هل تنجح دبلوماسية الكرملين في الإبقاء على القواعد الروسية في سوريا؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – يبدو أن التواجد العسكري الروسي مستمر داخل الأراضي السورية، رغم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي دعمته موسكو لسنوات، وعلى النقيض أعلن الحرس الثوري الإيراني انتهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا تحليلا تناولت خلاله القواعد العسكرية الروسية داخل سوريا.
وأفادت الصحيفة البريطانية أن روسيا بدأت مباحثات دبلوماسية مع المعارضة السورية التي سبق وأن وصفتها بالعناصر الإرهابية.
وتتمركز القوات والمقاتلات الروسية، التي انطلقت في عام 2015 لدعم الأسد، في قاعدتي طرطوس وحميميم في غرب سوريا.
وفي أول بيان عقب سقوط نظام الأسد، أعلنت الخارجية الروسية أنه على الرغم من إعلان حالة التأهب واليقظة في هذه القواعد لم يتم رصد أي تهديدات فعلية.
ولاحقا، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية، نقلاً عن مصدر في الكرملين، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع قادة المعارضة في سوريا بشأن حماية القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في بيان إنه “تم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان التواصل مع القادرين على ضمان أمن القواعد العسكرية”.
وفي الوقت الذي تم فيه إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق، وهي حليف وثيق آخر للأسد، لم يتم المساس بالبعثة الدبلوماسية الروسية.
ذكرت وكالة تاس للأنباء أن المعارضة السورية ليس لديها خطط لدخول القواعد العسكرية الروسية.
وشددت الجارديان على الأهمية الكبيرة التي تشكلها القاعدتان بالنسبة لموسكو، حيث توفر قاعدة طرطوس إمكانية الوصول إلى المياه الساخنة، في حين تُستخدم حميميم في نقل المرتزقة إلى أفريقيا.
من جانبها أفادت دارا ماسيكوت، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، أن روسيا يمكن أن تقدم المال والمقايضة والمرتزقة والنفط والغاز، غير أنه ليس من الواضح مدى ترحيب المعارضة السورية بهم.
وأشارت ماسيكوت إلى عدم مغادرة القوات الروسية للقواعد، مفيدة أنه في حال انسحابها فسيتم إظهار هذا الأمر بشكل واضح.
وذكر المراسل الصحفي الروسي، بيوتر سوير، أن الكرملين ووسائل الإعلام الحكومية خففت من حدة خطابها تجاه المعارضين الذين وصفتهم لسنوات بأنهم “إرهابيون”.
وبدأت وكالتا ريا نوفوستي وتاس، وكالتا الأنباء الرائدتان في روسيا، باستخدام مصطلح “المعارضة المسلحة” للإشارة إلى هيئة تحرير الشام.
وأشارت الجارديان إلى رفع السفارة السورية في موسكو العلم السوري الجديد ذي الثلاث نجوم ومهاجمة السفير، بشار الجعفري، الأسد قائلا: “الهروب البائس والمهين لرئيس هذا النظام يؤكد صحة التغيير”.
وفي السياق نفسه، أجرت قناة RT، التابعة للدولة الروسية، مقابلة مع أنس العبدة، الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية. وشدد العبدة في المقابلة على إقامة علاقات جيدة مع روسيا على أساس المصلحة المتبادلة للشعبين والدولتين الروسية والسورية مفيدا أن روسيا جهة فاعلة مهمة للغاية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
Tags: التطورات في سورياالقواعد الروسية في سورياالكرملينالمعارضة السوريةحميميمسقوط نظام الأسدطرطوسقاعدة حميميم العسكريةقاعدة طرطوس
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: التطورات في سوريا القواعد الروسية في سوريا الكرملين المعارضة السورية حميميم سقوط نظام الأسد طرطوس قاعدة طرطوس القواعد العسکریة المعارضة السوریة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، أن بلاده تريد فتح علاقة صحيحة وسليمة مع روسيا قائمة على التعاون والاحترام بين البلدين.
جاء ذلك في كلمة للشيباني خلال اجتماعه في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نقلتها وسائل إعلام.
وقال الشيباني: "نحن هنا اليوم لنمثل سوريا الجديدة، ونريد أيضا أن نفتح علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل".
وأضاف: "عملنا منذ 8 ديسمبر (كانون الأول 2024 تاريخ سقوط النظام السابق) وحتى اليوم على ملء الفراغ السياسي والمدني والخدمي في سوريا".
وأردف: "استطعنا الحفاظ على المؤسسات الحكومية والمدنية واستطعنا مواجهة كافة التحديات التي تعرضنا لها لبث الفوضى في المنطقة، ونعمل اليوم على لم شمل السوريين في الداخل والخارج".
وتابع: "نحن في مرحلة مليئة بالتحديات وهناك أيضا فرص كبيرة جدا لسوريا قوية وموحدة ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في هذا المجال".
وفي وقت سابق الخميس، وصل الشيباني والوفد المرافق له إلى موسكو في أول زيارة رسمية لمسؤول في الحكومة السورية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وذلك بدعوة من لافروف.
وتعاني سوريا مشكلات كبيرة في الواقع الأمني، إثر محاولات متواصلة لزعزعة الاستقرار في البلاد من جانب فلول النظام المخلوع، فضلا عن تنفيذ قوى الأمن والجيش عمليات بعدة مناطق في البلاد بهدف فرض السيطرة ومنع الفوضى.
وفي 8 ديسمبر 2024، أكملت فصائل سورية بسط سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث، بينها 53 سنة من حكم أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، اختيار أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.