تحية لروح الدكتورة بثينة علي… معرض خريجي كلية الفنون قسم التصوير لعام 2024
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
دمشق -سانا
تخليداً للدور البارز الذي لعبته الدكتورة بثينة علي في تطوير وتعليم الفنون البصرية في سورية، أقامت جامعة دمشق بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، مساء اليوم، معرضاً فنياً لخريجي كلية الفنون الجميلة-قسم التصوير لعام 2024 بعنوان “تحية لروح الدكتورة بثينة علي” وذلك في صالة الرواق العربي بدمشق.
ويضم المعرض مشاريع تخرج لما يقارب من 25 طالباً حيث قدموا أكثر من 40 عملاً فنياً تعكس قضايا اجتماعية وإنسانية متنوعة.
وفي تصريح خاص لـ سانا الثقافية أكد الدكتور سائد سلوم رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة أن المعرض يمثل عربون محبة ووفاء للدكتورة بثينة التي قدمت الكثير من التوجيه والتدريب والنقد للطلاب، ما ساهم في تسليط الضوء على قضايا تهمهم أكثرمن كونها مجرد مخرجات تعليمية.
وأشار سلوم إلى أن تنوع الموضوعات في المعرض يعكس الجهود التي بذلتها الدكتورة بثينة في توجيه الطلاب نحو التعبير عن ذواتهم الداخلية.
من جهته أوضح وسيم عبد الحميد مدير مديرية الفنون الجميلة أن هذا المعرض يُعد حدثاً مهماً يُثري الحركة التشكيلية السورية بتقنياتها العالية، ويعكس تأثر الشباب بالدكتورة بثينة المعروفة بدعمها لمواهب الفنانين الناشئين.
وأكد عبد الحميد أن الحركة التشكيلية السورية فقدت الكثير برحيل الفنانة بثينة لكن الأمل يبقى حاضراً في هذا الجيل الذي يعكس تأثيرها في أعماله.
بدورها أشارت خريجة كلية الفنون الجميلة مايا السمان إلى أنها شاركت بلوحتين تجريديتين تحت عنوان “أليف” لتتناول من خلالهما تفاصيل مهمة في حياتنا التي غالباً ما نتجاهلها.
كما سلط خريج الكلية فؤاد خطار الضوء على لوحاته التي تناولت موضوع الهجرة الكبيرة التي شهدها المجتمع السوري، معبراً عن وداع الأحباب من خلال فكرة قارب ورقي يبدو بسيطاً من الخارج لكنه معقد ومليء بالتفاصيل التي تعبر عن معاناة الأهالي.
ويستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.
زينب علي- يزن المصري
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الفنون الجمیلة کلیة الفنون
إقرأ أيضاً:
من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة
في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.
لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.
كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.
وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.
ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.
واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.
ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.
في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.