نعي رسامة تشكيلية فلسطينية استشهدت رافضة النزوح من شمال غزة
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
نعت "مؤسسة رواسي للثقافة والفنون والإعلام" في غزة الفنانة التشكيلية الشهيرة محاسن الخطيب التي استشهدت مساء أول أمس الجمعة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلها شمالي القطاع.
وذكرت في بيان عبر حسابها الرسمي بمنصة "إنستغرام" أن الفنانة الإنسانة تركت قبل رحيلها، وخلال حرب الإبادة على غزة، "أثرًا فنيا وطنيا خالدًا، كما قدمت أعمالا فنية رقمية تلامس واقعنا وجراحنا وحريتنا"، وفق البيان.
وأفادت المؤسسة الوطنية بأن الفنانة الفلسطينية صمدت في شمال القطاع ورفضت النزوح، كما شاركت بمحطات مهمّة من معارض المؤسسة الفنية وأنشطتها، معتبرة أنها برحيل محاسن الخطيب "فقدت شخصًا مبدعًا ومتألقًا في إيصال رسالة شعبه وقضيته عبر الأعمال الفنية".
وتغنت فيها بعد رحيلها بعبارات مؤثرة، قائلة "ستبقى ألوانكِ يا محاسن، ترسمُ لوحة الحرية".
وكانت الفنانة الشابة تعرّف نفسها عبر حساباتها، التي يتابعها أكثر من 100 ألف شخص بمواقع التواصل الاجتماعي، بأنها "صامدة بشمال غزة"، تعبيرًا عن رفضها النزوح من مخيم جباليا رغم العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ 14 يومًا.
الفنانة المبدعة والأخت العزيزة محاسن الخطيب ارتقت شهيدةً، هي وكل عائلتها، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/rMBYkADJVh
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024
وجسدت محاسن، التي تعمل بمجال "الموشن غرافيك" ورسم الشخصيات الكرتونية، في آخر أعمالها قبل رحيلها المجزرة التي اشتهرت عالميا "بمحرقة الخيام" وأسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 3 أشخاص، بينهم الشاب الفلسطيني شعبان الدلو، رغم الاشتباكات الضارية والقصف العنيف بالمخيم.
كما حاز آخر منشور للشهيدة عبر حسابها بموقع فيسبوك تداولا واسعا بعد أنباء رحيلها، وقالت فيه "أمي تقول لكم لا تفرحوا بموت السنوار، لأن معركة إسرائيل ليست معه بل مع شعب كامل وأصحاب أرض".
وكانت شقيقتها، أنوار الخطيب، قد أبلغت في منشور عبر حسابها بفيسبوك، أمس الجمعة، عن انقطاع الاتصال مع أهلها في شمال قطاع غزة تمامًا، وذكرت خلاله "تل الزعتر في رعايتك يا رب، ربنا يحمي أهلي، طمّن قلبي عليهم".
وسرعان ما تصدّر وسم #محاسن_الخطيب عبر منصة "إكس"، إذ شارك ناشطون ومدونون وعدد من الفنانين والكتاب في نعيها، وتداول كلماتها وأعمالها الفنية المؤثرة.
وغرد المصور الفلسطيني تامر حمام قائلا "الرسمة الأخيرة لمحاسن نشرتها قبل 20 ساعة وهي محاصرة مع عائلتها ومئات العائلات في جباليا ظلت تقاوم لآخر رمق بما تجيده"، مضيفًا "كانت رسامة مبدعة وعملية، أنجزنا معا عشرات الأعمال خلال عملي في الإنتاج المرئي".
وقال طالب الطب الفلسطيني عز الدين لولو -عبر حسابه بمنصة إكس- إن الفنانة قررت رسمه بريشتها وذلك قبل حصارها في جباليا، مؤكدًا أنها "ما كلّت وما ملّت في الرسم وإيصال صوتنا خلال الحرب رغم الظروف الصعبة، محاسن كانت صابرة ومحتسبة، محاسن ليست رقما".
..ّ????
اليوم أصبحت وودي أدعي على الصهاينه
دعوه ما تقالت ولا استوت، دعوة تفنيهم.
بس خلصنا كل الأدعيه، أيش بقى ما قلناه.
حتى الفنانين ما تركتوهم بحالهم
أيش سو لكم عشانهم رسموا معاناتهم معكم
الله يغفر لها ويرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى
الفنانة التشكيلية #محاسن_الخطيب
آخر رسمه… pic.twitter.com/xNYwGRCnIG
— دلال الحربي ???????????? (@AlharbiDalal7) October 19, 2024
كما شارك المؤثر أحمد حجازي في نعيها في أعقاب استشهادها، وكتب عبر حسابه بإنستغرام "رزقك الله الجنة أنت وكل الشهداء، كم صبرت وكم عانيت وكم ظُلمتِ، إلى روح وريحان وجنة نعيم".
وغرد المدون محمد سعيد "الشهيدة محاسن الخطيب وثقت لنا لحظة وصول الدقيق لبيتهم بعد أشهر من الجوع وأكل ورق الأشجار، كما وثقت لنا وصول أول دجاجة لكامل أفراد عائلتها بعد أشهر طويلة من الانقطاع، صمدت في جباليا ولم تنزح واستشهدت بفعل قصف عنيف، اذكروها في دعائكم".
الرحمة والسلام لروح الفنانة محاسن الخطيب، لا حول ولا قوة إلا بالله
"بعض من اعمالها" https://t.co/L4rbbD1RZ2 pic.twitter.com/Vp0irMzwVK
— هنا (@hannahkhaled16) October 19, 2024
وقال المدون مصطفى محمود -عبر حسابه بفيسبوك- إنه كان محبًّا لرسم الفنانة محاسن، لأنها كانت تعمل على إيصال صوت الشعب الفلسطيني بطريقتها الخاصة، بينما طالب المدون محمد الجرفي بإيصال آخر رسمة لها إلى العالم وتداولها على نطاق واسع.
وخصصت الفنانة الشابة محاسن الخطيب حسابها عبر منصة "إنستغرام" منذ أشهر لتسليط الضوء على معاناة أهالي غزة والنازحين عبر رسومات وأعمال فنية، ورسم البهجة على وجوه الأطفال، كما حرصت على رسم أطباء وصحفيين ومصورين خلال الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محاسن الخطیب
إقرأ أيضاً:
الشوا: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الغزيين
قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن هناك مشاهد إنسانية قاسية في قطاع غزة لا تستطيع أي كاميرا أو عدسة أن توثقها بالكامل، خاصة في مراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها الاحتلال الإسرائيلي، أو في المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في ظروف إنسانية مأساوية.
وأوضح الشوا، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد رضا، على قناة القاهرة الإخبارية، أن القصف الإسرائيلي المتواصل لم يترك بنية تحتية سليمة، وتسبب في دمار واسع لمنازل المواطنين ومراكز الإيواء، مما زاد من معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال الذين يبيتون جوعى، ولا يجدون أحيانًا حتى شربة ماء صالحة للشرب، وسط نقص حاد في الأدوية، ومشاهد يومية للمرضى والجرحى يتمنون الموت لتخفيف آلامهم.
وأشار إلى أن نزوح السكان ما زال مستمرًا بشكل يومي، لا سيما من أحياء مدينة غزة التي تتعرض لقصف لا يتوقف، مضيفًا: «هذه الأوجاع لا يمكن لأي كاميرا أن توثقها؛ فمحاولات النوم تتبدد تحت أصوات الانفجارات والدمار، في واقع كارثي غير مسبوق».
وتعليقًا على الآلية الجديدة التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات، قال الشوا إنها «آلية فاشلة باعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه»، مشيرًا إلى أن إصرار الاحتلال على استمرارها يعود إلى أهداف أمنية وسياسية تهدف إلى فرض النزوح القسري على الفلسطينيين، لا سيما من شمال غزة إلى جنوبها.
وأضاف أن الاحتلال يستخدم نقاط توزيع المساعدات كمصائد؛ لإذلال الفلسطينيين، حيث يُجبر المدنيون على المرور في ممرات محاطة بالأسلاك الشائكة وتحت حراسة مسلحين أجانب وجنود الاحتلال، ما يمثل إهانة واضحة، بل ويتعرض بعضهم لإطلاق النار خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.