غدًا.. ندوة حول الأدب العربي ومعايير العالمية بـ«البحوث والدراسات العربية»
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق في تمام الرابعة مساء غدا الخميس، ندوة ثقافية بعنوان "الأدب العربي ومعايير العالمية".
ويحاضر فيها كل من: الروائية الدكتورة ريم بسيوني، والروائي يوسف القعيد، الناقد الدكتور خيرى دومة، وذلك بمقر معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بجاردن سيتي.
ويقدم المشاركون رؤاهم حول مكانة الأدب العربي في الساحة الثقافية العالمية والتحديات التي تواجهه وتهدف الندوة إلى فتح حوار وطني حول الأدب العربي، وتسليط الضوء على أهمية دعم الإبداع الأدبي، وتشجيع الكتاب الشباب وتديرها الدكتورة أماني فؤاد أستاذة للنقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: يوسف القعيد الادب العربي العالمية حوار وطني الأدب العربی
إقرأ أيضاً:
القول المأثور بين الأدب العربى والإنجليزى
منذ فجر التاريخ، والإنسان يسعى إلى تقطير التجربة فى عبارة واحدة ومن هنا ولد القول المأثور، ذلك الكائن اللغوى العجيب الذى يجمع بين عمق الفكرة وخفة العبارة، فيتجلى فى العربية بوصفه «حكمة» أو «مثلاً سائراً»، وفى الإنجليزية ضمن عائلة الـaphorism- adage proverb. وعلى اختلاف الأسماء، فإن الروح واحدة: أن يقال القليل ويفهم الكثير.
ارتبط القول المأثور فى التراث العربى بالشعر والخطابة، إذ رأى العرب أن البلاغة فى الإيجاز: «خير الكلام ما قل ودل». وتفيض كتب الميدانى والجاحظ وابن قتيبة بحكم صافية كالماء الزلال: «قيمة كل امرئ ما يحسن»، «من سكت سلم»، «من جد وجد». ولم تكن هذه الأقوال مجرد عبارات تردد، بل منظومة تربوية وذاكرة جمعية تختزن خبرة الأمة فى جملة يسهل أن تتناقلها الألسنة.
ومع أن الحكمة العربية تعنى بتهذيب النفس وتقوية العزيمة وترسيخ القيم، فإن الحكمة الغربية اتخذت طريقاً آخر؛ فهى مرآة لذكاء العقل وسخريته من ذاته. فمن بيكون صاحب «المعرفة قوة» إلى أوسكار وايلد ومارك توين، تحول الـaphorism فى الغرب إلى أداة لزعزعة المسلمات وكشف الأوهام، لا لتثبيت الأخلاق فقط بل لتحرير الفكر. ويكفى أن نقرأ لوايلد قوله: «أستطيع مقاومة كل شيء إلا الإغراء»، أو لمارك توين: «حين تجد نفسك فى صف الأغلبية، فقد آن الأوان أن تتوقف وتفكر»، لنعلم أن الحكمة هنا تمرين على الشك أكثر منها درساً فى اليقين.
ورغم هذا الاختلاف، يبقى القول المأثور فى الثقافتين شرارة صغيرة قادرة على إشعال غابة كاملة. غير أن الأقوال المأثورة فى أدبيات الغرب تميل إلى الخفة والمفارقة اللاذعة، بينما تصر شقيقتها العربية على إضفاء عطر البلاغة ووقار الحكمة. ولئن خرجت الحكمة العربية من أفواه الشعراء والحكماء، فإن نظيرتها الإنجليزية قد تولد فى نكتة عابرة أو جملة مسافرة بين كتاب وفيلم وحساب تويتر.
فى زمن الميمات memes ظهر للقول المأثور ابن مراهق متمرد صاخب، يسىء السلوك حيناً ويبرق بحكمة خاطفة حيناً آخر: قط يحدق فى الفراغ فيغدو فيلسوفاً، أو لافتة طريق تنقلب درساً فى التفكير. ولو أدرك الجاحظ هذا العصر لخصص له فصلاً بعنوان: «السخرية حين تنفلت من يد الحكمة».
ومهما تباعدت اللغات، يبقى سر الجملة القصيرة واحداً: نصغى إليها لأن العمر ممتد، أما الوقت فقصير. والحكمة لا تعنى بتصحيح المعرفة فقط، بل بهز يقيننا قليلاً وفتح كوة فى جدار المألوف.
وهكذا تتابع الكلمة البليغة رحلتها عبر العصور، معلنة أن الومضة الخاطفة كثيراً ما تغنى عن خطبة طويلة — فخير الكلام ما قل ودل.