د. عصام محمد عبد القادر يكتب: القلوب البيضاء .. صفاء الوجدان وسر السلام
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
جوهر الطبيعة الإنسانية النقية لأصحاب القلوب البيضاء يعبر عن صفاء النفس أو الروح؛ فرغم ضجيج العالم من حولك؛ فإنك تشعر بطمأنينة وسلام داخلي يتعدى حدود الآخرين، ويولد طاقة لديك تمنحك المقدرة على الوصال دون كلل أو ملل، ويساعدك في تحسين علاقاتك المتعددة مع بني البشر بغض النظر عن درجة القرابة أو طبيعة الصلات، وهنا نوقن أن البياض يعني بالضرورة هجر كل ما يؤدي بنا إلى صور التحاقد أو التحاسد أو الضغائن أو الخبائث؛ لتصبح حسن النوايا وطيب السريرة سمة ملازمة واتصاف قيمي نبيل.
استيراد ماهية البياض للقلوب يعني ماهية النقاء، التي تجعلنا قادرين على التخلص من الهموم وسائر منغصات الحياة، بل، نتجاوز بها نوازل الدهر التي قد تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق أمانينا وطموحاتنا؛ لذا تشعرنا نبضاتها بالسكينة التي تمنحنا بكل صدق معنى السلام الداخلي؛ فلا نسبب الضيق، أو الألم، أو الحرج، أو الخذلان، أو كل ما قد يضير بالآخرين؛ لكن نحاول جاهدين أن نغرس بذورَ الخير في كل موطن تصل إليه الأقدام؛ فتصبح الغايات متناغمة حول تحقيق ماهية السعادة التي يغترف منها الجميع دون استثناء.
يظل النقاء معبرًا عن حالة الصفاء التي يتجاوز فيها الوجدان الإنسان مراحل المادية ليصل إلى عمق المعاني التي نراها في الشعور بالطمأنينة والسكينة؛ فلا نفور من واقع يموج بالمتاعب، ولا خشية من شقاء يقع على الأبدان، ولا هرولة وراء مكاسب وأرباح نحقق ماهية النفعية من وجهة النظر الضيقة؛ لكن هناك اختلاف في مقاييس السعادة من وجهة نظر أصحاب القلوب البيضاء الذين يمتلكون واحةً كبيرةً من السلام الداخلي تشمل الجميع وتسعهم.
ذوو القلوب البيضاء يمتلكون الحكمة في تنوعاتها؛ إذ تبدو في ضبط العاطفة التي تُحدث توازناً للمشاعر والمقدرة على التعبير عما يجول في الصدور، وهذا يؤكد لنا أن هؤلاء البشر لا يتقبلون فلسفة العوز ولا يرتضون المذلة ولا يمارسون كل ما من شأنه أن يضير بكرامتهم، ولا يعطون الفرصة لأن تتخذ حيالهم تصرفات تضير بسمعتهم؛ ومن ثم نرصد العقلانية ولغة المنطق في صناعة واتخاذ قراراتهم؛ حيث التمسك بمنهجية التفكير التي تحقق النتائج المرجوة بكل هدوء وارتياح.
الإدراك الذي يقوم على معرفة قويمة سمة لأصحاب القلوب البيضاء؛ ومن ثم يستطيعون أن ينهلوا من طيف الخبرات ما يجعلهم قادرين على حسن التصرف في المواقف الضاغطة؛ لذا لا مكان للتسرع أو الانجراف وراء زيف البريق، وهذا يعني أن القيمة النبيلة في المكانة الأولى بالنسبة لهم، وعلى أثر ذلك تصبح المفاضلة فلسفتها قائمة على معيار رئيس يتمثل فيما ينفع الناس دون غيره، والبعد عن كل ما قد يسبب الضير أو الألم أو الحزن للآخرين.
الرضا لا يفارق أصحاب القلوب البيضاء؛ لأن التسليم والإيمان صفتان تبدو جلية في أداءات هؤلاء، وهذا يجعل الأرواح تتوق للمعاني التي ترقق الأحاسيس وتذهب بالمشاعر لواحات السعادة وتلك ما نسميه حكمة الوجدان الراقي، ناهيك عن مقدرة غير محدودة أو لا متناهية للعطاء، وهذا يعني أن صورة العلاقات الطيبة بين ذوي القلوب البيضاء والآخرين ممن حولهم تقوم على الوئام، وترسخ حالة التوازن؛ فيبدو التعامل في صوره الراقية.
الحياة المضجرة لا تحدث فجوات أو آثار غير سوية لدى من يحوزون القلوب البيضاء؛ حيث لديهم المقدرة على تحمل المسئولية ولديهم انضباطٌ تجاه ما يطرأ من تحديات وصعوبات ومشكلات وقضايا واقعية، ولا تغيب لديهم لغة العقل الممزوجة بالعاطفة التي تحافظ على نقاء الوجدان، وبناءً على ذلك نجد التسامح من القيم النبيلة التي يمارسها أصحاب القلوب السليمة، وهذا ما يبدد حالة الظلام ويفتح طاقات من النور يستهدي بها الإنسان كي يحيا بسلام مع النفس والآخرين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإيمان القلوب البيضاء
إقرأ أيضاً:
وليد صلاح الدين: لا نسعى لإصلاح العلاقة مع عبد القادر خوفا من الزمالك
كشف وليد صلاح الدين، مدير الكرة بالنادي الأهلي، عن العديد من التفاصيل الخاصة بالفريق الأول، مؤكدًا أن العلاقة بين عناصر الجهاز الفني والإداري تسودها روح التعاون والتفاهم الكامل.
تفاهم كامل مع سيد عبد الحفيظ
قال وليد صلاح الدين في تصريحات تليفزيونية إنه لا يشعر بالقلق من عودة سيد عبد الحفيظ للإدارة أو من صلاحياته المنتظرة، مؤكدًا أن العلاقة بينهما مميزة للغاية:
“أنا وسيد عبد الحفيظ متفاهمين جدًا، وعلاقتي بيه جيدة، وهدفنا واحد وهو مصلحة النادي الأهلي”.
لا خلاف مع محمد يوسف
كما نفى مدير الكرة وجود أي توتر أو خلاف مع محمد يوسف، مؤكدًا أن الحديث عن تهميشه غير صحيح تمامًا، موضحًا أن الثنائي يعمل بانسجام وتفاهم كامل داخل منظومة الفريق.
زيزو يُعامل كجميع اللاعبين
أكد وليد صلاح الدين أن أحمد سيد “زيزو” لا يُعامل بطريقة استثنائية داخل الأهلي، مشيرًا إلى أن سياسة النادي قائمة على العدالة والمساواة بين جميع اللاعبين دون تفرقة. كما أوضح أنه سيتم التحدث مع إمام عاشور بعد عودته للجاهزية في مسألة “حوار آدم وطني” التي تشغل جماهير النادي.
إشادة بمحمد شوقي
أشاد مدير الكرة بزميله السابق محمد شوقي، واصفًا إياه بأنه شخصية جميلة ومدرب واعد، مضيفًا أنه استمتع بالعمل معه في نادي زد، ويتوقع له مستقبلاً كبيرًا في عالم التدريب.
توضيح بشأن أحمد عبد القادر
وحول ملف أحمد عبد القادر، أكد وليد صلاح الدين أن الأهلي لا يسعى لإصلاح العلاقة معه خوفًا من انتقاله للزمالك أو بيراميدز، بل لأن النادي يريده وهو أيضًا يرغب في البقاء، موضحًا أن النادي سيقدم له عرضًا رسميًا، وإذا رفضه سيتم البحث عن بديل