جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-17@20:41:02 GMT

هل نحتاج لتشكيل وزاري جديد؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

هل نحتاج لتشكيل وزاري جديد؟

 

د. عبدالله باحجاج

نطرحُ التساؤل في العنوان أعلاه، من فرضيتين أساسيتين؛ الأولى: أن هذا التشكيل قد جاء في خضم أزمتين من الوزن الثقيل، هما انهيار أسعار النفط، وجائحة كورونا، أما الفرضية الثانية فتتمثل في اتساع دائرة عدم الرضا تجاه الكثير من السياسات المالية والتشريعية، بسبب ما فرضته من واجبات مالية ثقيلة على المُواطن، لذلك يُمكن أن نطلق على التشكيل الوزاري الحالي "فريق مُعالجة الأزمات"؛ سواء أخذنا بتاريخية التعديلات الوزارية التي حدثت في أغسطس 2020، أو إعادة تشكيل مجلس الوزراء في يونيو 2022.

لكن بلادنا في حاجة الآن إلى معرفة مستوى نجاح الفريق التنفيذي الحكومي في التدبير والتسيير والتخطيط والتنفيذ، والإسراع نحو تحقيق التوازن بين المصالح الثلاثة الأساسية التي يقوم عليها الاستقرار العام في بلادنا على وجه الخصوص، وهي: السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ومرجعية تساؤل عنوان المقال تتمثل في السؤال التالي: هل فريق مرحلة الأزمات مؤهل للإدارة التنفيذية لمرحلة ما بعد الأزمات؟ وهناك مجموعة استدلالات يمكن أن نبني عليها طرح التساؤل الأخير، أبرزها:

استمرار تفكير الأزمتين لما بعدهما رغم انتفاء كل الظروف والمُعطيات التي أنتجت الأزمتين. عودة البلاد إلى وضعها المالي الاعتيادي، وربما أفضل من السابق، وانكشاف ضمانات الاستدامة المالية من خلال قطاعات إنتاجية جديدة كالهيدروجين الأخضر، أي ليس من خلال منظومة الضرائب والرسوم القاسية. تزايد الصرخات الاجتماعية في أساسيات المعيشة، وربما على الإدارة التنفيذية الحكومية أن لا تقلِّل من حجم الصرخات من فاتورتي المياه والكهرباء اللتين تظهران الآن قيادتهما للاستياء والامتعاض الاجتماعي.

لن يذهب تفكيرنا إلى أنه بعد خطة التوازن المالي (2021– 2024) ستنتهي الضرائب والسياسات الاجتماعية القاسية، كما قد يفهمها البعض من سياقها الزمني، وإنما هي– أي الخطة– وسيلة لتحقيق غاية دائمة تقود مجموعة إصلاحات بالتبعية؛ فالغاية الكبرى هنا تتمثل في الإصلاح المالي وقيادته لمجموعة إصلاحات اجتماعية كبرى بنيوية لخمسين سنة مُقبلة، دون أن تكون هناك خطة إصلاحية للمجتمع المتجدد، وإنما ستكون حصيلة انعكاسات الإصلاح المالي، وطوال تطبيقاتها خلال الثلاث سنوات حتى الآن، كيف تبدو انعكاساتها الاجتماعية؟ وهل هي مرضية سياسيًا؟

لا بُد أن تكون الإجابة على التساؤلين صريحة وشفافة؛ لأنه ليس من المصلحة الاستراتيجية ترك المجتمع في مُعاناته المعيشية وارتفاع منحنى الامتعاض العام؟ من هنا نرى أن مرحلة انتهاء سنوات خطة التوازن المالي في عام 2024، ينبغي أن يتزامن معها التفكير في التشكيل الوزاري الحالي، ومدى قدرته على صناعة التوازن المعقول بين المصالح الاستراتيجية الثلاثة للدولة- السالفة الذكر- وهي: السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبحسابات الأثقال الوزنية لكل مصلحة منها، وليس حصريًا المصلحة المالية، إذ إن فهمنا العميق يشير إلى أن هناك إفراطًا في حماية رؤوس الأموال الخاصة (المحلية والأجنبية) وإعادة التشريعات والقوانين لخدمتها وحمايتها، وكذلك تفريطٌ في البعد الاجتماعي قد يفُضي إلى انعكاسات سياسية، ونهجٌ لا يُمكن نجاحه في بلد يشعُر بالأبعاد السياسية والاجتماعية أكثر من أي دولة في المنطقة، وينبغي العلم سياسيًا بالضرورة، أن ما تقوم به بعض الدول من إفراط وتفريط، ستدفع ثمنه لاحقًا، ولا ينبغي تبنيه عُمانيًا.

ومن دواعي التفكير كذلك في التشكيل الوزاري الحالي أن كل وزير يعمل برؤيته التنفيذية بمعزل عن نظرائه الآخرين، ويصفه البعض بأنه مُبدعٌ، وأنه سابق زمانه ومكانه، فتصدُر القوانين والسياسات والاستراتيجيات والقرارات الفورية دون تنسيق، ودون تكاملية، وبصورة راديكالية لا تأخذ في عين الاعتبار البناءات السابقة، وحجم المصالح الاجتماعية المُتضررة، علاوة على أنها تقذف بها في محيط اجتماعي تفاعلي تزيد صرخاته بسبب آلامها.

وهنا تساؤل آخر: هل نحتاج إلى إعادة الهندسة السياسية للإدارة الحكومية التنفيذية؟ ومطالبتنا بإعادة التفكير في أول تشكيل وزاري للنهضة المتجددة، ينبع من منطلق أن تقييم الحكومات يُمثل قضية ينبغي أن تحظى باهتمامات سياسية واجتماعية في آنٍ واحدٍ، وأن يجري التقييم بصورة دورية، بإشراك أطراف مختلفة.

نؤمن أنه حتى في ظل ما كانت سياسات الجبايات والرسوم ورفع الدعم مُلزمة على مسارنا الوطني، إلّا أن هناك هوامش كبيرة للحصانة الاجتماعية، أكبر من الحصانة التي توفرها منظومة الرعاية الاجتماعية، ويمكننا أن نُحقق من خلالها الرضا الاجتماعي، ولماذا لم تكن كذلك؟ الإجابة: لأنَّ التفكير كان مسيطرٌ عليه تفكير الاستدامة المالية من خلال الضرائب والرسوم، وليس من القطاعات الاقتصادية الإنتاجية القديمة والجديدة..

من هنا يستلزم أن تكون هناك عقول وزارية جديدة تُمكَّن من الاعتداد بالوزن الاجتماعي الثقيل للدولة العمانية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس شباب النواب يدعو لتشكيل مجلس صحي في بورسعيد

أكد الدكتور محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب وعضو المجلس عن محافظة بورسعيد أنه يدعم التغطية الصحية بالمحافظة. 

كما دعا الدكتور محمود حسين إلى ضرورة وجود مجلس صحى بمحافظة بورسعيد لتنسيق الأعمال من أجل صحة المواطن.

جاءت تصريحات النائب خلال الاجتماع التنسيقي بمقر الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة الثلاثية بين الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، والبنك الأهلي المصري، والنقابة العامة لأطباء مصر.

كان الدكتور  محمد السباعى  مدير عام فرع الهيئة العامة للتامين الصحى بمحافظة بورسعيد عقد اجتماع تنسيقى بحضور الدكتورة نسرين حسن - الاستشارى الفنى للهيئة لقطاع مدن القناة والدكتورة سالى انسى  مدير عام فرع هيئة الرقابة والاعتماد ببورسعيد.

بمشاركة 12 دولة.. افتتاح المؤتمر الـ 24 لتكنولوجيا المياه في بورسعيدالتفاصيل الكاملة لواقعة اشتعال سيارة بطرح بحر بورسعيدالسيطرة على حريق سيارة بشارع طرح البحر في بورسعيدبورسعيد تستضيف ملتقى شباب المصريين بالخارج للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعيةرئيس رعاية بورسعيد الصحية مستمرون في دعم ملف السياحة العلاجية بتقديم خدمات صحية تنافسية عالميًاإزالة 3 حالات تعد على أراضي الدولة جنوب بورسعيد ضمن الموجة 26نائب محافظ بورسعيد: الهجرة غير الشرعية خطر كبيررئيس غرفة بورسعيد التجارية: مصر بوابة أفريقيا.. والاتفاقيات الدولية فرصة ذهبية للمستثمر الصينيأينشتاين في بورسعيد.. وثائقيات ماسبيرو تروي قصة الزيارة الشهيرة ولقاء مصطفى مشرفةبعد تفتيش 100 منشأة طبية| إغلاق مستشفى و11 عيادة وإنذار 32 آخرين في بورسعيد .. اعرف السبب

 وشهد الاجتماع حضور تامر بدر  مدير عام التمويل و الشراكات المحلية بالبنك الاهلى المصرى و الوفد المرافق  النائب الدكتور محمود حسين  رئيس لجنة الشباب و الرياضة بمجلس النواب  بالإضافة الي  الدكتور  وليد عبد المقصود  وكيل وزارة الصحية و الدكتور رامى الفرارجى مدير العلاج الحر و نخبة  كبيرة من ممثلى القطاع الطبى الخاص الراغبين فى التعاقد مع الهيئة العامة للتامين الصحى الشامل .

رئيس شباب النواب يدعو لتشكيل مجلس صحى بمحافظة بورسعيد

وأكد الدكتور محمد السباعى مدير عام الفرع بمحافظة بورسعيد  على ان انضمام القطاع الخاص الى منظومة التأمين الصحى الشامل من اهم استراتيجيات الهيئة العامة للتامين الشامل فى هذه المرحلة، لاضفاء التنافسية فى القطاع الصحى واثراء جودة الرعاية الصحية. 

وأوضحت الدكتورة نسرين حسن المستشار الفنى للهيئة الاليات الخاصة بمبادرة الشراكة الثلاثية، مؤكدة أن الهيئة تدعم انضمام القطاع الخاص للمنظومة بعد اعتمادهم من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.  

وعرض تامر بدر  مدير عام التمويل والشراكات المحلية بالبنك الاهلى  الدور الهام الذى يقوم به البنك الاهلى لدعم مقدمى الخدمة، حيث يتم توفير تمويل منخفض التكلفة من خلال فروع البنك الاهلى المصري للمساعدة في استيفاء المعايير والاشتراطات المطلوبة للحصول على الاعتماد من قبل الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية ومن ثم التعاقد مع الهيئة العامة للتامين الصحي الشامل وذلك لدعم مقدمي الخدمات الصحية من القطاع الخاص راغبى الانضمام لمنظومة التأمين الصحي الشامل من خلال الحصول على تسهيلات ائتمانية.

طباعة شارك بورسعيد التأكين الصحي الشامل مجلس التواب الشباب و الرياضة الامداد و التمويل الرقابة و الاعتماد

مقالات مشابهة

  • جنبلاط: لتحقيق التوازن الوطني وبيروت عاصمة كل اللبنانيين
  • مختص: التطنيش أفضل وسيلة لمواجهة فرط التفكير وتحسين الصحة النفسية .. فيديو
  • «نسائية ديوا» تنظم رحلة إلى «عين دبي»
  • مذكرة تفاهم بين «مجلس التوازن» و«آر تي أكس» والإمارات العالمية للألمنيوم
  • الأحد.. الشيوخ يناقش خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعام المالي 2026/2025
  • رئيس شباب النواب يدعو لتشكيل مجلس صحي في بورسعيد
  • ما هي الملفات التي تناولتها محادثات ترامب في الإمارات؟
  • قمة بغداد تطرح مقترحاً لتشكيل غرفة تنسيق أمني عربية
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظ ريف دمشق يبحثان تعزيز التخطيط التشاركي وتنظيم عمل الجمعيات
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!