صحيفة البلاد:
2025-08-01@08:04:49 GMT

جودة الحياة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

جودة الحياة

انتشر مصطلح “الجودة” انتشار النار في الهشيم في شتى المجالات، ولعلّ البداية لهذا المصطلح كانت في المجال الصناعي أو التجاري حيث يحرص التاجر الذي يقدّم بضاعة ما أن تكون ذات جودة مرتفعة، أي تتمتع بمواصفات عالية وفق معايير محدّدة مسبقاً، وأي تغيير في هذه المواصفات قد يفضي إلى مشكلات كبيرة. بعبارة أخرى، يجب أن يكون المنتج النهائي للمصنع ذا مواصفات محدّدة بحيث يكون هو نفسه في كل مرة يعاد تصنيعه وينطبق تماماً في كل شيء، فإذا كان المنتج غذاءً فيجب أن يكون نفس المنتج في كل مرة، في رائحته ومذاقه، وطعمه، وحجمه، ولونه.

إنتاج المطعم أو المصنع في أمريكا هو نفسه لذات المطعم أو المصنع في جواتيمالا: نفس الطعم ونفس الرائحة. هذه هي الجودة التي يحاول أي مصنع الوصول إليها. منتج نهائي بمواصفات محددة مسبقا وحسب معايير ثابتة بغض النظر عن المكان أو الزمان أو الظروف. وقد انتشر هذا المصطلح في عالم الأكاديميا إلى الدرجة التي أصبحت مهمة عضو هيئة التدريس في الجامعة هي الاستجابة لمعايير الجودة واستباناتها الورقية الكثيرة قبل أن يهتم بالمهمتين الرئيستين له وهما: التدريس والبحث العلمي. الجودة مقبولة في العالم الصناعي والمادي لأن الأمر يتعلّق بأشياء أو مواد أو عناصر مادية يتم ضبط نسبتها جيداً، لكن عندما نحاول نقل هذه الصورة إلى الإنسان وما يمكن أن نسمّيه “جودة الحياة”، فإن هذا الأمر يبدو بعيد المنال؛ لأن الأمر يتعلق هنا بالإنسان الذي لا يمكن فيه الوصول إلى المنتج النهائي الذي يمكن أن نصفه بالجودة؛ والسبب بسيط، وهو أن الإنسان كائن مركّب أو معقّد لا يمكن التحكّم به كما نفعل مع الكائنات الأخرى والأشياء المادية الجامدة. ربما تجد شخصاً يستيقظ في الصباح بمزاج يسمح له بسماع ترتيل لآيات كريمة يقرأها بدر التركي في المسجد الحرام، أو عبد الباسط عبد الصمد عبر اليوتيوب، لكن الشخص نفسه ينتهي في المساء ومزاجه يكون مستعداً لسماع مقطوعة شعبية من سامري حائل. الإنسان متقلّب المزاج: ساعة وساعة. يصعب مع الإنسان أن نقول إن حياته تتمتع بجودة عالية بسبب أنه يمتلك آخر صيحة من أجهزة الهواتف المحمولة أو السيارات الفارهة الكهربائية أو البترولية أو أنه يمتلك شقة فاخرة على ضفاف نهر السين، أو أنه حضر عشر حفلات غنائية لأشهر المطربين والمطربات ويقوم بعشر رحلات سياحية في السنة حول العالم. هذه الأرقام لا معنى لها ولا تضمن جودة الحياة التي يمكن أن يسعى إليها المرء. قد تكون جودة الحياة في فضاء آخر. تبادل الحديث مع شيخ كبير أو طفل صغير قد يغسل أدرانك ويرتقي بجودة الحياة لديك إلى مستويات مرتفعة لا يصل إليها من امتلك مال قارون الذي خرج على قومه في زينته. من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا وجد الإنسان لذتها في الدنيا قبل يوم القيامة وارتفعت جودة حياته إلى ما لا يمكن قياسه في أرقام مزيفة. قد يشعر الإنسان بالرضا والسلام في سجدتين يؤديهما في الهزيع الأخير من الليل والناس نيام. جودة الحياة روحية معنوية وليست مادية رقمية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: جودة الحیاة

إقرأ أيضاً:

بعد فيسبوك وتيك توك… يوتيوب يلتحق بالقائمة السوداء للأطفال

أعلنت السلطات الأسترالية، الأربعاء، عن نيتها إقرار قانون جديد يمنع الأطفال دون سن السادسة عشرة من استخدام منصة “يوتيوب”، في خطوة تشكّل توسعاً في معركة البلاد ضد “التهديدات الخفية” التي تشكلها الخوارزميات الرقمية على الصحة النفسية والنمو المعرفي للأطفال.

وقالت وزيرة الاتصالات الأسترالية، أنيكا ويلز، في بيان رسمي: “هناك مكان لوسائل التواصل الاجتماعي، لكن لا مكان للخوارزميات المفترسة التي تستهدف الأطفال وتوجّه سلوكهم بطريقة غير مدروسة أو آمنة”.

القرار يأتي بعد أشهر من اعتماد البرلمان الأسترالي في نوفمبر 2024 لقانون غير مسبوق، حظر بموجبه دخول من هم دون 16 عاماً إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وإكس (تويتر سابقاً)، لكنّ يوتيوب لم يكن مشمولاً في القانون، نظراً لاستخدامه الواسع في المؤسسات التعليمية وتوفيره محتوى تعليمي وترفيهي عالي الجودة، بحسب ما قالت الحكومة حينها.

والتحوّل الملحوظ في موقف السلطات الأسترالية يعكس قلقاً متزايداً من الخوارزميات التي تتحكم بما يشاهده المستخدمون على يوتيوب، وخصوصاً “التغذية التلقائية للمحتوى” التي يُعتقد أنها تسهم في خلق أنماط إدمان وتشتيت تركيز لدى الأطفال.

من جانبه، قال متحدث باسم منصة يوتيوب إن: “يوتيوب ليست منصة تواصل اجتماعي، بل مكتبة فيديوهات عامة ذات محتوى مجاني وعالي الجودة، وتُشاهَد بشكل متزايد على شاشات التلفزيون”، مؤكداً أنهم ملتزمون بحماية الأطفال وتوفير أدوات رقابة أبوية صارمة.

هذا ويحظى القانون المقترح بدعم واسع من الحزبين الحاكم والمعارض، وسط تصاعد الدعوات المجتمعية لوضع ضوابط أكثر صرامة على استخدام الأطفال للتكنولوجيا ووسائل الإعلام الرقمية.

ويتوقع مراقبون أن يُحدث التشريع المرتقب تأثيرًا واسع النطاق، قد يُلهم دولاً أخرى للسير على خطى أستراليا، في وقت تتزايد فيه الأدلة على ارتباط الاستخدام المفرط للشاشات بمشاكل نفسية وسلوكية لدى القُصر.

ويأتي هذا القرار وسط نقاش عالمي ساخن حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في حماية الفئات الضعيفة، مع تصاعد التحقيقات البرلمانية في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن تأثير الخوارزميات على الصحة العقلية للأطفال، واتهامات متكررة لهذه المنصات بإهمال واجبها الأخلاقي والرقابي.

مقالات مشابهة

  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • 3 طوابع تذكارية.. "سبل" تحتفي ببرنامج جودة الحياة
  • بعد فيسبوك وتيك توك… يوتيوب يلتحق بالقائمة السوداء للأطفال
  • تقرير برنامج جودة الحياة لعام 2024: 99.58% مستوى الثقة بالخدمات الأمنية
  • عاجل: عام استثنائي.. برنامج جودة الحياة يحقق إنجازات نوعية في 6 قطاعات
  • حملات تفتيشية مفاجئة بمستشفى ووحدة صحة سفاجا
  • التجارة تستدعي 96 أطقم أكواب زجاجية للأطفال
  • لم نَعُدْ .. كما كُنّا
  • رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها
  • اتفاقية تعاون بين الفلاحين والبحوث العلمية الزراعية لتطوير وتحسين جودة المنتج الزراعي