شعبان بلال (واشنطن، القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية أمس، في عودة سياسية مذهلة إلى البيت الأبيض الذي غادره قبل أربع سنوات.
ووجه ترامب رسالة للشعب الأميركي، أكد فيها أنه حان الوقت لتنحية الانقسامات والوحدة، وقال :«لنبدأ بوضع أميركا أولاً، ومعاً نستطيع أن نجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، ولكل الأميركيين».
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ترامب لإعلان فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت أمس على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي الحالي.
وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره في فلوريدا، عبر الرئيس ترامب عن فرحته بالانتصار على منافسته في الحزب الديمقراطي، معلناً أمام الملايين من أنصاره من الشعب الأميركي عن انتخابه «الرئيس الـ47 للولايات المتحدة»، وأعلن فوزه في ولايات بارزة، منها بنسلفانيا ونيفادا وألاسكا، وحصوله على نحو 350 صوتاً في المجمع الانتخابي.
كما أعلن ترامب تصدره الكاسح للتصويت الشعبي في الانتخابات، وأيضاً فوز حزبه الجمهوري بأغلبية العضوية في مجلس الشيوخ بعد انتزاعه مقعدين كان يشغلهما الديمقراطيون في ولايتي وست فيرجينيا وأوهايو في دورته الحالية.
ووجه ترامب شكره لأنصاره ولزوجته ميلانيا، وأيضاً إلى أبنائه وأفراد عائلته لدعمهم له خلال حملته الانتخابية، كما شكر رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الذي كان من بين الأوائل الذين أعلنوا فوز ترامب.
ولفت ترامب إلى الديناميكية التي انتهجتها حملته الانتخابية، وأشار إلى أنها استقطبت مختلف الأميركيين، وهو ما وصفه بالتحالف التاريخي الذي وحد الناس في الولايات المتحدة من مختلف الخلفيات.
ووصف ترامب الولايات المتحدة بأعظم البلدان، وشدد على أنها يمكنها أن تكون الأعظم على الإطلاق، وتعهد بالوفاء بوعوده للناخب الأميركي، لا سيما في إصلاح ملف الهجرة إلى داخل الولايات المتحدة ومشاكل الحدود وتخفيض الضرائب عن المواطن الأميركي.
ومن المرجح أن تمثل القيادة الأميركية الجديدة اختباراً للمؤسسات الديمقراطية الأميركية في الداخل وعلاقات الولايات المتحدة الخارجية.
ودفع فوز ترامب بأصوات ولاية ويسكونسن المتأرجحة إلى تجاوزه الحد المطلوب للفوز بالانتخابات.
وفاز ترامب بعدد 279 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 223 صوتاً لهاريس، فيما لم يتم فرز الأصوات في عدد من الولايات حتى كتابة هذا التقرير، كما تقدم ترامب على هاريس بنحو خمسة ملايين صوت في التصويت الشعبي.
كما جدد ترامب، تأكيده بأنه سيقوم بوقف الحروب، قائلاً: «سوف نوقف الحروب ولن نبدأها»، مضيفاً أنه لم يكن هناك حروب في ولايته الأولى، باستثناء دحر تنظيم داعش خلال وقت قياسي.
وقال المحلل السياسي الأميركي توت بيلت: إن ترامب لم يوضح كيف سينهي الحروب، بخلاف قوله إنه سيجمع القادة في غرفة واحدة ويتفاوض على اتفاق.
وأضاف في تصريح لـ«الاتحاد»: لا أحد يعرف كيف قد يبدو الأمر، خاصة إذا لم يوافق الزعماء على التفاوض، فضلاً عن أنه يعكس نهجاً تبسيطياً للغاية في التعامل مع الشؤون الدولية.
وفي السياق، اعتبر الخبير الاستراتيجي الأردني الدكتور عامر سبايلة أن هذه الملفات، خاصة حرب روسيا وأوكرانيا وكذلك الحرب في غزة ولبنان، شائكة ومعقدة، لكن الولايات المتحدة دائماً ما تكون عاملاً قوياً في فرض حلول لاحتواء الصراع.
ومن جانبه، ذكر المحلل السياسي في واشنطن عهد الهندي أن الجمهوري الفائز سوف يستخدم علاقاته الشخصية من أجل إنهاء الحروب، مضيفاً في تصريح لـ«الاتحاد» أنه يؤمن بأن الولايات المتحدة ستكون في حال أفضل بوقف الحروب وسوف ينتعش اقتصادها وعليها التركيز على التجارة بدلاً من الحروب.
ولم تتحدث هاريس إلى أنصارها الذين تجمعوا في جامعة هوارد، التي درست بها، وألقى مدير حملتها سيدريك ريتشموند كلمة موجزة للحشد المتجمع بعد منتصف الليل قائلاً: إن «هاريس ستلقي كلمة بعد إكمال فرز الأصوات».
وفاز الجمهوريون بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأميركي، فيما لم يحقق أي من الحزبين تقدماً واضحاً في المعركة للسيطرة على مجلس النواب حيث يتمتع الجمهوريون في الوقت الراهن بأغلبية ضئيلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جي دي فانس تيم والز سباق الرئاسة الأميركية سباق البيت الأبيض الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي الانتخابات الأميركية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تطالب مواطنيها في الشرق الأوسط بتوخي الحذر
طالبت الولايات المتحدة، الخميس، مواطنيها في إسرائيل والشرق الأوسط بشكل عام بـ"توخي الحذر".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في منشور على منصة "إكس": "نظرا للتوتر الشديد في الشرق الأوسط، لا تزال البيئة الأمنية معقدة وقابلة للتغير بسرعة".
وتابعت الوزارة: "نذكّر المواطنين الأميركيين في إسرائيل والمنطقة عموما بضرورة توخي الحذر باستمرار، ونشجعهم على متابعة الأخبار للاطلاع على آخر المستجدات".
وتعيش المنطقة على وقع مخاوف من احتمال اندلاع صراع بين إسرائيل وإيران، توازيا مع المفاوضات النووية المتعثرة بين واشنطن وطهران.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إن شن إسرائيل هجوما على إيران "من الممكن جدا أن يحدث، لكنه ليس وشيكا"، مضيفا أنه يود تجنب الصراع مع طهران والتوصل لحل سلمي بشأن برنامجها النووي.
وجاءت تعليقات ترامب بعد أن أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، لترد طهران بالإعلان عن إجراءات مضادة، بينما قال مسؤول إيراني إن "دولة صديقة" حذرت بلاده من هجوم إسرائيلي محتمل.
وقال مسؤولون أميركيون وإيرانيون ووسطاء عمانيون إن الجولة السادسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران ستنعقد الأحد في مسقط.
لكن المخاوف الأمنية تزايدت منذ قال ترامب، الأربعاء، إن أميركيين يغادرون المنطقة لأنها "قد تصبح مكانا خطيرا"، وإنه لن يسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.
وعبر مسؤولون أميركيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، عن قلق واشنطن من احتمال تنفيذ إسرائيل عملا عسكريا ضد إيران في الأيام المقبلة، رغم تحذير ترامب في الآونة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن مثل هذه الضربة في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية الأميركية مع طهران.
وتشير معلومات استخباراتية أميركية إلى أن إسرائيل تجري استعدادات لقصف المنشآت النووية الإيرانية، لكن مسؤولا أميركيا قال إنه لا توجد أي مؤشرات على أن إسرائيل اتخذت قرارا نهائيا.
وقال ترامب للصحفيين خلال فعالية بالبيت الأبيض: "لا أريد أن أقول إنه وشيك، لكن يبدو أنه شيء من الممكن جدا أن يحدث"، وجدد تأكيده على أنه "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي".
وأضاف: "أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بجدية أكثر، مما يعني أنها ستضطر إلى تقديم شيء لا ترغب في تقديمه لنا حاليا".
وتعاني المنطقة المنتجة للنفط بالفعل تبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر 2023.
وهدد ترامب بقصف إيران إذا لم تسفر المحادثات بشأن الملف النووي عن اتفاق، وقال إن ثقته تقل أكثر فأكثر في موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه إيران التي تطالب برفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها منذ 2018.
وعبر ترامب في وقت سابق من الخميس عن استيائه من ارتفاع أسعار النفط، وسط مخاوف بشأن الإمدادات من جراء الصراع المحتمل في الشرق الأوسط.
ومع امتناع واشنطن عن تقديم تفسير كاف لمخاوفها الأمنية، أشار بعض الدبلوماسيين الأجانب إلى أن إجلاء موظفين ومسؤولين أميركيين الذي أثار احتمال حدوث هجوم إسرائيلي على إيران، قد يكون حيلة لزيادة الضغط على طهران لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
وقال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز"، الخميس، إن التوترات الأحدث تهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية"، خلال المحادثات التي ستجرى الأحد.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله، الخميس، إنه حتى إذا دُمرت المنشآت النووية بالقنابل، فإن إيران ستعيد بناءها.