سواليف:
2025-08-02@15:05:03 GMT

الحل القومي الجامع لمسار الإنهيار والتقسيم العربي

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

الحل القومي الجامع لمسار #الإنهيار و #التقسيم_العربي

بقلم : د. #لبيب_قمحاوي

التاريخ: 8/ 12/ 2024

[email protected]

مقالات ذات صلة ماذا بعد؟ 2024/12/07

يعاني معظم الفلسطينيين و #الشعوب_العربية ضغوطاً هائلة وعذاباً نفسياً مريراً من حجم #المعاناة التي يمر بها العرب عموماً والفلسطينيون في إقليم غزة وإلى حد ما في الضفة الفلسطينية وكذلك ما جرى في لبنان وما يجري الآن في سوريا من مؤامرة تهدف إلى تمزيق سوريا وتقسيمها ، بحيث أصبح معظم أولئك الفلسطينيين والعرب غير راغبين في سماع المزيد من الأخبار السوداء والتحليلات شديدة البؤس والمرارة على الرغم من صحتها .

القلب لم يعد يحتمل والعقل لم يَعُدْ يَقـْبلَ . هذا هو الشعور الفلسطيني والشعبي العربي العام بعد أكثر من عام من المذابح والدمار والوقاحة الأمريكية والإسرائيلية المتزايدة في مخالفة ومعاندة القانون الدولي والعرف الإنساني العام .

القضايا التي تجابهها أمتنا العربية في إزدياد والتآمر عليها وعلى الدول العربية ابتدأ يأخذ مساراً علنياً دون أي اعتبار لردود الفعل العربية ، حيث بات من الملحوظ أن الموقف العربي في أدنى درجات الفعالية وأعلى درجات الضعف وإلى الحد الذي تتعرض فيه دول عربية للقتل والتدمير ودول عربية أخرى للعدوان والتقسيم ، ولا يزال الموقف العربي من هذه التطورات غائباً ومحصوراً في الإحتجاج السياسي والمساعدات الإنسانية والعالم يعلم هذه الحقائق ويتصرف على أساسها .

يَعْتَبِر العديد من السياسيين الأمريكيين والغربيين والإسرائيليين بأن الأحداث الدولية قد تجاوزت ترتيبات سايكس – بيكو التي تنتمي إلى النظام الدولي القديم الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في مخرجات سايكس – بيكو دون أي إعتبار لتبلور الهويات الوطنية والهوية القومية العربية الجامعة لدول المنطقة ، مما يعني غياب أي اعتبار للإنتماآت الوطنية والقومية لشعوب تلك الدول ، والإكتفاء بالهويات الدينية والمذهبية والعرقية التي تُفَرّق ولا تجمع وذلك تكريساً لهدف التقسيم .

تشير كافة المؤشرات والتطورات إلى أن منطقة الشرق الأوسط عموماً ، والعالم العربي على وجه الخصوص ، مقبلة على تغييرات أساسية وإعادة هيكلة سوف تتم ترجمتها من خلال عمليات تقسيم متتالية لعدة دول عربية على أسس طائفية أو مذهبية أو عرقية بهدف تحويل المنطقة إلى موزاييك من الدويلات قد يماثل معظمها إسرائيل في حجمها ولكن ليس في قوتها . إن هذا التقسيم لن يقف عند حدود دول المشرق العربي ولكنه قد يمتد بالنتيجة إلى منطقة الخليج ومناطق حزام النفط والغاز في الشرق الأوسط والتي قد تتحول بالنتيجة إلى محمية أمريكية خالصة وتخضع مباشرة للإدارة الأمريكية.

تتجاوز الأحداث الحالية دائرة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي التقليدية إلى الدائرة الأوسع التي تتعلق بمستقبل إقليم الشرق الأوسط وإعادة تشكيله وتشكيل العلاقات بين شعوبه والتي سيتم اختصارها إلى علاقات بين دويلات طائفية أو مذهبية أو عرقية ولا علاقة للأمر بأي أعذار وحجج قد يتداولها البعض بما في ذلك تطبيق الديموقراطية مع تجاوز واضح للهويتين الوطنية والقومية اللتان سوف تصبحا بلا معنى ضمن التقسيمات المنتظرة إلى دويلات .

التحكم في المستقبل سوف يتم من خلال الإقتصاد والتكنولوجيا . أمريكا تعلم ذلك والصين تعلم ذلك والدول الصاعدة مثل الهند والبرازيل وباكستان تعلم ذلك أيضاً . وهذا يعني أن العوامل السياسية والعقائدية التي كانت تحكم مداخل السياسة الدولية ومخارجها قد أصبحت بلا قيمة أو ذات قيمة ثانوية مما يجعل الصراخ السياسي أو العقائدي التقليدي للشعوب بلا صدى مهما إرتفعت وتيرته .

العالم قد أصبح الآن أكثر ازدحاماً والموارد الطبيعية أكثر ندرة مما يجعل الإستيلاء على الموارد الطبيعية للأخرين من قبل الدول الأكبر والأقوى أولوية قصوى وأمراً يصب في المصلحة الوطنية لتلك الدول الكبرى .

لقد فشلت شعوب الدول الصغيرة أو الهامشية في تطوير نفسها وبقيت أسيرة لرؤية من الأفكار والسياسات التقليدية ضمن أنظمة استبدادية أنانية جاهلة ساهمت جميعها في تحويل تلك الدول إلى دول فاشله تحكمها أنظمة تعبث بمواردها وتبددها حسب مزاجها وأهوائها . وهذا الوضع قد أعطى الدول الكبيرة والمؤثرة الفكرة الشيطانية بأن هذه الدول الصغيرة لا تستحق الموارد الطبيعية والثروات التي تبددها وتبذرها كما تشاء وأن الدول الكبرى ترى نفسها الأحق بالسيطرة على تلك الموارد وامتلاكها على إعتبار أن تلك الموارد الطبيعية يجب أن تكون تحت سيطرة من يعرف كيف يستعملها ويستغلها . وبالطبع فإن مثل هذه الرؤية تفتح الباب أمام شرعية الغاب في العلاقات بين الدول والشعوب وتطلق يد القوي على مستقبل ومقدرات وموارد الضعيف . هذه هو أساس الوضع السائد الآن والذي يهدف بالنتيجة إلى حماية وجود إسرائيل أولاً والاستيلاء على موارد المنطقة ثانياً .

الرد الأساسي والأهم على محاولات تقسيم الدول العربية إلى دويلات هو في العودة إلى الشعار القومي الجامع والمناداة بالوحدة العربية سواء الإقتصادية أو الأمنية ولاحقاً السياسية بشكل جدي ومخلص والتركيز على وحدة وتكامل المصالح العربية الاقتصادية والأمنية . وفي نهاية الأمر فإن انقاذ العرب والعروبة لن يتم إلا من خلال إعادة انخراطهم في القضية الفلسطينية بإعتبار العروبة هي الحاضنة الطبيعية لهذة القضية . الفلسطينيون والقضية الفلسطينية سوف يشكلوا نقطة الاستقطاب الجديدة لكل الشعوب العربية الطامحة والهادفة إلى الحفاظ على هويتها الوطنية والقومية وولايتها المفقودة أو المشتتة على أوطانها أو استعادتها إذا ما فُقِدَت .

العودة إلى العروبة والحاضنة القومية العربية هي الطريق لإنقاذ العرب والعالم العربي من مخططات تسعى إلى تمزيقه وتدميره . القومية العربية هي الإطار الجامع الذي يحتاج إليه العرب الآن للرد على مخططات التقسيم التي تنتظره وبخيارات طارده مثل الهوية الدينية أو المذهبية أو العرقية التي تضع الأساس للتقسيم وتبرره من منظور أمريكا والعالم الغربي . وللأسف ، فإن معظم الأنظمة العربية عندما فشلت لأسباب أنانية في ترجمة الطبيعة الجامعة للقومية العربية من خلال الوحدة العربية ، سعوا بجهد إلى التخلص منها من خلال التركيز على هويات أخرى فرعية تبرر تقسيم العالم العربي وتضع الأسس المستقبلية لذلك التقسيم .

إن التخلص من الهوية القومية العربية قد جاء في سياق إنسحاب العرب من القضية الفلسطينية وتحويلها إلى صراع ثنائي فلسطيني – إسرائيلي . وهذا الموقف السلبي هو أساس الدمار والإنهيار الذي تعيشه القضية الفلسطينية والعالم العربي الآن . وقد يكون من العدل والانصاف تحميل مسؤولية حصول ذلك للأنظمة العربية التي تقود السياسات في دولها دون أي اعتبار لموقف شعوبها . والهوية القومية العربية ليست سياسية حصراً ، وليست اختيارية في منظورها التاريخي والواقعي كما أنها ليست حزباً سياسياً ، ولكنها بالضرورة هوية ملزمة لا يمكن التخلي عنها والاحتفاظ بالقدرة على الإستمرار في الوقت نفسه .

لقد وقعت الأنظمة العربية والعديد من المثقفين العرب في فخ الإستخفاف بالهوية العربية واعتبارها ارثاً قديماً لايصلح للعالم الجديد . القومية العربية ليست عبد الناصر، إذا ذهب ذهبت معه ، كما أنها ليست حزباً سياسياً يترجم نفسه بالناصرية أو حزب البعث أو حركة القوميين العرب فهي أكبر منهم جميعاً . إن محاولة البعض تحويل الهوية القومية العربية والحاضنة القومية العربية إلى حزب سياسي هي محاولات مشبوهة أقل ما يمكن وصفها به بأنها محاولات ساذجة تهدف إلى وضع المارد العربي في القمقم الحزبي . القومية العربية ليست هوية مُعَارِضة للدين ، فهي أشمل . فالهوية القومية العربية تشمل كل العرب من مسلمين ومسيحيين ودروز الخ وتشمل كافة المذاهب والطوائف الدينية سواء أكانت سماوية أو وضعية ، كما أنها تشمل كافة الاجناس والأعراق المنتمين إليها من أبناء الأمة العربية . هي الهوية الجامعة التي نحتاج إليها الآن لنتمكن من السباحة إلى برّ النجاة مما يستدعي العمل على إعادة احياء مؤسسات العمل القومي السياسية والاقتصادية والإجتماعية وإعادة ضخ الدماء في عروق الهوية القومية الجامعة والتي تلغي الحاجة إلى هويات فرعية سواء أكانت عرقية أو دينية أو مذهبية .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الإنهيار التقسيم العربي الشعوب العربية المعاناة القضیة الفلسطینیة الموارد الطبیعیة من خلال

إقرأ أيضاً:

بعد زلزال روسيا الأخير.. هل تؤثر موجات التسونامي على المنطقة العربية؟

تعدّ موجات التسونامي واحدة من الكوارث الطبيعية الأكثر فتكًا التي يمكن أن تهدد سواحل الدول، لكن ماذا عن تأثير هذه الموجات على المنطقة العربية؟.

الإجابة على هذا السؤال، تتطلب فهم كيفية نشأة التسونامي وحدوثه، بالإضافة إلى معلومات جغرافية حول منطقة الشرق الأوسط.
 

ما هو التسونامي؟

التسونامي هو سلسلة من الأمواج المائية الضخمة التي تنتج عادة عن الزلازل تحت الماء، أو الثورات البركانية، أو الانزلاقات الأرضية. 

ويمكن أن يسبب التسونامي دمارًا كبيرًا عندما يصل إلى السواحل، حيث تبلغ سرعته في المحيطات إلى مئات الكيلومترات في الساعة.

تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟علوم البحار يوضح مدى تأثير زلزال روسيا وتسببه في اضطرابات واضحة رصدت من الإسكندريةزلزال مدمر وتسونامي.. ماذا حدث في أمريكا وروسيا؟زلزال عنيف.. روسيا تسجل أحد أقوى الزلازل في تاريخها الحديثزلزال بقوة 6.2 يضرب شرق جزر الكوريل بأقصى الشرق الروسيزلزال بقوة 6.7 درجات يضرب شرق منطقة جزر الكوريل

وفي الآونة الأخيرة، أثارت زلازل كبيرة في منطقة المحيط الهادئ، مثل الزلزال الذي وقع في شرق روسيا وشدته 8.8 على مقياس ريختر، مخاوف من ظهور موجات تسونامي قد تؤثر على بلدان هذه المنطقة. 

وأصدرت السلطات الروسية تحذيرات بشأن هذا التسونامي، مما جعل الدول المجاورة تتخذ الاحتياطات اللازمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تصل هذه الموجات إلى المنطقة العربية؟.

تسونامي زلزال روسيا  

قال خبراء الزلازل اليابانيون والأمريكيون، في تصريحات إعلامية، إن زلزال روسيا الذي بلغت قوته 8.8 درجة، تبعته هزات ارتدادية عديدة بلغت قوتها 6.9 درجة.

وسُجِّل ارتفاع تسونامي يتراوح بين 3 و4 أمتار (10 إلى 13 قدماً) في كامتشاتكا، و60 سنتيمتراً (قدمين) في جزيرة هوكايدو شمال اليابان، ورُصد ارتفاع يصل إلى 1.4 قدم (أقل من 30 سنتيمتراً) فوق مستوى المد في جزر ألوشيان في ولاية ألاسكا الأمريكية.

وقال ديف سنيدر، منسق التحذيرات من تسونامي في المركز الوطني بولاية ألاسكا، إن تأثير تسونامي قد يستمر لساعات أو ربما لأكثر من يوم.

وأضاف، في بيان صحفي: «التسونامي ليس مجرد موجة واحدة، بل سلسلة من الأمواج القوية تمتد على مدى فترة طويلة، وتعبر أمواج تسونامي، المحيط، بسرعة مئات الأميال في الساعة- سرعة طائرة نفاثة- في المياه العميقة، ولكن عندما تقترب من الشاطئ؛ تتباطأ سرعتها وتبدأ بالتراكم، وهنا تصبح مشكلة الفيضانات أكثر احتمالية».

وبسبب إرسال الأرض لهذه التموجات المائية الهائلة عبر المحيط؛ تستمر هذه التموجات في التحرك ذهاباً وإياباً لفترة طويلة، ولهذا السبب قد تشعر بعض المجتمعات بآثارها لفترة أطول.
 

هل تتأثر المنطقة العربية بالتسونامي؟

يعتمد تأثير التسونامي على المنطقة العربية على عدة عوامل، مثل موقع الدول العربية على خريطة العالم، وتباعدها عن نقاط الزلزال. 

ومعظم الدول العربية تقع على سواحل البحر الأحمر أو الخليج العربي، مما قد يجعلها أقل عرضة لموجات تسونامي مقارنة بالولايات المتحدة أو اليابان، التي غالباً ما تتعرض لمثل هذه الظواهر الطبيعية.

وعلاوة على ذلك، يعتبر البحر الأحمر محميًا نسبيًا من موجات التسونامي؛ بسبب حدوده الجغرافية، إلا أن السواحل الشرقية لمصر والمملكة العربية السعودية قد تكون في خطر إذا حدث زلزال قوي في المنطقة.

وعلى الرغم من قلة احتمالات تأثر المنطقة العربية بموجات التسونامي؛ إلا أنه من الضروري أن تستعد الدول لهذه الظواهر، كما ينبغي أن تكون هناك برامج توعية عامة حول كيفية التصرف في حالة حدوث تسونامي، بالإضافة إلى خطط للطوارئ لتحسين استجابة الحكومات في تلك اللحظات الحرجة.

وبحسب الخبراء، تتطلب الكوارث الطبيعية مثل التسونامي فهمًا عميقًا لها، وتوافر تقنيات كاملة لمراقبتها وتطبيق سياسات واضحة لحماية الأرواح والممتلكات.

طباعة شارك زلزال روسيا تفاصيل زلزال روسيا تسونامي تسونامي زلزال روسيا تسونامي المنطقة العربية

مقالات مشابهة

  • «الشارقة الثقافية» ترصد سؤال الهوية في الرواية العربية
  • بعد زلزال روسيا الأخير.. هل تؤثر موجات التسونامي على المنطقة العربية؟
  • تصنيف الدول حسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب (إنفوغراف)
  • على هامش مشاركتها بملتقى السرد بالأردن.. د. هدى النعيمي لـ العرب: الثقافة القطرية حاضرة في المشهد الإبداعي العربي
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • الجامع الأموي في دمشق يدرج كأول موقع سوري على سجل التراث المعماري والعمراني العربي
  • العراق يتذيل قائمة الدول العربية بأعلى نسبة ضريبة الدخل خلال عام
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى