صحيفة البلاد:
2025-06-07@08:03:14 GMT

جودة الحياة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

جودة الحياة

انتشر مصطلح “الجودة” انتشار النار في الهشيم في شتى المجالات، ولعلّ البداية لهذا المصطلح كانت في المجال الصناعي أو التجاري حيث يحرص التاجر الذي يقدّم بضاعة ما أن تكون ذات جودة مرتفعة، أي تتمتع بمواصفات عالية وفق معايير محدّدة مسبقاً، وأي تغيير في هذه المواصفات قد يفضي إلى مشكلات كبيرة. بعبارة أخرى، يجب أن يكون المنتج النهائي للمصنع ذا مواصفات محدّدة بحيث يكون هو نفسه في كل مرة يعاد تصنيعه وينطبق تماماً في كل شيء، فإذا كان المنتج غذاءً فيجب أن يكون نفس المنتج في كل مرة، في رائحته ومذاقه، وطعمه، وحجمه، ولونه.

إنتاج المطعم أو المصنع في أمريكا هو نفسه لذات المطعم أو المصنع في جواتيمالا: نفس الطعم ونفس الرائحة. هذه هي الجودة التي يحاول أي مصنع الوصول إليها. منتج نهائي بمواصفات محددة مسبقا وحسب معايير ثابتة بغض النظر عن المكان أو الزمان أو الظروف. وقد انتشر هذا المصطلح في عالم الأكاديميا إلى الدرجة التي أصبحت مهمة عضو هيئة التدريس في الجامعة هي الاستجابة لمعايير الجودة واستباناتها الورقية الكثيرة قبل أن يهتم بالمهمتين الرئيستين له وهما: التدريس والبحث العلمي. الجودة مقبولة في العالم الصناعي والمادي لأن الأمر يتعلّق بأشياء أو مواد أو عناصر مادية يتم ضبط نسبتها جيداً، لكن عندما نحاول نقل هذه الصورة إلى الإنسان وما يمكن أن نسمّيه “جودة الحياة”، فإن هذا الأمر يبدو بعيد المنال؛ لأن الأمر يتعلق هنا بالإنسان الذي لا يمكن فيه الوصول إلى المنتج النهائي الذي يمكن أن نصفه بالجودة؛ والسبب بسيط، وهو أن الإنسان كائن مركّب أو معقّد لا يمكن التحكّم به كما نفعل مع الكائنات الأخرى والأشياء المادية الجامدة. ربما تجد شخصاً يستيقظ في الصباح بمزاج يسمح له بسماع ترتيل لآيات كريمة يقرأها بدر التركي في المسجد الحرام، أو عبد الباسط عبد الصمد عبر اليوتيوب، لكن الشخص نفسه ينتهي في المساء ومزاجه يكون مستعداً لسماع مقطوعة شعبية من سامري حائل. الإنسان متقلّب المزاج: ساعة وساعة. يصعب مع الإنسان أن نقول إن حياته تتمتع بجودة عالية بسبب أنه يمتلك آخر صيحة من أجهزة الهواتف المحمولة أو السيارات الفارهة الكهربائية أو البترولية أو أنه يمتلك شقة فاخرة على ضفاف نهر السين، أو أنه حضر عشر حفلات غنائية لأشهر المطربين والمطربات ويقوم بعشر رحلات سياحية في السنة حول العالم. هذه الأرقام لا معنى لها ولا تضمن جودة الحياة التي يمكن أن يسعى إليها المرء. قد تكون جودة الحياة في فضاء آخر. تبادل الحديث مع شيخ كبير أو طفل صغير قد يغسل أدرانك ويرتقي بجودة الحياة لديك إلى مستويات مرتفعة لا يصل إليها من امتلك مال قارون الذي خرج على قومه في زينته. من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا وجد الإنسان لذتها في الدنيا قبل يوم القيامة وارتفعت جودة حياته إلى ما لا يمكن قياسه في أرقام مزيفة. قد يشعر الإنسان بالرضا والسلام في سجدتين يؤديهما في الهزيع الأخير من الليل والناس نيام. جودة الحياة روحية معنوية وليست مادية رقمية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: جودة الحیاة

إقرأ أيضاً:

السوداني:صناعتنا دخلت الى مساحة الاكتفاء الذاتي

آخر تحديث: 5 يونيو 2025 - 2:28 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال محمد السوداني رئيس الوزراء في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بيوم الصناعة الوطنية، الذي يقيمه اتحاد الصناعات العراقي ،اليوم الخميس، ان الصناعيين العراقيين اثبتوا قدرتهم على الإبداع والصمود أمام التحديات في مختلف الفترات التي مرت على العراق، مردفا بالقول، إنه “بعد عام 2003 كان هناك انفتاح غير مدروس أغرق السوق العراقية بالمُستورد، وتحوّل الصناعيون إلى تجار ومقاولين”.وأضاف أن “صناعتنا دخلت الى مساحة الاكتفاء الذاتي في السلع والمنتجات بدءاً من الصناعات الغذائية وانتهاء الى صناعات الدوائية”، مشددا على أنه “لن يتحقق أي اصلاح في الاقتصاد بدون الصناعة الوطنية، واعطينا دور للقطاع الخاص في صناعة القرار وتحديد الأولويات”.كما أشار السوداني إلى أن “الحكومة وضعت، لأوّل مرة، ضمانات سيادية لمشاريع القطاع الخاص في قانون الموازنة (..) شجعنا على جلب التكنولوجيا والمعدات الحديثة والخطوط الإنتاجية لتطوير وتوفير المنتج محلياً”.وأكد أن “الأولوية كانت لصناعة المواد الإنشائية، والغذائية، والدوائية”، لافتا الى أن “مجلس الوزراء مستعد لما هو أبعد من قرارات حماية المنتج المحلي، وقد نصل إلى منع استيراد السلعة إذا توفرت محلياً”.وذكر السوداني أنه “مازلنا بحاجة الى تحقيق الاستثمار الأفضل في صناعة المنتجات النفطية التي ترفع قيمتها”.وتابع القول “نستهدف تحول صادراتنا النفطية الى مشتقات عالية القيمة والمردود، عبر إحداث صناعة نفطية بتروكيماوية مهمة ومطلوبة للتصدير”.واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته قائلا: “نتجه بقوة لتحديث القطاع المصرفي، والسيطرة أكثر على المنافذ الحدودية والحدّ من دخول السلع الرديئة”.

مقالات مشابهة

  • هل يكون عام 2025 هو عام زوال غوغل؟
  • 14 خدمة لضمان سلامة الأغذية والمنتجات الاستهلاكية في دبي
  • ضابط إسرائيلي كبير: لا يمكن وصف الفشل المهين الذي لحق لنا إثر هجوم 7 أكتوبر
  • مبادرة لتوفير المياه تجمع الخير والاستدامة
  • «الفجيرة للإبداع» تحصد جائزة الجودة الدولية
  • برلماني: منظومة الأتوبيس الترددي تحسن جودة الحياة للمواطن وتسهم في تعزيز الصورة الحضارية لمصر
  • السوداني:صناعتنا دخلت الى مساحة الاكتفاء الذاتي
  • هوتباك تنجح في تجديد شهادة الآيزو لـ 20 منشأة تابعة لها
  • بن بريك يمنح نفسه وحكومته 100 يوم.. ما الذي يمكن أن يحدث؟
  • بعد عام كامل.. المنتج موسي أبوطالب يكشف كواليس فيلم “ أسد”