صفاء أبو السعود ناعية حسن يوسف: فقدنا قيمة وقامة فنية وإنسانية عظيمة
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
نعت الفنانة صفاء أبو السعود، الفنان الكبير حسن يوسف، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال النادرة.
نعي صفاء أبو السعود
وقالت الفنانة صفاء أبو السعود، إننا فقدنا اليوم قيمة وقامة فنية وإنسانية عظيمة، فقد نجح الفنان حسن يوسف، خلال مشواره الطويل في أن يصنع إرثًا فنيًا عظيمًا ومبهرًا وتاريخًا ممتدًا لن يمحيه الزمن بما قدمه من عشرات الأعمال الناجحة في السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة، والتي ساهمت بجدارة في بناء قوتنا الناعمة، وتأثيرها الكبير في تشكيل وعي ووجدان ملايين المشاهدين في أنحاء العالم العربي.
نبذة عن حسن يوسف وأبرز أعماله
جدير بالذكر أن الفنان الراحل حسن يوسف، اكتشفه الفنان حسين رياض، وقدمه كوجه جديد في فيلم "أنا حرة" مع الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز عام ١٩٥٩، وانطلق بعدها حسن يوسف في المشاركة في العديد من الأفلام التي أصبحت من علامات السينما المصرية ومنها الزواج على الطريقة الحديثة، فتاة الاستعراض، الكدابين الثلاثة، أصعب جواز، الحسناء واللص، نمر التلامذة، ٧ أيام في الجنة، أم العروسة، مطلوب أرملة، حكاية جواز، الخطايا، شقة الطلبة، الثلاثة يحبونها، زقاق المدق، الزواج السعيد، في بيتنا رجل، صوت الحب، شاطئ المرح.
كما قدم الفنان الراحل العديد من المسلسلات التي كانت من علامات الدراما التليفزيونية منها ليالي الحلمية، محمد رسول الله، زينب والعرش، قضاة عظماء، الإمام المراغي، زهرة وأزواجها الخمسة، وإمام الدعاة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حسن يوسف الدراما التليفزيونية السينما المصرية لبنى عبد العزيز صفاء أبو السعود صفاء أبو السعود حسن یوسف
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: القلوب البيضاء .. صفاء الوجدان وسر السلام
جوهر الطبيعة الإنسانية النقية لأصحاب القلوب البيضاء يعبر عن صفاء النفس أو الروح؛ فرغم ضجيج العالم من حولك؛ فإنك تشعر بطمأنينة وسلام داخلي يتعدى حدود الآخرين، ويولد طاقة لديك تمنحك المقدرة على الوصال دون كلل أو ملل، ويساعدك في تحسين علاقاتك المتعددة مع بني البشر بغض النظر عن درجة القرابة أو طبيعة الصلات، وهنا نوقن أن البياض يعني بالضرورة هجر كل ما يؤدي بنا إلى صور التحاقد أو التحاسد أو الضغائن أو الخبائث؛ لتصبح حسن النوايا وطيب السريرة سمة ملازمة واتصاف قيمي نبيل.
استيراد ماهية البياض للقلوب يعني ماهية النقاء، التي تجعلنا قادرين على التخلص من الهموم وسائر منغصات الحياة، بل، نتجاوز بها نوازل الدهر التي قد تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق أمانينا وطموحاتنا؛ لذا تشعرنا نبضاتها بالسكينة التي تمنحنا بكل صدق معنى السلام الداخلي؛ فلا نسبب الضيق، أو الألم، أو الحرج، أو الخذلان، أو كل ما قد يضير بالآخرين؛ لكن نحاول جاهدين أن نغرس بذورَ الخير في كل موطن تصل إليه الأقدام؛ فتصبح الغايات متناغمة حول تحقيق ماهية السعادة التي يغترف منها الجميع دون استثناء.
يظل النقاء معبرًا عن حالة الصفاء التي يتجاوز فيها الوجدان الإنسان مراحل المادية ليصل إلى عمق المعاني التي نراها في الشعور بالطمأنينة والسكينة؛ فلا نفور من واقع يموج بالمتاعب، ولا خشية من شقاء يقع على الأبدان، ولا هرولة وراء مكاسب وأرباح نحقق ماهية النفعية من وجهة النظر الضيقة؛ لكن هناك اختلاف في مقاييس السعادة من وجهة نظر أصحاب القلوب البيضاء الذين يمتلكون واحةً كبيرةً من السلام الداخلي تشمل الجميع وتسعهم.
ذوو القلوب البيضاء يمتلكون الحكمة في تنوعاتها؛ إذ تبدو في ضبط العاطفة التي تُحدث توازناً للمشاعر والمقدرة على التعبير عما يجول في الصدور، وهذا يؤكد لنا أن هؤلاء البشر لا يتقبلون فلسفة العوز ولا يرتضون المذلة ولا يمارسون كل ما من شأنه أن يضير بكرامتهم، ولا يعطون الفرصة لأن تتخذ حيالهم تصرفات تضير بسمعتهم؛ ومن ثم نرصد العقلانية ولغة المنطق في صناعة واتخاذ قراراتهم؛ حيث التمسك بمنهجية التفكير التي تحقق النتائج المرجوة بكل هدوء وارتياح.
الإدراك الذي يقوم على معرفة قويمة سمة لأصحاب القلوب البيضاء؛ ومن ثم يستطيعون أن ينهلوا من طيف الخبرات ما يجعلهم قادرين على حسن التصرف في المواقف الضاغطة؛ لذا لا مكان للتسرع أو الانجراف وراء زيف البريق، وهذا يعني أن القيمة النبيلة في المكانة الأولى بالنسبة لهم، وعلى أثر ذلك تصبح المفاضلة فلسفتها قائمة على معيار رئيس يتمثل فيما ينفع الناس دون غيره، والبعد عن كل ما قد يسبب الضير أو الألم أو الحزن للآخرين.
الرضا لا يفارق أصحاب القلوب البيضاء؛ لأن التسليم والإيمان صفتان تبدو جلية في أداءات هؤلاء، وهذا يجعل الأرواح تتوق للمعاني التي ترقق الأحاسيس وتذهب بالمشاعر لواحات السعادة وتلك ما نسميه حكمة الوجدان الراقي، ناهيك عن مقدرة غير محدودة أو لا متناهية للعطاء، وهذا يعني أن صورة العلاقات الطيبة بين ذوي القلوب البيضاء والآخرين ممن حولهم تقوم على الوئام، وترسخ حالة التوازن؛ فيبدو التعامل في صوره الراقية.
الحياة المضجرة لا تحدث فجوات أو آثار غير سوية لدى من يحوزون القلوب البيضاء؛ حيث لديهم المقدرة على تحمل المسئولية ولديهم انضباطٌ تجاه ما يطرأ من تحديات وصعوبات ومشكلات وقضايا واقعية، ولا تغيب لديهم لغة العقل الممزوجة بالعاطفة التي تحافظ على نقاء الوجدان، وبناءً على ذلك نجد التسامح من القيم النبيلة التي يمارسها أصحاب القلوب السليمة، وهذا ما يبدد حالة الظلام ويفتح طاقات من النور يستهدي بها الإنسان كي يحيا بسلام مع النفس والآخرين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.