عبد الله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات.. مواقف صلبة تعزز استقرار المنطقة انتهاكات «الحوثي» محاولة خبيثة لنشر الفوضى

ارتكبت جماعة الحوثي جرائم مروعة، هددت الأمن والسلم الإقليميين، من أبرزها محاولة استهداف منشآت مدنية في دولة الإمارات، وتهديدات للمملكة العربية السعودية والممر الملاحي في البحر الأحمر.


وأشعلت الجماعة الحرب في اليمن منذ العام 2014، وأدخلت البلاد في أزمات معقدة ألحقت بها أضراراً جسيمة، وأثرت بشكل واسع وكبير على استقرارها، بل وأثرت تداعيات الأزمة على استقرار وأمن المنطقة، وبدأت الأزمة بانقلاب جماعة الحوثي على الحكومة الشرعية.
وسرعان ما تطور الأمر إلى عمليات عسكرية لوقف أعمال «الجماعة»، شملت أطرافاً محلية وإقليمية ودولية، وخلقت حالة من عدم الاستقرار.
 ويعكس الصراع في اليمن الكثير من التعقيدات، وتسبب في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية إيلاماً في القرن الحادي والعشرين.
توترات جيوسياسية
وترى الباحثة السياسية، نورهان شرارة، لـ «الاتحاد» أن هجمات «الحوثي» على منشآت مدنية في دولة الإمارات في عام 2022 كانت عاملاً أساسياً في زيادة حالة عدم الاستقرار بالمنطقة، وتسببت في حالة من التوترات الجيوسياسية بالإقليم.
 وازدادت تأثيرات الأزمة اليمنية إقليمياً بسبب هجمات الحوثي على الممر الملاحي بالبحر الأحمر، كما تقول الباحثة السياسية إن «تحركات الحوثيين وتوسع استهدافاتهم لتتخطى حدود اليمن دفع دولاً غربية للتدخل، مثلما فعلت الولايات المتحدة بالدفع العسكري من خلال عملياتها ضد الجماعة في البحر الأحمر، أو سياسياً من خلال دعم جهود مواجهة جرائمها».
وأوضحت شرارة أن استمرار الأزمة اليمنية يمثل عائقاً كبيراً أمام الاستقرار في المنطقة، وعدم وجود حل سياسي للصراع الذي تشعله جماعة الحوثي، وتصر عليه يقضي على جهود السلام، كما يمكن معه أن يتسبب في مزيد من المواجهات العسكرية المباشرة.
خسائر اقتصادية 
وتسببت الأحداث الإجرامية لجماعة الحوثي في تأثيرات اقتصادية إقليمية، خاصة بعد الهجمات على منشآت النفط في السعودية ومنشآت حيوية أخرى، والذي أثر بشكل مباشر على أسواق النفط العالمية، وأدى لاضطرابات في الإمدادات.
كما أجل الانقلاب الحوثي خطط التنمية الاقتصادية في اليمن، حيث إن العمليات العسكرية للحوثيين تستهلك الموارد وتعرقل نشاط الاستثمار والتجارة.
واصطنعت هجمات جماعة الحوثي على الممر الملاحي بالبحر الأحمر أزمة اقتصادية، وأضرت بمصالح عشرات الدول، وحسب بحث نشرته مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية»، فإن حوالي 12% من التجارة السنوية عالمياً، وهو ما يقدر بنحو تريليون دولار تمر عبر السفن بالبحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى انخفاض بنسبة 90% في شحن الحاويات عبر البحر الأحمر نتيجة هجمات الحوثي الإرهابية.
وتأثرت أكثر من 50 دولة اقتصادياً بتلك الهجمات نتيجة عرقلة التجارة، وتعرضت مئات شركات الشحن لخسائر فادحة بسبب تحويل مسار السفن لتدور حول أفريقيا عن طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس، خوفاً من التعرض للهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
تأثيرات إنسانية
وألحقت الأزمة اليمنية أضراراً بالغة بالمجتمع اليمني على المستويات الإنسانية والاجتماعية، فقد شرعت جماعة الحوثي في تدمير البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات الكهرباء والمياه، مما جعل ملايين اليمنيين في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإن حوالي 80% من السكان في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
 ويقدر عدد القتلى بشكل مباشر أو تأثراً بالجوع والمرض بأكثر من 377 ألف شخص (في آخر إحصائية عام 2021)، بالإضافة إلى ملايين المصابين والمشردين والنازحين داخلياً.  وأدت جرائم الحوثي إلى تفشي الأوبئة مثل الكوليرا، إضافة إلى المجاعات التي أودت بحياة العديد من الأطفال والنساء، وتصعّب تلك الأزمات الإنسانية المتفاقمة من إعادة بناء الدولة اليمنية، وتزيد من تعقيدات الأوضاع. وشددت نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في اليمن، إيمان الشنقيطي، على أن تأثيرات الأزمة اليمنية واسعة النطاق على المستوى الإنساني، وأثرت بشكل عميق على ملايين السكان، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً 4.5 مليون شخص يعيشون في ظروف صعبة وأحوال غير آمنة وغير مستقرة، في مخيمات مكتظة أو في الملاجئ المؤقتة. وقالت الشنقيطي لـ «الاتحاد» إن استمرار الأزمة يعني استمرار تلك الأوضاع في التدهور، خاصة بسبب غياب المأوى الملائم للسكان، وانعدام المياه النظيفة وانهيار منظومة الصرف الصحي، والافتقار إلى الخدمات الصحية والتعليمية، مما يعرض الفئات الأكثر ضعفاً، مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، لمخاطر الحماية والاستغلال.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البحر الأحمر اليمن الحوثي الحوثيين الأزمة الیمنیة جماعة الحوثی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

عبر ورقة الإنسانية وتحييد اليمنية.. تذلل حوثي لإعادة تشغيل مطار صنعاء

تحاول ميليشيا الحوثي الإيرانية استغلال حاجة المرضى والمسافرين في مناطق سيطرتها من أجل الحصول على مزيد من الامتيازات لإعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي عبر الحصول على طائرة إضافية من طائرات خطوط اليمنية.

وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدني الواقعة تحت قبضة الميليشيات، بيانًا، حاولت من خلاله استغلال معاناة المسافرين الجرحى والعالقين في الخارج، للحصول على تعاطف إقليمي ودولي لاستئناف تسيير رحلات جوية من مطار صنعاء بعد تدمر 4 طائرات تابعة للخطوط اليمنية في مطار صنعاء الدولي جراء غارات إسرائيلية سابقة.

بيان الهيئة في صنعاء جاء ردًا على تعميم داخلي أصدرته شركة الخطوط الجوية اليمنية في العاصمة عدن بعدم قبول أية تذاكر صادره من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية. 

اعتبرت الميليشيات أن قرار عدم قبول التذاكر الصادرة من قبلهم يمثل ضررًا مباشرًا على المسافرين، وخصوصًا المرضى والعالقين في الخارج، داعين إلى تحييد خدمات النقل الجوي عن أي خلافات إدارية أو مالية داخل الشركة.

تعمم شركة الخطوط الجوية اليمنية في عدن قضي بعدم قبول التذاكر أو حتى إجراء أي تعديل أو تأكيد للحجوزات الصادرة عبر مكتب صنعاء. متوعدًة باتخاذ إجراءات إدارية ضد أي جهة تخالف هذا التوجيه.

ويشمل القرار، الموجه إلى كافة مكاتب الحجز والفروع، حظر التعامل مع التذاكر المحجوزة أو المدفوعة قيمتها في صنعاء، دون أن توضح الشركة أسباب هذا الإجراء بشكل رسمي حتى الآن.

مصدر في الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء أكد أن مكاتب الشركة في صنعاء وباقي المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية أصبحت خارج الخدمة، وأن المسافرين لم يعد بإمكانهم قطع أي تذاكر من هذه المكاتب بعد قرار إدارة الشركة في عدن. موضحًا أن الكثير من المسافرين يقومون حاليًا بحجز تذاكرهم عبر مكاتب السفريات الخاصة.

وتسعى الميليشيات الحوثية عبر استغلال ورقة الإنسانية والتحجج بالجرحى والعالقين للحصول على طائرة إضافية من طائرات اليمنية المتبقية والعاملة في المناطق المحررة. إلا أن الحكومة اليمنية ترفض السماح لأي طائرة بالتوجه صوب مطار صنعاء خشية التعرض لإي استهداف جوية من قبل إسرائيل.

وتوعدت إسرائيل بفرض حصار جوي وبحري على ميليشيا الحوثي الإيرانية ردًا على الصواريخ والهجمات التي تنفذها ضد تل أبيب. وأسفرت الغارات السابقة في مايو الماضي عن تدمير 4 طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت متوقفة في مدرج مطار صنعاء، وهو ما عرض حياة الركاب والموظفين للخطر، ناهيك عن تدمير كبير في مرافق وأجزاء المطار. 

مقالات مشابهة

  • متحدث الخارجية: مصر تخسر 8 مليار دولار سنويا بسبب تعطل الملاحة في البحر الأحمر
  • عبر ورقة الإنسانية وتحييد اليمنية.. تذلل حوثي لإعادة تشغيل مطار صنعاء
  • الحوثي: سمحنا بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
  • اليمن: واثقون في الدعم الدولي لإنهاء الانقلاب «الحوثي»
  • العطش يخنق تعز اليمنية وسط أزمة حادة في المياه
  • العمليات اليمنية لإسناد غزة (2-2) فعالية التكتيك، ودروس الإنجاز
  • الشيخ حميد الأحمر يضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي أمام خيانة قيادات في الشرعية تماهت مع مليشيا الحوثي وتنازلت لهم جزءًا من اسطول الخطوط الجوية اليمنية.. عاجل
  • حميد الأحمر: المجلس الرئاسي فشل في مهامه وتمكين الحوثي من طائرات اليمنية مسرحية تستوجب التحقيق والمساءلة
  • صحيفة بريطانية: الضربات اليمنية أجبرت واشنطن ولندن على الانسحاب وترك “إسرائيل” تواجه مصيرها منفردة