“الوصية الأخيرة” للشهيد القائد يحيى السنوار.. تحيةُ فخر واعتزاز للسيد القائد وللشعب اليمني
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
حملت رسالةُ الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار، التي خَصَّ بها السيدَ القائدَ عبدَالملك الحوثي “يحفظه الله”، أبعادًا سياسيةً وعسكرية مختلفة تتحدى نظامَ الاحتلال الصهيوني، بعد عامٍ من الفشل في حرب الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة، وصمود وثبات المقاومة في ميدان المعركة.
وتضمنت الرسالة إشادة بالسيد القائد، وأبطال القوات المسلحة، الذين أبدعوا في تطوير قدراتهم العسكرية حتى وصلت إلى عمق كيان العدوّ الغاصب، وكذلك بالشعب اليمني العظيم، الذي ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وما تزال ساحات اليمن تشهد على ذلك أسبوعيًّا منذ بدأت معركة (طُوفَان الأقصى).
وفي هذا الصدد يقول رئيس المركز التأسيسي للدراسات والبحوث الدكتور خالد العماد: إن “الشهيد يحيى السنوار قد خَصَّ في رسالته العلنية والوحيدة السيدَ القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” لاعتبارات عدة أهمها أن الشهيد السنوار لم يجد عونًا وسندًا ومعينًا وناصرًا، بعد الله تعالى، إلا السيد القائد والشعب اليمني الحر الوفي لقائده وللشعب الفلسطيني”.
ويضيف: “على الرغم من البعد الجغرافي بين اليمن وفلسطين إلا أن السيد القائد عبد الملك كان وما يزال حاضرًا ومن أول يوم لـ (طُوفَان الأقصى)، حَيثُ أعلن تضامنه بالفعل قبل القول، وغيَّرَ موازين المعركة مع العدوّ الإسرائيلي، منذ أول عملية نفذتها قواتنا المسلحة في البحر الأحمر، ضمن عملية (طُوفَان الأقصى) التي قلبت كُـلّ حسابات العدوّ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، وفرضت معادلة جديدة، يجب أن توصفَ بـ “المعادلة التاريخية”.
ويؤكّـد العماد ” أن السيد القائد استطاع من خلال القدرات العسكرية اليمنية والمتطورة، ومنها الصواريخ البالستية والمسيَّرات، فرض تلك المعادلة، والتحكم بالبحار والمحيطات، وأغلق باب المندب، أمام سفن العدوّ، وبهذا فرضت قواتنا المسلحة -وفق توجيهات السيد القائد- حصارًا بحريًّا على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وعلى كُـلّ السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلّة، أَو المرتبطة بالاحتلال، واستهدفت قواتنا المسلحة ما يقارب 200 سفينة.
ويؤكّـد الدكتور العماد أن “الشهيد يحيى السنوار -رضوان الله عليه- عندما خص السيد القائد عبدالملك الحوثي، كان يرى بنور الله، ويعلم أن السيد القائد، هو القائد الوحيد، الجدير بالمسؤولية، وحامي المقدسات الإسلامية، وهو القائد الذي لا يتنازل عن أرض فلسطين مهما كانت التضحيات، ولا يدعه إيمَـانه أن يسكت عن جرائم الاحتلال، وهو السند والعون لكل فلسطين، وهو القائد الذي لا مثيل له في المنطقة العربية، وهو من يشعر ويتألم لأهل غزة، وأن القضية الفلسطينية مقدسة عنده وضمن الأولويات لديه بشكل خاص، وفي المشروع القرآني بشكل عام، وما خطاباته الأسبوعية، والعمليات المُستمرّة، إلا شاهد حقيقي، على قول وفعل السيد القائد الذي سخر كُـلّ شيء في اليمن لنصرة غزة والشعب الفلسطيني”.
رسالةٌ لكل المشكِّكين:
وعن دلالات رسالة الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار، للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ومن خلاله إلى الشعب اليمني، التي برزت إلى واجهة الإعلام العربي والدولي، يقول الكاتب والإعلامي سند الصيادي: “إن رسالة الشهيد السنوار، الخَاصَّة والوحيدة للسيد القائد، لها دلالات كثيرة، تشير إلى أن العلاقة بين المقاومة حماس، والسيد القائد وشعبه، هي علاقة غير اعتيادية، وتؤسس للمزيد من التعاون والجهاد والنصر، كما أن الشهيد السنوار، أراد أن يوجه رسالة إلى كُـلّ المشككين في العلاقة بين حركة المقاومة حماس والسيد القائد “يحفظه الله”؛ وليؤكّـد أن اليمن على تنسيق تام وكامل مع المقاومة في فلسطين، وأن الفلسطينيين في هذه المعركة ليسوا وحدهم، وأن الشعب اليمني يقف إلى جانبهم، لا سِـيَّـما أن هذا التطمين جاء بالتوازي مع حدثَين مهمَّينِ المولد النبوي الجامع للأُمَّـة، وعظمة الاحتفاء اليمني بها، وتوازيها مع عملية عسكرية نوعية للقوات المسلحة اليمنية في عمق كيان العدوّ بصاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي”.
ويضيف : “السيد القائد لم يتوقف عن نصرة فلسطين، بالقول والفعل، وكشف في خطابته المواقف الدولية والعربية المخزية والمهينة بضمير مسؤول يعيش عن قرب مشهد الجرائم الأبشع في التاريخ ضد النساء والأطفال، ويعتريه ألم نزيف الدم الفلسطيني، وفي الوقت ذاته أصبح السيد القائد حاضرًا مع المقاومة في ميدانها، وَفي تفاصيل خطابه الذي تجاوز الاستعراض إلى الانغماس في عمق المشهد عاطفيًّا ووجدانيًّا، وهو القائد اليمني العظيم الذي جسد هذا التلاحم في القول بخطاباته بشكل لم يجسده أحد من قبله، وفي فعله الذي لا يزال حاضرًا في الساحات، ومؤثرًا إلى حَــدّ كبير في رسم معادلة الانتصار، وهذا العمق في العطاء يكفي لأن يدفع المجاهد الشهيد إلى أن يرسل رسالته الخَاصَّة والوحيدة، للسيد القائد”.
ويؤكّـد الصيادي أن “لرسالة الشهيد القائد السنوار، دلالات كثيرة أهمها أن السيد القائد على مدى أكثر من عام، لم ينقطع أسبوعًا واحدًا من الظهور، مخاطبًا الشعب اليمني وشعوب الأُمَّــة الإسلامية والعربية، يحثهم على الجهاد والإسناد لغزة، ويستنهض في الشعب اليمني روحَ النصرة، والمسؤولية الدينية والأخوية والإنسانية، وليطمئن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة، وأن الشعب اليمني وأحرار الأُمَّــة والعالم إلى جانبهم”.
وبحسب الصيادي فَــإنَّ “رسالة الشهيد القائد يحيى السنوار، الذي شاهده العالم كيف ارتقى شهيدًا وهو يمسك بسلاحه، والذي سيلهم العالم كله عظمة الشهادة والجهاد، أكّـدت حجم التأثير الكبير لعمليات القوات المسلحة اليمنية، تجاه العدوّ الصهيوني، كما أكّـدت تأثيرها الإيجابي العظيم على معنويات الشعب الفلسطيني، عندما يرى نصرة إخوانه في اليمن والعراق ولبنان، وفي مختلف محور المقاومة، وعندما يشاهد مستوى الحضور الجماهيري المليوني في مختلف الساحات اليمنية، أَو على مستوى الفعل الميداني، الذي أعاد وَهَجَ معركة (طُوفَان الأقصى)، وتأثيرها على قلب “تل أبيب” من جديد؛ وهو ما يدل على أن الشعب اليمني، هم أهلُ المدد والسند”.
تقديرٌ لموقف السيد والشعب:
وفي السياق ذاته يقول القاضي بدر الدين محمد الديلمي: “ما لفت نظري في رسالة الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار، للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، هو تمييزُ السيد القائد، برسالة خَاصَّة، بما تضمنته من وصف يعبّر عن العاطفة الصادقة والمشاعر الفياضة والإرادَة الصُّلبة التي وجدها من سيادته في دعم المقاومة الفلسطينية منذ بدء معركة (طُوفَان الأقصى)، وفي مختلف المجالات منها العسكرية والسياسية”.
ويضيف: “ولهذا جاءت رسالة الشهيد السنوار، بما حملته من مضامينَ ودلالات، لتؤكّـد على وحدة الساحات ووحدة القضية، وليعرف العدوّ الصهيوني أن لدى محور المقاومة تنسيقًا وتواصلًا بشكل مُستمرّ، وأن العلاقة بين جبهات محور المقاومة مترابطة كالبنيان المرصوص، رغم الصعوبات البالغة وخَاصَّة في غزة، وتأكيدًا على أن جبهات الإسناد بدعم المقاومة في غزة، هي بمثابة الصفعة في وجه العدوّ الصهيوني وحلمه في القضاء على المقاومة الفلسطينية، التي لا يزال يقف السيد القائد والشعب اليمني، موقفَ الأبطال إلى جانبهم، وقدّم الشهداء؛ مِن أجلِ فلسطين والأقصى”.
ويواصل: “رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد القائد يحيى السنوار، التي خص بها السيد القائد، أكّـدت فعالية العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرة للشعب الفلسطيني، سواء باستهداف المناطق المحتلّة، أَو منع عبور السفن الصهيونية والمرتبطة بالكيان الغاصب، مُرورًا بالطائرة المسيرة التي استهدفت “يافا” منتصف يوليو الماضي، وُصُـولًا إلى العملية النوعية التي استهدفت بصاروخ “فلسطين2 ” هدفًا حساسًا للكيان الصهيوني قرب ما يسمى إسرائيليًّا “تل أبيب” وهروب مليونَين و365 ألف صهيوني إلى الملاجئ”.
ويؤكّـد الديلمي أن رسالة الشهيد السنوار جاءت “تقديرًا للموقف الصادق للسيد القائد، والموقف اليمني المشرف منذ اليوم الأول لعملية (طُوفَان الأقصى)، الذي مثَّل انتقالةً استراتيجية، في المعركة؛ كونه حمل زخمًا مختلفًا لجبهات الإسناد، وأعاد مدن مركز الكيان إلى دائرة الاستهداف، وهذا استدعى رسالة شكر وامتنان نادرة وغير مسبوقة من الشهيد القائد السنوار (الذي اعتاد الجميع صمته في هذه الطوفان) للسيد القائد، وكذلك تقديرًا للدور العظيم الذي يقوم به الشعب اليمني، الذي لم يتوقف على مدى عام من العدوان الإسرائيلي على غزة، رسميًّا وشعبيًّا”.
ووفقًا للقاضي الديلمي فَــإنَّ رسالة الشهيد السنوار، للسيد القائد تزامنت مع حدثين عظيمَينِ:- الأول احتفال اليمنيين بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وآلة وسلم- والذي يُعد الأكبر على مستوى المنطقة والعالم، والحدث الثاني إطلاقُ القوة الصاروخية اليمنية صاروخَ “فلسطين 2″، إلى “يافا” الفلسطينية المحتلّة؛ لتؤكّـد أن فلسطين واليمن يخوضان سويًّا معركة (طُوفَان الأقصى)، التي جاءت لتوجّـه ضربة قويةً للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين بوجه خاص، وتكتب بها أولى صفحات وعدِ الله المقدَّس بتحرير فلسطين.
————————————————
المسيرة – عباس القاعدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی أن السید القائد الشعب الیمنی یحیى السنوار للسید القائد المقاومة فی القائد عبد یحفظه الله عبد الملک بدر الدین القائد ا ویؤک ـد
إقرأ أيضاً:
مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال
يمانيون | تقرير تحليلي
في ظل تصاعد المجازر الصهيونية في غزة، وبينما تغرق الأرض الفلسطينية في الدم والركام، عاد المجتمع الدولي ليطرح مجددًا ما يسمى “مشروع حلّ الدولتين”، عبر مؤتمر دولي يُراد له أن يُعيد خلط الأوراق، ويوجه البوصلة نحو مسار سياسي منحرف يخدم الاحتلال أكثر مما يدعم الحقوق الفلسطينية.
تبدو صيغة المؤتمر مملوءة بألوان دبلوماسية “جميلة” في الفضاء الإعلامي، لكنها لا تخفي قبح جوهرها. فالمبادرة ليست جديدة، بل هي مبادرة قديمة متعفنة أُعيد طلاؤها مجددًا بعد أن بقيت لعقود على الورق دون تنفيذ، تُستخدم كلما اشتدت المقاومة وتصدع وجه الكيان المحتل تحت ضربات الصواريخ أو صمود أبطال الأرض المحاصرة.
المطلوب من المؤتمر: نزع السلاح وتفكيك غزة
من أبرز بنود هذا المسار الذي يُراد فرضه سياسيًا، ما تسعى إليه القوى الغربية والأنظمة العربية المتماهية، وهو إنهاء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وتسليم إدارة القطاع بالكامل، بما فيه من مؤسسات ومقدرات وأسلحة، للسلطة الفلسطينية الخاضعة للتنسيق الأمني مع الاحتلال.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يُطرح بوضوح في الكواليس ما هو أخطر: نزع سلاح المقاومة بالكامل، وتجريد الشعب الفلسطيني من آخر أدوات الدفاع عن نفسه، وشيطنة كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال الصهيوني. وهي المطالب التي يروج لها القادة الصهاينة في تصريحاتهم، وتجد صدًى لها في باريس ولندن وواشنطن والرياض والقاهرة.
فرنسا وبريطانيا.. شراكة معلنة في جريمة الإبادة
الدول الأوروبية الكبرى لم تتزحزح خطوة واحدة عن دعمها المباشر وغير المباشر للعدو الصهيوني. لندن لم توقف تصدير الأسلحة، وباريس كذلك. بل تستمر الدول الغربية على اختلافها في توفير الدعم السياسي والعسكري، وتكتفي بتصريحات “قلقة” لا تعني شيئًا، سوى محاولة يائسة لحماية نفسها من اتهامات جرائم الحرب، عبر الادّعاء بأنها تُحذر وتُدين لفظيًا.
إن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل حرب إبادة ممنهجة تشترك فيها أطراف دولية بالصمت أو بالمشاركة الفعلية، تحت غطاء من الشرعية الكاذبة التي توفرها المؤتمرات الدولية، والتي لا تخرج عن كونها مظلّة لشرعنة الاحتلال ومساعدته على تحقيق ما عجز عن فرضه عسكريًا.
المقاومة “إرهابًا”.. والدفاع “خروجًا عن القانون”
لم يكن غريبًا أن يُعاد تصنيف حركات المقاومة في المؤتمرات الغربية بأنها “إرهابية”، فذلك جزء من الحرب النفسية والسياسية التي تهدف إلى نزع الشرعية الأخلاقية والدينية والوطنية عن كل من يقف في وجه الاحتلال.. بل إن بعض العواصم الأوروبية والعربية تطرح “حلولًا” تشمل تفكيك فصائل المقاومة، وتسفير من تبقى من مقاتليها إلى أي بقعة يُختار لهم النفي إليها.
وهكذا يُراد أن تُعزل المقاومة، وتُفكك، وتُجرد من سلاحها، ليُسلَّم القطاع بكل جراحه ومقدراته إلى مسار سياسي عقيم، عجز عن إنقاذ الضفة من التهويد، وعن حماية القدس من الاقتحامات، وعن وقف الاستيطان الذي يلتهم الأرض.
النتيجة: مؤتمر ضد المقاومة وليس ضد الاحتلال
ما يُطلق عليه “مؤتمر دولي لحل الدولتين” ليس في الحقيقة سوى مؤتمر ضد المقاومة، يُنظم تحت عناوين مضلّلة مثل “السلام” و”إنهاء المعاناة”، بينما يُمرر في كواليسه أخطر الأجندات: القضاء على المقاومة، شرعنة الاحتلال، تحويل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى متمرّد إرهابي.
رغم الحضور الكبير والتصريحات المتكررة والدعوات الخجولة لوقف إطلاق النار، إلا أن المؤتمر خالٍ من المواقف العملية، ولا يقدّم شيئًا جوهريًا يمكنه وقف المجازر أو إنقاذ الأطفال الذين يموتون جوعًا وقهرًا تحت الحصار والركام.
العالم يتعرّى.. والاختبار يكشف زيف المواقف
لقد شكّل هذا المؤتمر اختبارًا فاضحًا لمواقف العالم “المتحضّر”، فكشف زيف الخطاب الأوروبي والإنساني. العالم الذي يكتفي بإحصاء الجثث وإرسال المساعدات المشروطة، دون اتخاذ موقف حقيقي ضد الاحتلال، ليس سوى شريكٍ في الجريمة.
وما لم تتحول هذه المؤتمرات إلى أدوات فعلية لمحاسبة العدو، ووقف شحنات الأسلحة، وملاحقة مجرمي الحرب، فإنها ستظل جزءًا من المشهد الدموي، وستسجَّل في ذاكرة التاريخ كأداة سياسية لشرعنة الإبادة، لا لإنقاذ الضحايا.