في روسيا، بينما يرفض شقيقه ماهر، إلى جانب شخصيات أخرى من الحلقة الضيقة، التسليم بزوال السلطة. وتشير المعلومات إلى أنّ حسن ومخلوف يسعيان لاستقطاب مقاتلين من الطائفة العلوية في الساحل السوري ولبنان، عبر تمويل شبكات محلية تتنافس على النفوذ، مستندين إلى تقديرات داخلية تتحدث عن أكثر من خمسين ألف عنصر.
وتُظهر وثائق اطّلعت عليها رويترز أنّ الرجلين يهدفان إلى السيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة سرية تحت الأرض شُيّدت خلال السنوات الأخيرة من حكم الأسد قرب الساحل السوري، وتضم مخزونات من الأسلحة والمعدّات. وقد أكد ضابطان ومحافظ إحدى المحافظات السورية وجود هذه المراكز، مع الإشارة إلى أنّها أصبحت شبه معطلة وغير قادرة على أداء وظائفها السابقة.
ويواصل اللواء كمال حسن، الرئيس السابق لشعبة المخابرات العسكرية، إجراء اتصالات مكثفة مع شخصيات وقيادات ميدانية، معبّراً عن استيائه من فقدانه لنفوذه، وطارحاً رؤى حول إدارة المناطق ذات الغالبية العلوية. فيما يقدّم رامي مخلوف نفسه لمؤيّديه باعتباره “المخلّص” الذي سيقود “المعركة الكبرى” للعودة إلى السلطة، مستنداً إلى خطاب ديني واجتماعي.
وتفيد المعلومات بأن الرجلين، ومن خلال شبكات مالية في روسيا ولبنان والإمارات، يضخّان ملايين الدولارات لتأمين ولاء مجموعات عسكرية، رغم أن الرواتب المخصّصة للمقاتلين لا تتجاوز مبالغ رمزية. كما تُظهر الوثائق أنّ مخلوف يقيم تحت حراسة مشدّدة في فندق فاخر في موسكو، بينما يموّل عبر وسطاء ضباطاً سابقين بهدف إعادة تنشيط شبكاته داخل سوريا.
وفي المقابل، تعتمد الحكومة السورية الجديدة على خالد الأحمد، وهو مسؤول سابق كان مقرباً من الأسد قبل أن يغيّر ولاءه خلال الحرب، ويتولى حالياً مهمة التواصل مع المجتمع العلوي لاحتواء أي تعبئة محتملة. ويعمل الأحمد، وفق مصادر حكومية، على برامج اقتصادية ومشاريع تهدف إلى التخفيف من آثار البطالة وتراجع النفوذ الوظيفي الذي طال العلويين عقب حل مؤسسات أمنية وعسكرية بعد سقوط النظام.
وتشير تحقيقات رويترز إلى أنّ اللواء حسن قام بتجنيد فريق من المتخصصين في الاختراق الإلكتروني لتنفيذ هجمات على أنظمة الحكومة الجديدة، وأن بيانات حسّاسة مسروقة من وزارات سورية طُرحت لاحقاً للبيع على شبكة الإنترنت المظلمة. كما أطلق جمعية خيرية تحمل اسم “منظمة إنماء سورية الغربية” لتكون غطاءً لتعزيز نفوذه داخل البيئة العلوية.
وتبقى إمكانات ماهر الأسد، القائد السابق للفرقة الرابعة وصاحب النفوذ المالي الكبير، عاملاً مؤثراً في خلفية المشهد، رغم عدم دخوله المباشر في أي تحرّك حتى الآن. وتشير تقارير إلى أنّ آلاف المقاتلين السابقين من الفرقة لا يزالون يعتبرونه قائدهم الطبيعي، وأنه يحتفظ بشبكات مالية داخل سوريا وخارجها.
وتوضح مصادر دبلوماسية أنّ روسيا، رغم استضافتها عدداً من الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق، تتحفّظ عن دعم أي تحرك من هذا النوع، مؤكدة أنّ أولويتها تتركز في ضمان استمرار وجودها العسكري على الساحل السوري. كما أُشير إلى أنّ اللقاءات غير الرسمية التي جرت بين ممثلين عن حسن ومخلوف ومسؤولين روس تراجعت في الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو في أكتوبر/تشرين الأول، والتي تناول خلالها ملف الشخصيتين بشكل مباشر.
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات السورية اعتقال عشرات الأشخاص المرتبطين بمخلوف وحسن، بينهم خلية كانت تخطط لاستهداف صحافيين وناشطين في الساحل. ويؤكد مسؤولون محليون أنّ فرص نجاح أي محاولة لزعزعة الاستقرار تبدو محدودة في ظل الانقسامات بين قيادات النظام السابق وتراجع دعم القوى الخارجية لهم.