«لعبة النهاية» دعوة للخلاص من العلاقات المشوّهة على مسرح الطليعة
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
«النهاية فى البداية ومع كده بنكمل»، جملة بالغة الأهمية تضمنها العرض المسرحى «لعبة النهاية» للكاتب الأيرلندى صمويل بيكيت، رائد مسرح العبث، والمقدم على مسرح الطليعة، للمخرج السعيد قابيل، وبطولة الدكتور محمود زكى ومحمد صلاح، ويتناول ضمن معانيه عبثية الحياة التى نعرف نهايتها منذ اللحظة الأولى، وعبثية العلاقات المشوهة المؤذية لطرف من أطرافها.
الدكتور محمود زكى، الأستاذ بالمعهد العالى لـ الفنون المسرحية، يقدم دور البطل «هام» السيد المتسلط الكفيف المشلول، فى العرض، الذى رُشح لجائزة أفضل ممثل فى مهرجان قرطاج المسرحى بتونس مؤخراً، خلال مشاركة العرض فى المهرجان مؤخراً، قال: «رفعنا اسم مصر فى السماء فى تونس، فقد استقبل استقبالاً رائعاً فى مهرجان قرطاج، كما رشحت لجائزة أفضل ممثل، وكنت لأول مرة ممثل مصرى يُرشح لجائزة أفضل عرض فى المهرجان منذ ما يزيد على 40 عاماً، وهو نجاح ضخم فى حد ذاته، وأسعدتنى ردود الفعل من الوفود العربية التى تقول إن مصر قدمت عرضاً رائعاً».
شبه عجز عن اتخاذ القراريحتمل العرض أكثر من معنى وتفسير، بينها العلاقة بين السيد والخادم، التى تقوم على استبداد السيد وخضوع الخادم، والذى يعانى من شبه عجز عن اتخاذ القرار فى علاقة مؤذية أو «سامة»، فيقول فى العرض: «من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا أحاول الخروج».
المخرج السعيد قابيل، تحدث عن الرؤية التى انطلق منها العرض، قائلاً: «اشتغلنا على رؤية تناسبنا فى الوقت الحالى وبها عناصر (فرجة)، بحيث لا يكون الموضوع قاتماً وقاسياً على الجمهور».متابعاً: «خلال الإعداد، قارنت بين النص الأصلى والنص المترجم، والنص الأصلى مترجم إلى اللغة العربية الفصحى، وقررت تحويله إلى العامية لتسهيل التلقى على الجمهور، مع تقليل زمن العرض»، لافتاً إلى أن المسرحية تتعرض للعلاقات المشوهة بين الشخصيات، والمؤلف صمويل بيكت يُعرى العلاقات والشخصيات المشوهة على المستوى النفسى والجسدى التى تتضمنها المسرحية، وهو ما ينعكس على العالم وعلينا، فلا يوجد عالم مثالى
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفنون المسرحية لعبة النهاية المسرح
إقرأ أيضاً:
مسرح العرائس
كان مسرح العرائس في ستينيات القرن الماضي يقدم المتعة والجمال والدهشة في آنٍ واحد. ولعل أبرز نقاط قوته تمثلت في إدارته التي اضطلع بها الفنان المتميز صلاح السقا، عبر انفتاحه التام على تجارب الخارج، شرقا وغربا، في مجال مسرح العرائس، مع استلهامٍ موازٍ للتراث والفلكلور الشعبي، لتقديم تجربة مسرحية مصرية خالصة.
وقد نجح السقا في تحقيق رؤيته، فجعل من هذا المسرح الصغير قبلة لكل محبي فن العرائس في مصر، كما جذب اهتمام الأطفال لمتابعة عروض مدهشة تداعب خيالهم وتحفّزهم، بل وتجعلهم في كثير من الأحيان جزءا من اللعبة المسرحية نفسها.
وتعرّف جمهور مسرح الطفل من خلاله على فن المسرح الأسود، وهو نوع مسرحي يعتمد على إضاءة خاصة تُعرف بـ"الألترا فايلوت"، تُظهر فقط اللون الفسفوري في محيط خشبة مسرح سوداء بالكامل، وكان ذلك مبهرا بحق، وقدّم عالما سحريا شديد الثراء والجمال.
كما كان البانتوميم أو التمثيل الإيمائي محط اهتمام كبير، خاصة عند تفاعل الممثل الإيمائي مع الدمية (الماريونيت)، وهو ما كان يعدّ في حينه تجربة مذهلة وفريدة من نوعها.
وبالطبع، لا يمكن الحديث عن مسرح العرائس دون ذكر أوبريت "الليلة الكبيرة"، هذا العمل الخالد الذي يُعدّ نموذجا فنيا رفيعا في استلهام التراث الشعبي وصياغته في تجربة جمالية عالية الإبداع والفنية.
وقد حشد له صلاح السقا كل مقوّمات النجاح: اتفق مع صلاح جاهين على كتابة النص بكلماته الشعرية البديعة، واستعان بـسيد مكاوي للتلحين والغناء، وتولى هو بنفسه مهمة الإخراج، فيما صمّم العرائس الفنان الكبير ناجي شاكر، الذي أبدع في إخراجها بصورة مدهشة. وهكذا خرج العمل إلى النور، محققا حضورا استثنائيا في الذاكرة الجمعية المصرية.
أجيالٌ كاملة تسنّى لها مشاهدته مرارا عبر شاشات التلفزيون أو من خلال إعادة تقديمه ضمن ريبيرتوار المسرح، فحفظت عن ظهر قلب مشاهده وأغانيه الخالدة، كمقاطع: "أنا شجيع السيما"، و"يا غزال يا غزال"، "يا ولاد الحلال بنت تايهة".. وغيرها.
هكذا كان المسرح.. هكذا كان الجمال.. وهكذا نأمل، بكل شوق، في عودة هذا الجمال إلى مسرح العرائس في مصرنا الحبيبة.