عام من الدماء.. من أطلق الرصاص على غزة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عام من الوحشية الممنهجة شهدت فيه الأراضي المحتلة أبشع الجرائم التي تُرتكب بطرق انتقامية ضد المدنيين والعُزَّل، حيث غاب خلاله ضمير صُناع القرار العالمي وصمَّوا آذانهم وأغمضوا أعينهم متعمدين ذلك، وفي الجانب الآخر منعوا المنظمات الأممية من تنفيذ قراراتها ضد هذه الانتهاكات، مستخدمين نفوذهم وقوتهم المسيطرة.
في صبيحة سبت السابع من أكتوبر خلال العام المنصرم، قلبت عملية «طوفان الأقصى» الداخل الإسرائيلي رأسًا على عقب، حيث جاءت بنتائج كانت كالصاعقة على مواطني الاحتلال، التي تم ترجمتها إلى مقتل مئات الجنود والمستوطنين، وأسر ما يزيد عن 250 شخصا، إضافة إلى تعطيل حركة التجارة الداخلية والخارجية نتيجة إغلاق الموانئ والمطارات.
نتيجة لذلك، أعطى العالم مزدوج المعايير الضوء الأخضر لحكومة الاحتلال المتطرفة، التي اعتبرته إشارة بدء للإبادة الجماعية للشعب الفسطيني، وهدم كل مقدراته ومحاولة تهجيره قسرًا والتعامل معه بسياسة الأرض المحروقة من خلال هدم البنى التحتية والمباني، حتى وصل الأمر إلى تدمير أكثر من 90% من قطاع غزة.
في إحصائية رسمية أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، حصيلة 365 يومًا من الحرب، حيث أسفرت عن سقوط 41638 شهيدًا، أكثر من 60% منهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 65% من المؤسسات الصحية في قطاع غزة وما تبقى يعمل بشكل جزئي.
لم يكتفِ الاحتلال باستهداف المدنيين وقتلهم فقط، بل تعامل مع الأحياء منهم بمبدأ التجويع عن طريق تضييق الخناق على دخول المساعدات بقصفها وتدمير الطرق التي تدخل من خلالها، وصولًا إلى تدمير معبر رفح من الجانب الفلسطيني، الذي كان بمثابة الرئة الوحيدة التي يتنفس منها أهالي القطاع وتدخل من خلاله شاحنات الغذاء والعلاج، عن طريق مصر.
طالت أيدي الاحتلال الملطخة بالدماء، المؤسسات الإغاثية التي تعمل وفق القانون الدولي داخل قطاع غزة، لا سيما منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين «الأونروا»، وقتلت العاملين بها بدماء باردة واستهدفت المقرات أمام أعين العالم أجمع، وكأنها تريد تجفيف منابع الحياة للشعب الأعزل كما لو كان كل ذنبه أنه متمسك بأرضه.
مصر لم تقف مكتوفة الأيدي، وسرعان ما بادرت بأخذ قرارات داعمة للقضية الفلسطينية، كان أولها التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، رفضًا لتصفية القضية، وانتهجت مصر سياسة متزنة ومعتدلة للتعامل مع الأزمة، محذرة من تفاقم الأوضاع وتوسيع رقعة الصراع، وكانت من أوائل وأكثر الدول التي أدخلت المساعدات إلى القطاع، بعدما خصصت مطار العريش لاستقبال المساعدات الإغاثية من دول العالم كافة.
تخطت الدولة المصرية كل العقبات التي وضعها الاحتلال لإعاقة وصول المساعدات، حتى وصل بها الحال إلى إسقاطها عن طريق الجو، بفضل بعض الجهود الدولية، وقدمت مصر 80% من إجمالي المساعدات التي دخلت إلى غزة منذ بدء العدوان، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الهلال الأحمر المصري، بلغ حجم المساعدات المصرية أكثر 68493 طن.
وعلى المستوى السياسي ضربت الدولة المصرية أروع الأمثلة في الأخوة والمساندة للشعب الفلسطيني من خلال الدبلوماسية الرشيدة، حيث نادى الرئيس السيسي بعقد أول مؤتمر خاص بالقضية الفلسطينية بعد عملية «طوفان الأقصى»، والذي عُرف إعلاميًا بمؤتمر القاهرة للسلام.
وإلى يومنا هذا لم تدخر قلب العروبة جهدًا تجاه حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، حيث اعتبرتها منذ ولادتها قضية القضايا، حيث نشهد اليوم استضافة القاهرة جناحي المقاومة الفلسطينة، «حركة فتح» و«حركة حماس» بهدف تقريب وجهات النظر وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل.
وبرغم جرائم الاحتلال يبقى السؤال الأهم: من أطلق الرصاصة الأولى على القطاع.. إسرائيل أم من؟!.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال مصر
إقرأ أيضاً:
أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
#سواليف
اعتبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( #أونروا ) أن #المساعدات التي تُرسل إلى قطاع #غزة حاليًا، تُشكّل #سخرية من #المأساة_الجماعية، مطالبة بالسماح لها بممارسة عملها من أجل إيصال المساعدات إلى القطاع.
وقالت وكالة “أونروا” في بيان صحفي اليوم الجمعة، إن التقارير تشير بأنه تم إدخال 900 شاحنة خلال الأسبوعين الماضيين، مبينة ان هذا لا يُمثّل سوى ما يزيد قليلاً عن 10% فقط من احتياجات الناس اليومية في غزة.
وأضافت: “المساعدات التي تُرسل حاليًا تُشكّل سخرية من المأساة الجماعية التي تتكشف أمام أعيننا”.
مقالات ذات صلة ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة 2025/05/31وأشارت إلى أنها وخلال فترة وقف إطلاق النار عندما رُفعت القيود البيروقراطية والأمنية بإرادة سياسية، كانت الأمم المتحدة، بما في ذلك ”أونروا”، تُدخل من 600 إلى 800 شاحنة يوميًا، ولم يُبلَّغ عن أي حالات سوء استخدامٍ للمساعدات.
وتابعت: “بهذه الطريقة حوّلنا مجرى الأمور بشكل جماعي ومنعنا #مجاعة من صنع الإنسان”.
وأكدت أنه يمكن إيقاف التجويع الجماعي الحالي، لكن الأمر يتطلب إرادة سياسية.
وقالت: “نحن لا نطلب المستحيل. اسمحوا للأمم المتحدة، بما في ذلك “أونروا” وشركاؤها في المجال الإنساني بالقيام بعملنا: مساعدة المحتاجين والحفاظ على كرامتهم”.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت السياسي الأمني”، في 18 مايو/ أيار الجاري، على إدخال مساعدات لجميع أنحاء قطاع غزة “بشكل فوري”.
لكن منظمات دولية وأممية ومحلية أكدّت أن حديث الاحتلال عن عبور مساعدات إلى قطاع غزة، عملية خداع وتضليل إسرائيلية للمجتمع الدولي، مشددة أن قطاع غزة يمر في مرحلة مجاعة حقيقية؛ وأن احتياجه الفعلي للخروج من هذه الأزمة يتجاوز 600 شاحنة يوميا.