ترقب الانتخابات الأميركية وقرار الفدرالي يدفعان الذهب للصعود
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
واصلت أسعار الذهب الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي، اليوم الأربعاء، وسط تراجع الأسهم وعوائد سندات الخزانة الأميركية، وينتظر المتعاملون مزيدا من البيانات الاقتصادية الأميركية وتقديرات الخفض المحتمل لأسعار الفائدة. ويدعم الغموض المحيط بالانتخابات الأميركية والتوترات الجيوسياسية أيضا المعدن الأصفر.
وقد شهد الذهب ارتفاعا ملحوظا هذا العام بصفته إحدى أفضل السلع أداء في 2024، مدعوما بإقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن وزيادة شراء البنوك المركزية.
ومع اقتراب الانتخابات، يسعى المستثمرون إلى تعديل محافظهم الاستثمارية لمواجهة حالة عدم اليقين بشأن نتائج السباق الرئاسي الأميركي.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية الأربعاء 0.7% إلى 2678.70 دولارا للأوقية (الأونصة)، وهو ما يقل 7 دولارات عن ذروة قياسية بلغت 2685.42 سجلها الشهر الماضي. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6% إلى 2695.30 دولارا.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في أكثر من أسبوع، مما يزيد جاذبية الاستثمار في الذهب.
وقد شهد الدولار انتعاشا بعد أن صرح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في مقابلة مع بلومبيرغ نيوز، بأنه يعتزم رفع الرسوم الجمركية بشكل كبير، وخفض الضرائب، والسعي للتشاور المباشر مع الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وفي الأسواق المالية، يركّز المتداولون على تخفيضات أسعار الفائدة وصحة الاقتصاد الأميركي. وقال محللو بنك "يو بي إس" بقيادة مارك هايفيل، في مذكرة، "نتوقع ارتفاع حالة عدم اليقين والتقلبات حتى استقرار الإدارة الأميركية المقبلة". وأضافوا أن "الذهب والنفط يمكن أن يشكلا وسيلة فعالة للتحوط في بيئة التداول المتقلبة".
ويتفق الاقتصاديون في وول ستريت على أن سياسات ترامب التجارية قد تدعم الدولار على المدى الطويل، حيث يمكن للرسوم الجمركية أن تقلل تدفق العملة إلى الخارج، وتزيد معدلات التضخم والفائدة، كما أن استمرار الحرب التجارية قد يؤثر سلبا على شهية المخاطرة العالمية، مما يعزز جاذبية الدولار كملاذ آمن.
إلا أن هذا السيناريو قد يخلق تحديات للذهب، وفق بلومبيرغ، إذ يميل الذهب للأداء الجيد في فترات التضخم والاضطرابات الجيوسياسية، لكنه يتعرض لضغوط في حال قوة الدولار وارتفاع معدلات الفائدة. ورغم ذلك، لم تؤثر معدلات الفائدة المرتفعة في الاحتياطي الفدرالي كثيرًا على صعود الذهب السريع نحو مستويات قياسية جديدة في العام الماضي.
الذهب لمستويات قياسيةومن المتوقع أن يستمر صعود الذهب إلى مستويات قياسية خلال العام المقبل، وفقا لاستطلاع أجرته بلومبيرغ في مؤتمر جمعية لندن لسوق السبائك في ميامي.
ويتوقع المشاركون في الاستطلاع ارتفاع الذهب إلى 2917.4 دولارا للأونصة بحلول أكتوبر/تشرين من العام المقبل، أي بزيادة تقارب 10% عن المستويات الحالية.
وارتفعت أسعار الذهب بنحو 30% منذ بداية العام، كما ارتفعت المعادن النفيسة الأخرى، وعلى رأسها الفضة بارتفاع نسبته 1.3%.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
النفط يتراجع قبيل اجتماع أوبك.. والذهب يعوّض خسائره
انخفضت أسعار النفط خلال الأسبوع الحالي وسط توقع تكبد خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط خسارة أسبوعية ثانية على التوالي، قبيل اجتماع تحالف “أوبك+” المرتقب يوم السبت، والذي يُتوقع أن يقر زيادة في مستويات الإنتاج لشهر يوليو. هبط خام برنت إلى أقل من 64 دولاراً للبرميل، فيما تداول خام غرب تكساس قرب مستوى 61 دولاراً، في ظل مخاوف من تخمة المعروض بعد استئناف “أوبك+” الإنتاج المعطل بوتيرة أسرع من المتوقع، ما يضغط على الأسعار ويزيد من تقلبات السوق.
وأوضحت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في شركة الوساطة “فيليب نوفا” في سنغافورة، أن المستثمرين يترقبون نتائج اجتماع “أوبك+” لمعرفة حجم الزيادة المحتملة في الإنتاج، وسط توترات اقتصادية عالمية متصاعدة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية والإجراءات الانتقامية المقابلة، إلى جانب تطورات قضائية حول تلك الرسوم.
في المقابل، عوض الذهب بعض خسائره متداولاً قرب مستوى 3,314 دولاراً للأونصة، مسجلاً مكاسب تقارب 1% يوم الخميس. جاء ذلك بعد منح محكمة استئناف فيدرالية مهلة مؤقتة للرئيس الأميركي دونالد ترمب لاستمرار تطبيق الجزء الأكبر من الرسوم الجمركية التي كان قرار قضائي يهدد بإلغائها. وساعد ضعف الدولار، وتأثير الضغوط السياسية على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، في دعم أسعار المعدن الثمين.
بيانات أميركية مخيبة للآمال أظهرت انكماش الاقتصاد في بداية العام نتيجة ضعف الإنفاق الاستهلاكي وتأثير الحرب التجارية، فيما عادت التوترات بين الولايات المتحدة والصين للتصاعد، بعد إعلان الإدارة الأميركية بدء إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين وفرض قيود جديدة على مبيعات برمجيات تصميم الرقائق، ما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 2.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ نحو شهرين، إلى جانب تراجع مخزونات البنزين، ما يعكس توازناً نسبياً في جانب الطلب وسط هذه الضغوط.
مع ذلك، لا يزال الذهب في طريقه لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 1.2% مع تحسن المعنويات وتراجع التوترات التجارية في الأسواق الأوسع، في حين يستمر النفط في مواجهة ضغوط تخمة المعروض وتوقعات زيادة الإنتاج من “أوبك+”.