سودانايل:
2025-06-13@18:53:19 GMT

التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

بثينة تروس

الوقوف في خانة متابعة الحرب اللعينة وتصاعد وتيرة القصف بالطيران والمدافع والمسيرات في مناطق سيطرة الطرفين، مما يؤدي إلى حصد أرواح المواطنين الأبرياء، والتبرير بأنها حرب ولا بد لها من ضحايا، هو موقف غير أخلاقي، ويعكس جهلاً بخطورة استمرار الحرب وطول أمدها في بلد مثل السودان، الذي يشهد اختلافات عرقية ومجتمعية، ويعاني من جذور المظالم والتهميش.

للسودان تاريخ طويل في الاقتتال الداخلي الذي لم يحقق أهدافه في مطالب المواطنة المتساوية والعدالة، إلا في إطار تجزئة القضايا الوطنية، واقتطاع أجزاء من أراضي البلاد لصالح فصائل مسلحة أنشأت حكومات محلية منكفئة على محاورها وخدمة بعض شعوبها. لذلك، من الخطأ التبرير لإقامة حكومة موازية لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، تلك التي نادت بها بعض القوى المدنية بالاتفاق مع ممثلي الحركات المسلحة. على التحقيق، إذا تم هذا الأمر، لن تشهد البلاد في مستقبلها استقراراً أمنياً ولا استدامة للسلام، بل ستكون دعوات لتقسيم الوطن وتجزئته.
وفي الجهة الأخرى، تجتهد حكومة الأمر الواقع في بورتسودان في تأكيد بعثرة البلد وشرذمته بعد قرار تغيير العملة، والتمييز بين المواطنين والتضييق عليهم بمنعهم من استخراج الأوراق الثبوتية بناءً على التهم المتعلقة بالوجوه الغريبة والسحنات القبلية. كما تم الإصرار على فتح مراكز التعليم وحرمان الآلاف من الطلاب من الجلوس للامتحانات بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم تحديد امتحانات الشهادة السودانية في 28 ديسمبر الحالي، والذي يفصلنا عنه أيام قليلة، وذلك في مناطق سيطرتها ونفوذها في ولايات الشرق، نهر النيل، الشمالية، القضارف، كسلا، والنيل الأبيض، وبعض من الخرطوم.
لقد تركت هذه القرارات في حواضن مليشيات الدعم السريع المواطنين في خيارات صعبة، حيث أصبح الخيار الوحيد أمامهم هو إما أن يظل أبناؤهم خارج التعليم، أو يتم الدفع بهم إلى التجنيد في صفوف القتال من أجل الحصول على سبل للعيش على حساب أرواحهم ودمائهم. أو يضطرون إلى اللجوء إلى الأقارب وأهل الخير خارج البلاد لتمويلهم في ترحيل الطلاب إلى مراكز الامتحانات عبر رحلة محفوفة بالعنف والمخاطر، والشكوك وتهم العمالة. ولذلك، تتحمل الأمهات عبء هذه الرحلات، باعتبار أن الآباء مجابهون بمخاطر الاعتقالات التعسفية، لكنهن يقعن في حبائل الاستغلال المالي عند العبور بالارتكازات ومواقف التفتيش، مع ما يترتب على ذلك من مشقة وعناء في توفير السكن ومصاريف الترحيل لمراكز الامتحانات المتفرقة.
منذ اندلاع حرب 15 أبريل، حدثت انتهاكات لحقوق هؤلاء الطلاب، بما فيهم الأطفال دون سن الخامسة عشرة، الذين تم إجبارهم على الانضمام إلى صفوف القتال كمقاتلين في مليشيات الدعم السريع، أو تجنيدهم فيما أُطلق عليه "فلول النظام السابق" في حرب الكرامة. إن إصرار وزارة التربية والتعليم في بورتسودان على إقصاء وحرمان الطلاب خارج سيطرتها من مواصلة تعليمهم وجلوسهم لامتحانات الشهادة، يعد امتهاناً لحقوقهم ومعاقبة لهم على واقع حرب هم ضحاياها ولم يتسببوا فيها، بل فرضت عليهم. كما فرض عليهم النزوح واللجوء. هذه القرارات بجانب الحرمان، إن تمييز الطلاب بين مناطق سيطرة الحكومة والمناطق الأخرى، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة في السودان، يعزز الشعور بالتفرقة والتهميش.
هذا التمييز يظهر في حرمان الطلاب في مناطق معينة من حقهم في التعليم، وعدم السماح لهم بالجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، ما يزيد من الإحساس بالظلم ويؤدي إلى تأصيل الضغائن والأحقاد بينهم، خاصة بين طلاب كردفان ودارفور. من البديهي أن هذا سيؤدي إلى انتشار الأمية ويعزز الفصل الحاد بين المتعلمين وغير المتعلمين في البلاد، ويؤدي إلى تكرار التجارب المؤلمة للحروب السابقة في جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق والجنوب، وهي كارثة تعليمية جنت منها البلاد الأميّة وانهيار المؤسسة التعليمية برمتها، وفوارق حادة بين أجيال كاملة من شباب السودان، مما يعمق ظواهر النخب والمهمشين.
السبيل لاستمرار التعليم وتفادي انهياره الكامل هو وقف الحرب، وعودة المواطنين إلى دورهم ومساكنهم آمنين، بعد خروج مليشيات الدعم السريع، ووقف الاقتتال، ووفاة التلاميذ بسبب الجوع والأمراض والتجييش، وتغيير الظروف التي دفعت بالكفاءات من المعلمين إلى خارج البلاد طلباً للأمان. كما يجب على الوزارة الالتزام بدفع رواتب المعلمين واستحقاقاتهم، وتحفظ لهم قيمتهم وكرامتهم من التسول بسبب الفقر والفاقة. إن استخدام التعليم كورقة سياسية لن يعود بالنفع على الطلاب ولا خير فيه لمستقبل البلاد.

 

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

امتحانات الثانوية العامة في المحافظات.. مديريات التعليم جاهزة لاستقبال الطلاب.. وإجراءات مشددة ضد الغش

أنهت مديريات التربية والتعليم بالمحافظات، استعداداتها  لانطلاق امتحانات الثانوية العامة لعام 2025، حيث تبذل مديريات التربية والتعليم جهودا مكثفة لتوفير بيئة مناسبة للطلاب والمراقبين.

محافظ الجيزة يهنئ أوائل الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهريةامتحانات الثانوية العامة.. تعليم قنا تكشف ضوابط ومواعيد فتح صناديق الأسئلةحصر الأراضي الفضاء المستردة بالأحوزة العمرانية لطرحها في مزادات بقناتجهيز 155 لجنة.. الشرقية تضع اللمسات النهائية لانطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامةبتكلفة 21 مليون جنيهاً.. تنفيذ أعمال المشروعات الخدمية والتنموية بحي ثان الزقازيقباستثمارات 3 مليار جنيه.. افتتاح أعمال التوسعات بشركة إنتاج اللقاحات البيطرية بالصالحية الجديدةنظمته مديرية الصحة.. محافظ الدقهلية يشهد المؤتمر السنوي الخامس لوحدات الكلىمن بينهم طفلة 5 سنوات.. ننشر أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بالمنيامحافظ الجيزة يتابع الاستعدادات في محيط مطار سفنكس والطرق المؤدية إلى المتحف المصري الكبيررئيس جهاز العاشر من رمضان يسلّم "كشك" لأسرة الطفلة روناء ضحية الاعتداء | صور

أكد هاني عنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، ضرورة التزام اليقظة والدقة التامة من أعضاء مركز توزيع أسئلة امتحان الثانوية العامة.

جاء ذلك خلال اجتماع عاجل معهم بقاعة الإجتماعات الكبرى بالمديرية، بحضور الدكتور وائل النجمي، مدير عام التعليم العام ورئيس مركز توزيع الأسئلة، وأحمد سليمان، مدير إدارة التعليم الثانوي، وأعضاء اللجنة الثلاثية.
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، إلى حصر الغياب في الموعد المحدد قانوناً وعدم السماح باستخدام أي أوراق إضافية، إلا بعد الرجوع إلى مركز التوزيع وتحرير المحضر اللازم بذلك من قبل الملاحظين ومراقب الدور.

وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، بأن مندوب مركز التوزيع يمثل ركيزة هامة تعتمد عليها الوزارة في احكام السيطرة والحد من تداول الاسئلة قبل وأثناء اللجنة، منوهاً إلى أهمية التحرك المبكر كي تصل أوراق الاسئلة إلى اللجان في الموعد المحدد قانوناً بحسب توجيهات محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم و التي أعلنها خالد عبد الحكم، المشرف العام على امتحان الثانوية العامة.

اختتم وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، اجتماعه بتلقي بعض الاستفسارات والأسئلة من أعضاء مركز التوزيع، وحثهم على القيام بهذا الواجب من منطلق التعاليم الدينية و الواجب الوطني والقيم للمساهمة في الحفاظ على المجتمع من تفشي الغش و مجابهة من يروج له و يدافع عنه.

جدير بالذكر أن الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، وجه رؤساء المدن إلى مد يد العون إلى مديري الإدارات التعليمية وتوفير كل الإحتياجات المطلوبة لضمان سير أعمال الامتحانات بانتظام وانضباط.

حيث أنهت مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر، استعداداتها بتركيب مظلات أمام 6 لجان في الغردقة، وتوفير المياه والكهرباء، مع تكثيف أعمال النظافة داخل وخارج اللجان.

وأعدت مديرية التربية والتعليم بمحافظة الإسماعيلية، 31 لجنة امتحانية و37 استراحة للمراقبين، مع التنسيق مع الأجهزة الأمنية والصحية لتوفير بيئة آمنة وصحية للطلاب.
كما يؤدي 40,661 طالبًا بمحافظة الغربية، امتحاناتهم في 113 لجنة، مع توفير مراوح وأثاث مناسب، وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة سير الامتحانات.
بينما قامت مديرية التربية والتعليم بالمنوفية، بتجهيز 104 لجان لاستقبال 37,809 طلاب، مع توفير استراحات للمراقبين، وتنسيق مع الأمن والصحة لضمان سير الامتحانات بسهولة ويسر.

بينما تستقبل محافظة المنيا 37,432 طالبًا في 100 لجنة، مع رفع حالة الطوارئ في المستشفيات والإسعاف والكهرباء، وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة سير الامتحانات.
تبدأ امتحانات الثانوية العامة يوم 14 يونيو 2025، وتستمر حتى 26 يونيو.

ويمنع اصطحاب الهواتف المحمولة داخل اللجان، ويُشدد على الالتزام بقواعد الامتحانات.

طباعة شارك اخبار المحافظات اخبار التعليم الثانوية العامة امتحانات الثانوية العامة

مقالات مشابهة

  • الأمن يؤكد ضرورة بقاء المواطنين داخل مناطق تواجدهم
  • امتحانات الثانوية العامة في المحافظات.. مديريات التعليم جاهزة لاستقبال الطلاب.. وإجراءات مشددة ضد الغش
  • بدء توزيع البطاقات الامتحانية لطلاب شهادة التعليم الأساسي في منبج
  • التعليم العالي توجه بمراعاة الطلاب بخصوص الحضور العملي للفصل الثاني وإجراء جلسات تعويضية
  • التعليم العالي: تنظيم دراسة الطلبة المواطنين بالخارج يهدف إلى ضمان جودة مؤهلاتهم
  • الثلج خارج متناول المواطنين.. موجة الحر تشعل الأسعار في عدن
  • تفاصيل التحقيقات مع متهمين بالإتجار غير المشروع فى العملة
  • تربية دمشق مستمرة في تسليم البطاقات الامتحانية لطلاب شهادة التعليم الأساسي
  • إلغاء امتحانات الثانوية العامة 2025 لهؤلاء الطلاب.. تحذير عاجل من التعليم
  • وزارة السياحة السورية تُلزم النساء بـ"البوركيني" على الشواطئ.. قيود جديدة تُغضب المواطنين