الجفاف في الشتاء: مخاطر وطرق الوقاية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
مع انخفاض درجات الحرارة، يصبح شرب كميات كافية من الماء أقل أهمية في قائمة الأولويات بالنسبة للكثيرين. فنحن غالبًا لا نشعر بالعطش كما في الصيف، مما يجعلنا نعتقد أننا لا نحتاج إلى الكثير من السوائل. ومع ذلك، لا يزال الجفاف يشكل خطرًا في فصل الشتاء، خاصة مع تغييرات الطقس والعادات التي قد تؤثر على مستوى الترطيب في أجسامنا.
هل الجفاف لا يزال يشكل خطرًا في الشتاء؟
يقول الدكتور أشوين شارما من صيدلية MedExpress عبر الإنترنت: "يعتقد العديد من الأشخاص أن حاجتهم للبقاء رطبًا تقل في الشتاء، لكن هذا الاعتقاد يمكن أن يكون خطرًا. فالطقس البارد يمكن أن يقلل من استجابة الجسم للعطش بنسبة تصل إلى 40٪ بسبب انقباض الأوعية الدموية للحفاظ على الحرارة."
ما هي العوامل التي تساهم في الجفاف خلال الشتاء؟
يوضح الدكتور تشون تانغ من مركز بال مال الطبي أن "المساحات الداخلية المُدفأة تسحب الرطوبة من الهواء، مما يجعلنا نتعرض للجفاف دون أن نشعر بذلك". كما أن شرب كميات أقل من الماء في الشتاء بسبب غياب العطش يساهم أيضًا في هذه المشكلة.
إضافة إلى ذلك، قد تساهم ملابسنا وعاداتنا في تناول المشروبات في الشتاء في الجفاف. يقول تانغ: "ارتداء طبقات من الملابس قد يؤدي إلى التعرق، لكننا لا نلاحظ ذلك لأن العرق يتبخر سريعًا في الهواء البارد. كما أن شرب كميات كبيرة من الشاي أو القهوة أو الكحول، وهو أمر شائع في الشتاء، يمكن أن يزيد من خطر الجفاف."
ما هي علامات الجفاف في الشتاء؟
يشير تانغ إلى أن الجفاف يمكن أن يظهر من خلال عدة علامات، مثل جفاف الفم، أو جلد متقشر أو حاك، أو لون بول داكن. كما أن الشعور بالتعب، الدوار أو الصداع من الأعراض الشائعة أيضًا. "أكبر مشكلة يعاني منها كبار السن هي الارتباك أو صعوبة التركيز. إذا شعرت بهذه الأعراض، فقد حان الوقت لتشرب المزيد من السوائل."
مخاطر الجفاف في الشتاء
مشاكل الذاكرة والتركيز
يوضح الدكتور شارما أن الجفاف الخفيف يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التركيز ومشاكل في الذاكرة، مما يؤثر على الأداء الإدراكي بشكل عام.
مشاكل المسالك البولية والكلى
يضيف شارما أن الجفاف قد يؤدي إلى مشكلات في المسالك البولية والكلى، مثل التهابات المسالك البولية أو حصوات الكلى، حيث تتطلب الكلى مستويات ترطيب كافية للعمل بشكل سليم.
انخفاض ضغط الدم
يمكن أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض ضغط الدم، مما يشكل خطرًا على كبار السن، حيث يزيد من احتمالية حدوث الدوار والسقوط.
صدمة نقص حجم الدم
حذر شارما من أن الجفاف قد يؤدي إلى صدمة نقص حجم الدم، التي تحدث عندما ينخفض ضغط الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية. هذه الحالة تهدد الحياة وتتطلب رعاية طبية عاجلة.
مشاكل صحية طويلة الأمد
يضيف تانغ أن الجفاف المزمن يمكن أن يؤثر على القلب والدورة الدموية، ويزيد من حدة الإمساك، كما يمكن أن يجعل البشرة جافة أكثر عرضة للتشقق.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
أشار تانغ إلى أن "كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، حيث يتناقص شعورهم بالعطش مع تقدم العمر، مما يجعلهم لا يدركون الحاجة إلى شرب السوائل". كما أن الأدوية مثل مدرات البول أو الملينات قد تزيد من فقدان الماء، بالإضافة إلى التغيرات في وظائف الكلى مع التقدم في العمر، مما يجعل من الصعب على الجسم الحفاظ على الترطيب.
نصائح للبقاء رطبًا في الشتاءاحتفظ بزجاجة ماء قريبة منك
ينصح تانغ بشرب الماء طوال اليوم، حتى لو لم تكن تشعر بالعطش.
شاي الأعشاب
مشروبات دافئة مثل شاي الأعشاب أو الماء الساخن مع الليمون تساعد على الترطيب وتحقيق الراحة في الأيام الباردة.
الحفاظ على الترطيب في فصل الشتاء أمر بالغ الأهمية للصحة العامة، ولذا يجب أن نكون دائمًا يقظين لعلامات الجفاف ونحرص على شرب الكميات الكافية من السوائل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجفاف الشتاء شرب المياه فی الشتاء أن الجفاف یؤدی إلى یمکن أن کما أن
إقرأ أيضاً:
نهاية الريف العراقي.. الزراعة تلفظ أنفاسها في زمن التصحر
29 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق صيفاً آخر من صياح العطش، وسط أزمة جفاف تُصنّف بأنها الأشد منذ تسعين عاماً، لتصبح الموارد المائية إحدى أدوات الإنهاك الاستراتيجي التي تهدد بنية الدولة من الداخل، لا سيما مع تقاطع العوامل المناخية القاسية مع الإخفاقات الإدارية القديمة المتجددة.
وتعترف وزارة الموارد المائية العراقية بأن إيرادات نهري دجلة والفرات لا تكاد تتجاوز ربع المعدلات المعتادة، ما أسهم في انهيار القدرة التخزينية إلى مستوى لا يتعدى 8%، وهي أرقام ليست مجرد مؤشرات بيئية بل علامات تحذير قصوى لانكشاف الأمن المائي الوطني، الذي يدخل الآن دائرة الخطر الهيكلي.
وتتخذ الكارثة أبعاداً اقتصادية واجتماعية حادة، فموجة الجفاف المزمنة اقترنت بموجات حر لا تقل فتكاً، جعلت مدناً جنوبية مثل البصرة تتصدر قائمة المناطق الأعلى حرارة على مستوى العالم، ما يضعف قدرة الإنسان والنظام العام على التكيف أو الصمود.
وفي القرى والأطراف، تتجلى آثار الأزمة بوضوح أكبر، حيث يحكي المواطن جاسم محمد تفاصيل يومية من المعاناة، في ظل انقطاع مستمر للماء والكهرباء، وارتفاع كلفة شراء المياه إلى مستويات تثقل كاهل الأسر الفقيرة، وتكشف عن شكل جديد من أشكال التفاوت الاجتماعي القائم على الوصول إلى الموارد الأساسية.
ويحذر الفلاحون من أن الجفاف ليس عارضاً طبيعياً فقط، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات ارتجالية، وغياب التخطيط المائي والزراعي المستدام,
وهناك من يربط بين غياب إدارة الموارد من جهة، وذبول المزروعات ونفوق المواشي من جهة أخرى، في مشهد يبدو أقرب إلى الإهمال منه إلى الكارثة الطبيعية.
ويذهب الخبير البيئي عادل المختار إلى أبعد من ذلك، حين يفنّد التبريرات الرسمية ويضع المسؤولية على سوء الإدارة لا على الطبيعة، مشيراً إلى أن مؤشرات الوفرة كانت متاحة، وأن العراق أهدر فرصة الوقاية في الوقت المناسب، وهو الآن يدفع الثمن في زمن بات فيه الماء سلعة نادرة.
ويختم رعد الأسدي، الناشط البيئي، بقوس أخير من الإنذار، حين يؤكد أن شحّ المياه يضرب حتى الثروة السمكية ويعيد تشكيل ملامح الجغرافيا العراقية ذاتها، ما يعني أن الأزمة لم تعد مؤقتة أو طارئة، بل دخلت طورها البنيوي، وربما الوجودي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts