ردد رجال حزب الله بسواعدهم المتوضئة وبأيديهم العليا، ما قد تكون أعظم حكمة في التاريخ الإنساني “لست مهزومًا ما دمت تقاتل”، وبنداء الأمين والأب والقائد “لبيك يا نصر الله”، شنّت المُقاومة الإسلاميّة قبل أيام وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع- هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الصهيونية، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجو) في مدينة “تل أبيب” المحتلة، ثم استكملت ضرب بقيةٍ من أهم أهداف قلب كيان العنكبوت مساءً، إذ عادت الصواريخ للإغارة على مباني الكرياه، كما استهدف رجال الله شركة صناعات الأسلحة الصهيونية “IWI” بـ”تل أبيب” وأصابوا الأهداف بدقة.
حدث كهذا، لا يحتاج فقط لقراءة متعمقة، في قدرات المقاومة وتصميمها وإرادتها، ولا في كفاءة استخباراتها ونجاحها المبهر، لكنه أيضًا يحتاج إلى العودة لمسيرة المعارك منذ يوم الثامن من تشرين الثاني 2023م اليوم الذي قرر فيه حزب الله فتح جبهة لإسناد المقاومة في غزة، القرار الذي كان يعني تبعات هائلة وبلا حدود على الحزب وبيئته وعلى لبنان، وكان أيضًا يحمل من النذر ما كان يراه الجميع، لكن الحزب الذي عاملنا طوال تاريخه بوجه واحد لم يكن له أن يتغير، مهما كانت الدموع والآلام والدماء المبذولة في سبيل قضية القدس.
في جبهة جنوب لبنان اليوم، تنمو على أيدي وفي قلوب رجال الله، علامات فارقة تشي بميلاد نور جديد للأمة كلها، بعد أن سادها الظلام وحكمتها الخيانة وملأها المنافقون. هذه المرحلة لا بد وأن تنتهي بفعل كل هذه التضحيات الذكية التي قدمها ثلة من الأمة، شريفة عزيزة، وهذا النور الذي سيحرق التيه قد حان موعده، وما رآه الناس في ما تسمى “قمة عربية”، واللسان يعجز عن وصفها، هي آخر تصرف منحط في جعبة حكام التطبيع الذين لم يجرؤ منهم أحد على ذكر مائتي ألف ضحية يذبحون أمام عيونهم، بينما نجح الخونة ونجح إعلامهم في تحويل سؤال الساعة المصيري إلى: “ماذا قدمت المقاومة؟”، في ظل كل هذه التضحيات.
ما قدمته المقاومة –بنبل وبساطة- هي أنها أثبتت مرة أخرى وجديدة أنها الخيار العربي الوحيد النبيل، ما قدمته المقاومة هي أنها تقترب في صمودها الأسطوري من الأحلام لا الوقائع اليومية المعاشة، ما قدمه حزب الله باستمراره في الحرب بعد استشهاد أقدس شهداء الحزب سماحة القائد السيد حسن نصر الله، أنه عدّل هياكله واستوعب المفاجأة التي أضيفت إليها قوى عديدة من خارج المنطقة، وكأننا أمام حرب عالمية مخابراتية لتمزيق حزب الله وحده.
إن ابتعدنا عن المرجفين، وهو أمر ضروري ونظيف كذلك، ونظرنا إلى الطرف الشريف الذي يحمِي لواء كرامتنا وعزنا منذ 1982م وإلى اليوم، سنجد كلمة “اليد العليا” التي خطها رجال الله لسماحة الأمين العام نعيم قاسم حقًا وصدقًا هي عنوان معركة طوفان الأقصى على الجبهة اللبنانية، منذ اللحظة الأولى لم تفقد المقاومة “المبادرة العسكرية”، ولم تترك للعدو فرصة أن ينقل الصراع إلى حيث يريد، والأهم أن التصعيد بالسلاح كان رهنًا بإشارة سماحة السيد حسن نصر الله، وكانت الجبهة كلها تعمل كخيوط واحدة متماسكة وفائقة التنظيم تصْلي العدو نارًا تلظى، في كل صباح.
وكان رد سماحة الأمين على كلمة رجال الله مفهومًا ومنطقيًا في فلسفة حزب الله، فهؤلاء المجاهدون الأبطال هم الفخر والمجد والشرف، هم بالضبط -كما وصفهم الأمين- صرخات النار وعطاءات الدم ومستقبل الأجيال والأوطان.. المقاومة بالنسبة لنا خيار نصر إلهي، ليس محل جدل أو يحل لمناقشة، وشعث نعل مقاوم ومساند في البيئة الحاضنة أقدس وأطهر وأعظم من تيجان كل العرب وسلطانهم وأموالهم وشعوبهم المحايدة.
في اليوم المشهود، وفي “تل أبيب” حاضرة الكيان، تمكن حزب الله من أن يصل بصواريخه إلى قدس الأقداس، الكرياه، مباني القيادة والسيطرة والاتصال على قوات الجو، لأول مرة في تاريخنا، وأن ينشب مخالبه الحادة فيها، ويثبت بعد 56 يومًا من القتال أن المقاومة تملك كفاءة وصلابة الفعل الذي لا يقف أمامه شيء، وأنها قادرة يوم 13 تشرين الثاني، وقادرة في أيام كثيرة بعده، هذه الرسالة التي يجب أن تصل وأن تُفهم. إن حزب الله قرر حين رأى الخطر، أن يستجمع كل إيمانه وكل طاقته وكل إرادته، وأن يقف ضد العدو.. وهكذا يفعل الرجال.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«الفار» ينجح بدرجة امتياز في «ملاعب اليد»
دبي (الاتحاد)
شهدت الدورة المجمعة الثانية لنهائي دوري أقوياء اليد، تطبيق تقنية الفار خلال المباريات، وهي المرة الثالثة التي تطبق فيها التقنية في ملاعب اليد، وسبق الاستعانة بها في كأس السوبر الإماراتي السعودي بين شباب الأهلي والخليج، والدورة المجمعة الأولى بصالة نادي الشارقة.
ووجه الدكتور نبيل محمد بن عاشور، رئيس اتحاد كرة اليد الشكر إلى إدارة قنوات دبي الرياضية والشارقة الرياضية على التعاون المثمر في تطبيق تقنية الفار، والذي كان له الأثر الأكبر في حسم العديد من القرارات التحكيمية، وهي التجربة التي تطبق للمرة الأولى هذا الموسم في ملاعب اليد ونجحت بامتياز.
كما وجّه رئيس الاتحاد الشكر إلى جميع الحكام المحليين، وأيضاً أطقم التحكيم الدولية التي أدارت المباريات، وإلى الأندية على تعاونهم مع الاتحاد، وقال: «تقنية الفار كانت الحل لمنع الاعتراض على قرارات الحكام، والدخول في جدل، وخرجت جميع المباريات من دون أي اعتراضات من اللاعبين أو الأجهزة الفنية والإدارية خلال مباريات الدورتين المجمعتين الأولى والثانية، والأهم أن الموسم خرج بشكل متميز كما خططنا له، والمباراة الأخيرة بين الشارقة وشباب الأهلي جاءت قمة في الأداء الفني العالي، لحسم لقب الدوري، وهذا المستوى يعود بالنفع على منتخباتنا الوطنية.
وأضاف أن طاقم التحكيم الدولي المقدوني المكون من نيناد نيكولوفيسكي، وإسماعيليج ميتالاري أدار مباراة شباب الأهلي والشارقة، ولجأ الطاقم إلى تقنية الفار في عدة حالات، وجميع القرارات صحيحة، وهو ما كان له الصدى الإيجابي في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة.
وقال: «ختام دوري الرجال كان متميزاً، ويليق بنهاية الموسم، سواء على مستوى التنظيم أو النواحي الفنية، ونتوجه بالشكر إلى كل الأندية على جهودها مع الاتحاد للوصول باللعبة لهذا المستوى، خاصة أن الأندية هي الشريك الاستراتيجي للاتحاد، وعليها الدور الأكبر في تجهيز اللاعبين للمنتخبات الوطنية.