تحذير مقلق من الذكاء الاصطناعي.. يهدد بسرقة الأموال
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
4 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: بقدر ما للذكاء الاصطناعي من فوائد عديدة إلا أن له مخاطر كبيرة في آن يجب الحذر منها.
فقد أظهرت دراسة حديثة أن واجهة برمجة التطبيقات الصوتية لمساعد ChatGPT-4o من OpenAI قد يستغلها مجرمو الإنترنت لتنفيذ عمليات احتيال مالي، لافتة إلى أن معدلات نجاح هذه العمليات تتراوح بين منخفضة ومتوسطة، وفق البوابة العربية للأخبار التقنية.
ويعد ChatGPT-4o أحدث نموذج ذكاء اصطناعي من OpenAI، ويتميز بقدرته على استيعاب النصوص والأصوات والمرئيات وإخراجها. للحد من إساءة الاستخدام، أدمجت OpenAI آليات أمان عدة تهدف إلى اكتشاف المحتوى الضار، ومنع تكرار الأصوات غير المُصرّح بها.
غير أنه مع ازدياد انتشار تقنيات التزييف الصوتي العميق وأدوات تحويل النص إلى صوت، تتفاقم مشكلة الاحتيال الصوتي التي تقدر خسائرها بالملايين.
ونشر باحثون من جامعة إلينوي ورقة بحثية تبين أن الأدوات التقنية الحديثة المتاحة للجمهور تفتقر إلى آليات حماية كافية من إساءة استخدامها في عمليات الاحتيال.
وكما استعرضت الدراسة أنواعاً متعددة من عمليات الاحتيال، منها التحويلات المصرفية وسرقة بطاقات الهدايا وتحويل العملات الرقمية وسرقة بيانات حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني.
وتستخدم هذه العمليات الاحتيالية أدوات مبرمجة تعتمد على الصوت في ChatGPT-4o للتنقل بين صفحات الويب، وإدخال البيانات، وإدارة الأكواد الخاصة بالمصادقة الثنائية، واتباع إرشادات الاحتيال. ويرفض نموذج GPT-4o غالباً التعامل مع بيانات حساسة، إلا أن الباحثين استطاعوا تجاوز بعض القيود باستخدام تقنيات بسيطة لتحفيز النموذج على الاستجابة.
ولإثبات فاعلية عمليات الاحتيال، حاكى الباحثون أدوار الضحايا في التجارب، واستخدموا مواقع مثل “بنك أميركا” للتحقق من نجاح عمليات التحويل المصرفي، لكنهم لم يقيسوا مدى قدرة النموذج على الإقناع.
وفيما أظهرت التجارب أن معدلات النجاح تراوحت بين 20% و 60%، مع احتياج كل محاولة لما يصل إلى 26 خطوة متتالية عبر المتصفح، وقد استغرقت نحو 3 دقائق في الحالات المعقدة. كما نجحت عمليات سرقة بيانات حسابات Gmail بنسبة قدرها 60%، في حين بلغت نسبة نجاح عمليات تحويل العملات الرقمية وسرقة بيانات إنستغرام 40%.
وأما من ناحية التكاليف، فإن تكلفة تنفيذ عمليات الاحتيال تعد منخفضة، إذ بلغت تكلفة كل عملية ناجحة نحو 75 سنتاً أميركياً، فيما بلغت تكلفة عمليات التحويل المصرفي الأكثر تعقيداً نحو 2.51 دولار فقط.
وفي تعليق لـOpenAI نشره موقع BleepingComputer التقني، أشارت الشركة إلى أن نموذجها الأحدث “o1-preview” يتمتع بقدرات عالية في مقاومة محاولات الاحتيال، وتحسين الأمان مقارنة بالنماذج السابقة، فضلاً عن تحقيقه تقييما عاليا في اختبارات الأمان بنسبة قدرها 93%، مقارنة بـ71% في نموذج GPT-4o.
وكما أوضحت أن الأبحاث الأكاديمية، مثل تلك التي قدمتها جامعة إلينوي، تسهم في تحسين ChatGPT لمواجهة الاستخدامات الضارة.
وفيما ختمت مؤكدة التزامها بتعزيز آليات الأمان في نماذجها القادمة، وتقيّد توليد الأصوات في GPT-4o بمجموعة من الأصوات المصرح بها لتجنب عمليات التزييف الصوتي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: عملیات الاحتیال
إقرأ أيضاً:
أبل تُواصِل انتهاج خطوات حذرة في مجال الذكاء الاصطناعي رغم تأخرها عن منافسيها
كاليفورنيا – ( أ ف ب): واصلت شركة "أبل" السير بوتيرة حذرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم تأخرها الملحوظ عن منافسيها، ما أثار دهشة أوساط المحللين والمستثمرين.
وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر "أبل" السنوي للمطورين في كوبرتينو، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك: "نحتاج إلى مزيد من الوقت لاستكمال عملنا المتعلق بتطوير المساعد الصوتي (سيري) ليكون أكثر شخصية ويلبي معايير الجودة التي نحرص عليها".
ويُعد تطوير "سيري" إلى أداة ذكاء اصطناعي متقدمة من أبرز ملامح استراتيجية "أبل" في هذا المجال، والتي تم الإعلان عنها في مؤتمر العام الماضي ضمن مشروع "أبل إنتلجنس"، الذي يجمع مجموعة من الوظائف الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وكان من المفترض أن يتيح هذا النظام للمستخدمين أداء المهام عبر الأوامر الصوتية، مستفيدًا من المعلومات المتوافرة في البريد الإلكتروني والصور وغيرها من التطبيقات.
إلا أن الشركة اضطرت إلى تأجيل أو تعليق بعض الميزات المرتبطة بالمشروع، وفي مقدمتها تحديث "سيري"، ما انعكس سلبًا على نظرة السوق، إذ تراجع سهم "أبل" بنسبة 1.21% مع بدء فعاليات المؤتمر، في وقت تواصل فيه شركات مثل "أوبن إيه آي"، و"جوجل"، و"ميتا" إطلاق تحديثات متقدمة لأنظمتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ركّزت "أبل" خلال مؤتمرها على الكشف عن تحديثات في أنظمة التشغيل وتصميمات الواجهات.
تحفظ يثير القلق
رأى المحلل "إيماركتر"، غادجو سيفيلا، أن التأجيلات المتكررة قد تعكس "تراجعًا في وتيرة الابتكار داخل الشركة، أو غياب للرؤية الواضحة بشأن الذكاء الاصطناعي"، وحذر من أن هذا التردد قد "يُضعف حماسة المستثمرين"، خصوصًا في ظل التحركات السريعة لشركات مثل "سامسونج" و"جوجل" نحو دمج الذكاء الاصطناعي بعمق في أجهزتها القادمة.
ورغم الانتقادات، قدّمت "أبل" ميزة جديدة لاقت ترحيبًا، تتمثل في إمكانية الترجمة الفورية للرسائل النصية والمكالمات الصوتية والمرئية، وهي خاصية موجودة مسبقًا في بعض الهواتف المنافسة، واعتبرت نبيلة بوبال مديرة الأبحاث في "آي دي سي"، أن هذه الميزة تمثل "تقدمًا مهمًا ضمن حزمة أبل إنتلجنس"، مشيرة إلى أن عدم تحديث "سيري" بشكل كامل لا يُلغي أهمية الترجمة الفورية كواحدة من أكثر التطبيقات شعبية، مؤكدةً أن التأخر في الذكاء الاصطناعي لم ينعكس حتى الآن على مبيعات الشركة، موضحة أن "أبل تدرك أن هذا المجال ليس سباقًا قصيرًا بل ماراثون طويل".
انفتاح على المطورين
في خطوة لافتة، أعلنت "أبل" إتاحة قدرات "أبل إنتلجنس" للمطورين، ليتمكنوا من تصميم تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعمل حتى في وضعية عدم الاتصال بالإنترنت، واعتبر سيفيلا هذه الخطوة "تنازلاً مناسبًا"، يأخذ في الاعتبار اعتبارات الخصوصية والأمان، ويمنح "أبل" فرصة لإعادة تقييم استراتيجيتها، في وقت يُطوّر فيه المطورون تجارب ذكية متكاملة داخل نظام "أبل".
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه العلاقة بين "أبل" والمطورين توتّرًا منذ سنوات، على خلفية السياسات الصارمة التي تفرضها الشركة والعمولات التي تتقاضاها من التطبيقات، وكانت شركة "إبيك غيمز"، مطوّرة لعبة "فورتنايت"، قد كسبت دعوى قضائية أجبرت "أبل" على السماح باستخدام أنظمة دفع بديلة في الولايات المتحدة، وهو إجراء أصبح معمولًا به في أوروبا أيضًا.
تحديات داخلية وخارجية
ويضاف إلى التحديات التي تواجهها الشركة، انضمام المصمم الشهير جوني آيف، مهندس تصميم جهاز "آيفون"، إلى شركة "أوبن إيه آي"، حيث يعمل على تطوير أجهزة ذكية متصلة تتماشى مع عصر الذكاء الاصطناعي، ورغم هذه التحديات، أعرب المحلل في "ويدبوش"، دان آيفز، عن ثقته في قدرة "أبل" على تجاوز هذه المرحلة، قائلاً: "أبل تعتمد الحذر، بعد عام مليء بالتقلبات، استراتيجيتها واضحة، لكن الوقت يضغط"، ولم يستبعد احتمال لجوء الشركة إلى عمليات استحواذ كبرى لتسريع وتيرة تحولها الذكي.