جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-28@18:19:14 GMT

الضمير الإنساني تحت أنقاض غزة

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

الضمير الإنساني تحت أنقاض غزة

د. أحمد بن علي العمري

 

الضمير الإنساني.. القانون الإنساني.. القانون الدولي.. الكرامة الإنسانية.. العدالة الدولية.. حقوق الإنسان.. الحرية الإنسانية.. المساواة العالمية.

كلها عناوين فضفاضة تهاوت عالميًا واحدة تلو الأخرى حتى توارت جميعها عن الأنظار تحت أنقاض غزة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع شرقه وغربه وحتى عربه ومسلميه الذين لفهم السكوت المطبق وصمتوا صمت القبور حتى عبارات الشجب والتنديد والاستنكار الفارغة التي كنَّا نسمعها لم تعد مسموعة أو ظاهرة وكأنّها أضحت رماد الأنقاض.

إذا ما تفكرنا مليئا فإننا سنجد أن من يتزعم هذه الشعارات العالمية دول العالم الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ولكن إذا عرفنا أن هذه الدول العظمى بأسلحتها تدمر إسرائيل غزة بلا رحمه ولا هوادة فلربما نفهم سبب سكوتها.

لقد دمرت إسرائيل غزة بأبشع صور الدمار التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية أجمع منذ هرقل مرورا بجنكيزخان وهتلر لنصل إلى نتنياهو حتى وصل الأمر إلى قصف مدرسة بها لاجئون نصبوا لأنفسهم خياماً فتحترق هذه الخيام فلا يجدون الماء لإطفاء الحرائق؛ بمعنى أن الماء والغذاء والدواء ممنوع وصوله لهؤلاء البشر وهناك من مات منهم جوعا وكأنهم حيوانات تنفق لا بشر يتعذبون.

وإذا كان هناك من يدعي كذباً أن المجاهدين يتخذون من العامة دروعًا بشرية فقد كان الدليل الواضح والصريح الذي دحض كل السرديات الملفقة، وهو استشهاد المجاهد البطل يحيى السنوار- رحمة الله عليه- فقد استشهد الرجل وهو زعيم حماس وحيدًا فوق الأرض وليس تحتها مُقبلًا غير مدبر، بلا دروع بشرية، ولا بين الأسرى كما كانوا يدعون كذبًا وقد شاهدنا كيف نكلوا بجثته.

إنَّ الإجرام الإسرائيلي بحق غزة وكذلك بحق لبنان، يفوق كل المصطلحات السابقة للطغيان  والغلو، ولا بُد أن يكون هناك مصطلح جديد يبتكر لهذه المناكر التي تجاوزت حد اللفظ والنطق الحالي. لكن تبقى المقاومة الصامدة المؤمنة المحتسبة الثابتة المتعلقة بالأرض تعلق الجذر بالتربة التي تردد دائمًا وأبدًا "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

وهنا أتذكر قول الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي في قصيدته التي كتبها في شهر سبتمبر عام 1933م

إذا الشعب يومًا أراد الحياة

فلا بُد أن يستجيب القدر

ولا بُد لليل أن ينجلي

ولا بُد للقيد أن ينكسر

وهنا لا بُد لي أن أوجه كلمة لبعض الإخوة من أبناء جلدتنا المتأثرين بالإعلام الغربي الطاغي وبعض الإعلام العربي للأسف الشديد، وأقول لهم: هل تعتقدون أن إسرائيل لو قضت على غزة وفلسطين ولبنان، ستقف عند هذا الحد لا والله؛ بل ستتقدم إلى سوريا وإلى العراق وسيصل الدور على الجميع، فهل من الأفضل لنا أن نتقي النار وهي بعيدة أم ننتظرها حتى تحرقنا؟

من لديه عقل يجب أن يفهم أن التشفي بالقادة والأبطال والمقاومين لهو ذل في الدنيا وخزي في الآخرة. كما إن البعض يعتقد أنه باستشهاد قائد تنتهي المقاومة، وتاريخ المقاومة لم يرتبط يومًا باسم شخص مهما كانت مكانته وأهميته.

إنَّ استشهاد القادة يضيف إلى الإصرار والعزيمة قوة خارقة وهي قوة الانتقام وقد وضح ذلك بالدليل القاطع فيما حصل للمقاومة اللبنانية بعد استشهاد قادتها وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله وقد حققوا ما كان ينظر إليه أنه من المستحيلات؛ حيث وصلوا لمقر نتنياهو، مؤكدين أنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.

وهنا أتذكر قول الإمام الشافعي رحمة الله عليه: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج"؛ فالإيمان بالله وعدالة السماء سبب في انفراج الأمور وفك الكُرب.

فلنصبر ولنصمد، ومن لديه خير فيلقله، ومن ليس لديه فليصمت، فإذا كان الكلام من فضة فإنَّ السكوت من ذهب.

حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر ومكروه.

حفظ الله عُمان وشعبها وسلطانها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عشية زيارة الوفد النيابي له : «حزب الله» يتحدث عن «مساحة تفاهم واسعة» مع الرئيس اللبناني

بيروت - نذير رضا - استبق «حزب الله» تفعيل الحراك الرسمي اللبناني لمعالجة ملف سلاحه بإشهار شروطه التي تطالب إسرائيل بخطوات عملية قبل مناقشة الملف، وفي مقدمها الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الأسرى ووقف الخروقات، رغم «مساحة التفاهم الواسعة» مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، التي أكدها رئيس كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، مشيراً إلى «أبواب مفتوحة» معه «لتبادل الأفكار»، وفيا للشرق الأوسط.

وعشية زيارة الوفد النيابي من «حزب الله» لرؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة لتقديم التهنئة بـ«عيد المقاومة والتحرير»، وهي الذكرى الـ25 لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، قال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم، الأحد، إن الحرب مع إسرائيل لم تنتهِ بعد، «لأنها لم تلتزم بترتيبات وقف إطلاق النار». وقال: «لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل وتوقف عدوانها وتفرج عن الأسرى، وبعد ذلك لكل حادث حديث»، محمّلاً الولايات المتحدة المسؤولية لأنها «هي التي ترعى العدوان الإسرائيلي كما رعته في غزة».

وجاء تصريح قاسم بالتزامن مع ختام الانتخابات المحلية (البلدية)، وهو موعد (انتهائها) الذي كانت قد قطعته السلطات اللبنانية للبدء بتفعيل ملف معالجة سلاح الحزب بالتواصل معه، التزاماً بما كان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد خطط له في الأشهر الماضية، وذلك ضمن آلية حوار مع الحزب، وسيكون رئيس مجلس النواب نبيه بري داعماً ومسهلاً لها، حسبما قالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط». ولفتت المصادر إلى «قرار رسمي جدي بمعالجة هذا الملف»، في حين قالت مصادر وزارية أخرى إن عون «يأمل أن يحرز تقدماً في هذا الملف قبل الانتخابات النيابية المقبلة في مايو (أيار) 2026».

محادثات مع «حزب الله»
ويتصدر ملف حصرية السلاح بيد السلطات اللبنانية الرسمية قائمة أولويات المجتمع الدولي الذي يضغط على بيروت لمعالجة هذا الملف، بالتزامن مع تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية. وبينما حدّد لبنان موعداً رسمياً للبدء بتفكيك السلاح الفلسطيني من المخيمات، بدءاً من 16 يونيو (حزيران) المقبل في 3 مخيمات فلسطينية (من أصل 12 مخيماً)، أخذ عون على عاتقه معالجة ملف سلاح «حزب الله» ضمن محادثات لم تتضح معالمها بعد، «بالنظر إلى أن آليات الحوار، لم يُحكَ فيها بعد، ويتوقع أن تتم المعالجات على مراحل»، حسبما قالت مصادر وزارية.

ويشترط الحزب «خطوات عملية» من جانب إسرائيل، يتصدرها انسحاب جيشها من النقاط المحتلة، ووقف الخروق لاتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة الأسرى وإعادة الإعمار. وينظر المستوى السياسي اللبناني إلى هذه المطالب على أنها «خطوات ضرورية يجب أن تقدمها إسرائيل لتسهيل الحوار على السلاح»، ومن شأنها «أن تدعم موقف الدولة اللبنانية في المباحثات»، خصوصاً في ظل «الانفتاح الذي يبديه الحزب على الحوار حول سلاحه».

عون – «حزب الله»
وزار وفد نيابي من الحزب، الاثنين، القصر الرئاسي اللبناني، لتقديم تهنئة لعون بمناسبة «عيد المقاومة والتحرير»، وهي ذكرى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000، ضمن جولة الوفد على الرؤساء عون وبري ورئيس الحكومة نواف سلام.

وتعد هذه الزيارة المعلنة، هي الأولى منذ الكشف عن أن عون سيتولى حواراً مباشراً مع «حزب الله» حول سلاحه. ولم تحصل اتصالات مباشرة بين عون والحزب خلال الفترة الماضية، حسبما قالت مصادر وزارية، في ظل انشغال القوى السياسية بملف الانتخابات المحلية التي بدأت في 4 مايو الحالي واختُتمت السبت.

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، من قصر بعبدا:
- تداولنا مع رئيس الجمهورية في مسألة حفظ السيادة الوطنية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الخروقات المتكررة.
- تطرقنا إلى ملف إعادة الإعمار، وأكدنا أهمية حفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات عبر الالتزام بالاستحقاقات… pic.twitter.com/h1JPXdKvJc

— Lebanese Presidency (@LBpresidency) May 26, 2025


وقال رعد، بعد اللقاء: «تداولنا مع رئيس الجمهورية في حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والخروقات المدعومة من الدول الضامنة، وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات عبر الاستحقاقات».

وأضاف: «ليس هناك من أبواب مغلقة لتبادل الأفكار مع رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات والأبواب مفتوحة منذ إتمام الاستحقاق الرئاسي».

وتابع رعد: «اللبنانيون تنعموا بالتحرير بفضل المقاومة وتحمل أهالي الجنوب معاناة الاحتلال»، مضيفاً أن «الدولة ليست لها امتيازات خاصة دون أن تكون عليها واجبات تلتزم بها». وأكد أن «مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة ويعول عليها»، لافتاً إلى «أننا لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بمكان ولا بأسلوب معين، طالما أن الرئيس يحرص على تحقيق الأولويات، وفي طليعتها حفظ السيادة، وإنهاء الاحتلال، ووقف الخروق».

بري
وكان الوفد قد استهل جولته بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري، ووصفته مصادر مطلعة على أجواء بري بأنه إيجابي. وقال رعد بعد اللقاء: «نحن في (حزب الله) و(كتلة الوفاء للمقاومة) لا يسعنا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير إلا أن نمر في هذه الدار الوطنية لنحيي رمز المقاومة فيها، ولنشد على أيدي رئيس مجلس النواب نبيه بري لمواقفه الوطنية المقاومة ولحرصه على خيار المقاومة والتحرير وعلى خيار التنمية».

أوضح رعد أن «أهل الجنوب يراهنون على خيار ومعادلة المقاومة والتحرير الثلاثية من أجل تحرير ما تبقى من أرض ومن أجل طرد الاحتلال ومن أجل إعادة إعمار القرى المهدمة بفعل العدوان». وقال: «تحياتنا إلى كل اللبنانيين أيضاً بهذه المناسبة الوطنية التي تتناغم فيها قوى الجيش والشعب والمقاومة من أجل إنجاز الاستحقاق الوطني الكبير الذي نعمنا بفيئه طوال 25 عاماً مما مضى، وسنعاود أن ننعم بفيئه فيما تبقى بعد إنجاز التحرير إن شاء الله في وقت قريب».

مقالات مشابهة

  • حزب الله وفـلسطين: وحــدة الدم والمصير
  • قبلان: عندما يمتلك لبنان F-35 ومنظومات ثاد نناقش سلاح المقاومة
  • ومضة الشرارة التي تغير مجرى حياتك
  • الصحة العالمية تكشف حصيلة صادمة لجثامين الفلسطينيين تحت أنقاض غزة
  • عشية زيارة الوفد النيابي له : «حزب الله» يتحدث عن «مساحة تفاهم واسعة» مع الرئيس اللبناني
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي
  • امين عام حزب الله : اليمن هزم امريكا والحرب لم تنته بعد
  • أمين عام حزب الله: الحرب مع إسرائيل لم تنته