هل نسي شباب الحزب الشيوعي السوداني الرفيق التجاني الطيب؟ والمجد لروحه المناضلة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
زهير عثمان
بالأمس الأول، كانت ذكرى رحيل القيادي الشيوعي التجاني الطيب، صاحب السيرة النضالية العظيمة. ولكن، وسط كمّ المعاناة والنزوح والترحال، سقطت الذكرى. وها أنا أحاول كتابة نص يليق بتجربة هذا الرجل النضالية.
في مثل هذا اليوم، 23 نوفمبر، نتذكر رحيل القيادي الماركسي والمناضل السوداني التجاني الطيب بابكر (1926-2011)، الرجل الذي لم تكن حياته مجرد سيرة ذاتية، بل لوحة تجسد النضال من أجل قيم العدالة والحرية والانحياز لقضايا البسطاء والكادحين.
من هو التجاني الطيب؟
ولد التجاني الطيب في مدينة شندي، تلك المدينة التي وصفها في حواره النادر مع الصحفي معاوية حسن يس بأنها مزيج من التجارة، التعليم، الصوفية، وجمال الوجوه. هذه البيئة المتنوعة صنعت وعيه الأول، وسرعان ما انتقل إلى أم درمان ليعيش في حي العرب، حيث تبلورت رؤيته كمناضل يساري ينحاز للبروليتاريا، مستلهماً من واقع حيّه الغني بالمبدعين والطبقات الكادحة.
محطات نضالية لا تُنسى
كان التجاني مثالاً للمناضل الذي يضع القيم فوق كل اعتبار. تعرض للسجن والمنفى مرات عديدة، لكنه لم يلن أو يتراجع عن مواقفه. تحدث في حواره مع معاوية يس عن تلك الفترات بصراحة وإيجابية، مستعيداً مشاهد الاعتقال في عهد نميري والبشير، وكيف واجه الصعوبات بصبر وإصرار.
من أبرز ما رواه، كان اعتقاله عقب انقلاب يونيو 1989، حيث اقتيد من منزله إلى مكان احتجاز قرب المهندسين وشاهد في ذلك اليوم مقتل أحد الضباط المشاركين في الانقلاب. رغم كل ذلك، ظل التجاني شامخاً ومتماسكاً، محاطاً بإرثه الفكري والنضالي.
رؤية التجاني وثقافته العميقة
لم يكن التجاني مجرد سياسي، بل مفكراً ومثقفاً عميقاً. تحدث عن تأثير الأدب والفكر العالمي عليه منذ شبابه. كان أول من قدمه إلى اسم كارل ماركس هو صديقه وزميله عبدالخالق محجوب، مما يوضح كيف تداخلت الثقافة والنضال في مسيرة الرجل. امتدت قراءاته من شكسبير إلى قضايا التحرر العالمي، وربط بين هذه الأفكار وواقع بلاده، ليشكل منهاجاً عملياً نادراً.
ماذا عن شباب الحزب اليوم؟
يبدو أن الحزب الشيوعي في العقود الأخيرة قد تراجع عن استلهام الإرث النضالي لرموز مثل التجاني الطيب. بينما ينشغل البعض بقضايا آنية وصراعات سياسية، يفتقد الحزب قيادة ملهمة قادرة على استعادة زخم الماضي، ومثل هذه القيادات هي ما كان التجاني يمثله.
إن الشباب اليوم مدعوون إلى قراءة تاريخ هذا القائد العظيم، ليس فقط كجزء من تراث الحزب، بل كمصدر إلهام يمكنهم من مواجهة التحديات الحالية بروح مناضلي الأمس.
إرث يجب أن يستمر
كتب الصحفي أحمد الأمين يوماً عن لقائه الوحيد بالتجاني، واصفاً إياه بأنه كان مكللاً بالوقار، مفعماً بالحياة رغم سنوات النضال الطويلة. لم يكن التجاني فقط رمزاً حزبياً، بل تجسيداً للنضال من أجل كرامة الإنسان. هذا الإرث يجب أن يُنقل للأجيال الجديدة، لا كذكريات تذروها الرياح، بل كدروس ملهمة للعمل من أجل سودان أفضل.
في ذكرى رحيل الأستاذ التجاني الطيب، علينا أن نتساءل: هل ندرك قيمة هذا الإرث؟ وهل نعمل على أن يبقى حيّاً في وجدان الحزب وضمير الوطن؟ الإجابة على هذا السؤال هي ما سيحدد مستقبل هذا الحزب الذي لطالما كان ضميراً للطبقات الكادحة.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كان قد تعرض للتنكيل على يد فرد الدعم السريع “شارون”.. وفاة المواطن الطيب الأرباب عطشاً في أحد سجون الدعم السريع والجمهور: (شهيد إن شاء الله وعند الله تجتمع الخصوم)
توفي إلى رحمة مولاه المواطن السوداني الطيب الأرباب, عطشاً بعد أن تعرض للإعتقال والتعذيب داخل أحد سجون قوات الدعم السريع, بمنطقة “صالحة”.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن الطيب الأرباب كان قد أثار ضجة واسعة وتعاطف معه الملايين بعد ظهوره في مقطع فيديو سابق بثته مليشيا الدعم السريع, إبان اجتياحها لقرى الجزيرة.
حيث أظهر المقطع السابق, قائد المليشيا بولاية الجزيرة, عمر شارون وهو يجره من لحيته, في تصرف أثار غضب السودانيين.
وقال معتقلٌ تمّ الإفراج عنه بعد تحرير الجيش لمنطقة “الصالحة” جنوبي أم درمان لـ«سودان بلس»، إنّ الشيخ الطيب الأرباب تمّ اعتقاله ونقله إلى معتقل بالرياض في نوفمبر 2024، ثم إلى معسكر الاحتياطي المركزي «عوض خوجلي» ومنها إلى مدرسة بمنطقة الصالحة.
وأضاف المعتقل المفرج عنه، إن الطيب وصل للمعتقل حافي القدمين وبحالة سيئة جداً, وتوفي الطيب الأرباب وعدد من المعتقلين لدى المليشيا عطشًا في 4 أبريل 2025 نتيجة الأوضاع السيئة في المعتقل وانعدام المياه لأكثر من أسبوع.وبحسب متابعات محرر موقع النيلين, فقد قابل جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, خبر وفاة الأرباب بحزن بالغ وكتبوا معلقين: (شهيد إن شاء الله وعند الله تجتمع الخصوم).محمد عثمان _ الخرطومالنيلين إنضم لقناة النيلين على واتساب