نقص الكوادر الأكاديمية وتأثيره على جودة التعليم العالي
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تواجه بعض الجامعات مشكلة نقص الكوادر الأكاديمية المتخصصة، وهو تحدٍّ كبير يؤثر على جودة التعليم والمخرجات الأكاديمية.
في ظل هذا النقص، تلجأ إدارات الجامعات غالبًا إلى حلول غير مثالية، منها تكليف أعضاء هيئة التدريس بتدريس مواد خارج نطاق تخصصهم الأصلي. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة، تبدو أحيانًا ضرورة ملحَّة لضمان استمرارية العملية التعليمية، إلا أنها تأتي على حساب جودة التعليم، وتأثيره طويل المدى على الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس.
في مثل هذه الحالات، قد يُطلب من أستاذ متخصص في العلوم الإدارية، أن يُدرّس مواد ذات طابع تقني أو تحليلي، نتيجة لعدم وجود كوادر متخصصة متاحة. هذا التكليف، يضع الأستاذ في موقف صعب، حيث يحتاج إلى استيعاب موضوعات جديدة، وإعداد محاضرات تتطلب خبرة عميقة، وهو ما لا يتوافر غالبًا خارج نطاق تخصصه. والنتيجة تكون في كثير من الأحيان: تقديم محتوى سطحي لا يرقى إلى مستوى توقعات الطلاب أو المتطلبات الأكاديمية.
هذا النهج لا يضر الطلاب فقط، بل يمتد أثره إلى أعضاء هيئة التدريس أنفسهم. عندما يُكلّف أستاذ بتدريس مادة لا يمتلك فيها خلفية متخصصة، فإنه يشعر بالضغط النفسي والإرهاق نتيجة محاولاته المستمرة لسدّ الفجوة بين مؤهلاته ومتطلبات المادة. في الوقت نفسه، يؤدي هذا التكليف إلى إهمال تطوير أستاذ المادة لمجاله التخصصي، ممّا يُضعف من قدرته على البحث والإبداع في مجاله الأصلي.
الحلول لهذه المشكلة ليست مستحيلة، لكنها تتطلب التزامًا إداريًا طويل الأجل. يجب أن تستثمر الجامعات في تعيين خريجين مؤهلين من حملة الماجستير والدكتوراه لتغطية النقص في المواد المتخصصة، مع العمل على بناء قاعدة أكاديمية متكاملة تُغطي جميع الاحتياجات. كما يمكن التفكير في برامج تعاون مع كليات وأقسام أخرى لتوفير كوادر متخصصة بشكل مؤقت.
في نهاية المطاف، فإن التعليم عالي الجودة، يعتمد على أعضاء هيئة تدريس متخصصين قادرين على تقديم محتوى علمي دقيق، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال استثمار حقيقي في الموارد البشرية الأكاديمية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بنك الشمول يرعى ملتقى الموارد البشرية الثاني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي
شمسان بوست / خاص:
برعاية بنك الشمول للتمويل الأصغر الإسلامي، وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني، اختتمت الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمصرفية فعاليات ملتقى الموارد البشرية الثاني، المنعقد تحت شعار:
“إبداع الإنسان وذكاء الآلة.. تكامل يعيد تشكيل إدارة الموارد البشرية.”
وجاءت هذه الرعاية في إطار التزام بنك الشمول بدعم المبادرات التعليمية والتنموية التي تهدف إلى تطوير الكوادر البشرية وتعزيز قدراتها، خصوصًا في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل العالمي.
شهد الملتقى حضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من داخل اليمن وخارجه، حيث تناول المشاركون في جلسات حوارية وورش عمل متخصصة أبرز التحديات والفرص في مجال إدارة الموارد البشرية في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأسهم الملتقى في تعزيز تبادل الخبرات والرؤى حول أحدث الاتجاهات في إدارة الموارد البشرية، إلى جانب تطوير استراتيجيات جديدة تسهم في الابتكار وتحقيق الكفاءة المؤسسية.
ويُعد هذا الحدث خطوة محورية نحو ترسيخ الشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية، ودعم التنمية المستدامة من خلال بناء طاقات بشرية مؤهلة قادرة على مواكبة التحولات الحديثة.