قراءة إسرائيلية في فوز ترامب ومسار التطبيع.. ابن سلمان الرابح الأكبر
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
سلطت عدد من الصحف الإسرائيلية، الضوء على مسار التطبيع العربي وخاصة السعودي بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مؤكدة أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل المنطقة، ولتشكيل العلاقات الإسرائيلية مع الفلسطينيين.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن "محمد بن سلمان يعد الآن الزعيم الأكثر استقرارا في الشرق الأوسط، ما يمنحه حرية التصرف في الشأن الفلسطيني كما يشاء، حتى لو أراد أن يغس خنجرا في ظهورهم"، متسائلة: "لماذا يقدم هدايا مجانية لإسرائيل، كما فعلت الإمارات والبحرين، إذا كان بإمكان أن يفرض عليهم ثمنا بمساعدة الرئيس الأمريكي الجديد؟".
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب جاكي خوجي، أن "ابن سلمان هو الرابح الأكبر من فوز ترامب"، مشيرة إلى أن "ملوك السعودية يتفاخرون بلقب خادم الحرمين الشريفين، فكيف يمكن لابن سلمان التباهي بهذا اللقب إذا تخلى عن الحرم الثالث (المسجد الأقصى) وتركه بيد الإسرائيليين؟".
وتابعت: "صحيح أن السعودية تدعم كل مبادرة تُضعف المعسكر الإيراني، بما في ذلك الحروب التي تخوضها إسرائيل في غزة ولبنان، وقد شجعت إسرائيل من المدرجات، ولكن ما علاقة ذلك بتقديم تنازلات في الشأن الفلسطيني؟".
وذكرت الصحيفة أن "ولي العهد السعودي سعى إلى التأكيد في خطابه أن فلسطين ليست قضية هامشية، ولن يتم حلها بلمسة يد (..)"، مشددة على أن "الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل المنطقة، وأيضًا لتشكيل علاقاتنا المستقبلية مع الفلسطينيين. وتركز هذه الأشهر على قرارين مهمين من إدارة ترامب، اللذين يشكلان في الحقيقة قرارًا واحدًا. ما الذي يعتزم فعله في الشأن الفلسطيني؟ ومن سيقربه إلى قلبه أكثر - الحكومة الإسرائيلية أم العائلة المالكة السعودية؟ ففي أي تطور قد يحدث على هذا الصعيد، قد تلعب الرياض دورًا محوريًا".
إخماد النيران
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ترامب يعلم أنه لكي يصلح أمريكا، يحتاج إلى إخماد النيران في الشرق الأوسط، ولكي يتمكن من جذب السعودية إلى طاولة الحوار، عليه رسم معالم الدولة الفلسطينية وبدء إنشائها، وهذا لا يتوافق مع تعييناته الأخيرة.
وأشارت الصحيفة في مقال لرئيسة مكتبها في واشنطن أورلي أزولاي، إلى أن ترامب اختار السعودية كأول زيارة خارجية في فترته الرئاسية الأولى، ولم تكن الزيارة مجرد تحرك استراتيجي، بل كانت أيضا مغامرة خيالية.
ولفتت إلى أن "ترامب لم ينجح في إحراز اتفاق بين إسرائيل والسعودية كان يمكن أن يكون تاريخيًا، ولم يحقق "صفقة القرن" لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لكن الآن تتاح له فرصة ثانية (..)، في خطابه بعد الفوز، أعلن أن هدفه إنهاء الحروب لا البدء فيها، وأن هدفه المركزي في السياسة الخارجية هو إكمال ما بدأه".
وتابعت: "المشكلة أن مياهاً كثيرة جرت في أنهار الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع التي قضاها ترامب غاضبًا في مار-إيه-لاغو، وقد اجتاح المنطقة شلال من الدم والعداء. ولكي يتمكن ترامب من إيقاف الحروب الآن، يحتاج إلى فتح قنوات اتصال مع مركزين مهمين: طهران أولاً، ثم الرياض".
وأوضحت أن "تصريحات ابن سلمان الأخيرة لم تفاجئ محيط ترامب القريب، حيث يعرفون أن لكل شخص دور في هذه المسرحية، وأن طموح ولي العهد السعودي هو أن يصبح الزعيم الكبير للعالم العربي، لذلك دعا مؤخرا إلى إنهاء الحروب في غزة ولبنان وإقامة دولة فلسطينية وحماية سيادة إيران وأماكن أخرى من الهجمات الإسرائيلية".
السعودية جسر نحو إيران
واستكملت قائلة: "بهذه الطريقة، وضع ابن سلمان نفسه في المشهد كعقدة صعبة الحل، وأجبر ترامب على الاقتراب منه أكثر. إلا أن الرئيس الأمريكي الجديد-القديم يمكنه أن يستفيد من ذلك، حيث قد تكون السعودية بمثابة جسر نحو إيران بالنسبة له. ولهذا ليس من قبيل الصدفة أن إيران ألمحت مؤخرًا إلى أنها تؤجل ردها العسكري ضد إسرائيل لإتاحة فرصة للحوار مع ترامب، حيث يبدو أنها أيضًا مرتبكة من التغيير في واشنطن"، وفق قول الصحيفة الإسرائيلية.
ونوهت "يديعوت" إلى أن "ترامب عيّن صديقه رجل الأعمال اليهودي ستيفن ويتكوف مبعوثا له إلى الشرق الأوسط، ومهمته الأساسية تهدئة ابن سلمان للحديث مجددا عن التطبيع بين الرياض وتل أبيب"، مشيرة في الوقت ذاته إلى تعيين مايك هاكابي سفيرا أمريكيا في تل أبيب، والذي أبدى دعمه لضم الضفة الغربية لإسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن "ترامب يعرف أن عليه إصلاح أمريكا كما وعد، وعليه إخماد النيران في الشرق الأوسط، لكن لجذب السعودية إلى الطاولة، يجب أن يرسم ملامح الدولة الفلسطينية ويبدأ في إنشائها. وهذا لا يتماشى مع مبعوث الضم هاكابي".
ورأت أن "ترامب ملتزم باستراتيجيته في الحكم من خلال الفوضى. هو يرغب في إنهاء الحروب وعدم بدء حروب جديدة، لكن من غير المؤكد أن سلسلة تعييناته السياسية ستتيح له ذلك. يريد إحضار اتفاقيات سلام إلى الشرق الأوسط، لكن في الوقت الحالي يبدو أن الاتجاه هو نحو الفوضى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية التطبيع ترامب السعودية ابن سلمان السعودية الاحتلال التطبيع ترامب ابن سلمان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط ابن سلمان إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.
قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.
رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعاتفي الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.
من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.
إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباكإيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.
إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.
«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.
«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالحأما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.
«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.
القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.
هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالاتمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.
تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.
خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن
وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط
أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل