2 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  أثار تسليم العراق للمعارض الكويتي سلمان الخالدي إلى الكويت موجة واسعة من الغضب الشعبي والنقاشات الحادة، حيث اعتبر البعض الخطوة تعسفية وغير مدروسة، متسائلين عن مدى الالتزام بالجوانب الإنسانية والسياسية في مثل هذه القضايا الحساسة.

الخالدي، الذي كان قد اراد اللجوء في العراق، كان يأمل في أن يجد ملاذًا آمنًا بعيدًا عن الملاحقات القضائية الكويتية، إلا أن القرار العراقي أثار حفيظة العديد من الناشطين والسياسيين الذين رأوا أن التسليم تم دون مراعاة كافية للظروف المحيطة.

تحليل قانوني معقد

وفي هذا السياق، صرح الخبير القانوني علي التميمي بأن العراق، وفقًا للقوانين الدولية والمحلية، قد يكون موقفه سليمًا قانونيًا، حيث أشار إلى أن تسليم المطلوبين الجنائيين يتماشى مع اتفاقيات دولية، مثل اتفاقية الإنتربول لعام 1956. وأكد أن الخالدي ليس لاجئًا سياسيًا أو إنسانيًا وفق التصنيفات المعترف بها، بل مطلوب جنائيًا بأحكام قضائية صدرت بحقه قبل لجوئه إلى العراق.

التميمي أوضح أن الاتفاقيات الدولية المتعلقة باللجوء، مثل اتفاقية عام 1951، تحظر تسليم اللاجئين السياسيين، لكنها لا تشمل المطلوبين في قضايا جنائية. وأضاف أن القانون العراقي رقم 51 لسنة 1971 يمنع تسليم اللاجئ السياسي إلا في حالات استثنائية، وهو ما لا ينطبق على حالة الخالدي وفق المعطيات القانونية.

وعلى الرغم من التبريرات القانونية، يرى منتقدو الخطوة أن الجانب الإنساني والسياسي كان يستوجب التروي وإجراء تحقيق معمق في ملف الخالدي قبل اتخاذ قرار التسليم. واعتبروا أن الإسراع في تسليمه قد يعكس ضغوطًا سياسية أو اتفاقات غير معلنة بين البلدين.

من جانب آخر، تصاعدت مطالبات داخلية بمراجعة سياسات العراق في التعامل مع اللاجئين والمعارضين السياسيين، لضمان التوازن بين الالتزامات الدولية والاعتبارات الإنسانية والوطنية.

تساؤلات شعبية وانتقادات واسعة

وعبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من القرار، حيث كتب أحدهم: “لماذا نمنح الأمان للاجئ ثم نسلمه؟ أين المصداقية؟”. بينما قال آخر: “إذا كان مذنبًا، لماذا لم يتم محاكمته داخل العراق؟ لماذا اللجوء إلى التسليم السريع؟”.

واعتبر ناشطون ان ما حدث، يخدش مصداقية الشعارات التي ترفع في العراق، سيما وان المعارض الكويتي زار المراقد الدينية المقدسة في كربلاء والنجف، وكان يعتقد انه سيجد فيها الأمن والأمان.

هذه القضية تسلط الضوء على تعقيدات التعامل مع ملفات اللجوء السياسي والإنساني في العراق، بين الالتزامات القانونية والدوافع السياسية، ما يفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول ممارسات الدولة في هذا المجال ومدى التزامها بحقوق الإنسان.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

هوية رقمية موحدة: التعليم العالي في العراق يعانق المستقبل الإلكتروني

4 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: يمضي قطاع التعليم العالي في العراق بخطى واثقة نحو التحول الرقمي، معلناً عن إطلاق مشروع طموح يحمل شعار “التحول نحو المستقبل الرقمي… يبدأ الآن”.

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عن افتتاح مركز التحول الرقمي والاتمتة، لتكمل هذا المسار بإطلاق هوية التعليم العالي الإلكترونية الموحدة في 2 حزيران 2025، في خطوة تعزز من مكانة العراق في التعليم الرقمي.
ويضم المشروع أكثر من 120 نظاماً وخدمة إلكترونية تُطلق تباعاً، تشمل تطبيق HEPIQ، وهو تطبيق شامل (Super App) متاح في متاجر (Apple) و(Android)، إلى جانب أنظمة متقدمة مثل نظام معلومات الطلبة (SIS)، ونظام إدارة الموارد البشرية (HRMS)، ونظام إدارة التعليم (LMS)، ونظام إدارة الصلاحيات (IAM)، ونظام التسجيل الموحد (SSO)، ونظام الاستعلامات الإلكترونية (CIS).

وتتضمن الأنظمة أيضاً مبادرات تعليمية مثل مسابقة “أقرأ” ومسابقة اللغة العربية وآدابها، إضافة إلى نظام إدارة القبول المركزي للتعليم الجامعي الأهلي، وصولاً إلى إصدار وطباعة هوية التعليم العالي الإلكترونية.

وترى مصادر أكاديمية، ان جهود وزارة التعليم العالي خلال السنوات الثلاث الماضية أسهمت في تحقيق إنجازات لافتة، حيث يمثل هذا المشروع نقلة نوعية للارتقاء بالتعليم العالي في العراق إلى مستويات الجيل الجديد المتطور.

ويؤكد المشروع التزام الوزارة بمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، مما يعزز كفاءة الخدمات الأكاديمية ويسهل الوصول إليها للطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية.

ودعا الدكتور نعيم العبودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطلبة والهيئات التدريسية والموظفين والجامعات والكليات إلى التفاعل الإيجابي مع هذا المشروع ودعم تطبيقه. وأكد أن هذا التحول يهدف إلى الارتقاء بمستوى التعليم العالي ليصبح في مصاف الدول المتقدمة، مشدداً على أهمية التعاون المشترك لتحقيق هذا الهدف الطموح.

ويأتي هذا المشروع في سياق عالمي يشهد تسارعاً في التحول الرقمي، حيث تسعى الدول إلى تعزيز أنظمتها التعليمية باستخدام التكنولوجيا لضمان استدامة التعليم وتحسين جودته.

ويبرز المشروع كخطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العراق أكاديمياً، مع تأكيدات بأنه يسهم في تقليص الفجوة التكنولوجية مع الدول المتقدمة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هوية رقمية موحدة: التعليم العالي في العراق يعانق المستقبل الإلكتروني
  • طهران تواصل مساعيها لنقل 100 سجين إيراني من العراق
  • العراق على مفترق طرق: رواتب ضخمة وتنمية معطلة
  • الدبلوماسية العراقية تتعثر في دهاليز المحاصصة
  • المستقلون في العراق: رهان على تحالفات من دون فقدان للهوية
  • التعاون الخليجي يدعو العراق إلى احترام الكويت وترسيم الحدود البحرية
  • ايران قلقة من فقدان سوقها التصديري الى العراق
  • من التخفيض إلى التوسع: كيف تعرض أوبك+ العراق لمخاطر مالية
  • موطني بين ضفتي الرافدين: لماذا يغني العراق بصوت شاعر غريب؟
  • طهران: تقرير الوكالة الدولية بتوجيه اسرائيلي والتخصيب خط أحمر