غادرتُ الرِّياض إلى المنطقة الشرقية التي قضيتُ فيها جُلَّ سنين اغترابي قبل ذهابي إلى الكويت ومكثتُ في مُدُنِها الثلاثِ الكُبرى الدَّمام والخُبر والجُبيل ما طابَ لي المُكوثُ وهيأتْ لي الأقدارُ . وهآنذا أعودُ إليها وأبدأُ بالإقامةِ في الدمام . استقبلني أبناءُ قريتي هناك وهيأوا لي سكناً ضمنَ شقتهم في حي " الخليج " .

كنتُ مهموماً بموضوعِ تجديدِ الإقامةِ والحصولِ على جهةٍ تكفُلُني . وفي أثناءِ طوافي على بعضِ مراكزِ التَّدريب وجدتُ عملاً وكفيلاً . كانَ العملُ بمركزِ الخليج للتدريب الذي يقعُ بين الدمام والخُبر بدوامٍ جزئي part-time ، وكان محاسبُ المركز سودانياً وقد دَلَّني على كفيلِه الذي كان مُتخَصِّصاً في نقلِ كفالةِ أي سوداني على أنْ يتقاضَى مبلغاً شهرياً مِن كلِّ مكفولٍ مُسجَّلٍ على مُؤسّستِه ويَترُكُ لِمكفُوليه حريةَ العملِ والحركةِ حيثُ ما شاؤوا . كانَ المبلغُ ٣٠٠ ريال شهرياً على أنْ تُدفَعَ قيمةُ ٦ شهور مُقدَّماً ١٨٠٠ ريال . وافقتُ على ذلك - مُكرهٌ أخوك لا بَطَل - وقد كان مركزُ التدريب يمنحُ أجراً يومياً طيِّباً لأنه كان مُتعاقِداً مع شركةٍ صينيةٍ تعملُ في مجالِ النَّفط وتُدرِّبُ منسوبيها من السعوديين على اللغة الانجليزية في مركز الخليج للتدريب . وهكذا توكلتُ على الحي الدَّائم ونقلتُ كفالتي على كفيل مُحاسِب المركز و " مؤسسة محسن الحربي للمقاولات " ، وفي النَّفسِ تَوجُّس مما وقعتُ في حِباله مع مؤسسة القصيم التي ذكرتُ خَطَّها الأحمر مِن قبلُ .
سارتْ الأمورُ سيراً طبيعياً خلال الشهر الأول من عملي لدى المركز ، ثم ظهرتْ لي فرصةٌ أُخرى أفضلَ مِمَّا كنتُ فيه . استَدعَتني شركةُ الخليج للتَّدريب والتَّعليم لإجراءِ مُعاينةٍ بِكُليّة الجبيل الصناعية وكانتْ الشركة تعملُ على توفيرِ مُعلمي لغة إنجليزية مِن حَمَلةِ الماجستير لتدريسِ طُلاب السنة الإعدادية/ تمهيدي PYP . وقد كنتُ واحداً من خمسٍ وعشرين مُعلِّماً للغة الانجليزية تَمَّ اختيارُهم للعملِ بالكُلية . كانَ العقدُ مع شركة الخليج لمدة عامٍ واحدٍ ويتضمنُ راتباً إجمالياً جيّداً package يشملُ البدلات المعروفة من سكنٍ وتأمينٍ صحي وتذاكرَ سفرٍ . قمتُ بتوقيعِ العَقد وقامتْ شركةُ الخليج بنقلِ كفالتي إليها بعد عِدة أشهر بعد انتهاء إقامتي بيومٍ واحدٍ وكان الكفيلُ قد رفضَ الموافقةَ عندما طلبتْ منه الشركة ذلك في بدايةِ الأمر .

بيئةٌ جديدةٌ مثيرة ، صالاتُها كثيرة ، فصولُها مُهيَّأةٌ جديرة ، أعدادُها غفيرة،أساتذةٌ وطلابٌ وعُمَّال . تلك هي كُليّة الجُبيل الصَّناعية وذلِكُم هو المُوجزُ أما التَّفاصيلُ فلا يُمكنُ حصرُها في مقالْ لكنَّ بعضَها يُقالْ . الأساتذةُ هيئةُ أممٍ إلا قليلا ، بعضُهم أفارقةٌ صِرْف ،
بعضُهم أفارقةٌ عَرب من السودان ومصر وآخرون عرب آسيويون من الأردن وفلسطين والسعودية ، اما غيرُ هؤلاءِ فهم شِرذمةٌ قليلون بريطانيون في الغالبِ الأعَّم ومنهم مسلمون يتَحدَثون العربيةَ بلُكْنةٍ مُحَبَّبة.
كُلُّ هؤلاءِ يَنضَوونَ تحت لواءِ " معهد اللغة الانجليزية " ELI التابع لكلية الجبيل الصناعية JIC . يقومون بتدريس اللغة الانجليزية كلغةٍ ثانية/ أجنبية ESL / EFL لطلابِ السَّنةِ الأولى التَّحضِيرية PYP الذين تَتِمُّ تَهيِئتُهم ليَندَرِجوا في التَّخصَّص كلٌّ حسب رغبتِه بعد النجاحِ في اللُّغة . عددُ الطلابِ في التَّحضيرية يفوقُ الألف . وهم مِن قبائلَ شتَّى مِن
أركانِ المملكة الأربعة . وهم داخلُ أسوارِ الكلية في نَعمةٍ فَكِهون في داخلياتٍ مسكَنُهُم ومأكلُهم في مطاعمَ تُوفُّر لهم ما لذَّ وطابْ وبِسِعرٍ مستطابْ لا يَحلُم به العابِرونَ بِسياراتهِم على الطريقِ السريع بين الجبيل البلد والجبيل الصناعية ،والكُليَّةُ على يمينِهم أو يسارِهم .
يقعُ معهدُ اللغة الانجليزية في مَبنَيَين : مبنى قديم بِطابقٍ واحدٍ فوقَ الأرضي ومبنى جديد بأربعةِ طوابِق وهو الذي يَحتضِنُ مكاتبَ الإدارةِ ومعظمَ الفصولِ الدِّراسية . الفصولُ واسعةٌ وتَفتحَ يمنةً ويسرةً على رَدهَةٍ طويلةٍ تبدأُ بالمَصاعِد الكهربائية في الطوابقِ العليا . هذا مِن الناحيةِ الشَّرقية ، وتجدُ نفسَ التَّشكيلةِ وبِنفسِ الأوصافِ في الناحيةِ الغربية ، وكًلها مُهيَّأةٌ - أي الفصول - بالوسائلِ والمُعيناتِ السَّمعيةِ والبَصَرية . تتخللُ اصطفافَ الفصولِ هذا مكاتبُ المُشرِفين على المَناهِج المُختَلفة التي تَشملُ مهاراتِ اللُّغةِ الأربَع : الاستِماع والتَّحدُّث والقِراءة والكِتابة . وهناك أيضاً بعضُ الكافتيريات المُوزَّعةِ على الطوابق .
أما المَبنى القديم فَيَضُمُّ كلَّ مكاتب مُدرسي اللغة الانجليزية بالإضافةِ إلى المُدير المَسئولِ عن الدَّوراتِ التَّدرِيبيةِ الخاصَّة بالشَّرِكات .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: اللغة الانجلیزیة

إقرأ أيضاً:

اعتباراً من 1 يوليو.. أرمينيا تعفي مواطني ومقيمي دول الخليج من التأشيرة

قررت أرمينيا السماح بدخول مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي من دون تأشيرة ابتداءً من الأول من يوليو 2025. وتأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة استراتيجية، تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، ودعم قطاع السياحة، وتوسيع آفاق التعاون التجاري بين أرمينيا ودول الخليج العربي.

وتهدف هذه الخطوة المهمة إلى تعزيز جاذبية أرمينيا كوجهة سهلة الوصول ومرحّبة في منطقة جنوب القوقاز، لا سيما بالنسبة للزوار القادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، والبحرين، وسلطنة عُمان.

سوف يُطبق نظام الإعفاء الجديد من التأشيرة على جميع حاملي جوازات السفر من دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يتيح لهم السفر إلى أرمينيا لأغراض السياحة أو الترفيه أو الأعمال من دون الحاجة إلى تأشيرة، وذلك للإقامات التي لا تتجاوز 90 يوماً خلال أي فترة 180 يوماً.

وبإضافة إلى ذلك، فإن الإعفاء يشمل أيضاً الأفراد الحاصلين على إقامة سارية المفعول صادرة عن أي من دول مجلس التعاون الخليجي، بشرط ألا تقل مدة صلاحية الإقامة عن 6 أشهر من تاريخ الدخول إلى أرمينيا، وهو ما يوسّع نطاق الاستفادة، ليشمل شريحة كبيرة من المقيمين في تلك البلدان.

وتأتي أهمية توقيت هذا القرار، في ظل تزايد اهتمام مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي باكتشاف وجهات قريبة توفر تجارب أصيلة، وثقافات متنوعة، وجمالاً طبيعياً خلّاباً وفريداً من نوعه. ومع ما تتميز به أرمينيا من إرث تاريخي عريق، ومناظر طبيعية خلابة، ومشهد طهي غني وحيوي، فإنها تُعد وجهة مثالية لجذب أعداد متزايدة من السياح وزوار الأعمال القادمين من منطقة الخليج.

وفي هذه المناسبة، قالت لوسين غيفورغيان، رئيسة لجنة السياحة في وزارة الاقتصاد في جمهورية أرمينيا: «يمثل هذا الإنجاز دليلاً على التزامنا بجعل أرمينيا أكثر سهولة للوصول أمام المسافرين من المنطقة». وتابعت «نتطلع إلى استقبال المزيد من الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يبحثون عن تجارب سفر غنية وملهمة، سواء من خلال أديرتنا التاريخية، أو مشهدنا في فنون الطهي النابض بالحياة، أو مهرجاناتنا الثقافية الغامرة».

وفي المقابل، تتوقع لجنة السياحة في وزارة الاقتصاد في جمهورية أرمينيا أن يسهم الإعفاء من التأشيرة في تعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أكبر. وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية السياحة الشاملة لأرمينيا، والتي تتضمن تحسين الربط الجوي، وتطوير البنية التحتية للزوار، وتكثيف الترويج السياحي في الأسواق العالمية.
ويُشار إلى أن أرمينيا كانت قد اعتمدت سابقاً سياسة الإعفاء من التأشيرة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2017، ولمواطني قطر في عام 2019، ولمواطني الكويت في عام 2022، وهي خطوات ناجحة مهّدت الطريق نحو توسيع هذه السياسة الإقليمية، لتشمل بقية دول مجلس التعاون الخليجي.

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الخليج والنجم الأحمر يلاحقان جوهرة برازيلية
  • اعتباراً من 1 يوليو.. أرمينيا تعفي مواطني ومقيمي دول الخليج من التأشيرة
  • فورين أفيرز: الخليج وإيران واحتواء الغليان الإقليمي
  • اللغة الإنجليزية تسعد طلاب الظفرة
  • الإمارات.. اختبار اللغة الإنجليزية بين السهل والمتوسط
  • زلزال قبلي يهز الكويت: سحب جنسية شيوخ من شمّر وعنزة يثير صدمة في الخليج!
  • "المساحة الجيولوجية" ترصد هزة أرضية في الخليج العربي
  • مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ (نحن والآخر).
  • شرق الجبيل.. هزة أرضية في الخليج العربي بقوة 3.35 درجة
  • رصد زلزال في الخليج العربي بـ 3.35 درجة يبعد 85 كم شرق الجبيل