بين التهويل والتقليل الإيرانى
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
بين تناقض التصريحات الإيرانية بأن الضربة الإسرائيلية السبت الماضى عليها محدودة، وأخرى هجوم عنيف على تل أبيب وتوجيه ضربات قاصمة ردّا على الغارات يتضمن ابتكارات جديدة وخسائر أكبر ومفاجآت مذهلة، يكشف نتيجتين مهمتين.
الأولى، أن طهران تحاول التقليل من شأن الضربة أمام مواطنيها لرفع الحرج، وإعطاء صاحب القرار فرصة لعدم الرد على الأقل فى هذا التوقيت.
والثانى، أن الضربة بالفعل قوية ومُركزة وآلمت إيران، وإن بدا للبعض أنها خفيفة فى زمنها والمواقع التى تعرضت للضربات، بدليل التصريحات النارية الإيرانية والتى يستهدف منها أصحابها ابتزاز أمريكا والحصول على امتيازات لعدم الرد وتصدير القلق لتل أبيب ووضعها فى موقع الدفاع، وما يتبعه من نفقات وقلق نفسى للمسئولين والمواطنين.
وما يدلل على أن الضربات الإسرائيلية كانت مدروسة ومُركزة طوال عشرة أيام قبل الرد لإظهار الإنصات للإدارة الأمريكية الحالية، وفى الوقت ذاته توجيه ضربة مؤلمة وتعميق الجرح الإيرانى، فالضربة أدت لتدمير عنصر حاسم بـ برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانى، وأضرارًا بالغة بقدرة إيران على تجديد مخزونها من الصواريخ ما يردع طهران عن شن المزيد من الضربات الصاروخية القوية ضد إسرائيل أو دعم وكلائها، حيث شلت الضربة قدرة إيران على إنتاج الصواريخ.
ودمرت إسرائيل 12 «خلاطًا كوكبيًا» تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى تشكل الجزء الأكبر من ترسانة الصواريخ الإيرانية.
والخلاطات عبارة عن معدات متطورة للغاية لا تستطيع إيران إنتاجها بمفردها ويجب أن تشتريها من الصين، كما أن تصنيع الخلاطات قد يستغرق عامًا على الأقل.
ورغم أن إيران ما زالت تمتلك مخزونًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية، فعدم قدرة إيران على إنتاج صواريخ باليستية جديدة من شأنه أن يحد أيضًا من قدرتها على تجديد مخزونات الصواريخ الباليستية لوكلائها مثل حزب الله وجماعة الحوثى.
بجانب أن الهجوم تضمن أيضًا إصابة 4 بطاريات دفاع جوى من طراز S-300 كانت فى مواقع استراتيجية، ومصنع لإنتاج الطائرات من دون طيار، وضربة «رمزية» على منشأة فى مدينة بارشين كانت تستخدم فى الماضى للبحث والتطوير للأسلحة النووية.
وتبرز تصريحات مساعد الحرس الثورى محمد رضا نقدى غير المسبوقة بالفعل الأضرار الكبيرة بعدما أصيبت قاعدة تابعة للحرس الثورى الذى يقوم بتصنيع الصواريخ الباليستية وإطلاقها كجزء من برنامجه الفضائى.
إيران رغم تصريحات المسئولين وخاصة الحرس الثورى لن تستطيع توجيه أى ضربة حاليًا خاصة بعد جملة أن إيران ستحدد زمان ومكان الهجوم، لأنها تعلم أن الخسائر ستزداد مع تهديد إسرائيلى عنيف باستخدام أسلحة أكثر فتكًا- وربما تطول المواقع النووية- واغتيالات مسئولين كبار، وستعمق طهران الخلافات مع الإدارة الأمريكية الحالية فى حال نجاح هاريس، فى مرحلة ترقب من سيد البيت الأبيض القادم.
ورفع وتيرة الضربات الإيرانية عن المرتين السابقتين سوف يفتح شهية إسرائيل لتدمير ما تبقى من بنية أساسية دفاعية وهجومية صاروخية ومسيرات ويعيد طهران سنوات للخلف، ويشعل الفتيل، ويجعل قدوم دونالد ترامب حال نجاحه فرصة إسرائيل لإعادة إيران لعقود للوراء وهو ما لا يخفى على المسئولين الإيرانيين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل تناقض التصريحات على تل أبيب الصواریخ البالیستیة
إقرأ أيضاً:
عاجل| إيران تقرر تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي
قررت السلطات الإيرانية تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران، وهو الشارع الذي أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى من نفذ عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عام 1981.
وأكدت السلطات الإيرانية أن القرار جاء بعد تنسيق بين مجلس بلدية طهران ووزارة الخارجية الإيرانية، في إطار مساعي طهران لتعزيز التقارب مع القاهرة، حيث تشهد العلاقات بين البلدين انفراجة غير مسبوقة.
رغبة إيرانية في تعزيز العلاقات مع مصرمن جهته، أعلن علي رضا نادعلي، المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، في تصريح لوكالة تسنيم الإيرانية، أن قرار تغيير اسم شارع «خالد الإسلامبولي»، المعروف أيضًا باسم «الوزراء» في منطقة 6 بطهران، جاء بعد مناقشات داخل لجنة تسمية الشوارع، وأن اللجنة اقترحت عدة أسماء بديلة سيتم عرضها في جلسة عامة للمجلس البلدي الأسبوع المقبل للتصويت النهائي.
وشدد على أن القرار يعكس رغبة إيران في تعزيز العلاقات مع مصر، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة في يونيو 2025.
انفراجة ملحوظة في العلاقات بين مصر وإيرانوتشهد العلاقات بين مصر وإيران انفراجة ملحوظة مع زيارة عباس عراقجي إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين.
وتضمنت الزيارة جولة رمزية لعراقجي في منطقة خان الخليلي التاريخية، حيث أدى صلاة المغرب في الحسين وتناول العشاء في مطعم نجيب محفوظ.
اقرأ أيضاًالخارجية الإيرانية تعلن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات مع واشنطن حول البرنامج النووي لطهران
ترامب: إيران تلح على السماح لها بتخصيب اليورانيوم
«ضربة خطيرة تهز تل أبيب».. تسريب آلاف الوثائق الحساسة من إسرائيل إلى إيران