يمانيون../
واصَلَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 3 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2015م، و2017م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ المباشرة، وقذائف مرتزِقته وتحريك خلاياه النائمة..

بقيادة العميل عَفَّاش، مستهدِفًا الجبهةَ الداخلية، والمدنيين والأطفالَ في المنازل والأحياء السكنية بمحافظَتَي صنعاءَ والحديدة.

ما أسفر عن 23 شهيدًا، بينهم أطفال، و50 جريحًا، وزعزعة الأمن والسكينة، وأضرار مادية في الممتلكات، وترويع النساء والأطفال، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس عشرات الأسر، بالتزامن مع مخطَّط صهيوني أمريكي لاحتلال اليمن وإعادة الوَصايةِ الخارجية على شعبه.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

3 ديسمبر 2017.. 67 شهيدًا وجريحًا ضحايا فتنة الخائن عفاش بصنعاء:

في 3 ديسمبر من فتنة الخائن عفاش الدموية، عام 2017م، ارتكب العدوانُ السعوديّ الأمريكي عبر أدواته العميلة، في العاصمة صنعاء جريمةَ حرب ومجزرةً وحشيةً تُضَافُ إلى سِجِلِّ جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفًا الأمنَ والسكينة العامة واستقرار ووَحدة الجبهة الداخلية، في العاصمة اليمنية صنعاء ومختلف المحافظات.

في هذه الفتنة التي رافقها قصفٌ لطيران العدوان على المنازلِ والأحياء السكينة، وقنص المارَّة في الشوارع واستهداف مؤسّسات الدولية في بعض الأحياء، استشهد 18 مواطنًا وجُرِحَ 49 آخرون، بنيران خلايا العدوان بقيادة العميل عفاش، وترويع الأهالي، وزعزعة الأمن والسكينة العامة، عبرَ مخطّط أفشلته قوى الأمن اليمنية ووأدتْها خلال ساعات.

فيما كانت العاصمة اليمنية صنعاء صامدة بأهلها وسكانها أمام غارات العدوان المتواصلة منذ 26 مارس 2015م، على اليمن، وتحتضنُ ملايين النازحين من المختلف المحافظات المحتلّة والتي على خُطُوط الاشتباك، وتوفر لهم الملاذ الأخير، حاول قائدُ الخونة وزعيمهم المدعو “علي عبدالله صالح” الذي عيَّنته دولُ العدوان عميلًا لها في اليمن خلال أكثرَ من 33 عامًا، أن يُشْعِلَ فتيلَ الحربِ الأهلية بين أبناء الشعب اليمني، ويزعزعُ الجبهةَ الداخلية والسكينة العامة بآلاف من الخونة والخلايا النائمة، في 2 ديسمبر من العام 2017م، بالتزامن مع تكثيف الغزاة والمحتلّين، زحافاتهم العسكرية، في مختلف الجبهات والمحاور، من باب المندب وشبوة وصعدة والجوف ومأرب، وتعز ولحج وغيرها.

وفي اليوم الثاني من الفتنة دفع الشعب اليمني فاتورة صموده دماءً زكيةً وأرواحًا بريئة، وتدافع كُـلّ الشرفاء لوأد الفتنة وانتزاع روح كبير الخونة، رغم حجم التضحيات، فانقلبت مؤامراتُ الأعداء وبالًا عليهم وفشلت مخطّطاتُهم وحقّق الشعبُ اليمني يومَها نصرًا مبينًا ضَمِنَ تماسُكَ الجبهة الداخلية، وعزَّز الصمودَ في المواجهة.

67 شهيدًا وجريحًا في مستشفى الثورة العام فقط، ليست مُجَـرّدَ أرقام عابرة، بل يقف خلفها عشرات الأسر فقدت معيليها ومحبيها وأقاربها، وحاول العمِيل إرباكَ الجبهة الداخلية وتسهيل مهمَّةَ الغزاة والمحتلّين بالتقدم في بقية الجبهات والمحاور.

يقول أحدُ الجرحى: “كنت خارجي من المنزل لأشتري خبزًا لأطفالي، وسمعتُ إطلاق النار، وعلى الفور وجدت نفسي جريحًا على الأرض والدم ينزف من ذراعي، والحمد لله، هؤلاء العملاء أخافوا النساءَ والأطفال، وحاولوا إشعالَ الفتنة من الداخل، ولكن الله أطفأها بفضل رجال الأمن والشرفاء من أبناء الشعب المتعاونين”.

بدوره، يقول مواطن آخر: “كنت ماشي في جولة المصباحي وفي صاحب دراجة نارية شاهدته يسقط ويصرخ والدماء تنزف من رأس ظهره، بإطلاق نار ما درينا من قبل مَن، أسعفته، وفارق الحياة عند وصوله المستشفى، ومن يريد أن يثبت جدارته ورجولته يتحَرّك الجبهات”.

من جانبها تقول إحدى الممرضات: “وصلتنا عشرات الحالات كبارًا وصغارًا، نساءً ورجالًا، ولا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن، كلهم نتيجة طلقات النار وشظايا، بعض الحلات حرجة في العناية المركزة، وهذه مأساة إنسانية”.

ويجمع الأهالي على أن هذه الجريمة امتداد لجرائم العدوان السعوديّ المستهدف للمدنيين بغارات الطيران، ومن يحاول إشعال الفتنة الداخلية، لا فرق بينه وبين العدوان الخارجي، بل هو يدٌ غادرة تعملُ لخدمته”.

حالةُ الخوف والهلع يومَها عَمَّت عشرات الأحياء وعددًا من المديريات التي تحَرّك فيها أدواتُ العدوان التابعة لعفاش، ودفع الشعبُ اليمني ثمَنَها دِماءً وأرواحًا وخسائرَ في ممتلكات ومنازل ومحلات المواطنين.

3 ديسمبر 2019.. 5 شهداء وجريح كُلُّهم أطفالٌ بانفجار قذيفة من مخلفات العدوان في الحديدة:

وفي الثالث من ديسمبر 2019م، أضاف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية بحق الطفولة، بانفجار قذيفة من مخلفات مرتزِقة العدوان وغاراته على منطقة المنقم بمديرية الدريهمي في محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 5 أطفال وجرح السادس، في مجزرة غادرة اغتالت ستة أرواح بريئة، روَّعت الأهالي، وتسبَّبت بنزوح عشرات الأسر من منازلها.

قبل الجريمة كان الأطفال يلعبون جوارَ منازلهم، وفي لحظة شاهد أحدُهم قذيفة لم تنفجر بعدُ من مخلفات العدوان ومرتزِقته، بجوار إحدى الأشجار، هرع نحوَها الأطفالُ الأبرياء بنينَ وبناتٍ تتراوحُ أعمارُهم بين الثلاثة أعوام والعشر، بينهم إخوة وأخوات وجيران، وفي لحظة وصولهم إليها انفجرت بهم وأزهقت أرواحًا برِيئة.

مشاهد جثث الأطفال الشهداء، بعضُها مبقورة البطون، مفقوءة العيون، مجروحةُ الوجوه والرؤوس، مقطعة الأطراف، في مشهدٍ قاسٍ جِـدًّا تهتزُّ له الضمائر.

الجريمةُ وأدت البراءة والطفولة وحرمت الأطفال من حقهم في العيش، وقضت على أحلامه وآمالهم وآمال أسرهم المنتظرة للمستقبل، في مشهد دموي وجريمة يندى لها جبينُ الإنسانية.

والدُ الأطفال لم يستوعب المشهدَ، وكان يرمي بنفسه على الأرض يبكي ويصرخ ويضُمُّ جُثمانَ أطفاله واحدًا تلو الآخر، في مشهد كربلائي حزين ذرفت منه دموعُ الحاضرين والأطباء، وخيَّم الحُزْنُ على المنطقة وسكانها.

أُمهاتٌ حُرِمَت من فلذات أكبادها، وإخوة فقدوا أخواتِهم وإخوانَهم، وآباء كانوا يتأملون في أبنائهم تحقيقَ حلم المستقبل، لكن قذائف العدوان اغتالت كُـلَّ ذلك، بإبادة جماعية تؤكّـدُ السلوك الإجرامي المتوحش للغزاة والمحتلّين، وهدفُهم إهلاكُ الحرث والنسل وإبادة الشعب اليمني.

يقول أحد الأهالي: “يا الله ما هذه الجريمة بحق أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر السنوات؟!، هل بقي في هؤلاء المرتزِقة إنسانية ورجولة ورحمة يستهدفون ملائكة أبرياء خمسة أطفال أزهقت أرواحهم، وجريح؟!، أين اتّفاق وقف إطلاق النار؟ أين الأمم المتحدة؟ أين المنظمات الإنسانية والحقوقية؟ هل هذا يرضيكم يا عالم؟ لماذا ما يحاسَبُ العدوانُ على خروقاته وجرائمه؟!”.

3 ديسمبر 2021.. طيرانُ العدوان يستهدفُ ممتلكات المواطنين بسنحان صنعاء:

وفي اليوم ذاته من العام 2021م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، ممتلكاتِ المواطنين في منطقة القِران بمديرية سنحان، بعددٍ من الغارات التي أسفرت عن أضرارٍ مادية، وترويع النساء والأطفال، وموجةٍ من النزوح المتجدد نحو المجهول، ومضاعَفة المعاناة.

منطقةُ القِـران التي كانت تعيشُ السكونَ والهدوءَ والأمن كغيرها من المناطق اليمنية البعيدة عن غارات العدوان، وفي لحظة من نهار اليوم بعد صلاة العصر، حلَّق الطيرانُ على سماء المنطقة مستهدفًا منزلَ قيدَ الإنشاء، ومشروع مياه المنطقة الذي يستفيد منه أكثرُ من 200 شخص، ومحلَّ دراجات نارية، ومخزنَ مواد بناء، وعددًا من السيارات والمزارع، محوِّلًا حياة الأهالي إلى جحيم.

يقول أحد الأهالي: “كنت محمِّل بلك على القلاب وأنا قريب من مشروع المياه أشاهد غارات العدوان، ووصلت الشظايا وتعطّل القلاب، خِفتُ ونزلت منه أحتمي بالأشجار، فاستُهدف القلاب أمام عيني، هذا عدوان همجي يستهدفُ الأعيانَ المدنية، وممتلكات المواطنين، عدوان فاشل متخبِّط، ما عنده أي هدف من هذه الحرب غير استهداف المدنيين”.

ويقول مواطن آخر: “العدوان حَرَمَني كُـلّ ما جمعته طول عمري، محل مترات وتجارة والسيارة، كلها تحولت إلى رماد وفحم، وهذا أمام العالم يشاهد جرائم سلمان، أصبحت فقيرًا في ساعة، أين منظمة حقوق الإنسان ينصفوننا”.

استهدافُ الممتلكات والأعيان المدنية جريمةُ حرب بكل المقاييس، وانتهاكٌ للقانون الإنساني الدولي، وتعمُّدٌ عن سابق إصرار وترصُّدٍ؛ لحرمان آلاف المواطنين ومزارعهم ومواشيهم من أبسط مقومات الحياة.

جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم جزءٌ بسيطٌ من آلاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في اليمن على مدى 9 أعوام متواصلة، لم تحَرّك للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ساكنًا، ولم يتحَرّك العالَمُ لمحاكمة مجرمي الحرب، وتحقيق العدالة لأسر الضحايا حتى الآن، ولم يستيقظِ الضميرُ العالمي من سُباته ليوقف العدوان والحصار على شعبٍ أعزلَ!.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان السعودی الشعب الیمنی شهید ا

إقرأ أيضاً:

الرئيس اليمني يدعو في خطاب للشعب الى استلهام قيم الوحدة اليمنية الخالدة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية المحدقة بالجميع

عدن (الجمهورية اليمنية) - دعا الرئيس رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ابناء الشعب اليمني الى جعل مناسبة ذكرى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، محطة للمبادرات الخلاقة، وتجديد العهد، وتوحيد الخطاب الإعلامي لكافة مكونات الشرعية، والارتقاء إلى مستوى التهديد الحوثي الايراني، المحدق بالجميع دون استثناء.

وقال الرئيس اليمني في خطاب بمناسبة الذكرى 35 للعيد الوطني للجمهورية اليمنية "إن الوحدة الوطنية التي ننشدها اليوم ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية، تتجسد في مؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، ودولة مدنية تُدار بالحكم الرشيد، وتكافؤ الفرص".

واكد "ان الوحدة الوطنية تقف اليوم نقيضاً لمشاريع الإمامة الكهنوتية، وثقافة الموت، والكراهية، والعنصرية".
اضاف " هذه هي الوحدة الوطنية التي نؤمن بها: وحدة من أجل الدولة لا المليشيا، وحدة من أجل الجمهورية لا الإمامة، وحدة من أجل المواطنة والشراكة والتنوع لا الهيمنة، والإقصاء".

واعتبر الرئيس العليمي، ان الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار.

وتوجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بالتحية لكافة ابناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية التي جاءت تتويجاً لمسيرة نضالية عظيمة، امتدت من وهج سبتمبر المجيد، إلى شعلة أكتوبر الخالدة، حتى لحظة الميلاد العظيم للجمهورية اليمنية.

وقال "لقد كانت الروح الجنوبية سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأةً وفكرًا، وكفاحًا، فكان النشيد جنوبياً، والراية جنوبية، والمبادرة جنوبيّة بامتياز، في مشهد تاريخي يعكس صدق النوايا، ونبل المقاصد".

وفي هذا السياق جدد العليمي التأكيد بأن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي، والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية.

وقال "لقد أثبتت التجارب المريرة لاسيما عقب انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، أن بناء اليمن الحديث لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق ثلاثة شروط رئيسية: حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية، وبناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة، لا على الهيمنة، والإقصاء".

واكد الرئيس اليمني ان هذه الأركان الثلاثة تمثل خلاصة التاريخ النضالي لشعبنا العظيم، كما انها تمثل ضمانة الحاضر، والمستقبل لبناء دولة العدالة، والمواطنة المتساوية.." الدولة التي تكفل لمواطنيها تكافؤ الفرص وتمنحهم الحق في تقرير مستقبلهم، وتصون هويتهم الوطنية والقومية.. الدولة التي تؤمن بمبادئ حسن الجوار، وتحترم المواثيق والمعاهدات، وقواعد الشرعية الدولية، كعضو فاعل في حاضنتها الخليجية، والعربية".

واشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي في هذا السياق الى ان المجلس والحكومة قد شرعوا بالفعل في خطوات جادة لتصحيح المسار، بدءًا بتعزيز استقلال السلطات، وتفعيل اجهزة انفاذ القانون، ومعالجة بعض آثار حرب صيف 1994، وتوسيع اللامركزية المالية والادارية، وفقاً للدستور، ومرجعيات المرحلة الانتقالية.

اضاف "نحن اليوم لا نطرح وعوداً، بل نتحدث عن إجراءات ملموسة، وخيارات مفتوحة، نحرص على ادارتها بحكمة ومسؤولية، بعيداً عن ردود الفعل، وبما يحفظ وحدة الصف الوطني، ويعيد الاعتبار للدولة كضامن حقيقي للحقوق، والحريات العامة.

واشار العليمي الى جهود مجلس القيادة الرئاسي خلال السنوات الماضية، في استلهام روح الوحدة الوطنية وتحويلها إلى واقع عملي، من خلال تعزيز التوافق، ودعم الشراكة، وتمكين الحكم المحلي، والتشديد على مركزية القضية الجنوبية.

واوضح قائلا "رغم التحديات الهائلة، وأزمة الموارد، التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية على موانئ تصدير النفط، وسفن الشحن البحري، لم نتخل يوماً عن مسؤولياتنا، ولم نقمع احتجاجاً سلمياً، بل نظرنا إلى أصواتكم - وفي مقدمتها تظاهرات النساء الملهمات في عدن وغيرها من المحافظات- كحافز صادق لتسريع وتيرة العمل، وتخفيف المعاناة بالشراكة مع اشقائنا في تحالف دعم الشرعية، وشركائنا الدوليين".

وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني التزام المجلس والحكومة بمواصلة الإصلاحات في مجالات الكهرباء، والطاقة، والخدمات الأساسية، استكمالًا لما أُنجز خلال السنوات الاخيرة، بدعم كريم من أشقائنا في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين لم يترددوا يومًا في مساندة بلدنا، ودعم استقراره، والوقوف إلى جانب قيادته السياسية، وشعبه الصابر.

واكد في هذا السياق، حرص المجلس العمل مع رئيس الوزراء، والحكومة على تحديد أولويات المرحلة، بالتركيز على الاستحقاقات الاقتصادية، والخدمية، التي ستشهد خلال الأيام المقبلة انفراجة بعون الله تعالى، موجها الحكومة، والسلطات المحلية باتخاذ كافة الإجراءات لردع الخارجين على النظام والقانون، وتعزيز دور الأجهزة المعنية في إقامة العدل، والانصاف العاجل للمظلومين.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج،،
يا أبطال قواتنا المسلحة والامن البواسل في ميادين العزة والكرامة،،
أيتها المواطنات الصامدات في دروب التضحية والعطاء،،
أحييكم جميعا بتحية الجمهورية، والحرية في الذكرى الخامسة والثلاثين لليوم الوطني الثاني والعشرين من مايو، الذي جاء تتويجاً لمسيرة نضالية عظيمة، امتدت من وهج سبتمبر المجيد، إلى شعلة أكتوبر الخالدة، حتى لحظة الميلاد العظيم للجمهورية اليمنية.

لقد كانت الروح الجنوبية سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأةً وفكرًا، وكفاحًا، فكان النشيد جنوبياً، والراية جنوبية، والمبادرة جنوبيّة بامتياز، في مشهد تاريخي يعكس صدق النوايا، ونبل المقاصد.

ونحن، إذ نتذكر هذا السبق، فإننا نتفهم اليوم تمامًا متغيرات المزاج الشعبي تحت ضغط مظالم الماضي، والإقصاء، والتهميش، والمركزية المفرطة.

ومع ذلك، يثبت الجنوب، أنه لم ولن يكن يوماً طرفاً عارضاً في المعادلة الوطنية، بل كان وما يزال منارةً للتنوير، ومهداً للدولة المدنية، ودرعها الصلب، ومستقرًّا للملايين من أهلنا النازحين من جحيم الكهنوت الحوثي، الذين وجدوا في عدن، وغيرها من المحافظات الجنوبية، ملاذهم الآمن، وفرص العيش الكريم.

وكما كانت عدن عاصمة لقوى التحرر من الاستعمار والامامة القديمة، ها هي اليوم ترسخ موقعها كقاعدة انطلاق لدحر مشروع الامامة الجديدة، وداعميها، والذود عن النظام الجمهوري، وأهدافه الخالدة.

أيها الاخوة المواطنون والمواطنات،،
ان الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار.

ولهذا نؤكد من جديد أن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي، والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية.

لقد أثبتت التجارب المريرة لاسيما عقب انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، أن بناء اليمن الحديث لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق ثلاثة شروط رئيسية: حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية، وبناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة، لا على الهيمنة، والإقصاء.

ان هذه الأركان الثلاثة تمثل خلاصة التاريخ النضالي لشعبنا العظيم، كما انها تمثل ضمانة الحاضر، والمستقبل لبناء دولة العدالة، والمواطنة المتساوية.. الدولة التي تكفل لمواطنيها تكافؤ الفرص وتمنحهم الحق في تقرير مستقبلهم، وتصون هويتهم الوطنية و القومية.. الدولة التي تؤمن بمبادئ حسن الجوار، وتحترم المواثيق والمعاهدات، وقواعد الشرعية الدولية، كعضو فاعل في حاضنتها الخليجية، والعربية.

أيها المواطنون ايتها المواطنات في كل مكان،،
إن الوحدة الوطنية التي ننشدها اليوم ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية، تتجسد في مؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، ودولة مدنية تُدار بالحكم الرشيد، وتكافؤ الفرص. إنها وحدة تقف نقيضاً لمشاريع الإمامة الكهنوتية، وثقافة الموت، والكراهية، والعنصرية.

وقد شرعنا بالفعل في خطوات جادة لتصحيح المسار، بدءًا بتعزيز استقلال السلطات، وتفعيل اجهزة انفاذ القانون، ومعالجة بعض آثار حرب صيف 1994، وتوسيع اللامركزية المالية والادارية، وفقاً للدستور، ومرجعيات المرحلة الانتقالية.

ونحن اليوم لا نطرح وعوداً، بل نتحدث عن إجراءات ملموسة، وخيارات مفتوحة، نحرص على ادارتها بحكمة ومسؤولية، بعيداً عن ردود الفعل، وبما يحفظ وحدة الصف الوطني، ويعيد الاعتبار للدولة كضامن حقيقي للحقوق، والحريات العامة.

أيها الشعب العظيم،،
بينما نُحيي هذه الذكرى، وسط معاناتكم المؤلمة، نؤكد لكم العهد الا نغفل لحظة واحدة عن معركتكم المصيرية في استئصال جذر المشكلة المتمثل بالمشروع الحوثي الامامي، كتهديد وجودي لنظامنا الجمهوري، وأمن بلدنا، ونسيجه الاجتماعي، وهويته العربية، والثقافية، ومصالحه الإقليمية، والدولية.

إن هذه الجماعة الارهابية، التي تزايد باسم الوحدة، والسيادة، هي من تغلق الطرقات، وتحاصر المدن، وتستنزف العملة الوطنية، وتُعيد إنتاج التمييز، والفوارق بين الطبقات، وفرض واقع الانفصال بالقوة، والنهب والجبايات، وتذهب بمزيد من مغامراتها الطائشة الى استدعاء التدخلات الخارجية، وتصدير الفوضى خدمة لأجندة إيران ومشروعها التوسعي.

يا أبناء شعبنا الأبي،،
لقد عملت مع إخواني في مجلس القيادة الرئاسي خلال السنوات الماضية، على استلهام روح الوحدة الوطنية وتحويلها إلى واقع عملي، من خلال تعزيز التوافق، ودعم الشراكة، وتمكين الحكم المحلي، والتشديد على مركزية القضية الجنوبية.

ورغم التحديات الهائلة، وأزمة الموارد، التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية على موانئ تصدير النفط، وسفن الشحن البحري، لم نتخل يوماً عن مسؤولياتنا، ولم نقمع احتجاجاً سلمياً، بل نظرنا إلى أصواتكم - وفي مقدمتها تظاهرات النساء الملهمات في عدن وغيرها من المحافظات- كحافز صادق لتسريع وتيرة العمل، وتخفيف المعاناة بالشراكة مع اشقائنا في تحالف دعم الشرعية، وشركائنا الدوليين.

وهنا نُجدد التزامنا بمواصلة الإصلاحات في مجالات الكهرباء، والطاقة، والخدمات الأساسية، استكمالًا لما أُنجز خلال السنوات الاخيرة، بدعم كريم من أشقائنا في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين لم يترددوا يومًا في مساندة بلدنا، ودعم استقراره، والوقوف إلى جانب قيادته السياسية، وشعبه الصابر.

وسنحرص في هذا السياق مع رئيس الوزراء، والحكومة على تحديد أولويات المرحلة، بالتركيز على الاستحقاقات الاقتصادية، والخدمية، التي ستشهد خلال الأيام المقبلة انفراجة بعون الله تعالى.
كما نوجه الحكومة، والسلطات المحلية باتخاذ كافة الإجراءات لردع الخارجين على النظام والقانون، وتعزيز دور الأجهزة المعنية في إقامة العدل، والانصاف العاجل للمظلومين.

وهنا يجدر التذكير بالتحسن المستمر في أداء السلطة القضائية خلال الفترة الماضية، حيث تم توقيع أكثر من 150 حكم قضائي بات في قضايا جنائية جسيمة، بعد نحو عشر سنوات من التوقف عن إمضاء هذا النوع من العقوبات الرادعة.

يأتي ذلك جنبا الى جنب مع تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة والأمن، وكافة التشكيلات العسكرية، لخوض معركة الخلاص، في حال استمرت المليشيات الحوثية الإرهابية برفض الاستجابة للإرادة الشعبية، وقرارات الشرعية الدولية ومساعي حقن الدماء، وانهاء المعاناة.

ايتها الاخوات المواطنات، أيها الاخوة المواطنون،،
هذه هي الوحدة الوطنية التي نؤمن بها اليوم:
وحدة من أجل الدولة لا المليشيا،
وحدة من أجل الجمهورية لا الإمامة،
وحدة من أجل المواطنة والشراكة والتنوع لا الهيمنة، والإقصاء.
فلنجعل من هذه الذكرى محطة للمبادرات الخلاقة، وتجديد العهد، وتوحيد الخطاب الإعلامي لكافة مكونات الشرعية، والارتقاء إلى مستوى التهديد المحدق بالجميع دون استثناء.
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار،
الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال،
الحرية للمعتقلين والمختطفين،
عاشت الجمهورية اليمنية، دولة مدنية، عادلة، ومتجددة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات مشابهة

  • تشيع شهيد ارتقى جراء العدوان الإسرائيلي على الحديدة
  • شهيد وجريح في غارات للاحتلال على بلدات لبنانية في الجنوب
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان على غزة إلى 53,762 شهيدًا
  • 354 شهيدًا وجريحًا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,655 شهيدًا
  • 344 شهيدًا وجريحًا حصيلة العدوان الصهيوني على غزة خلال 24 ساعة
  • الرئيس اليمني يدعو في خطاب للشعب الى استلهام قيم الوحدة اليمنية الخالدة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية المحدقة بالجميع
  • عرض سعودي “فلكي”.. رئيس غلطة سراي يفجر مفاجأة حول العرض السعودي لضم أوسيمين
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,655 شهيدًا
  • خالد أبو بكر يوجه رسالة للحكومة والمواطن بشأن وحدة الجبهة الداخلية (فيديو)