خلاف مفاجئ يهدد الاتفاق المُحتمل بين لبنان وإسرائيل
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مشكلة غير متوقعة بشأن الاتفاق المحتمل بين لبنان وإسرائيل، وهي الخلافات بين رؤساء سلطات المستوطنات الشمالية في إسرائيل حول تأييد اتفاق سياسي طويل الأمد، يعيد الإسرائيليين المهجرين إلى المستوطنات مجدداً، ويؤمن مستقبل المنطقة، أو اتفاق يقوم على تحييد حزب الله.
وأضافت "معاريف" في تقرير لها، أن الاتفاق السياسي المُحتمل بين إسرائيل ولبنان يثير خلافات عميقة في الرأي، حيث يحذر البعض من الاتفاق الجزئي، لأنه سيعرض أمن سكان خط الصراع للخطر، ويحول الشمال إلى ساحة معركة لا نهاية لها.
"قنبلة دبلوماسية" تنتظر الحروب الإسرائيليةhttps://t.co/DJfIy2E5fW pic.twitter.com/uEHOB33HXo
— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2024
اتفاق طويل الأمد
ونقلت عن رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، تشديده على أهمية التوصل إلى اتفاق سياسي طويل الأمد، يعيد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم ويؤمن مستقبل المنطقة، قائلاً إنه "على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر ما إذا كانت ستلجأ إلى الاستيطان، أو اتخاذ قرار في الشمال".
وأضاف: "أسوأ شيء بالنسبة لنا هو وضع الشمال في دائرة لا نهاية لها، في رأيي، يجب التوصل إلى اتفاق سياسي، إن التوصل إلى ذلك سيضمن العودة السريعة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم، ويبقي حزب الله بعيداً".
وبحسب ياهاف، فإن الاتفاق الذي سيؤدي إلى سلام طويل الأمد سينتج عنه تنمية في الشمال، وشدد على أن "قرار الحكومة بالاستثمار في تطوير مدينة حيفا والشمال سيجلب الرخاء والازدهار في هذه المنطقة"، مضيفاً أنه من المهم تعزيز وضع المدينة، إلى جانب تقديم المساعدة للشركات التي تضررت بشدة.
إزاحة حزب الله
في المقابل، أعرب موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي في آشر ورئيس منتدى خط المواجهة، باسم كافة رؤساء سلطات خط المواجهة عن معارضتهم الشديدة لأي اتفاق لا يضمن إزاحة حزب الله.
وفي رسالة بعث بها إلى وزير الدفاع، حذر دافيدوفيتش من مخاطر اتفاق لا يشمل تحييد حزب الله، قائلاً: "أكتب إليكم هذه الرسالة بعد إطلاق أكثر من 250 صاروخاً اليوم على المستوطنات الشمالية، أدت إلى الكثير من الأضرار في الأرواح والممتلكات".
إيران تخسر حرب الجواسيس مع إسرائيلhttps://t.co/DC9SnMzaiq
— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2024
إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني
وأضاف دافيدوفيتش أنه على الرغم من رغبة الدولة اللبنانية في وقف القتال، فإن حزب الله لا يتصرف وفق المصلحة الوطنية للبنان، مشدداً على الحاجة إلى تهديد حقيقي لحزب الله، قائلاً: "يعرف الجيش الإسرائيلي كيفية التصرف لتطهير المنطقة، وأنا أثق في جميع قادة الجيش وجنوده الذين يعملون ليلاً ونهاراً لحمايتنا".
ويحذر دافيدوفيتش من أن الاتفاق، الذي لا يتضمن إخراج حزب الله إلى ما وراء الليطاني، سيعرض سكان خط الصراع للخطر، وقال: "لا يمكننا إعادة سكاننا إلى منازلهم إلا عندما نعلم أن سلامتهم مضمونة، وبالنيابة عن جميع رؤساء السلطات على خط النزاع، نتوقع منكم التصرف وفقاً لضمان سلامتنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الهجوم الإيراني على إسرائيل إسرائيل حزب الله طویل الأمد حزب الله
إقرأ أيضاً:
الاتفاق الذي انقلب على صاحبه، كيف تحولت مبادرة الجيش لأداة ضده
بعد أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر، وبعد استقالة حمدوك من رئاسة الوزراء، سعى الجيش السوداني لإزالة الاحتقان السياسي وفتح قنوات تواصل مع قوى الحرية والتغيير. تمخضت هذه الاجتماعات عن تكوين لجنة للتفاوض بين الجيش وقوى الحرية والتغيير..
كان الغرض الأساسي من تلك اللجنة هو التمهيد للوصول إلى اتفاق شامل بأفق وظروف جديدة متجاوزة لفترة حكم اتفاق كورنثيا، فضلاً عن توسيع دائرة المشاركة والاتفاق على صيغة جديدة تعالج الإخفاقات التي وقعت في الفترة الانتقالية وتمهد لفترة انتقالية جديدة تقود إلى الانتخابات. كان من وجهة نظر الجيش أن الوصول لتسوية شاملة يزيل مخاوف القوى السياسية التي رأت في أحداث أكتوبر انقلاب سيفرض مسار شمولي تكون فيه السيطرة للجيش..
ومن ناحية أخرى أراد الجيش أن يرسل رسالة للخارج بأنه ملتزم بعملية سياسية تقود لحكومة مدنية، بعيداً عن مخاوف عودة الإسلاميين. ومن هنا بدأ التواصل مع قحت وبدأ ما يسمى بالاتفاق الإطاري. وحتى لا تتفاجأ، فالجيش هو من مهد له، بعيداً عن الدعم الصريع، ولكن ليس بصيغته النهائية المعروفة..
إذا ماذا حدث، ولماذا الجيش الذي نادى باتفاق مع قحت رفضه في النهاية؟
ببساطة لأن ما حدث هو أن قوى الحرية والتغيير استفادت من دعوة الجيش لها، وقامت بتطوير الاتفاق والاتفاق مع الدعم الصريع على توظيف دعوة الاتفاق لتكون خصما على الجيش، وكل ذلك برعاية من دول إقليمية أرادت أن تضع الجيش في زاوية ضيقة، خصوصاً وهو من دعا للاتفاق. فقام الدعم الصريع بسرقة المبادرة وتطويعها لإقصاء الطرف المبادر وهو الجيش. بمعنى أن قوى الحرية والتغيير استحوذت على مبادرة الجيش وبنت تحالفاً انقلابياً على الطرف المبادر، وقدمت له اتفاقاً خصماً عليه..
فالجيش الذي نادى بالاتفاق وجد نفسه في اتفاق ينتقص منه ويجرده من صلاحياته لصالح قوى مدنية متحالفة مع الدعم الصريع. ذهب الجيش للاتفاق الإطاري البديل، ووجد نفسه مجددا مضطرا للمضي فيه بضغط خارجي، وتكشفت له أجندة جديدة وألغام مزروعة، كلما تخطى واحدة وجد نفسه أمام مشكلات كثيرة..
تورط الجيش بدخوله في اتفاق دعا له هو، وتحول إلى عبء عليه. بعد مدة اكتشفت استخبارات الجيش أن هنالك لجنة تنسيق سرية بين قوى الحرية والتغيير والدعم الصريع برعاية دول عربية، هدفها الأساسي توحيد الرؤى والأهداف قبل بداية اللجان المشكلة..
فما كان يظنه الجيش موقف خاص للدعم، ما كان إلا جزءا من تبادل أدوار بينه وبين وقوى الحرية والتغيير..
وبعدما تم كشف تلك اللجان السرية واتخاذ الجيش موقف رافض لبعض بنود الاتفاق، ودعا لمعالجة بعض القضايا قبل الذهاب لاتفاق مع قوى متحالفة ضده، لم يعد أمام قوى الحرية والتغيير والدعم الصريع إلا الانقلاب..
فبالمعطيات التي حصل عليها الجيش من تلك اللجان، لم يكن أمامهم سوى التحرك لحماية مستقبلهم، لكونهم تورطوا في مؤامرة استهدفت الدولة وجيشها. قام الانقلاب وفشل، وتبخرت أحلام الدعم وحلفائه.
الآن تحاول نفس القوى الإقليمية إعادة نفس مشاريعها لجر الجيش لتبني مبادرة للحل، ليعاد توظيف هذه المبادرة لتكون خصماً على الجيش كما حدث من قبل وتوجيه دعوات الحل لمصلحة أطراف أخرى..
لسنا محتاجين لتذكير الجيش بأخطائه، ولكن ما نطلبه منه هو بناء رؤية واضحة للحل، بعيداً عن سياسة اللا رؤية والفوضى التي انتهجها في السنين السابقة. وأول خطوات هذه الرؤية هي محاسبة الذين تآمروا عليه، واتخاذ موقف واضح منهم واجتثاثهم، حتى لا يأتي يوم ونرى الجيش يستجدي خصومه ليشركوه في الحل ويشركوه في التشاور.
حسبو البيلي
#السودان