جان راسين (1639-1699)يعد من أعظم الكتاب المسرحيين في فرنسا، وأحد أعمدة الحركة الكلاسيكية في الأدب واشتهر بإبداعه في كتابة التراجيديات التي مزجت بين المأساة الإنسانية والتحليل النفسي الدقيق لشخصياته، مما جعل أعماله محط إعجاب النقاد والجماهير على حد سواء
 

نشأة جان راسين

ولد راسين في 22 ديسمبر 1639 في مدينة لا فيرت-ميلون الفرنسية، وتيتم في سن مبكرة.

تربى على يد جدَّيه، والتحق بمدرسة “بورت رويال” التابعة للينسينيين، حيث تأثر بالفلسفة الدينية التي زرعت فيه أسس الانضباط والصرامة الفكرية. لاحقًا، انتقل إلى باريس لدراسة الأدب والفلسفة، وهناك التقى بأدباء ومسرحيين بارزين، مما أشعل شغفه بالمسرح.


 

أعماله المسرحية

تعتبر تراجيديات راسين مثالًا على الكمال الفني في الأدب الكلاسيكي. أبرز أعماله:

“أندروماك” (1667): تحكي عن الحب والانتقام والصراع النفسي لشخصيات تعيش بعد سقوط طروادة.

“فيدر” (1677): واحدة من أعظم مسرحياته، تسلط الضوء على الحب الممنوع والعذاب الداخلي، وهي مستوحاة من الأساطير اليونانية.

“إيفيغانيا” (1674): دراما مأساوية عن التضحية والأخلاق.

كتب راسين أيضًا عددًا من الكوميديات، لكن نجاحه الأكبر كان في التراجيديا التي أظهرت مهارته في رسم شخصيات معقدة وصراعات درامية متشابكة.

أسلوبه الأدبي

تميز أسلوب راسين بالبساطة والوضوح، مع استخدام الشعر في صياغة الحوارات المسرحية. كان يركز على تصوير الصراعات النفسية العميقة في إطار قصص إنسانية مأساوية، مع الالتزام بقواعد الكلاسيكية، مثل وحدة الزمان والمكان والحدث.

تأثير راسين

شكل راسين علامة فارقة في تاريخ الأدب الفرنسي، وكان مصدر إلهام للعديد من الكتاب والمسرحيين. احتلت أعماله مكانة رفيعة في المسرح الفرنسي، حيث جمعت بين العمق الفلسفي والجمال الفني.


 

نهاية حياته

اعتزل راسين الكتابة المسرحية في أواخر حياته، وانصرف إلى الأعمال الدينية، حيث ألف نصوصًا عن الإيمان والقيم المسيحية. توفي في 21 أبريل 1699 في باريس، تاركًا إرثًا أدبيًا خالدًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأدب الأدب الكلاسيكي المزيد

إقرأ أيضاً:

مَا الحبُّ غيرَ مُحصَّبٍ وجِيادِ

حيِّي المنَازل مُشرعَاتٍ بالقِرَى     حيِّي البطاحَ وريِع ذاك الوادِي

سلِّم على مَعلاتها وحُجونها      وارقبْ بعينِك أهلَ ذاكَ النَّادِي

وَسَلْ ثبيرَ المجدِ عن غَار الحِرَا     كم بَرَّحَ التَّحنان جوفَ الصَّادِي

وانزِل بركبِك عند مُنْعَرَجِ الصَّفا        واسكُب دموعًا كَمْ شَجَوْنَ الحَادِي

هذا الجَلَال يجرُّ ذَيل فخَاره       هذا الوَقَار وقِبْلة القُصَّادِ

ولقد عَلَا كَعْبُ المحبِّ بطلَّةٍ      لما تَعَالَت كعبةٌ بِنِجَادِ

وتحطَّم الخفَّاق في حِجْرِ المُنَى      وتعطَّف التَّطوافُ في إسعادِ

لا رَملَ للأقدَام في صَحْن الهُدَى     الرَّملُ رَملُ جوانحٍ وفؤادِ

كم ليلةٍ قَد زَمْزَمَتْ بتَمَائم أَمْسَى       الجَوَى مِن نَفْحِهَا بِقِيَادِ

نَقِّلْ فُؤادك حيثُ شئتَ مِن الهَوَى       مَا الحبُّ غيرَ محصَّبٍ وَجِيَادِ

يا بُقعةً ما حَلَّ في كَبَدِ الثَّرَى        طُهْرٌ كطُهْرِ غِيَاثِكِ الرَّعَّادِ

يا قِطعةً مِن جَوْفِ كلِّ مُتَيَّمٍ         مُزِجَتْ بريقِ مُكَبٍّرٍ وَمُنَادِي

تلكَ النَّجَائِبُ قَد أَتَيْنَ مُطِيعَةً        كَمْ بَشَّرَتْ بِقِلَادِهَا وَتِلَادِ

تلكَ الرِّقابُ لحُبِّ مكَّة أَسْلَمَتْ         أنتِ الفُؤادُ ونُورُ كلِّ سَوَادِ

وَلَئِنْ تَغَنَّى بالرصَافَةِ شاعرٌ         أَوْ نَاحَ شَجْوًا عاشقُ البَغْدَادِ

أَوْ مَالَ أَيْكٌ فِي دِمَشْقَ وَحِمْصِهَا        أَوْ جَادَ نِيلٌ مِن عَذْبِهِ الوَرَّادِ

فَلَقَدْ كَفَى مِن حُبِّ مكَّة         لَاعِجٌ أَنْتِ البِلادُ وأُمُّ كُلِّ بِلَادِ

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحات الحكومة بشأن الكهرباء.. ماذا تعرف عن سفن التغويز وتكلفتها؟
  • ماذا قالت بريجيت لزوجها الرئيس الفرنسي بعد أن صفعته .. خبير قراءة شفاه يكشف عن الشتيمة !
  • ميلاد جديد لجمعية البنوك اليمنية: قيادة جديدة وخطط طموحة من قلب عدن
  • «جماليات الهوية في الفن التشكيلي».. أمسية أدبية وفنية بنادي الأدب ببنها
  • مَا الحبُّ غيرَ مُحصَّبٍ وجِيادِ
  • في ذكرى ميلاد جورج سيدهم.. عبقري الكوميديا الذي أضحك أجيالًا وخطفه المرض في عز مجده (تقرير)
  • بوحمالة ..أيقونة التمثيل المغربي..فقدها زرع الحزن في نفوس محبيها
  • شركة أمنية تلبس رداء الإغاثة.. ماذا تعرف عن آلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة؟
  • باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟
  • ارتباك في الإليزيه.. ماذا حدث بين بريجيت وزوجها الرئيس الفرنسي ماكرون؟