جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@13:39:45 GMT

الضمير الإنساني تحت أنقاض غزة

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

الضمير الإنساني تحت أنقاض غزة

د. أحمد بن علي العمري

 

الضمير الإنساني.. القانون الإنساني.. القانون الدولي.. الكرامة الإنسانية.. العدالة الدولية.. حقوق الإنسان.. الحرية الإنسانية.. المساواة العالمية.

كلها عناوين فضفاضة تهاوت عالميًا واحدة تلو الأخرى حتى توارت جميعها عن الأنظار تحت أنقاض غزة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع شرقه وغربه وحتى عربه ومسلميه الذين لفهم السكوت المطبق وصمتوا صمت القبور حتى عبارات الشجب والتنديد والاستنكار الفارغة التي كنَّا نسمعها لم تعد مسموعة أو ظاهرة وكأنّها أضحت رماد الأنقاض.

إذا ما تفكرنا مليئا فإننا سنجد أن من يتزعم هذه الشعارات العالمية دول العالم الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ولكن إذا عرفنا أن هذه الدول العظمى بأسلحتها تدمر إسرائيل غزة بلا رحمه ولا هوادة فلربما نفهم سبب سكوتها.

لقد دمرت إسرائيل غزة بأبشع صور الدمار التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية أجمع منذ هرقل مرورا بجنكيزخان وهتلر لنصل إلى نتنياهو حتى وصل الأمر إلى قصف مدرسة بها لاجئون نصبوا لأنفسهم خياماً فتحترق هذه الخيام فلا يجدون الماء لإطفاء الحرائق؛ بمعنى أن الماء والغذاء والدواء ممنوع وصوله لهؤلاء البشر وهناك من مات منهم جوعا وكأنهم حيوانات تنفق لا بشر يتعذبون.

وإذا كان هناك من يدعي كذباً أن المجاهدين يتخذون من العامة دروعًا بشرية فقد كان الدليل الواضح والصريح الذي دحض كل السرديات الملفقة، وهو استشهاد المجاهد البطل يحيى السنوار- رحمة الله عليه- فقد استشهد الرجل وهو زعيم حماس وحيدًا فوق الأرض وليس تحتها مُقبلًا غير مدبر، بلا دروع بشرية، ولا بين الأسرى كما كانوا يدعون كذبًا وقد شاهدنا كيف نكلوا بجثته.

إنَّ الإجرام الإسرائيلي بحق غزة وكذلك بحق لبنان، يفوق كل المصطلحات السابقة للطغيان  والغلو، ولا بُد أن يكون هناك مصطلح جديد يبتكر لهذه المناكر التي تجاوزت حد اللفظ والنطق الحالي. لكن تبقى المقاومة الصامدة المؤمنة المحتسبة الثابتة المتعلقة بالأرض تعلق الجذر بالتربة التي تردد دائمًا وأبدًا "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

وهنا أتذكر قول الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي في قصيدته التي كتبها في شهر سبتمبر عام 1933م

إذا الشعب يومًا أراد الحياة

فلا بُد أن يستجيب القدر

ولا بُد لليل أن ينجلي

ولا بُد للقيد أن ينكسر

وهنا لا بُد لي أن أوجه كلمة لبعض الإخوة من أبناء جلدتنا المتأثرين بالإعلام الغربي الطاغي وبعض الإعلام العربي للأسف الشديد، وأقول لهم: هل تعتقدون أن إسرائيل لو قضت على غزة وفلسطين ولبنان، ستقف عند هذا الحد لا والله؛ بل ستتقدم إلى سوريا وإلى العراق وسيصل الدور على الجميع، فهل من الأفضل لنا أن نتقي النار وهي بعيدة أم ننتظرها حتى تحرقنا؟

من لديه عقل يجب أن يفهم أن التشفي بالقادة والأبطال والمقاومين لهو ذل في الدنيا وخزي في الآخرة. كما إن البعض يعتقد أنه باستشهاد قائد تنتهي المقاومة، وتاريخ المقاومة لم يرتبط يومًا باسم شخص مهما كانت مكانته وأهميته.

إنَّ استشهاد القادة يضيف إلى الإصرار والعزيمة قوة خارقة وهي قوة الانتقام وقد وضح ذلك بالدليل القاطع فيما حصل للمقاومة اللبنانية بعد استشهاد قادتها وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله وقد حققوا ما كان ينظر إليه أنه من المستحيلات؛ حيث وصلوا لمقر نتنياهو، مؤكدين أنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.

وهنا أتذكر قول الإمام الشافعي رحمة الله عليه: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج"؛ فالإيمان بالله وعدالة السماء سبب في انفراج الأمور وفك الكُرب.

فلنصبر ولنصمد، ومن لديه خير فيلقله، ومن ليس لديه فليصمت، فإذا كان الكلام من فضة فإنَّ السكوت من ذهب.

حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر ومكروه.

حفظ الله عُمان وشعبها وسلطانها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الضمير": إنزال المساعدات جوًا بغزة "خدعة دعائية" لتغطية جريمة التجويع

غزة - صفا عبّرت مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان، عن رفضها الشديد لعمليات إنزال المساعدات الإنسانية من الجو فوق قطاع غزة. ووصفت المؤسسة في بيان، هذه الخطوة بأنها "إجراء دعائ مضلل" يسعى لحرف الأنظار عن جريمة التجويع الممنهجة، التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين منذ أكثر من 660 يومًا في إطار حرب إبادة جماعية متواصلة. وقالت: إن "المساعدات المسقطة جوًا لا تمثل حلًا حقيقيًا للأزمة الإنسانية، بل هي وسيلة مهينة تُغلف المجاعة بغلاف إنساني زائف". وأشارت إلى أن هذه الطريقة لا تفي بالاحتياجات الأساسية، بل تحمل مخاطر كبيرة على حياة المدنيين، خاصة حين تُلقى فوق مخيمات النازحين، وهو ما وثقته المؤسسة من خلال وقوع إصابات، بعضها خطير، في صفوف المواطنين جراء عمليات الإنزال. واتهمت "الضمير" الاحتلال بتصعيد سياسة التجويع منذ مطلع آذار/مارس الماضي، عبر منع دخول الغذاء والدواء والوقود، واستهداف التجمعات المدنية قرب ما يُعرف بـ"نقاط توزيع المساعدات"، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى في صفوف السكان الذين يعانون من الجوع. وأضافت أن "الادعاء الإسرائيلي بإسقاط مساعدات جوية هو محاولة فاضحة للتضليل الإعلامي والتنصل من مسؤولية جريمة التجويع الجماعي، التي تُنفذ بقرارات سياسية وعسكرية عليا". واعتبرت هذه السياسة جزءًا من جريمة إبادة جماعية يعاقب عليها القانون الدولي بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948. وانتقدت المؤسسة ما وصفته بـ"ادعاءات كاذبة حول هدَن إنسانية". وأكدت أن المساعدات التي دخلت لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من احتياجات أكثر من 2.3 مليون إنسان يعيشون في ظروف حصار خانقة. ودعت إلى فتح جميع المعابر فورًا، والسماح بدخول مئات الشاحنات يوميًا من الغذاء والماء والدواء والوقود، بإشراف الأمم المتحدة ومنظمات محلية ودولية موثوقة. ودعت مؤسسة "الضمير" الدول المشاركة في عمليات إنزال المساعدات إلى وقف مشاركتها في هذه الآلية المهينة. وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها باتخاذ إجراءات فورية لضمان تدفق آمن ومنتظم للمساعدات الإنسانية، بما يحفظ حياة المدنيين وكرامتهم. 

مقالات مشابهة

  • برلماني عن مؤتمر حل الدولتين: مصر صوت الضمير والداعم الحقيقي للحق الفلسطيني
  • وزير الأوقاف: خطاب الرئيس عن غزة يجسد الضمير المصري الحي
  • غزة بين موت الضمير وعار الخذلان والتآمر
  • قماطي خلال افتتاح النصب التذكاري لفؤاد شكر: أعداء المقاومة يضعون كل ثقلهم لأجل استسلامها
  • "الضمير": إنزال المساعدات جوًا بغزة "خدعة دعائية" لتغطية جريمة التجويع
  • الاحتلال في القانون الدولي: بين الإرهاب والعنصرية وأزمة الضمير الدولي
  • يديعوت أحرونوت: تجميد خطة “المدينة الإنسانية” على أنقاض رفح
  • إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • أدرعي ينعي زياد الرحباني: صوت الضمير الحرّ