خليل الخالدي أديب ورحالة فلسطيني، ولد في القدس عام 1863، شارك في تأسيس جمعية الاتحاد والترقي المعارضة لحكم الدولة العثمانية، ولد في القدس عام 1863 وتوفي في العاصمة المصرية القاهرة عام 1941.

المولد والنشأة

ولد خليل جواد بن بدر مصطفى بن خليل بن محمد صنع الله الخالدي عام 1863 في القدس، وكنيته "أبو الوفاء" الخالدي المخزومي الديري.

الدراسة والتكوين العلمي

درس في القدس وأجازه الشيخ محمد أسعد الإمام المقدسي الشافعي، ثم انتقل إلى الأزهر الشريف ودرس فيه على يد كبار مشايخ العصر، مثل الشيخ عبد الرحمن الشربيني الشافعي، وحكيم الإسلام وفيلسوفه السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ عاطف الرومي الإسلامبولي، والشيخ أبي الفضل جعفر الكناني.

بعدها انتقل الخالدي إلى الأستانة (إسطنبول) عاصمة الإمبراطورية العثمانية، وتخرج في مدرسة القضاة وتقلد وظائف فيها.

يعتبر الشيخ خليل الخالدي من الشخصيات التقليدية المحافظة التي درست في المعاهد الدينية الإسلامية، وقد سعى إلى الحفاظ على الطابع الإسلامي في المجتمع الفلسطيني، وكان له حضور قوي في هذا السياق.

الوظائف والمسؤوليات

لم يكن مجال الوظيفة متاحا للشيخ الخالدي بعد تخرجه في مدرسة القضاء الشرعي، فقد قضى نحو 5 سنوات دون عمل تنقّل خلالها بين بلدان عدة.

بدأ رحلته في تونس، حيث أقام مدة من الزمن التقى خلالها بعض علمائها واطلع على مكتباتها، وأصبح هذا التقليد جزءا من عاداته في أي بلد يزوره، إذ كان يبحث عن المكتبة أولا ويزورها لاستكشاف مجموعاتها.

بعد تونس انتقل إلى المغرب، ثم عاد إلى مصر حيث حضر دروس الشيخ عبد الرحمن الشربيني، ووجد في مجموعة أوراقه العديد من بطاقات استعارة الكتب من الكتبخانة الخديوية (التي عرفت لاحقا بدار الكتب المصرية)، إضافة إلى بطاقة تخوله الدراسة في المكتبة.

كما قام برحلة إلى المغرب، وقد عُثر في أوراقه على نحو 50 ورقة صغيرة كتبها عن رحلته إلى العاصمة العلمية المغربية مدينة فاس، وهي عبارة عن رسائل وخواطر تصف مكتباتها وما تحتويه من كتب تتعلق باهتماماته.

جمعية "الاتحاد والترقي" التركية تأسست عام 1889 (مواقع التواصل الاجتماعي) عمله في القضاء

ولي قضاء حلب ما بين سنتي 1901 و1903، كما وليه في ديار بكر بالأناضول، وقام بجولة في دول الغرب الإسلامي والأندلس، وعاد إلى الأستانة مرة أخرى بين عامي 1905 و1906، وعيّن لقضاء بلدة قالقاندلن بولاية كوسوفا في الروملي (البونسة التي كانت ضمن ما كان تعرف بـ"بلاد الروم التركية") لمدة عام واستقر بعد ذلك في القدس.

وحين توفي المفتي كامل الحسيني ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية (سنة 1921) اختير خليل الخالدي لرئاسة المحكمة، في حين عيّن الحاج محمد أمين الحسيني مفتيا، وظل الخالدي رئيسا لمحكمة الاستئناف 14 عاما، واستمر إضافة إلى وظيفته تلك في التدريس ونشر العلم في القدس وخارجها.

وبعد إقامة المجلس الإسلامي الأعلى اختلف الخالدي مع الحاج أمين الحسيني، فانضم إلى صفوف المعارضة وأصبح من رؤسائها، وفي عام 1935 نجح المفتي في إبعاده عن وظيفته فأحيل إلى التقاعد.

المناصب والمسؤوليات

كان الخالدي من أعضاء مجلس تدقيق المصاحف والمؤلفات في دار المشيخة الإسلامية بإسطنبول، وقد طاف دور الكتب القائمة في العواصم الإسلامية والغربية، ووقف على ما فيها وما احتوته من الكتب والمخطوطات النادرة والمدونات والآثار العلمية والفكرية التي خلفها الآباء والأجداد، فصار ثقة العالم الإسلامي في هذا المجال.

وكان خليل الخالدي عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بالعاصمة السورية دمشق، كما كان له إسهام بارز في تأسيس المكتبة الخالدية والإشراف عليها، إلى جانب مؤسسها راغب الخالدي حتى أوائل أربعينيات القرن الـ20.

والمكتبة الخالدية هي أكبر المجموعات الفلسطينية ومن أكبر المجموعات الإسلامية الخاصة في العالم، وقد أحصى محرر فهرسها الدكتور نظمي الجعبة نحو 1200 مخطوط تضم قرابة ألفي عنوان.

نبه الخالدي مبكرا إلى خطر الحركة الصهيونية بعد بدء الهجرة اليهودية التي أشرفت عليها في أوائل الثمانينيات من القرن الـ19، خاصة بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد بمدينة بال السويسرية في أغسطس/آب 1897.

كان خليل الخالدي من أوائل المؤسسين لحزب الاتحاد والترقي، وعندما نفذ هذا الحزب انقلابه المعروف عام 1908 على السلطان عبد الحميد كان الشيخ الخالدي يخطب في الجماهير ويدعوها إلى قبول هذا الانقلاب، حتى أنه أفتى بعزل السلطان.

جمعية الاتحاد والترقي

ورد في كتاب القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين (1917-1948) لبيان نويهض الحوت أن الجمعية هدفت إلى "القضاء على استبداد السلطان عبد الحميد وتطبيق مبادئ الثورة الفرنسية مترجمة إلى شعارات تركية هي "حرية وعدالة ومساواة"، وقد أكرهت السلطان على منح الدستور دون أن تخلعه، لكن بعد حين خلعته وتولت الحكم النيابي، ولكنها لم تلبث أن أخذت تطغى وتستبد استبدادا عنيفا حتى نفرت العرب وضايقتهم في حقوقهم الدستورية، ثم وضعت برنامج التتريك فذعر العرب".

وقبل أن يكتشف العرب أخطار هذه السياسة ويجابهوها بتأسيس الأحزاب العربية كانت جمعية الاتحاد والترقي قد استطاعت أن تنشئ لها فروعا في البلاد العربية، وفي فلسطين كانت مدينة القدس من أهم مراكز الجمعية.

لم يطل نشاط الجمعية بين العرب، فقد تحولوا عنها حال اكتشافهم حقيقة المآرب التي تسعى إليها، وهي نقيض شعاراتها، ومعظم هؤلاء قد أصبحوا مؤسسين وأعضاء بارزين في الجمعيات العربية.

بقية من السلف الصالح

كتب عنه المؤرخ عجاج نويهض في كتاب "رجال من فلسطين كما عرفتهم" أنه "من ألفه إلى يائه يمثل حتى بزيه وعمامته بقية السلف الصالح الذين عرفتهم الأمة العربية على اختلاف العصور".

ووصفه بأنه "هادئ المجلس، حلو الحديث عميقه في المعاني، كشاف عن أشياء علمية وحقائق تاريخية ينفرد بها، لأنه غواص فريد عن كل هذا في نوادر المخطوطات التي لم تطبع بعد أو طبعت في أوروبا وصعب وصولها إلى القارئ العام".

ومن إيجابيات الخالدي التي عددها نويهض في كتابه أنه "مال إلى الإحاطة بعلم المخطوطات العربية والإسلامية، وانبعثت له همة في هذا الباب جعلته ممن يشار إليهم بالبنان في العالم الإسلامي كله، وعدّ فهرست المخطوطات الحي الماشي في أهم مكتبات الشرق والغرب".

وقال إن "هذا الأمر جعله يرحل من قطر إلى قطر، فغدا رحالة جواب آفاق، زار الأندلس مرتين، وآخر مرة قبل الحرب العالمية الثانية ببضع سنين، وجمع من أخبار العرب في الأندلس شيئا كثيرا، ولم ينشر هذا في كتاب وإنما اكتفى بنشره في كبرى المجلات العربية".

كما كان الخالدي واسع الاطلاع على فلسفة الدين وأحكام الشريعة الإسلامية وعميق النظرة في سنن التطور، وكان ينشر معظم أبحاثه في مجلتي الزهراء الشهرية والفتح الأسبوعية في مصر لصديقه العلامة محب الدين الخطيب.

الاتحاديون استطاعوا الوصول إلى السلطة وحكموا باسم السلطان عبد الحميد وعزلوه (غيتي) مؤلفاته

خلّف الشيخ الخالدي من آثاره مجموعة من المؤلفات، أهمها:

الاختيارات الخالدية في الأدب (نحو 30 كراسا). حدود أصول الفقه. رحلتي إلى بلاد المغرب والأندلس. مذكرة في نحو 50 جزءا أتى فيها على ذكر الكتب والمكتبات التي زارها واطلع عليها. وفاته

توفي الشيخ خليل الخالدي في القاهرة ودفن فيها عام 1941.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخالدی من فی القدس

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطني يرد على تصريحات خليل الحية بشأن مصر

أعرب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، عن رفضه واستنكاره لما ورد في الخطاب الأخير لعضو المكتب السياسي لحركة " حماس "، خليل الحية، واصفًا إياه بأنه محاولة مرفوضة لتصدير الأزمة الداخلية التي تعاني منها الحركة، عبر تحميل المسؤولية لدول عربية شقيقة لطالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.

وقال فتوح: "الهجوم على مصر والأردن يعكس حالة من التخبط السياسي التي تعيشها حركة حماس، ويمثل هروبًا إلى الأمام وتنصلًا من مسؤولية السياسات الفاشلة والمغامرات غير المحسوبة التي زادت من معاناة أهلنا في قطاع غزة ."

وأكد أن من يترك الشعب الفلسطيني في غزة ضحيةً لبطش الاحتلال، واحتكار التجار، ويفرض عليه سلطة الأمر الواقع، هو من يتحمل المسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية عن تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والمعاناة المستمرة.

وأضاف فتوح أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادة حماس تشكل انحرافًا خطيرًا عن بوصلة النضال الوطني، وتُعد بمثابة صك براءة مجاني لعدوان الإبادة والتجويع الذي يتعرض له شعبنا، في وقت تمسّ فيه وحدة الجبهة الداخلية أكثر من أي وقت مضى.

وتابع: "إن هذه التصريحات لا تخدم إلا الاحتلال، وتؤدي إلى تفكيك الجبهة الوطنية وشق الصف العربي، في محاولة لتوتير علاقاتنا التاريخية مع العمق العربي الأصيل، الذي لطالما احتضن شعبنا ودافع عن قضيته في المحافل كافة."

وشدد رئيس المجلس الوطني على أن مصر والأردن كانتا وما زالتا سداً منيعًا أمام مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير شعبنا من أرضه، وكان الأجدر بقيادة حركة حماس أن تعترف بهذا الدور المشرف، وتثمّن التضحيات، لا أن تسيء لها بتصريحات عدائية لا تعبر عن المصلحة الوطنية الفلسطينية.

واختتم فتوح بيانه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يرفض الزج باسمه في معارك وهمية لا تخدم سوى الاحتلال، ويؤمن أن البوصلة ستبقى موجهة نحو العدو الحقيقي: الاحتلال الإسرائيلي، وأن علاقات شعبنا مع أشقائه العرب علاقات راسخة وعميقة لا يمكن المساس بها أو العبث بها مهما حاول البعض.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء العدوان غزة: إسرائيل تمنع دخول الصحافة العالمية خشية انكشاف جرائمها مصر تبحث مع قطر والأردن والسعودية مستجدات الوضع بغزة الأكثر قراءة صحة غزة تصدر تقريرها اليومي المُحدّث عن ضحايا الحرب والتجويع محدث: موعد إعلان نتائج الثانوية العامة توجيهي 2025 الحكومة الفلسطينية توجه رسالة للموظفين حول جهودها لتأمين الرواتب صحيفة إسرائيلية : قريبون من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كنوز الفراعنة في قلب روما.. اتفاقية مصرية إيطالية لتنظيم معرض أثري في 2026
  • مقال بواشنطن بوست: حتى المدافعون عن إسرائيل بدؤوا أخيرا الاعتراف بالحقيقة
  • سوت جذابة.. أمينة خليل تستعرض جمالها
  • “تريندز” و”إقامة دبي” ينظمان محاضرة بعنوان: “من الملاحظة إلى النشر: رحلة البحث العلمي”
  • كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي
  • صور.. الانتهاء من إجراءات تسكين 133 من بائعي سور الأزبكية في المكتبات الجديدة
  • بين خطابين.. خليل الحية والجنرال السيسي
  • صور.. آخر تطورات أعمال تطوير حديقة الأزبكية ومنطقة المكتبات
  • مكتبة مصر العامة تنظم مناقشة ثرية لكتاب «كنوز من حجر»
  • المجلس الوطني يرد على تصريحات خليل الحية بشأن مصر