يونامي:نتطلّع إلى عراقٍ ينعم فيه الجميع بالأمن والطمأنينة واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
آخر تحديث: 10 دجنبر 2024 - 10:06 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- قالت يونامي، في بيان اليوم، إنه “في العاشر من كانون الأول/ديسمبر، يحتفل العراق بيوم النصر، في ذكرى تحرير أراضيه من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. يُمثل هذا اليوم محطة وطنية هامة تستذكر فيها البلاد التضحيات الجسيمة التي بذلها العراقيون لاستعادة أرضهم وإرساء الأمن والاستقرار في ربوع الوطن”.
ولفتت إلى أنه “يأتي يوم النصر، إلى جانب كونه مناسبة للتهنئةِ من القلب، ليؤكد ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل جهود الجميع هنا في العراق إضافة إلى شركائهم من مختلف أنحاء العالم. كما يمثل دعوة للجميع إلى تعزيز الوحدة الوطنية والعمل المشترك لعراقٍ قويّ قادرٍ على مواجهة التحديات وخال من التوترات والصراعات التي تعصف بالمنطقة”.وبينت أنه “في هذه المناسبة، نُثمّن أيضاً الإنجازات التي تحققت منذ الانتصار الميداني على الإرهاب”، داعية إلى “استمرار العمل لتخليص العراق ليس فقط من بقايا تنظيم داعش، بل من جميع أشكال التطرف والتعصب”. وتابعت: “نتطلّع إلى عراقٍ ينعم فيه الجميع بالأمن والطمأنينة واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وإلى طيّ صفحات الماضي المؤلم إلى الأبد من خلال تعزيز المصالحةٍ الوطنيةٍ بما يضمن الحفاظ على المكتسبات، والتركيز على ما يجمع الكلمة ويوحّد الصف، والابتعاد عن مَواطن الفُرقة والانقسام، بما في ذلك المواضيع الجدلية التي لا تُسهم في تعزيز وحدة نسيج المجتمع وتماسك مكوناته”.وتابعت:” أملنا كبير بأن تكتمل الفرحة بالنصر بعودة جميع النازحين قسراً بسبب هذا الصراع إلى ديارهم بكرامة وبشكل آمن وعندما تتم إعادة كل المواطنين العراقيين من مخيم الهول في شمال شرق سوريا وإدماجهم في المجتمع. وفي هذا السياق، نثمن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة العراقية وبدعم من بعثة يونامي وفريق منظمات الأمم المتحدة العاملة في العراق في تلك الملفات تحديداً”. وختمت بالقول: “تجدد الأمم المتحدة بهذه المناسبة دعمها الكامل للعراق حكومةً وشعباً في استعادته للسيادة والسيطرة الكاملة على أراضيه وتحقيق الاستقرار والإنماء المستدام. فقد أثبت العراق للعالم أنه قادرٌ، بتكاتف أبنائه، على تجاوز التحديات وصنع مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً لجميع مواطنيه”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
المنفعة العامة.. يدٌ دافئة في ليل الحاجة
عباس المسكري
المنفعة العامة ليست أرقامًا في دفاتر؛ بل هي كفوف ممتدة من قلوب الموظفين، تضع لقمة في يد الجائع، وتضيء شمعة في بيتٍ أطفأته البطالة، في عالمنا اليوم؛ حيث تتزايد التحديات الاقتصادية وتتقلب الأسواق، تبقى المنفعة العامة بمثابة الضوء الذي لا ينطفئ، علامة على تلاحم المجتمع وتكاتفه في مواجهة المحن، وهي ليست مجرد دعم مادي؛ بل رسالة إنسانية تقول إننا لا نترك أحدًا خلفنا، مهما اشتدت الظروف.
هي المظلة التي احتمى تحتها المسرَّح من العمل حين باغتته عاصفة الفقد، وهي اليد التي أمسكت بيده قائلة: "لن تمشي وحدك" حين تفقد الوظيفة، لا تفقد معها الحياة والكرامة؛ فالمنفعة تأتي لتكون دعامة النفس، وعزوة العائلة، وحبل النجاة الذي يشد به الإنسان ليعيد ترتيب أوراقه ويبدأ من جديد.
لكن، كيف تُطوى هذه المظلة فجأة؟ كيف يُترك أبٌ يحمل هموم البيت وأعباء الحياة، وهو يكافح يوميًا ليؤمن لأسرته لقمة العيش وأمان المعيشة؟ ولا يمكننا أن نغفل أن العام الدراسي على الأبواب، وأنتم تعلمون مستلزمات العودة للمدارس وتكاليفها التي تزيد العبء على كاهل الفرد، وأطفاله بعيونهم البريئة ينتظرون التجهيزات التي تمنحهم فرصة لبداية جديدة. وفي هذا المشهد الواقعي، لا يمكن فصل الإنسان عن واقعه، فكل يوم تمر فيه هذه الأسر بلا دعم، يزيد الخوف ويكبر القلق؛ فالاحتياجات لا تقتصر على الطعام والملبس؛ بل تمتد إلى التعليم والرعاية الصحية، وكل ما يشكل أساسًا لحياة كريمة ومستقبل أفضل لأبنائنا.
إن استمرارية دعم المنفعة العامة ليست مجرد مسألة إنسانية وحسب؛ بل هي استثمار في تماسك المجتمع وأمنه الاجتماعي؛ فعندما يشعر كل فرد أنه جزء من نسيج متماسك لا يتركه وحيدًا في محنته، ينمو لديه شعور بالانتماء والمسؤولية تجاه مجتمعه، وهذا التضامن يقلل من مخاطر التفكك الاجتماعي، ويحد من الظواهر السلبية التي تنجم عن الفقر والبطالة، مثل الجريمة والاضطرابات، لذا الحفاظ على هذه المنفعة هو حماية للجميع، لأنها تدافع عن كرامة الإنسان وتبني جسور الأمل للمستقبل.
الدعم المقدم عبر المنفعة العامة يتجاوز مجرد توفير المال؛ فهو يُعيد للإنسان كرامته التي قد تتلاشى تحت وطأة الفقد والحاجة، وحين يشعر الإنسان بأنه مدعوم، تتجدد ثقته بنفسه وبقدراته، وينطلق لاستعادة دوره في المجتمع، لذلك ليس هذا الدعم هبة فحسب، بل هو وقود يعيد إشعال الحلم والطموح في النفوس.
المنفعة العامة ليست عبئًا على المجتمع؛ بل هي تعبير حيّ عن قيمنا الإنسانية والاجتماعية التي تربينا عليها، وإنها مسؤولية مشتركة يتحملها كل موظف، لتكون شبكة أمان لكل فرد يمر بظرف عصيب، وفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية، أصبح استمرار هذا الدعم ضرورة وطنية لا غنى عنها للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والتنمية المُستدامة.
إنَّ هذه المنفعة وُجدت لتكون جسرًا فوق نهر الشدة، حتى يعبر كل من وقع فيه إلى بر الأمان، وقطعها في منتصف الطريق، يعني أن نتركه وسط التيار، يتشبث بالأمل وحده.
كلنا رجاء وأمل أن يقول سيد عُمان، الأب الحنون، كلمته… فكلمته التي تروي أبناءه العطشى، الذين يترقبون خيوط شمسه، لتدفئ قلوبهم وتملأ بيوتهم بالسكينة، وتعيد للمنفعة روحها قبل أن يطرق العام الدراسي أبوابهم وهم بين قلق الحاجة وانتظار الفرج.
لنكن يدًا واحدة، ونحيي روح التكافل التي هي شريان مجتمعنا، فإعادة المنفعة ليست خيارًا؛ بل واجب إنساني نتحمل مسؤوليته جميعًا، نبني به غدًا أفضل لأبنائنا وأسرنا، في وجه التحديات، ليكون التضامن والتآزر هما سلاحنا الحقيقي، فلا نترك أحدًا يواجه الحياة وحده.