صنعاء تحت الرقابة المشددة.. الحوثيون يتخذون احترازات أمنية بعد سقوط الأسد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في أعقاب الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق بيد الفصائل المعارضة، بدأت تداعيات هذه التطورات تصل إلى صنعاء، حيث تسيطر مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
فقد اتخذت المليشيات الحوثية خطوات احترازية عاجلة في العاصمة اليمنية، خشية من تكرار سيناريو انهيار النظام الذي قد يعصف بها، مستهدفة بذلك الحفاظ على هيكلها القيادي الهش واحتواء أي تحركات قد تؤدي إلى انهيار مفاجئ لسلطتها في صنعاء.
احترازات مشددة
حسب مصادر أمنية وقيادات مدنية في صنعاء، فإن مليشيات الحوثي فرضت قيودًا صارمة على حركة قياداتها العليا، في خطوة غير مسبوقة منذ بداية الأزمة.
وكانت هذه الإجراءات قد بدأت فور إعلان المعارضة المسلحة في سوريا عن إسقاط نظام الأسد، مما أثار قلقًا كبيرًا في صفوف الحوثيين، الذين يخشون من انهيار مفاجئ لسلطتهم في صنعاء.
وطبقا للمصادر، فقد تم تقييد حركة جميع القيادات الحوثية بما في ذلك الوزراء وكبار المسؤولين في حكومة الانقلاب، ومنعهم من مغادرة العاصمة صنعاء إلا بعد الحصول على إذن مسبق من جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الذي بات يمتلك صلاحيات واسعة في مراقبة تحركاتهم.
وتضمنت هذه القيود فرض مراقبة مشددة على حركة هؤلاء القيادات حتى داخل الأحياء التي يقطنونها داخل العاصمة، في خطوة تعكس خشية الحوثيين من حدوث أي تسرب أو هروب مفاجئ.
تحركات أمنية مشددة والذرائع الحوثية
وعمدت مليشيات الحوثي، عبر جهاز الأمن والمخابرات التابع لها، إلى فرض مراقبة شديدة على كافة تحركات قياداتها.
وبحسب المصادر، تم إبلاغ كافة المسؤولين في حكومة الانقلاب بضرورة التنسيق المسبق مع الأمن في حال قرر أحدهم مغادرة صنعاء لأسباب شخصية أو رسمية.
كما تم تبرير هذه الإجراءات من قبل الحوثيين بأنها تأتي في سياق توفير "الحماية الكافية" للقيادات من تهديدات أمنية خارجية، متذرعين بالاستهداف الأمريكي والإسرائيلي المحتمل.
لكن فإن تلك التبريرات لم تكن سوى غطاء للاحتياطات الأمنية التي فرضها الحوثيون بعد تلقيهم ضربة سياسية قوية بفعل انهيار النظام السوري.
وقد تزامنت هذه الإجراءات مع منح جهاز الأمن والمخابرات الحوثي صلاحيات واسعة، بحيث يستطيع اتخاذ أي قرار أمني دون الرجوع إلى رئيس الحكومة أو حتى الوزراء.
تسارع الأحداث وتوقعات بانهيار مفاجئ
يبدو أن الحوثيين يشعرون بتهديد حقيقي بسبب ما جرى في دمشق، الأمر الذي يعكس تخوفهم من أن تكون الأحداث التي شهدتها سوريا هي بمثابة مؤشر لانهيار وشيك في صنعاء.
وتظهر هذه الإجراءات الاحترازية بشكل واضح مدى هشاشة الوضع الداخلي الذي تعيشه مليشيات الحوثي، الذي قد يتسبب في تفككها المفاجئ حال حدوث أي تغييرات سياسية مفاجئة في المنطقة.
وتؤكد المصادر أن الوضع داخل صنعاء بات متوترًا للغاية، حيث أن القيادات الحوثية تتعامل مع كل حركة وكأنها خطوة قد تؤدي إلى سقوط النظام بشكل مفاجئ، في وقت يتزايد فيه الضغط العسكري والسياسي على الحوثيين في أكثر من جبهة داخل اليمن وخارجه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احترازية إجراءات الإجراءات الاستهداف الانقلاب الحوثيين الرئيس السوري الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة صنعاء العاصمة اليمنية الفصائل المعارضة القيادات الحوثية المعارضة المسلحة المليشيات الحوثية المليشيات انهيار النظام حكومة الانقلاب خطوة غير مسبوقة
إقرأ أيضاً:
زعيم الحوثيين يتوعد: التصعيد ضد إسرائيل قادم وبقوة
شمسان بوست / متابعات:
توعد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بتصعيد أكبر ضد الكيان الإسرائيلي عقب تدمير آخر طائرة مدنية في مطار صنعاء الدولي.
وإذ تبنى الحوثي في أحدث خطبه إطلاق 14 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل خلال أسبوع واحد، من بينها صواريخ فرط صوتية؛ كان الجيش الإسرائيلي أعلن ليل الخميس اعتراض صاروخ أطلقته الجماعة؛ ما تسبب في إطلاق صفارات الإنذار.
وزعم الحوثي أن هجمات جماعته استهدفت مناطق يافا وحيفا وعسقلان وإيلات، كما ادعى أن البحر الأحمر وخليج عدن لا يزالان مغلقين أمام الملاحة الإسرائيلية، وذلك ضمن حديثه الرامي لتضخيم نفوذ جماعته العسكري.
وتعليقاً على تدمير إسرائيل آخر طائرة تشغلها الجماعة من مطار صنعاء، الأربعاء الماضي، قال الحوثي إن هذه الضربات لن توقف هجمات جماعته، ورأى أن الخسائر التي حدثت بما فيها تدمير الطائرات المدنية «تضحيات مشرفة»، على حد وصفه.
وتوعّد زعيم الحوثيين بالاستمرار في التصعيد، وقال: «ستكون العمليات في المرحلة القادمة أكثر فاعليةً وتأثيراً على العدو الإسرائيلي»، داعياً أتباعه للاحتشاد الأسبوعي في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة لإظهار الدعم والتأييد.
وكان المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، تبنى ليل الخميس إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي تجاه مطار بن غوريون في تل أبيب، وادعى أنه حقق هدفه وأجبر الملايين على الهروب إلى الملاجئ. وهو الصاروخ الذي أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه.
وعقب غارات الأربعاء على مطار صنعاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن المواني الخاضعة للحوثيين «ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة»، وإن مطار صنعاء «سيتم تدميره مراراً وتكراراً»، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية التي يستخدمها الحوثيون، مؤكداً أن الجماعة الحوثية ستكون «تحت حصار بحري وجوي، كما وعدنا وحذرنا».
وأطلقت الجماعة الحوثية منذ 17 مارس (آذار) الماضي نحو 32 صاروخاً، والعديد من الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، كما زعمت فرض حظر جوي على مطار بن غوريون، وحظر بحري على ميناء حيفا، وهددت بالعودة إلى مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن.
وسبق أن هاجمت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 نحو 100 سفينة، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة باتجاه إسرائيل حتى 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ومنذ 20 يوليو (تموز) 2024 وحتى 28 مايو (أيار) 2025، نفذت تل أبيب تسع موجات انتقامية دمرت مطار صنعاء مع أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية خاضعة للحوثيين، كما دمرت مواني الحديدة الثلاثة ومصنعَي أسمنت ومحطات كهرباء في الحديدة وصنعاء.