حسونة الطيب (أبوظبي)

سجلت الانبعاثات الإجمالية لثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة ارتفاعاً بنحو %0.8 خلال العام الماضي 2024، في أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 37.8 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون.
وأدى هذا الارتفاع لتركيزات قياسية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغت 422.5 جزء في المليون، أي أعلى بنحو 3 أجزاء في المليون عن العام 2023، وأعلى بنسبة %50 عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، بحسب تقرير لوكالة الطاقة الدولية.

وبينما ارتفع الاستهلاك العالمي للنفط بنسبة قدرها %0.8 في العام الماضي 2024، لم تتجاوز الانبعاثات الناجمة عنه، سوى %0.3 فقط، بصرف النظر عن الانبعاثات المرتبطة بقطاع الطيران التي بلغت %5.5 وسط زيادة كبيرة في طلب السفر الجوي.
ويُعزى الارتفاع الإجمالي المتواضع في الانبعاثات الناتجة عن استخدام النفط، لحد كبير إلى حقيقة أن المواد الخام البتروكيماوية شكلت 70% من إجمالي الزيادة في حجم استهلاك النفط، بحسب التقرير.
وزادت هذه الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود بنحو 1% في السنة الماضية، بما يعادل 357 طن متري من ثاني أكسيد الكربون، بينما انخفضت الانبعاثات الناتجة عن العمليات الصناعية بنسبة 2.3%، ما يعادل 62 طن متري من ثاني أكسيد الكربون وكان نمو الانبعاثات أقل من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي عند أكثر من 3.2%.

الأسواق الناشئة 
وتتباين هذه الانبعاثات من منطقة إلى أخرى، فبينما ارتفعت في الأسواق الناشئة والنامية وفي القطاعين الجوي والبحري تراجعت في اقتصادات الدول المتقدمة مثل، أميركا والاتحاد الأوروبي واليابان. وأشار التقرير إلى زيادة الانبعاثات في الأسواق الناشئة والنامية التي بلغت 1.5% في السنة الماضية مدفوعة بزيادة طلب الطاقة المرتبط بالنمو السريع للاقتصاد وعدد السكان. وفي حين، سجلت الزيادة في انبعاثات الفحم 2% ارتفعت بنحو 3.7% في الغاز الطبيعي ما يؤكد استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري للإيفاء بطلب النشاط الصناعي وتحسين إمكانية الحصول على الطاقة. وارتفعت الانبعاثات المرتبطة باستهلاك الطاقة في الصين، بنسبة سنوية قدرها 0.4%، خاصة مع زيادة استهلاك الكهرباء في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وتدابير التحفيز الاقتصادي والنمو الصناعي ولتعافي القطاع السكني والخدمات.  وبصرف النظر عن هذه الضغوطات ساعد التوسع في الطاقة النظيفة خاصة الشمسية والرياح في تخفيف زيادة الانبعاثات كما ارتفع معدل توليد الكهرباء بالطاقة الكهرومائية، بنسبة 11% في 2024، بالمقارنة مع العام 2023. 
وتراجعت الانبعاثات الناتجة عن العمليات الصناعية، بأكثر من 5%، نتيجة لانخفاض يقارب 10% في إنتاج الإسمنت، بحسب التقرير.

النشاط الصناعي 
وفي الهند، ارتفعت انبعاثات الكربون المرتبطة بالنشاط الصناعي بنحو 5.3% خلال السنة الماضية مسجلة أعلى نسبة بين اقتصادات الدول الكبيرة مدفوعة بالنمو الاقتصادي السريع والتطور العقاري والارتفاع الكبير في طلب الطاقة.
وأدى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة لزيادة في استهلاك الكهرباء، التي شهدت زيادة قدرها 5%، بصرف النظر عن إضافة قياسية في سعة التوليد من طاقتي الرياح والشمسية، كما أن النمو في الطاقة المتجددة، دون مستوى الطلب، ما أدى للاعتماد على الوقود الأحفوري في عمليات التوليد، وفقاً لتقرير الوكالة. وشهدت اقتصادات الدول المتقدمة تراجعاً نسبياً في الانبعاثات المرتبطة بالطاقة، بنسبة قدرها 1.1% في السنة الماضية، مدفوعة بانخفاض بنحو 5.7% في انبعاثات الفحم وبنحو 0.5% في انبعاثات النفط، بينما ارتفعت في الغاز الطبيعي بنحو 0.9%.
ويعكس هذا الانخفاض استمرار هذه الدول، في الاعتماد على المصادر النظيفة حيث تشكل الطاقة النووية والمتجددة 50% من عمليات توليد الكهرباء، خاصة الشمسية والرياح.

الولايات المتحدة
وفي الولايات المتحدة، أشار التقرير إلى انخفاض في انبعاثات الطاقة قدرها 0.5% في السنة الماضية وتقلصت انبعاثات الفحم 4.5% مسجلة أدنى مستوى لها منذ 60 عاماً في حين تراجعت انبعاثات النفط بنحو 0.3% وارتفعت في الغاز الطبيعي بنحو 1.3% الذي يعتبر أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في أميركا، مستحوذاً على أعلى نسبة قدرها 43%، وتفوقت طاقتا الرياح والشمسية، على الفحم للمرة الأولى، كمصدر للتوليد. 
وانخفضت الانبعاثات الناتجة عن الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة قدرها 2.2% في السنة الماضية وبينما تراجعت الانبعاثات الناجمة عن الفحم بنحو 11% وتراجعت في النفط بنسبة طفيفة قدرها 0.3%، وظلت انبعاثات الغاز على حالها دون تغيير.  وفي قطاع الكهرباء استحوذت الطاقة المتجددة على 50% في الإنتاج معظمها لـ«الشمسية» و«الرياح».

أخبار ذات صلة مباحثات مصرية وأوروبية لتعزيز التعاون في ملف الهجرة وزير الخزانة الأميركي يدعو ماسك للابتعاد عن السياسة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي وكالة الطاقة الدولية النفط انبعاثات الكربون أميركا انبعاثات

إقرأ أيضاً:

"الإحصاء": إيرادات القطاع غير الربحي ترتفع إلى 73.1 مليار ريال بنسبة نمو 22% خلال عام 2024

ارتفعت إيرادات القطاع غير الربحي لعام 2024م إلى (73.1) مليار ريال بنسبة نمو (22%) مقارنة بعام 2023م, فيما ارتفعت النفقات إلى (60.8) مليار ريال بنسبة نمو (17%)، وبلغت تعويضات المشتغلين (28.9) مليار ريال بزيادة قدرها (13%) عن عام 2023.

 وأشارت النتائج إلى أن أنشطة التعليم والأبحاث ساهمت بنسبة (29%) من إجمالي الإيرادات، تلتها الصحة بنسبة (24%) ثم الثقافة والترفيه بنسبة (19%) وهي الأنشطة الأكثر مساهمة في إيرادات القطاع، كما أوضحت البيانات أن أنشطة الثقافة والترفيه استحوذت على (42%) من أعداد المشتغلين، تلتها الخدمات الاجتماعية بنسبة (20%), فيما سجلت أنشطة التنمية والإسكان (9%), وعلى مستوى تكوين رأس المال الثابت بلغت قيمة المشتريات من الأصول (4.37) مليارات ريال وسجلت الصحة أعلى مساهمة بقيمة (1.4) مليار ريال.

وتُعد هذه الإحصاءات قاعدة متكاملة للبيانات الاقتصادية للقطاع غير الربحي، حيث تُجمع وفق منهجيات دقيقة ومعايير جودة عالية؛ لضمان موثوقية المؤشرات ودعم صناع القرار والسياسات التنموية.

أخبار السعوديةالقطاع غير الربحيأخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • شنايدر إلكتريك تحتفل بنجاح المرحلة الأولى من مبادرة "قياس كفاءة الطاقة" لدعم الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية
  • "الإحصاء": إيرادات القطاع غير الربحي ترتفع إلى 73.1 مليار ريال بنسبة نمو 22% خلال عام 2024
  • 138 ملياراً تسوق أكتوبر
  • مجلس النواب يناقش تحديات وخطط «المؤسسة الوطنية للنفط»
  • بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية .. “الفارس الشهم 3” تحتفل ب 54 عريساً وعروساً من غزة
  • تريليون درهم التجارة غير النفطية خلال 3 أشهر
  • العرض العالمي الأول لـ«خريطة رأس السنة» في مهرجان Tony Curtis المجري.. والفيلم يحصد الجائزة التقديرية
  • إيران: مستمرون في التعاون مع وكالة الطاقة الذرية وفق قوانين البرلمان
  • تراجع جهود المكافحة.. ارتفاع حاد في ضحايا الألغام الأرضية في 2024
  • الزواج العرفي فى مصر يتراجع بـ4.9% بنهاية عام 2024