وقف إطلاق النار في لبنان أضعف إيران
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
رأى ميشال كرانز، صحفي مستقل مختص في شؤون الشرق الأوسط، أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله – بعد 14 شهراً من الصراع المدمر - يمثل تحولاً مهماً للمنطقة، حيث لا يعيد تشكيل توازن القوى داخل لبنان فحسب، بل يوجه ضربة لإيران، راعية حزب الله، ويكشف عن صدوع في نفوذ طهران الإقليمي.
تكشف الهدنة نقاط ضعف في استراتيجية إيران الإقليمية.
احتفظ حزب الله باحتكار العنف في جنوب لبنان لعقود من الزمان، معتبراً نفسه القوة الوحيدة القادرة على مقاومة إسرائيل. وبرر هذا الدور المعلن ترسانته الواسعة وهيمنته على جنوب لبنان وأجزاء من بيروت ووادي البقاع.ومع ذلك، يضيف الكاتب في مقاله بموقع "Unherd"، إن وقف إطلاق النار يفرض انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني - وهو شرط لم يتم تنفيذه منذ فترة طويلة منذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006. ويشير هذا التراجع إلى تحول هائل فضلاً عن خسارة الجماعة لموطئ قدمها الاستراتيجي المطل على شمال إسرائيل.
ويضاف إلى محنة حزب الله اغتيال قادته الرئيسيين، بما في ذلك رمزه السيد حسن نصر الله. ورغم ادعاءات الجماعة بالقدرة على الصمود، فإن الانسحاب القسري الذي تعرضت له يقوض مكانتها بين مؤيديها ويضعف نفوذها في المشهد السياسي المنقسم في لبنان. الفرص المتاحة للبنان
ويوفر وقف إطلاق النار فرصة نادرة للحكومة المدنية والجيش في لبنان لتأكيد سيطرتهما. وتعهد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بتوسيع سلطة الدولة في مختلف أنحاء البلاد، وتكليف القوات المسلحة اللبنانية بالحفاظ على الأمن في الجنوب.
ومن المتوقع أن تمنع القوات المسلحة اللبنانية، بدعم مالي ولوجستي من الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين، حزب الله من إعادة تسليح نفسه وتهريب الأسلحة إلى المنطقة.
OPINION: #Hezbollah Has Weakened #Iranhttps://t.co/LLzZ3qWEfh pic.twitter.com/IuGu0fyXGl
— Kataeb.Org in English (@Kataeb_Eng) December 1, 2024يبدو الانتشار واعداً في الوقت الحالي؛ فقد بدأت أرتال من المركبات العسكرية اللبنانية في التحرك جنوباً، حيث دخلت القوات البلدات التي كانت خاضعة لسيطرة حزب الله سابقاً لتخفيف معاناة السكان المنهكين من الحرب. ورغم اندلاع الاشتباكات على طول الحدود، أشار حزب الله إلى درجة من التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية، وهو ما يوضح بشكل أكبر تراجع موقعه.
وأظهر النظام السياسي المحاصر في لبنان علامات ايجابية. بعد يوم واحد من بدء وقف إطلاق النار، أعلنت الحكومة عن خطط لإجراء انتخابات رئاسية طال انتظارها في يناير (كانون الثاني)، وهي خطوة نحو الاستقرار. وفي حين يظل الفساد المستشري والانقسامات الطائفية في لبنان عقبات هائلة، فإن وقف إطلاق النار يقدم بصيص أمل لإعادة بناء الدولة واستعادة السيادة.
وأوضح الكاتب أن وقف إطلاق النار يمثل انتكاسة كبيرة لإيران، التي تعتمد استراتيجيتها الإقليمية بشكل كبير على حزب الله باعتباره المحور الاستراتيجي لها. فعلى مدى عقود من الزمن، وضعت طهران القتال ضد إسرائيل في غزة ولبنان كجبهات مترابطة. ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار يعطل هذه الرواية، مما يجبر حزب الله على قبول شروط تضعف قدرته العملياتية وتقلل من قوته الرادعة.
I’m in Jerusalem, watching dvlpts in Aleppo and thinking of how in just one year, a domino effect of events has led to a stunning victory for Syrian rebels against the Assad regime. A weakened Hezbollah, Iran on the back foot and Russia focused on Ukraine created the perfect set…
— Hala Gorani (@HalaGorani) November 30, 2024وتابع الكاتب أن وعد إيران بإعادة إمداد حزب الله يواجه تحديات عملية. فالغارات الجوية الإسرائيلية وجهود المراقبة التي تقودها الولايات المتحدة تجعل نقل الأسلحة صعباً بشكل متزايد. علاوة على ذلك، يقيد الاتفاق قدرة إيران على فرض قوتها في لبنان، مع تطويق الفصائل الطائفية المتنافسة وتركيز الاهتمام الدولي على الحد من نفوذ طهران.
وزاد الكاتب "تمتد التداعيات إلى ما هو أبعد من لبنان. فمشاكل حزب الله تضغط على دعمه للحكومة السورية، وهو حليف إيراني حاسم آخر. وفي حين يتمتع قادة إيران بمهارة التخطيط الاستراتيجي الطويل الأجل، فإن الانتكاسة في لبنان تثير تساؤلات حول قدرتهم على الحفاظ على النفوذ في بيئة إقليمية معادية على نحو متزايد.
وخلص الكاتب إلى أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في لبنان يمثل نقطة تحول، ليس فقط بالنسبة للبلاد ولكن أيضاً للشرق الأوسط الأوسع. فتراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، إلى جانب تقييده وتراجع نفوذه، يوفر فرصة للبنان لاستعادة سيادته وإعادة بناء مؤسساته الحكومية.
وفي الوقت نفسه، تكشف الهدنة نقاط ضعف في استراتيجية إيران الإقليمية، ما يحد من قدرتها على فرض قوتها من خلال وكلائها. ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الفرصة سوف تُغتنم أو تُهدر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الولایات المتحدة وقف إطلاق النار حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ارجاء إجتماع اللجنة الدولية لوقف اطلاق النار الى نهاية حزيران
كتبت" الاخبار": تبدو لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار ،مع الانتهاكات الإسرائيلية المُستمرة واحتلال التلال الخمس وأراضٍ لبنانية أخرى، إضافةً إلى الحملات البرية والجوية اليومية ضدّ قرى الحافة الأمامية، وعمليات الاغتيال المتواصلة لمواطنين لبنانيين، وكأنّ مهمتها مُصوّبة باتجاه واحد؛ هو إخضاع لبنان للأوامر الإسرائيلية من دون انتزاع أي التزامات من إسرائيل، أو على الأقل إجبارها على وقف الغارات والانسحاب من الأراضي المحتلة.في المقابل، يلتزم لبنان بكامل شروط وقف إطلاق النار في منطقة جنوب الليطاني، حيث بات حتى ضباط الجيش الأميركي في اللجنة يشيدون بجدية الجيش بالانتشار وبسط سيطرته على الأرض، لكن من دون أن يُترجم ذلك «التقدير» ضغطاً على الجانب الإسرائيلي.
وبرز التباين بين موقف الجيش الأميركي وفهم ضباطه الميدانيين لصعوبة المهام التي يقوم بها الجيش اللبناني، ولا سيما مع التعنّت الإسرائيلي، وبين الموقف السياسي الذي كانت تعبّر عنه الموفدة الأميركية إلى بيروت مورغان أورتاغوس، إذ إن الأخيرة، وفي سياق إثبات تطرّفها ضد المقاومة لإرضاء إسرائيل، مارست ضغوطاً على لبنان وقلّلت من أهمية ما يقوم به جيشه، ما دفع أكثر من جهة في الإدارة الأميركية إلى التنبيه من طريقة عملها، والحديث عن ضعف أدائها المهني، والدفع نحو تعيين موفد لديه اطّلاع واسع على ملفات المنطقة ولبنان، الأرجح أنه ضابط المخابرات العسكرية السابق جويل ريبورن.
مع العلم أنه يُرجّح بأن يكون قرار إعفاء أورتاغوس مرتبطاً أكثر بتغييرات طاولت غالبية أعضاء فريق مستشار الأمن القومي السابق مايكل والتز، والذي أقيل من منصبه على خلفية اتهامه من قبل الرئيس دونالد ترامب بمخالفة توجيهاته، بشأن المفاوضات مع إيران.
وكان من المُفترض أن تعقد لجنة الإشراف اجتماعاً الثلاثاء الماضي لمناقشة التطورات الميدانية والسياسية، وما تمّ إنجازه حتى الآن، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية. لكن تم تأجيله إلى نهاية حزيران الجاري أو مطلع تموز المقبل. وفيما عزت مصادر سياسية تأجيل الاجتماع إلى البلبلة التي أحدثها قرار استبدال أورتاغوس، قالت مصادر مطّلعة إن الأسباب تقنية بحتة بسبب انشغال قائد «اليونيفل» الجنرال أرولدو لاثارو في التحضير لمغادرة منصبه نهاية الشهر الجاري، وانشغال الملحق العسكري الأميركي بمهامّ في بلاده.
مواضيع ذات صلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الأزمة الإنسانية في غزة كارثية ووقف إطلاق النار ضرورة عاجلة Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الأزمة الإنسانية في غزة كارثية ووقف إطلاق النار ضرورة عاجلة