بوابة الوفد:
2025-10-13@21:41:28 GMT

أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب

تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT

حاضناً سنبلة الوقت ورأسى برج نار:

ما الدم الضارب فى الرمل، وما هذا الأفول؟

أدونيس

التقيت أدونيس مرتين؛ الأولى فى مونتريال حين كنت طالب دراسات عليا، والثانية فى الإمارات حيث كنت أدرس فى جامعة مرموقة. وفى المرتين بدا لى رجلاً مهيباً، واسع الثقافة، جريئاً فى آرائه، لا يخشى الاصطدام بالتيار، ولا يهادن فى الفكر أو الدين أو السياسة.

لكنه، حين يقرأ شعره، يتحول إلى لغز شعرى مغلق؛ كأن كلماته تتصاعد من برج لغوى شاهق لا تصل أصداؤه إلا إلى القلة المتمرسة فى التأويل. أدونيس المفكر قريب من الناس بوضوح منطقه ونصاعة لغته، أما أدونيس الشاعر فيبدو متعالياً، غارقاً فى الرموز والأساطير والاشتقاقات الفكرية التى تربك المتلقى وتقصيه.

كل خريف يتكرر المشهد نفسه: العرب ينتظرون جائزة نوبل للأدب، ويعلو اسم أدونيس ثم يخفت، كأن القدر يأبى أن يمنحه التتويج الذى يليق به. وأكثر من ثلاثة عقود واسمه فى القوائم، كأنه مكتوب بحبر سرى فى أرشيف الأكاديمية السويدية: يقرأ ولا يعلن. والسؤال يتجدد: لماذا لا يفوز أدونيس؟

قد يقول البعض إن أدونيس تجاوز الجائزة، أو أن نوبل ليست مقياس العبقرية. لكن وراء تجاهله أسباب تتجاوز الذوق الأدبى وحده. فقصيدته، رغم عمقها الجمالى واتساع أفقها الفلسفى، تفتقر إلى الجسر الإنسانى الذى يربط الفن بالوجدان العام. هل كان من الممكن أن نسمع أشعار أدونيس تدوى فى مظاهرات الربيع العربى كما كانت أشعار الشابى ونجم والأبنودى؟

يكتب أدونيس من علٍ، من فضاء ذهنى مغلق يتطلب أدوات نقدية لفك شيفراته. إنه شاعر النخبة بامتياز، يستدعى الأساطير والرموز والمرجعيات الغربية والصوفية فى بناء لغوى معقد يبهر العقل لكنه يرهق القلب.

المفارقة أن أدونيس فى أحاديثه ومحاضراته أكثر وضوحاً وبساطة. فى اللقاءات العامة يبدو متحدثاً فذاً، صادق الحضور، قادراً على تقريب المعنى من الناس، فيما شعره يبنى بينه وبينهم جداراً من البلور السميك: يرى ولا يمس.

فى المقابل، فاز هذا العام الروائى المجرى لازلو كرازناهوركاى “عن أعماله الرؤيوية التى تؤكد فى خضم الرعب المروع قوة الفن”. يكتب كرازناهوركاى عن الإنسان الضعيف أمام عبث الوجود، عن البحث عن المعنى فى الظلام. أدبه قاتم لكنه دافئ، معقد لكنه مشبع بالعاطفة. إنه الكاتب الذى يعانق القارئ فى خوفه، بينما أدونيس كثيراً ما يبدو كمن يوبخ القارئ على ضعفه.

ربما هنا تكمن المعضلة: أدونيس أراد أن يخلص الشعر من عاطفته ليجعله فلسفة، فخسر التواصل مع جمهوره. حمل مشروع الحداثة إلى أقصى حدوده، لكنه لم ينزلها إلى الناس. ظل حداثياً أكثر مما ينبغى، وفيلسوفاً أكثر مما يحتمل الشعر. وهكذا سيبقى اسمه يتردد كل خريف، بين الأمل والخذلان، كشاعر عظيم لم يمنحه العالم جائزة، لأنه كتب للعقل ونسى أن القلب هو من يصوت أخيراً.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مونتريال جامعة مرموقة

إقرأ أيضاً:

وانتصرت لأأأأت مصر

على كل مصرى وعربى ومسلم أن يقف ويشهد أمام الله أن هناك بطلا شجاعا تحمل ما لم تتحمله الجبال فى هذه الأزمة التاريخية وهى الحرب على غزة وقال (لا) حين قال الجميع نعم وفضل الوقوف فى زمن الانحناء واختار الشرف فى زمن عز فيه الشرف هو المواطن المصرى عبدالفتاح السيسى.
- لأت السيسى كانت الصخرة التى تحطمت عليها كل المطامع الإسرائيلية التوسعية.
- قال(لا) للتهجير ورفض أن يترك الفلسطينيون أرضهم وتفريغ قضيتهم.
- قال (لا) بأن تكون سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين.
- قال (لا) للمقايضة على الشرف والأمانة وتمسك بثوابته الدينية والأخلاقية فكان له نصر الله.
- قال (لا) للأموال المخصصة لمصر إذا وافقت على التهجير فى عز العوز والاحتياج لم يبع مبادئه بالأموال والهبات. 
- قال (لا) لزيارة واشنطن ولقاء ترامب فى بداية تنصيبه بعد الموقف المحرج للملك الأردنى عبدالله بن الحسين الذى قال ننتظر الرد المصرى.
- قال (لا) للتجويع وسخر نفوذه وعلاقاته لتخفيف معاناة المدنيين، وفتح المعابر، وإرسال المساعدات، والمطالبة بوقف إطلاق النار.
- قال (لا) للبلطجة وللغطرسة الإسرائيلية وطالب بتشكيل نواة للدفاع العربى المشترك فى قمة الدوحة بعد قصف الكيان الصهيونى لدولة قطر والتعدى على سيادتها.
- قال (لا) لحضور قمة الجمعية العامه للأمم المتحدة وأوفد الدكتور مصطفى مدبولى تجنبا للقاء ترامب والضغط على مصر لقبول الإملاءات.
- قال السيسى لا للحرب والقتال والدمار واختار السلام، ليس ضعفاً أو خوفاً لكنه اختار السلام الذى تحميه القوة ويفرضه الحق، وكانت جهود الوساطة هى مفعول السحر فى نزع فتيل القنبلة قبل انفجارها فى وجه الجميع.
من الآخر عزيزى القارئ المنتصر الأول فى هذه الحرب هى مصر، مصر السيسى، مصر العروبة، مصر القومية، مصر العربية، مصر الإسلامية، لقد أثبت السيسى أن بسالة وشجاعة العسكرى تسير بالتوازى مع الحكمة والحنكة والسياسية المتوازنة وهى قاعدة جديدة للانتصار أرساها زعيم ورئيس مصر.
ويبدو أن شهر أكتوبر هو تميمة الحظ لدى المصريين فيه تحققت معظم انتصاراتنا بداية من حرب أكتوبر، وأخيراً الفوز بمقعد مدير اليونسكو، ثم الإعلان عن إنهاء أسوأ وأقذر تصفية عرقية فى التاريخ «العدوان على غزة» برعاية ووساطة مصرية، ودور كبير للرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية وصقور المخابرات.
الأمر الذى أجدنى، أشعر بالفخر وأنا أستمع إلى حديث المبعوث الخاص الأمريكى للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف مع الرئيس السيسى وما حمله ذلك الحديث من وضوح جلّى فى العبارات وصراحة بالغة فى الكلمات، أعيدها عليكم كونى أستمتع كلما سمعتها فقد قال ما نصه:
- «الأيام القليلة الماضية كانت من أكثر اللحظات قيمة فى حياتى».
- «أن نحظى بفرصة العمل معا للقيام بأشياء عظيمة للعالم».
- آملا أن «تسهم فى إنقاذ أرواح كثيرة وأن تقود إلى سلام دائم».
- وأشاد ويتكوف بفريق العمل المصرى خلال المفاوضات، وقال:
- «أود الإشارة إلى أن لديكم فريقا مذهلا»، مضيفا: «لولا قيادتكم ومهارات فريقكم الفريدة، لما كنا استطعنا تحقيق الكثير. لقد أثبتوا كفاءة استثنائية فى اللحظات الحاسمة».
وأضاف مشيرا إلى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد:
- «ربما لن تسجل كتب التاريخ تفاصيل ما جرى، ولكن بدونكم سيدى لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة».
عزيزى القارئ هنا يحضرنى أبيات من الشعر لعمرو بن كلثوم
- ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً.. ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدَراً وطِينا …وإذا بَلَغَ الفطامَ لَنَا صبي .. تَخِر لَهُ الجَبابِرُ ساجِدِينا.
- ما أعظم أن ترى انتصارات الحق والعدل فى زمن الظلم والطغيان، انتصارات الصدق فى زمن الكذب والمناورات، انتصارات المواجهة فى زمن المواربة، والحسابات والمنفعه على جثة الحق والحقيقة.
كل الشكر والتقدير والعرفان الى العناية الإلهية التى أوجدت أمثال هذا الرجل فى هذا الظرف التاريخى الصعب، الذى أجهض الحروب والدمار واختار السلام… لأن لدى قناعات بأن من يكسب المعركة ليس أحد طرفيها المهزوم أو المنتصر، ولكن من يكسب المعركة من يقرر عدم الدخول فيها .
تحية لصقور المخابرات العامة بداية من رئيسها ووكلائه ومعاونيه وجميع الضباط الذين كتبوا صفجة جديدة لمصر فى سجلات التاريخ وأعادوا لها ريادتها فى المنطقه والعالم.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • مصر تصنع السلام
  • بو عاصي: حزب عاجز عن المواجهة لكنه قادر على توريط لبنان
  • عدتُ والعود أحمدُ!!
  • “حماس”: انتهينا من الترتيبات اللازمة لتسليم أسرى الاحتلال لكنه يتلكأ
  • “يديعوت أحرونوت”: نتنياهو يسوّق اتفاق غزة كإنجاز لكنه لم يهزم حماس!
  • تحليل: "الأحمر" يخسر النتيجة لكنه يكسب الاحترام
  • إن لروحك عليك حقًا في أمور كثيرة ..
  • كاتب تركي: نتنياهو قبِل خطة ترامب لكنه يفكر كيف يفشلها
  • وانتصرت لأأأأت مصر