الجزيرة:
2025-06-13@14:34:11 GMT

رواندا.. نموذج أفريقي للاقتصاد الأخضر

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

رواندا.. نموذج أفريقي للاقتصاد الأخضر

كيغالي– تقدم رواندا نموذجا للحفاظ على التنوع البيولوجي ودعم السياحة الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة، والعناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على الإنتاج والمساهمة في تطوير الاقتصاد.

جانب من منطقة كيغالي الخالية من السيارات (الجزيرة) منطقة كيغالي الخالية من السيارات

تعد "إمبوغا سيتي ووك" -وهي منطقة خالية من السيارات- مثالا واضحا على توجه البلاد للحفاظ على البيئة ضمن رؤية حديثة تمنح الأولوية للبيئة والإنسان قبل كل شيء.

توجد "إمبوغا سيتي ووك" في قلب منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة كيغالي، وهي عبارة عن مساحة ترفيهية خضراء تعتمد بشكل أساسي على المشي أو ركوب الدراجات الهوائية فقط.

إنها "منطقة خالية من السيارات وأي وسيلة نقل أخرى باستثناء الدرجات الهوائية، مخصصة للمشي والاستمتاع بلحظات جميلة بعيدا عن الضوضاء والتلوث"، يقول جون كلود نيايبيزي أحد المشرفين على هذا المشروع للجزيرة نت.

ويرمز المشروع إلى "تقدير رواندا لحياة الناس وأهميتها سواء للروانديين أو السياح الأجانب.. إنها جزء من جهود البلاد للانخراط في توجه عالمي لتكريس نظام بيئي صحي للسكان"، على حد تعبير نيايبيزي.

وتتجلى الأهمية الاقتصادية لمثل هذه المشاريع -يؤكد نيايبيزي- في كونها "تعزز العناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على العمل والإنتاج والابتكار والعطاء والمساهمة بالتالي في تنمية ونهضة البلاد".

كما تتجلى الأهمية الاقتصادية الأخرى في أن هذه المنطقة "تعج بالمشاريع التجارية الصغيرة التي تعود بالنفع على أصحابها من جهة وعلى الاقتصاد الرواندي من جهة أخرى، وتسهم أيضا في توفير فرصة للزائرين لاستمتاع بحياة صحية خالية من التلوث".

وتوفر المنطقة فرص عمل لأكثر من 400 شخص، كما تتيح لنزلاء الفنادق القريبة من المنطقة أو حتى تلك البعيدة فرصة للمشي أو الجلوس في فضاء صديق للبيئة.

ويبلغ طول الممشى نحو 400 متر، لكن هناك مساعي حكومية لتوسيعه نظرا لأهميته البيئية والاقتصادية، ويستقبل هذا الممشى نحو 3500 شخص يوميا، بحسب المتحدث ذاته.

منتزه نياندونغو استغرق أقيم على مساحة 121 هكتارا (الجزيرة) منتزه نياندونغو البيئي

حديقة نياندونغو مشروع آخر لدعم السياحة البيئة في كيغالي، ويهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي، واستعادة النظام البيئي في الأراضي الرطبة المتدهورة.

واستغرق تنفيذ هذا المشروع الفريد نحو 6 سنوات، وافتتح عام 2022، بحجم استثمار ناهز 4.6 ملايين دولار، وفق مويزيروا ثوخين أحد مسؤولي المنتزه.

وأدى هذا المشروع المستدام إلى تحسين سبل عيش المجتمعات المحلية من خلال خلق ما يقرب من 4 آلاف فرصة عمل للمجتمعات المحلية، كما وفر فضاء للسياح والطلاب والباحثين بالنظر إلى التنوع البيئي الذي تتمتع به هذه المساحة الخضراء.

ويعتقد القائمون على هذا المشروع -الذي تبلغ مساحته أكثر من 121 هكتارا- أن التنوع البيولوجي لا يسهم في الحفاظ على البيئة فقط، بل يولد إيرادات سواء للمجتمعات المحلية أو لرواندا.

يقول ثوخين للجزيرة نت إن للمشروع 6 أهداف أساسية: بيئية، وترفيهية، وتعليمية، واقتصادية، واجتماعية، وصحية.

ويوضح أن الحفاظ على التنوع البيولوجي مهم جدا لمواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، ويشير إلى أن هذه الحديقة بمثابة مكان للتخلص من الضغوطات وإعادة التوازن للزائرين.

وذكر ثوخين أن هذه الحديقة تستقبل نحو 10 آلاف شخص في الشهر، مما يعني تحقيق إيرادات سنوية جيدة ستزيد مع مرور الوقت، لافتا إلى أن هناك مشاريع مشابهة يجري العمل على تنفيذها في كثير من المناطق للحفاظ على التنوع البيئي والطبيعة في البلاد.

مدخل منتزه نياندونغو البيئي (الجزيرة) مركز نياميرامبو النسائي

لا تكتمل الصورة في العاصمة رواندا دون زيارة مركز نياميرامبو النسائي، وهو عبارة عن منظمة غير حكومية رواندية أنشئت بنهاية عام 2007 من قبل 18 امرأة رواندية تعيش في نياميرامبو بكيغالي.

بحسب مؤسسي المشروع، أنشأت النسوة معا مشروعا يهدف إلى معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي وعدم التمييز.

وتتمثل مهمة مركز نياميرامبو النسائي -وفق المسؤولين هناك- في توفير التعليم والتدريب المهني للنساء اللائي لا يملكن الوسائل لدفع تكاليف هذا التدريب بمفردهن، حتى يتمكنّ من الحصول على فرص عمل أفضل.

ولتحقيق هذه الأهداف يسعى المركز إلى تعزيز القدرة المؤسسية والتنظيمية للمجلس للمبادرات النسائية، والتمكين للمرأة من خلال تنمية القدرات والتوظيف، بالإضافة إلى تعزيز السياحة النسائية والمجتمعية.

قلب منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة كيغالي (الجزيرة) سوق كيميرونكو

وغير بعيد عن المركز النسائي يوجد سوق كيميرونكو، في منطقة كيميرونكو، وهو السوق الأكثر ازدحاما في المدينة.

وبحسب المسؤولين، يأتي السكان المحليون من جميع أنحاء المدينة إلى هنا لشراء الفاكهة والخضروات والأقمشة وغير ذلك من الاحتياجات.

ويعد سوق كيميرونكو أحد أكبر الأسواق التجارية الشعبية في العاصمة كيغالي، ويضم محال تجارية لبيع الملابس التقليدية وسلع أخرى متنوعة فضلا عن مشاريع خياطة صغيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التنوع البیولوجی من السیارات هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

التراث والسياحة .. رؤية وطنية لتفعيل التنوع الجيولوجي سياحيا

تسعى وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان إلى تطوير السياحة الجيولوجية كأحد المسارات السياحية الواعدة، عبر مجموعة من البرامج والاستراتيجيات التي تستهدف فئات متنوعة من المجتمع، من ضمنها المرشدين السياحيين والباحثين عن عمل والمهتمين بالتراث الجيولوجي.

وتقيم الوزارة سنويًا حلقات عمل مصاحبة لمعرض التراث الجيولوجي في سلطنة عُمان، التي تتضمن برامج متنوعة وزيارات ميدانية تستهدف المرشدين السياحيين والباحثين عن عمل والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويهدف البرنامج إلى التعريف بأهمية التراث الجيولوجي وحمايته، وتسليط الضوء على الجهود الوطنية التي تُبذل في تأهيل وحماية هذه المواقع وتطويرها سياحيًا، كما يسهم في تمكين الباحثين عن عمل من خلال توفير فرص للتوظيف في مجال الإرشاد السياحي لمواقع التراث الجيولوجي، إلى جانب تدريبهم على آليات صناعة محتوى سياحي يعزز الاستفادة من هذه المواقع.

وفي هذا الإطار، نظّمت الوزارة برنامجًا متخصصًا في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالنيازك، هدف إلى تمكين مختلف الشركاء القائمين بأعمال التفتيش الجمركي في المنافذ البرية والجوية والبحرية، وكذلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الإرشاد السياحي، إلى جانب المهتمين والباحثين في مجال التراث الجيولوجي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، بالإضافة إلى الشركات العاملة في البريد والتخليص الجمركي ومأموري الضبط القضائي وعدد من المعنيين في المتاحف.

وفيما يتعلق باستراتيجيات الوزارة لجذب السياح المهتمين بعلم الجيولوجيا، تعمل على تنظيم حلقات عمل وزيارات ميدانية في مختلف محافظات سلطنة عُمان، وذلك للتعريف بالتراث الجيولوجي، بالإضافة إلى تنفيذ المعارض والمحاضرات بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص، وتسعى الوزارة كذلك إلى التعاون مع القلاع والحصون والمنشآت السياحية من خلال إعارة مكونات من التراث الجيولوجي، مثل النيازك، بهدف إثراء تجربة الزوار، كما تقوم الوزارة بنشر إعلانات ترويجية تبرز مكونات التراث الجيولوجي في سلطنة عمان.

وفي إطار التعاون البحثي، سعت الوزارة إلى تسهيل إجراءات إجراء البحوث والدراسات المرتبطة بمواقع التراث الجيولوجي، وفتح قنوات التعاون مع المؤسسات والجامعات بهدف تعزيز السياحة الجيولوجية، ومن أبرز المشاريع المنفذة في هذا السياق، تعاون الوزارة مع فريق متخصص من علماء جامعة "بيرن" ومتحف التاريخ الطبيعي في بيرن بسويسرا، وفريق تقني من جامعة كيرتن الأسترالية، لتنفيذ برنامج المسح الميداني السنوي، بالإضافة إلى تركيب أجهزة لرصد النيازك في مختلف مواقع صحاري سلطنة عُمان.

كما وقّعت الوزارة مذكرة تعاون مع شركة تنمية نفط عُمان لحماية عدد من مواقع التراث الجيولوجي المهددة بالخطر، بهدف ضمان استدامتها باعتبارها إرثًا وطنيًا وموردًا سياحيًا ذا أهمية علمية عالمية، وتهدف المذكرة إلى وضع آلية لحماية هذه المواقع والحفاظ عليها، لتكون وجهات سياحية تعكس التنوع الجيولوجي في سلطنة عمان، مع تبادل المعلومات والبيانات الجيولوجية بين الوزارة والشركة.

وفيما يتعلق بتطوير المعالم الجيولوجية، وقّعت الوزارة عقد حق انتفاع مع الشركة العُمانية للتنمية السياحية "عُمران" لتطوير مشروع كهف مجلس الجن في ولاية قريات، وينص العقد على أن تتولى مجموعة عُمران الجوانب التشغيلية، بما يشمل تعيين وتدريب المدربين، والحفاظ على الحياة الفطرية داخل الكهف والبيئة المحيطة، كما ستعمل المجموعة بالتعاون مع مشغّلين متخصصين لوضع خطة مستدامة وطويلة الأمد لتفعيل الموقع، حيث تتضمن المرحلة الأولى تنظيم برامج مغامرات لزيارة الكهف، بينما تشمل المرحلة الثانية إنشاء مركز معلومات، ومركز استقبال، ونُزل بيئية.

وفيما يخص التعاون مع الشركات السياحية لتطوير برامج سياحية تركّز على المعالم الجيولوجية، فإن الوزارة تدرك أن السياحة الجيولوجية تحظى باهتمام فئات متخصصة من الأكاديميين والباحثين والهواة، وتسعى إلى تطوير أنماط سياحية متنوعة تلبي مختلف اهتمامات السياح ومتطلباتهم.

مقالات مشابهة

  • التراث والسياحة .. رؤية وطنية لتفعيل التنوع الجيولوجي سياحيا
  • بعد انسحابات متتالية.. التكتلات الرئيسية بأفريقيا تواجه شبح التفكك
  • الأمن البيئي تضبط مواطنًا و16 مقيمًا مخالفًا لنظام البيئة لاستغلالهم الرواسب في منطقة الرياض
  • أميركا تشترط انسحاب قوات رواندا من شرق الكونغو لتوقيع اتفاق السلام
  • تفاصيل التحقيقات مع متهمين بالإتجار غير المشروع فى العملة
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة الشروع في الصيد دون ترخيص في منطقة الرياض
  • نقل 70 حيوانا من وحيد القرن من جنوب أفريقيا إلى رواندا
  • أزمة النفط تدفع نحو خطة تنويع جذرية للاقتصاد العراقي
  • البنك الدولي يرسم صورة قاتمة للاقتصاد السوداني
  • توقعات قاتمة للاقتصاد العالمي.. البنك الدولي يحذر من أضعف نمو منذ ستين عاما