سودانايل:
2025-06-09@06:50:09 GMT

تظاهرة إعلامية للاحتفال بعيد الاستقلال

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

كلام الناس

نورالدين مدني

noradin@msn.com

*علاقتي بالاذاعة السودانية قديمة، منذ أن تعاونت بالكتابة في بعض برامجها ، خاصة برنامج الأسرة الذي كانت تعده وتقدمه سميرة محمد مدني يحيى، وركن الجنوب الذي كان يعده ويقدمه مصطفى عوض السيد.
*لكن حبي للاذاعة ليس بسبب هذه العلاقة التي سبقت عملي كباحث إجتماعي بمصلحة السجون، وقبل تفرغي لرسالة الصحافة التي وجدت نفسي فيها، وإنما لأنها الوسيلة الأكثر تأثيراًعلى الرأي العام و الوجدان السوداني.


*لذلك حرصت على تلبية دعوة أسرة الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون لحضور منتدى الحيشان الثلاثة الذي أقيم في مثل هذا اليوم قبل سنوات باستديو الأزهري بعنوان "الاذاعة والتلفزيون ذاكرة الأمة السودانية"، وكان المتحدث الرئيسي في المنتدى البروفسير على شمو الذي يعتبر في حد ذاته ذاكرة للأمة السودانية كما وصفته مقدمة الندوة الاعلامية إيناس محمد أحمد.
*رغم إرتباط أجهزة الاذاعة والتلفزيون بالحكومات منذ تأسيسها في عهد الاستعمار، إلا أنها تجتهد ما استطاعت للتعبير عن كل ألوان الطيف السوداني، لذلك لم يكن غريباً من الرموز السياسية التي شاركت في المنتدى، دعوة القائمين على امرهذه الأجهزة" القومية" لفتح مساحات أرحب للأحزاب والفعاليات السياسية المعارضة حتى تتحول بالفعل إلى اجهزة قومية تعبر عن أشواق كل أهل السودان.
*البروفسير علي شمو أكد إنحيازه للاذاعة، وقال أنها الحوش الكبير الذي خرجت منه الحيشان الثلاثة، وأنها ظلت منذ الاستقلال تؤدي دوراً وطنياً مقدراً في الحفاظ على تماسك النسيج السوداني، وانه في السنوات الأولى بعد الاستقلال لم يكن هناك مايربط بين المواطنين سوى "راديوأمدرمان" .
*توقف البروفسير علي شمو عند بعض المحطات المهمة في تأريخ الاذاعة مثل تغطية جلسة البرلمان يوم 19ديسمبر 1955م ويوم رفع العلم في1يناير 1956م ونقل اللقاء الجماهيري الذي شرفه الزعيمان اسماعيل الازهري ومحمد احمد محجوب، وأعاد للأذهان الدور الذي لعبته الاذاعة في دفع الناس للمساهة في "مال الفداء" لتغطية استحقاقات سودنة الانجليز.
*إستمعنا لبعض الأناشيد الوطنية التي غذت الوجدان السوداني، مثل عزة في هواك واليوم نرفع راية استقلالنا وفي الفؤاد ترعاه العناية، وقال الموسيقار الكبير الماحي سيمان ان مكتبتي الاذاعة والتلفزيون تحويان كنوزاً من التراث السوداني الثر، وقال عوض أحمدان مدير إذاعة ذاكرة الأمةانذاك أن هناك أناشيد غير مسجلة مثل نشيد " أحرارأحرار في بلاد حرة من كلمات اسماعيل خورشيد وأداء الفنان عثمان الشفيع.
*هكذا تحول منتدى الحيشان الثلاثة إلى تظاهرة إعلامية للاحتفال بذكرى الإستقلال المجيد، وسط حضور نوعي من السياسيين والاعلاميين والصحفيين وأركان حرب الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون .

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

العيد بين الأمس واليوم.. ذاكرة الأجداد بعدسات هواتف الأبناء

كان العيد يبث صدى التكبيرات عبر صوت المذياع، الذي يبشر بصباح يوم جديد من أيام العيد، وتفوح روائح الطيب والبخور في حضور بارز لأفخر أنواع البخور واللبنان الذي تمتاز به سلطنة عُمان، مع ارتداء زي العيد الجديد، دشداشة بيضاء للرجال، وثوب كثير الألوان والزركشة للنساء، ليبدأ اليوم بصلاة العيد، وتتلوه لقاءات أفراد المجتمع ببعضهم البعض، مع وافر من المحبة والألفة، وبساطة طاغية واضحة في كل مظاهر العيد.

ومع دخول التلفاز انتقل اجتماع أفراد العائلة الواحدة، لمشاهدة صلاة العيد، ومظاهر الفرح والسرور في مختلف المحافظات العُمانية، مع حضور الأغاني الوطنية والرقصات الشعبية، وقصص من التراث واللقاءات الدينية، ليبقى المشهد الإعلامي حاضرا في كل بيت عُماني مع اختلاف الشكل وبقاء الوسيلة، وكأن العيد هو صورة إعلامية تبرز فيها مشاعر الوطن، وتقاليد ثابتة وراسخة لا يمكن التنازل عنها مهما مضى الزمان.

اليوم تغيرت الوسيلة، فأصبحت تهاني العيد تنتقل عبر رسالة "واتساب" تبعث بشكل إلكتروني، وأصوات التكبيرات تعلو عبر صوت الهاتف النقال، ولقاءات الأحبة يكتفى بها من خلال رسائل في مجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو صور منشورة عبر قصص وحالات تختفي بعد 24 ساعة، وأصبحت مظاهر العيد بعيدة عن البساطة، متكلفة وكثيرة البهرجة، تزايدت فيها التكاليف، وطغى عليها مقياس المفاضلة بالتنافس أيها سيكون الأميز والأبرز، كل ذلك لأجل صورة أو مقطع فيديو ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعيدا عن اللقاءات المملوءة بالمحبة والوئام.

الإعلام يوثق الاحتفال بالعيد

رغم هذا التحول بقى للإعلام حضوره، في نقل مظاهر العيد، وطقوس الاحتفال، من خلال بث مباشر تلفزيوني كان أو عبر المنصات الرقمية، وصوت التكبيرات حاضرا عبر مكبرات الصوت في مصليات العيد، وصوت مبثوث في الهاتف والتلفاز، وأصبحت أصوات العيد حاضرة كإرث لا يمكن الاستغناء عنه في ذاكرة وحاضر كل عُماني.

ومع كل التقدم الرقمي، إلا أن وسيلة تبادل التهاني عبر قنوات الإذاعة المختلفة، وبرامج العيد المباشرة لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا، وكأن ولاء المستمع والمشاهد ما زال باقيا رغم كل تقدم رقمي، ولكن السؤال هل هذا سيظل باقيا مع الأجيال القادمة؟ أم أنه سيقل وربما ينقرض مع حضور تحول رقمي، وترندات تدخل في كل موسم، قد تطغى بحضورها على كل وسيلة تقليدية؟

صورة العيد مهما اختلفت بقيت

لم تكن للعيد إلا صورة جماعية يلتقطها أفراد العائلة الواحدة، عبر عدسة الكاميرا، يتم الاحتفاظ بها في ألبوم عائلي مطبوع، تصفحه يشكل استعادة لذكريات ومشاعر الفرح مهما عبرت الأزمان والأيام، إلا أن الصورة اليوم تنوعت وتشكلت بحضور "الفلاتر" التي تغير الملامح والأشكال، فردية أكثر منها جماعية، يتنافس فيها كل شخص بأن تكون اللقطة أكثر إثارة للانتباه وخروجا عن الواقعية، ومع دخول الذكاء الاجتماعي أصبحت الصورة بأسلوب رسومي كما حصل في ترند عيد الفطر الماضي، تلاحق المستخدمون واحدا تلو الآخر ليكون صورة من صور لا تمت للواقع بأي شكل من الأشكال.

تغير المظاهر.. واستمرار الاحتفالات

ورغم الاختلاف في بعض مظاهر العيد، إلا أننا في سلطنة عُمان مازلنا أكثر المجتمعات المحافظة على مظاهر العيد بشكلها التقليدي، بداية من وجود الهبطات، وصلاة العيد الجماعية في الساحات المفتوحة، وتبادل التهاني واللقاءات الودية بعد الصلاة مباشرة، إلى الزيارات العائلية الممتدة خلال أيام العيد، وفرحة الأطفال بالتطواف حول البيوت لجمع العيدية، إلى اجتماع العائلة حول مائدة العيد، المحتفظة بكل النكهات والأطباق اليومية: كالعرسية، والهريس، والشواء (التنور)، والمكبوس، وحضور فوالة العيد التي تجمع حلويات العيد مع تطور أشكالها، إلا أن الحلوى والقهوة العمانية ما زالت تتسيّد الموائد في كل بيت.

ومازالت احتفالات بعض ولايات سلطنة عُمان، منذ القدم وحتى اليوم محافظة على جميع الطقوس، فالرقصات والأغاني الشعبية تمتد طيلة أيام العيد، وبقاء "العيود" والأسواق المفتوحة للباعة المتجولين، مع أكشاك بيع الأطعمة الشعبية، وحضور أفراد الولاية الواحد لتتاح فرصة للقاءات الودية، كما أن بقاء مظاهر الذبح وتقطيع اللحم، وصنع العرسية، وإعداد الشواء بكل مظاهره العائلية والمجتمعية ما زالت في كل عيد تحتفظ بشكلها الأصلي، وهو ما بدا جليا في شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تزاحم كاميرات الهواتف لتوثيق هذه اللحظات، ونشر مقاطع الفيديو بأساليب أكثر احترافية، كما أصبحت سلطنة عُمان موطنا لجذب المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ليحضروا للمشاركة في هذه العادات المفتقدة في بعض الدول، شعور بأن العيد ببقاء كل ذلك الإرث الثري هو فرحة والتحام مجتمعي لابد أن يبقى مهما طغى التجديد.

مقالات مشابهة

  • وفود إعلامية تزور مركز التحكم والقيادة للمشاعر المقدسة خلال موسم الحج
  • حمامات كركوك الشعبية.. ذاكرة الماء والتراث تتلاشى أمام جرافات التغيير
  • حمامات كركوك الشعبية.. ذاكرة الماء والتراث تتلاشى بهدوء أمام جرافات التغيير
  • حكمة القيادة ووفاء الشعب من ذاكرة الأمة إلى نبض الحاضر في عيد الجلوس الملكي
  • العيد بين الأمس واليوم.. ذاكرة الأجداد بعدسات هواتف الأبناء
  • أطفال مفقودون بسوريا.. قصة عائلة ياسين والفصل القسري الذي طمس ذاكرة الطفولة
  • سلمى عبدالجبار تهنئ الشعب السوداني بعيد الأضحى المبارك
  • إقبال المواطنين للاحتفال بعيد الأضحى في ثاني أيام العيد
  • المصريون يقبلون على الحدائق العامة للاحتفال بعيد الأضحى.. تفاصيل
  • من مائدة العيد إلى ذاكرة الماضي.. القيمر في ديالى ضحية الغلاء والجفاف (صور)