بسم الله الرحمن الرحيم

أ.د. احمد محمد احمد الجلي

يحتفي العالم في اليوم العاشر من ديسمبر كل عام - لاسيما المنظمات الحقوقية-بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.ومن الملاحظ أن المنظمات الحقوقية تحتفل بهذا الحدث ،كل عام ،وبين يديها العديد من الإخفاقات في ممارسة هذه الحقوق ،وعجزها عن رفع الانتهاكات عن الضحايا.


فكثير من الدول تمارس انتهاكاً واضحاً لحقوق مواطنيها،وتجد تشجيعاً من الدول الكبرى التي تدعي المحافظة على هذه الحقوق ورعايتها،وتعطي نفسها الحق أن تحاسب-في بعض الأحيان- من ينتهك تلك الحقوق . وتوالي تلك الهيئات والمنظمات واللجان،اصدار استنكارات وادانات وشجب لممارسات تلك الدول التي تعتدي على حقوق الإنسان ،ولا تجد تلك الإدانات اذناً صاغية ،لا من الدول التي تمارس تلك الإنتهاكات ،والتي تبدو مطمئنة الى أنها لن تطالها أية عقوبات تردعها عن تلك الإنتهاكات، او ترفع التعدي عمن اعتدي عليها، كما لن تجد استجابة جادة من الدول العظمي والمنظمات التي تتبع لها ، لممارسة دورها في رفع الظلم عن المظلومين، أو الضغط على الدول المعتدية على مواطنيها في أن تكف يدها عن تلك الانتهاكات.
ولعل السبب وراء هذه المواقف المتناقضة التي تدعو الى الإحباط،من قبل الجهات القانونية التي تدافع عن حقوق الانسان، واليأس من قبل المستضعفين الذين يقع عليهم التعدي،هو تقديم الدول الكبرى، التي تتزعم الدفاع عن حقوق الإنسان، مصالحها الخاصة لا سيما الاقتصادية والسياسية، على القيم والمباديء التي كانت في الاساس وراء هذا الاعلان ومتابعته منذ عام 1948م.
وقد كان هذا نهج غالبية قادة الديمقراطيات الغربية، في التعامل مع انظمة الفساد والعسف والاستبداد ،وخيانة آمال الشعوب وحقوقها،لاسيما في العالم العربي والإسلامي ،في الوقت الذي يتجاهلون ما ترتكبه دول عديدة ،من انتهاكات لحقوق الانسان وتعد على كرامته وامتهان لانسانيته،وعلى رأس تلك الدول اسرائيل التي تحتل اراضي الفلسطينين،وتهدم منازلهم،وتهجرهم من ارضهم ،في تحد صارخ لقرارات الامم المتحدة المتكررة. والحكومة الهندية التي تعلن عن حربها على مواطنيها المسلمين ،فتهدم مساجدهم،وتدمر منازلهم بل وتجردهم من جنسيتهم الهندية ،في الوقت التي ترفع هي واسرائيل شعار الديمقراطية،وتعلن دفاعها عن حقوق الانسان. اضافة الى الصين في تعاملها اللا انساني مع مسلمي الايغور، اذ تقوم السلطات الصينية بتعذيبهم وتجويعهم حتى الموت ،والعمل على ابادتهم والتخلص منهم، . ومينمار التي تنتهك حقوق الروهينجا،وتجردهم من جنسيتهم ،وتحرق مساكنهم ، وتشردههم من ديارهم،وتجبرهم على ترك بلادهم،وتحرمهم من حقوقهم الانسانية.ورغم أن هذه الانتهاكات موثقة من منظمات حقوق الإنسان، ومرصودة من قبل الدوائر العدلية العالمية ، فإن تلك الدول المنتهكة لتلك الحقوق لم تقابل بما تستحق من مواجهة،او بالسعي لازالة ما وقع من تعد منها واضرار على الضحايا.
وتمر ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الإنسان،هذا العام، وحقوق الإنسان للاسف تنتهك ويتعدى عليها للعام الثاني على التوالي، من قبل الكيان الصهيوني، وبمشاركة وعون من الدول الغربية التي يظن انها تحمل لواء الدفاع عن تلك الحقوق وحمياتها، الامر الذي شجع الدولة التي تمارس تلك الانتهاكات، على التمادي في ارتكاب افعال ترقي الى ان تكون جرائم حرب . والاشارة هنا كما يعلم القراء الى احداث السابع من اكتوبر /2023م، ،التي عرفت بطوفان الاقصى، والتي شنتها حماس وحركات المقاومة الاخري، ردًّا على "الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل"،واحياء القضية الفلسطينية،وكبح جماع دولة الاحتلال ، وسعيها الى القضاء عليها،ومحوها من الذاكرة العربية،والاستعاضة عنها بصفقة القرن،والتطبيع بين العرب والكيان الصهيوني.
• وردت إسرائيل بهجمات غير مسبوقة على قطاع غزة ،كما هو معلوم وهاجمت غزة بقوة قتالية غير متاكفئة ، ودكّت المدينة في حدودها الضيقة، بحملة قصف مكثف لم ير مثلها في التاريخ،ولا زال التعدي والتدمير وترحيل المواطنين من مكان الى اخر داخل القطاع الذي ضاق بأهله،مستمراَ. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اخيراً، عن ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع ، إلى 44.664 شهيدا و 105.976 مصابًا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.ولا زالت عملية التدمير مستمرة وعدد الشهداء والمصابين في ارتفاع، ولا زالت إسرائيل تمارس قصفها للمستشفيات وسيارات الإسعاف، وتحطّم البنايات وتهدم المساكن على رؤوس اصحابها. وتحرم سكان القطاع من ابسط متطلبات الحياة الانسانية ،فتقطع عنهم إمدادات الكهرباء ، والمساعدات الانسانية من مياه و طعام، ومأوى يقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف ،وتتواصل جرائم الإبادة الجماعية للعام الثاني على التوالي، وسط عجز أممي وتقاعس دولي ،وخزلان عربي ،عن التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية، بسبب الحماية الأمريكية لجرائم دولة الاحتلال ،ومد الكيان بالعتاد العسكري ،وتوفير الحماية الامنية والسياسية له.
وقد وثقت كثير من المنظمات الحقوقية جرائم حرب واضحة ارتكبها الكيان الصهيوني، مثل تهجير السكان واستهداف المستشفيات والمرافق الطبية، بل لم يترك الاحتلال الإسرائيلي جريمة واحدة من الجرائم التي نصّ عليها نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدّولية، إلا وارتكبها. فقد مارس جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضدّ الإنسانية، وجرائم الحرب، والتهجير القسري، واستهداف المستشفيات والمرافق الصّحية، ودور العبادة، وقطع إمدادات الماء والكهرباء، وقصف المناطق التي أعلن هو نفسه بأنها "آمنة"، ناهيك عن استهداف الصحافيين وطواقم الإسعاف وشاحنات الإغاثة.
وتؤكّد الحرب على غزة أطروحة القائلين: إن منظومة حقوق الإنسان كما يتبناها الغرب لا تقوم على أيّ أساس أخلاقي مجرد، وإنما على أساس معايير انتقائية وتمييزية مزدوجة، وهذا ما يجعل من مطالبات الدّول الغربية باحترام حقوق الإنسان ورقة ضغط ومساومة ضدّ الأنظمة المعادية لها. وتدعم هذا الرأي سرعة استجابة هذه المنظومة لما يُعتقَد أنها جرائم حرب ارتكبتها روسيا في حربها على أوكرانيا، وتخاذلها أمام الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
ولم يقف انتهاك حقوق الانسان عند الاصطفاف مع الكيان الصهويني وتبرير كل ما يقوم به من جرائم تجاه المستضعفين من الفلسطينيين ،واهل غزة بصفة خاصة، بل تجاوز ذلك الى التعدي على حرية التعبير، حيث اشتدت حملات التضييق على حرية التعبير فيما يتعلق بفلسطين في أوروبا والولايات المتحدة، بشكل لم تسجله هذه الدول في الماضي. فقد شهدت فترة الحرب على غزة ، اعتقالات ومحاكماتٍ لأفراد على خلفيات التظاهر أو الهتاف أو رفع شعارات تمّ تفسيرها بطريقة تؤدي للإدانة القضائية.بل تواجه منظمات حقوقية حملات شيطنة وتشويه سمعة مستمرة في أكثر من دولة.
وعليه فإن حرب غزة كشفت وفضحت نوايا الغرب وشعاراته الكاذبة التي نادى بها مرارًا وتكرارًا من أجل حماية حقوق الإنسان، وأظهرت أيضًا موقف الإعلام الغربى وقدرته على نشر الأكاذيب والشائعات تحيزًا لإسرائيل.مما يثبت أن حقوق الإنسان والقوانين الدولية ،ما هي إلا شعارات تستخدم وقتما أرادت الدول العظمى، وتعطل في الوقت الذي تتعارض فيه مع مصالحها، وفي حالة غزة فإن الغرب ،بمواقفه المنحازة تعمد دفع إسرائيل إلى ارتكاب مجازر أكبر تحت زريعة الدفاع عن النفس، وسمح كذلك بمحاصرة أهل غزة وقطع كل ما يمكن الإنسان من العيش عنهم .
ومما شجع الكيان الغاصب ،على هذا السلوك الوحشي اصطفاف الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون كبريطانيا وفرنسا والمانيا وراءها. فمنذ الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس ضدّ قوات الاحتلال في غزة، وقفت معظم الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية صفاً واحداً خلف إسرائيل، وقد كرّرت هذه الدول موقفاً موحداً من الحرب، على شكل دعم غير محدود وغير مشروط، وبالتالي غير مسبوق، لقوات دولة الاحتلال لما أسموه "الدفاع عن نفسها". علما بان هذه الحجة استخدمتها معظم الدول الاستعمارية ضد الشعوب المستعمرة،كذريعة للابادة الجماعية،كما بين الاستاذ سمير التقي في مقالته بجريدة الشرق الاوسط " الدفاع عن النفس كذريعة للابادة الجماعية" السبت: 8/12/ 2023م. وأشارت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحية لها، إلى أن حق الدفاع عن النفس أصبح هو الحق في تدمير كل شيء، منذ أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل تواجه "حيوانات بشرية" وأنها "ستعمل على هذا الأساس".
ومما يؤيد ذلك انه بعد مرورو قرابة عامين على استخدام إسرائيل إستراتيجية العقاب الجماعي، وارتكابها أوضح صور جرائم الحرب، بحسب وصف منظمات حقوقية دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "العفو الدولية"، لا تزال الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ترفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار.،بل ان امريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت حق النقض، رغم تفعيل الامين العام لللامم المتحدة المادة 99،والتي تنص على ان للامين العام الحق في ان ينبه مجلس الامن الى اية مسألة يرى انها قد تهدد حفظ السلم والامن الدوليين"، ولكن الولايات المتحدة لم تستجب لهذا النداء واستخدمت حق النقض ( الفيتو). والجدير بالذكر ان امريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت حق النقض، حوالي 114 مرة ،من بينها 80 مرة لمنع ادانة حليفتها اسرائيل ،و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني،بينما استخدم حق النقض ( الفيتو)،260 مرة منذ تاسيس مجلس الامن عام 1945. ورغم فشل بايدن وخسارة حزبه الانتخابات الامريكية، وكان موقف الحزب من الحرب احد العوامل الاساسية في تلك الخسارة ،فإن بايدن يصر على استخدام حق النقض، ليعطل مجلس الامن من اصدار قرار بوقف الحرب على غزة . (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
Ahmed.Mohamed Ahmed Elgali
[email protected]
*مقتبس من مقال: بعنوان : حرب غزة تعري الغرب ،وتفضح ازدواجية معايير حقوق الإنسان لديه " منشور سودانايل: 11 December, 2023

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة حقوق الإنسان حقوق الانسان الدفاع عن حق النقض من الدول من قبل

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان

استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفدًا من السفراء المصريين الجدد المعينين في 27 دولة حول العالم؛ بمناسبة بدء مهامهم الدبلوماسيَّة في عواصم هذه الدول.

في بداية اللقاء، رحَّب الإمام الأكبر بسفراء مصر الجدد في مشيخة الأزهر الشريف، معربًا عن تهنئته لهم بتعيينهم سفراء لمصر فى الدول الموفدين إليها، وداعيًا الله تعالى أن يوفقهم في أداء مهمتهم الجديدة على النحو الأمثل.

الأزهر لم ينفصل يومًا عن واقع الأمة

وقال إن الأزهر الشريف منذ تأسيسه، لم ينفصل يومًا عن واقع الأمة، وظل طوال تاريخه الطويل، رغم كل ما واجهه من تحديات، مؤدِّيًا رسالته لنشر رسالة الوسطية والاعتدال في مصر والعالم، دون تقصير أو تراخٍ، لافتًا إلى أن عمل الأزهر خارجيًّا لإيصال رسالته للعالم يقوم على عدد من المحاور، التي في مقدمتها الطلاب الوافدون؛ حيث يفتح الأزهر أبوابه لهم لدراسة العلوم العربيَّة والشرعيَّة عبر ما يخصصه من منحٍ دراسيَّةٍ لمختلف دول العالم، بجانب منحهم الحق مؤخرًا في دراسة الطب والصيدلة والهندسة وغيرها من العلوم التطبيقيَّة.

 الأزهر يفتح أبوابه لأئمَّة العالم

 وأضاف أنَّ الأزهر كذلك يفتح أبوابه لأئمَّة العالم لتحصيل العلوم الأزهرية من منبعها، واكتساب مهارات مجابهة الفكر المتطرف والمتشدد في بلدانهم، عبر أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، بجانب افتتاح العديد من مراكز الأزهر لتعليم اللغة العربية في عدد من دول العالم؛ لتكون نواة لنشر اللغة العربية وتعزيز انتشارها في هذه البلاد، باعتبارها جزءًا أصيلًا من رسالة الأزهر الشريف.

الأزهر جزء أصيل من القوة المصرية الناعمة في الخارج

وأكَّد الإمام الأكبر أن سفراء مصر في الخارج عليهم دور مهم في إيصال رسالة الأزهر على النحو الأمثل إلى البلدان التي يعملون فيها، عبر تذليل ما قد يطرأ من معوِّقات وصعوبات أمام بعثات الأزهر الشريف وخريجيه ومعاهده التعليميَّة ومراكزه لتعليم اللغة العربية في هذه البلدان، مشددًا على أنَّ النجاح في ذلك هو نجاح للدبلوماسيَّة المصرية في المقام الأول وإضافة قوية لها، كون الأزهر جزءًا أصيلًا من القوة المصرية الناعمة في الخارج، بما يمتلكه من عشرات الآلاف من الخريجين في مختلف دول العالم، وبما له من مئات المبعوثين وعشرات المعاهد التعليميَّة التي تهدف إلى تعزيز الفكر الأزهري الوسطي ومجابهة الأفكار المتطرفة حول العالم.

نشر منهج الوسطية والاعتدال

وبيَّن أن الأزهر، بجانب دوره في نشر منهج الوسطية والاعتدال، مسؤولٌ أيضًا عن مواجهة الحملات الغربيَّة التي تهب علينا ما بين الفينة والأخرى، لفرض سلوكيَّات مرفوضة كالشذوذ وغيره، وهي الحملات التي تخصص لها التمويلات الضخمة، وتتعدد لها الأدوات والوسائل لفرضها عنوة على الدول الإسلامية، انطلاقًا من اعتقاد خاطئ وإيمان بنظريات مختلفة تروِّج لفكر الهيمنة؛ مثل نظرية: "صراع الحضارات"، ونظرية "نهاية التاريخ"، وغيرها من النظريات التي تكرِّس لهيمنة العرق الأبيض، لافتًا إلى أنَّ هذه الحضارات التي تمارس هذه الهيمنة عادةً ما يأخذون حاجتهم حيث وجدوها دون أدنى اعتبار لغيرهم.

دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد أفضل 14 تغفر ذنوبك وتدخلك الجنةأجمل دعاء فى الصباح.. ردده يسخر الله لك من يقضي حاجتك ويفرج كربتك

 مأساة غزة

كما تطرَّق إلى الحديث عن مأساة غزة، وما يعيشه أهلها من معاناة لم نرَ مثلها في التاريخ المعاصر، مشيرًا إلى أن غزة، وعلى مدار ما يقرب من عامين كامليْنِ، تتعرَّض للإبادة بشتى الوسائل؛ كالقتل والتجويع والقصف والتهجير وغيرها، والعجيب أننا نجد من يبرِّر هذه المأساة الإنسانية، وهو ما أدِّى إلى فقدان من يبررونها الظهير الذي يستندون إليه من مزاعم حماية حقوق الإنسان وغيرها من الدعاوي الزائفة التي لا تساوي الحبر الذي كُتبت به.

 وأشار إلى أن الأزهر لا يتوانى عن تقديم الدعم إلى غزة، والتعريف بما يعانيه أهلها من مأساة، بجانب إرسال العديد من قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر "بيت الزكاة والصدقات"؛ باعتباره جزءًا من دور الأزهر تجاه نصرة إخواننا هناك.

تكريس قيم الحوار والتآخي

من جانبهم، أعرب سفراء مصر الجدد عن سعادتهم بلقاء الإمام الأكبر، وتقديرهم للدور الكبير الذي يقوم به فضيلته في نشر الوسطية والاعتدال، وتكريس قيم الحوار والتآخي، مشيرين إلى أنهم على دراية تامة بما يتمتع به الأزهر الشريف من مكانة مرموقة في مصر والعالم، معربين عن أملهم في أن يسهموا في تذليل ما قد يواجه الأزهر الشريف من معوِّقات في أداء رسالته والقيام بالدور المنوط به في مختلف دول العالم.

 نصرة القضية الفلسطينية

وثمَّن السفراء الجدد الجهد غير المسبوق الذي يقوم به الإمام الأكبر لتطوير الأزهر الشريف، وتعزيز الدور التاريخي له، تلك المرجعية الإسلامية الوسطية، لمواصلة دورها المهم في التعريف بالفكر الإسلامي الوسطي، معبِّرين عن تقديرهم لدور الأزهر في نصرة القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال الضغط لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه، ولكن أيضًا عبر التوعية بدور الشعوب الحرة في نصرة إخواننا في فلسطين.

ضم الوفد السفير راجي محمد محمد الإتربي، سفير مصر لدى اليابان، والسفير أشرف محمد نبهان سويلم، سفير مصر لدى المملكة المتحدة، والسفيرة أمل محمد عبد الحميد، سفير مصر لدى أرمينيا، والسفير عصام الدين عبد الحميد معوض، سفير مصر لدى الإمارات، والسفيرة نجلاء محمد نجيب أحمد، سفير مصر لدى السويد، والوزير المفوض حازم إسماعيل إبراهيم زكي (كوريا الجنوبية)، والوزير المفوض طارق فتحي محمد طايل (البرتغال)، والوزير المفوض عبيدة عبد الله أبوالعباس (إثيوبيا)، والوزير المفوض رامية شوقي عبد السلام (ناميبيا)، والوزير المفوض محمد عمر حسين عزمي (شيلي)، والوزير المفوض عمرو أحمد محمد الرشيدي (فرنسا)، والوزير المفوض وليد فهمي علي الفقي (قطر)، والوزير المفوض رشا حمدي أحمد حسين (مالاوي)، والوزير المفوض وليد عثمان كرم الدين علي (إيطاليا)، والوزير المفوض ريم زينهم عنتر زهران (أستراليا)

والوزير المفوض عبد اللطيف عبد السلام عبده (الجزائر)، والوزير المفوض محمد شحات محمد حسين (غينيا)، والوزير المفوض محمد عبد العزيز منير (النيجر)، والوزير المفوض محمد صلاح حسن قشطة (الصومال)، والوزير المفوض حنان عبد العزيز السعيد شاهين (رواندا)، والوزير المفوض محمد زكريا حسين (بوركينا فاسو)، والوزير المفوض أحمد سلامة السيد محمد (صربيا)، والوزير المفوض عبد الرحمن رأفت خطاب (جيبوتي)، والوزير المفوض مروة إبراهيم محمد يوسف (الكاميرون)، والوزير المفوض وائل فتحي بيومي أحمد (غانا)، والوزير المفوض مها سراج الدين مصطفى (زيمبابوي)، والوزير المفوض حازم محمد ممدوح محمود (جنوب السودان).

طباعة شارك شيخ الأزهر الأزهر سفراء مصر الجدد سفراء مصر رسالة الأزهر غزة القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان
  • البانيز: عقوبات واشنطن لها تأثيرات خطيرة على حياتي وعملي
  • وزير الخارجية النرويجي يدين الغرب بازدواجية المعايير في تعامله مع “إسرائيل”
  • لأول مرة.. منظمتان في إسرائيل تتهمانها بارتكاب إبادة جماعية في غزة
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر ستظل الداعم الأول والحاضن للقضية الفلسطينية
  • الحكومة السودانية تفاجئ الأمم المتحدة
  • مفوض حقوق الإنسان الأممي يحث العالم الضغط على إسرائيل
  • “مجموعة لاهاي” تفضح المشاركة العربية في إبادة غزة
  • حقوق الإنسان محذرة: أزمة مياه تخنق ذي قار وتهدد بكارثة إنسانية
  • مسؤول “أممي” في السودان لمتابعة العدالة والعودة الطوعية للنازحين