عربي21:
2025-06-02@09:35:11 GMT

العرب وسوريا بعد سقوط النظام: الآن أو لا

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

ليس المهم اليوم الحديث عن سقوط النظام السوري، بل الأهم هو كيف سيكون الوضع بعد السقوط؟، فأسوأ ما يمكن تصوره طول أمد حالة عدم الاستقرار، وتحول سوريا إلى ساحة صراع نفوذ سواء بين السوريين أنفسهم أو بين القوى الإقليمية والدولية.

ما حدث أمس في دمشق نقطة تحول تاريخية، وتأثيراتها ستمتد خارج الجغرافية السورية، وهذا ما يتطلب استجابة عربية حازمة ومبادرة استراتيجية تُعيد رسم مستقبل سوريا ضمن إطار عربي يحفظ وحدتها ويمنع انزلاقها نحو الفوضى.



تعودنا في الأزمات السابقة أن العرب ينتظرون ويراقبون التطورات، وعندما يقررون التحرك تكون الأمور قد وصلت نقطة اللاعودة، العرب تأخروا في 2011 والنتيجة كانت عدم استقرار سوريا وتحولها لساحة نفوذ إقليمي ودولي، وتشريد السوريين وأزمة لجوء أثقلت المنطقة كلها، وكل هذا ما لا نتمنى أن نراه اليوم.

اللحظة التي تمر فيها سوريا مفصلية، وعلى العرب أن يدركوا أن مستقبل سوريا يقع في صميم أمنهم القومي ومصالحهم الاستراتيجية، ولا يمكن لأي دولة عربية أن تتغافل عن أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، جغرافياً وديموغرافياً، وأي سيناريوهات أخرى ستُهدد بانفجار أزمات أخرى، تنتقل شرارتها إلى خارج سوريا، كونها مترابطة عضوياً وجغرافياً مع المحيط العربي، وفيها من التداخلات الإقليمية والتشعبات الداخلية والانقسامات الفصائلية ما يجعل من التدخل العربي الفوري أمراً لا يمكن تأجيله أو انتظار ما ستسفر عنه الأمور.

ما حدث في سوريا خلال الأعوام الأربعة عشرة الماضية نموذج لإهدار الفرص العربية، فقد كان بإمكان النظام العربي أن يتدخل بفاعلية، لينقذ سوريا من كل ما مرت به خلال العقد الفائت، واليوم الفرصة قائمة، ولكنها ليست ممتدة، فإما أن يكون للعرب رؤيتهم واستراتيجيتهم، وإما سنُعيد تجاربنا السابقة في العراق وليبيا والتي أكدت أن سقوط النظام دون وجود خطة متماسكة لإدارة المرحلة الانتقالية يؤدي إلى فراغ أمني يُستغل من قبل قوى عديدة.

ومن هنا، فإن الدور العربي يجب أن يتجاوز البيانات الدبلوماسية ليشمل تقديم الدعم اللوجستي، والسياسي، وحتى الأمني، لضمان استقرار الوضع الداخلي. يجب بناء مؤسسة عسكرية وأمنية وطنية لا تُخضع الولاءات لأي طرف خارجي.

لا يزال هناك وقت لتصحيح المسار، لكن ذلك يتطلب إرادة حقيقية للانفتاح على الخيارات العربية، والابتعاد عن الرهانات الخاسرة التي أضرّت بموقع سوريا الاستراتيجي. الفرص لا تبقى متاحة للأبد، والنظام السوري مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ قرارات جريئة تنقذ بلاده من الضياع الكامل.

اللحظة الراهنة فرصة تاريخية للعرب لاستعادة زمام المبادرة في سوريا، وتأخير التدخل العربي سيُضعف أي فرصة للتأثير مستقبلاً، وسيترك الساحة خالية أمام قوى أخرى ترسم مصير سوريا وفق مصالحها. لذلك، فإن التحرك اليوم يجب أن يكون قائماً على رؤية استراتيجية واضحة تتجاوز الحسابات الضيقة، وتضع مصلحة سوريا والمنطقة فوق أي اعتبار.

بالمحصلة، فإن سوريا ليست مجرد دولة أخرى تشهد تغيراً في نظام الحكم؛ بل هي حجر زاوية في الأمن القومي العربي. وغياب الدور العربي سيجعل منها فريسة جديدة لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي، وهو ما سيدفع ثمنه الجميع. الوقت الآن للعمل وليس التردد.

الدستور الأردني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الدور العربي سوريا المعارضة الدور العربي سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سفاح الساحل يعلن التمرد: مقداد فتيحة يتحدى الدولة ويقود تمرداً دموياً في قلب سوريا!

من الحرس الجمهوري إلى زعيم دموي ينحدر فتيحة من مدينة جبلة الساحلية وينتمي للطائفة العلوية، وكان أحد عناصر الحرس الجمهوري إبان حكم بشار الأسد. ذاع صيته خلال الثورة السورية بسبب فظائع موثقة بالصوت والصورة ارتكبها بحق المدنيين، حيث أظهرته الصور وهو يمثل بالجثث ويقطع الرؤوس، لدرجة أنه تفاخر في تغريدة شهيرة عام 2021 بأنه "يعرف جسد الإنسان أكثر من الأطباء".

تأسيس ميليشيا "درع الساحل" بعد سقوط النظام، لم ينزح فتيحة نحو الظل، بل أسس ميليشيا جديدة تحت اسم "لواء درع الساحل" في فبراير/شباط 2025.

وبعد أسابيع قليلة، خرج في فيديو معلنًا التمرد، مهددًا الدولة السورية، ومتوعدًا بالتصعيد إن لم تُلبَّ مطالبه.

التمرد يبدأ:

الدم في كل مكان في 6 مارس/آذار، قاد فتيحة سلسلة هجمات متزامنة مع "فلول النظام المخلوع"، طالت عناصر الأمن والشرطة وحتى المدنيين، خصوصًا من يحملون لوحات إدلب.

الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 75 شخصًا، وأسر 200 آخرين، وسببت صدمة كبيرة للدولة السورية.

الميليشيا سيطرت على نقاط حيوية في الساحل، منها قاعدة حميميم، ومطار أسطامو، والكلية البحرية، وقطعت طرقًا رئيسية مثل "M4".

لكن سرعان ما بدأت الحكومة حملة مضادة لاستعادة السيطرة، انطلقت من اللاذقية وطرطوس وجبلة.

تهديدات متواصلة وتصعيد مفتوح في 13 مارس، ظهر فتيحة في فيديو جديد يرتدي زي الأمن العام، مهددًا بإطلاق "المرحلة الثانية من المعركة"، متوعدًا باستخدام التفخيخ والإعدامات والاغتيالات إذا لم تنسحب قوات الدولة من قرى الساحل.

وفي أواخر مايو، بثّ تسجيلًا آخر هدد فيه بشن هجمات واعتقالات موسعة ما لم تُفرج الحكومة عن المعتقلين.

مع تصاعد العنف وعودة فتيحة إلى الواجهة، يتخوف السوريون من أن يتحول الساحل إلى ساحة صراع جديدة بين فلول النظام السابق والقوات الحكومية، في وقت لا تزال فيه البلاد تترنح من آثار حرب امتدت لأكثر من عقد.

هل ينجح "سفاح الساحل" في إشعال فتيل الفوضى مجددًا؟

أم أن الدولة ستتمكن من وأد تمرده قبل أن يتوسع؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

مقالات مشابهة

  • هذا مايقوم به النظام السعودي في سوريا
  • داعش يستعر: هل يشعل سوريا الجديدة بنار المفخخات؟
  • سوريا في قبضة التوازنات .. صعود الشرع كواجهة ’’أمريكية_صهيونية’’ وتحجيم السيادة
  • هل يمكن علاج السرطان باتباع أنظمة غذائية قاسية؟
  • وزير الداخلية التركي: أكثر من 250 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام البائد وآلاف آخرون يستعدون للعودة
  • سفاح الساحل يعلن التمرد: مقداد فتيحة يتحدى الدولة ويقود تمرداً دموياً في قلب سوريا!
  • عدنان إبراهيم يعترف بمشاركته بخدعة كبرى ضد العرب بـالربيع العربي ويشعل تفاعلا
  • الاتحاد العربي لكرة القدم يعلن عن بطولاته حتى عام 2029
  • من هم اللاعبون العرب المتوجون بدوري أبطال أوروبا حتى الآن؟
  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟