في مؤشر متصاعد على جدية الجهود الحكومية في مكافحة التهريب وتأمين السواحل اليمنية، شهدت المياه الإقليمية خلال الأسابيع الأخيرة عمليات أمنية وبحرية ناجحة، أسفرت عن ضبط شحنات أسلحة ومخدرات كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في وقت تؤكد فيه السلطات تصاعد أنشطة التهريب التي باتت تهدد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.

هذه العمليات، التي وُصفت بالأكبر خلال العام الجاري، تمثل ـ بحسب مراقبين ـ تحولًا نوعيًا في الأداء الأمني اليمني، ونتيجة مباشرة لتكثيف التنسيق بين الأجهزة البحرية والاستخباراتية في عدن والمناطق المحررة، بعد تنامي التهديدات الناتجة عن تهريب الأسلحة والمخدرات القادمة من إيران عبر البحر الأحمر وبحر العرب.

ويكشف تساقط شحنات السلاح الأخيرة أن إيران ما زالت تراهن على مليشيات الحوثي كسلاح استراتيجي بعد خسارتها العديد من أوراقها ونقاط نفوذها في المنطقة، مستغلة ما تتصف به هذه المليشيات من اندفاع وحماسة لتمرير أجندتها التوسعية ومساوماتها الدولية.

ويرى خبراء أن طهران تسعى عبر الحوثيين إلى الضغط على المستويين الإقليمي والدولي، بما يخدم مصالحها في ملفات التفاوض النووي والسياسي، ويمنحها القدرة على فرض نفسها كرقم صعب في معادلة الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وتشير المعلومات إلى أن عمليات التهريب اتخذت منحى أكثر تعقيدًا خلال الأشهر الماضية، إذ لم تعد تقتصر على القوارب الصغيرة أو سفن الصيد التقليدية، بل باتت تتم عبر سفن تجارية تحمل أوراقاً مزورة، ما يجعل رصدها ومكافحتها أكثر صعوبة، ويستدعي – بحسب مراقبين – إغلاق الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومنع استقبال أي سفن دون تفتيش دولي صارم.

ويؤكد مختصون أن إحباط شحنات السلاح يتطلب جهداً استخباراتيًا كبيرًا وتنسيقًا وثيقًا بين الحكومة اليمنية والدول ذات المصالح الحيوية في البحر الأحمر، إلى جانب تفعيل آلية تفتيش الأمم المتحدة في جيبوتي وتزويدها بقدرات تقنية وبشرية أعلى، لضمان السيطرة على خطوط الإمداد البحرية التي تستغلها شبكات التهريب التابعة لإيران والحوثيين.

وفي هذا السياق، أشاد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بالإنجازات الأمنية المتتالية في ضبط وإفشال تهريب شحنات الأسلحة والمخدرات، مؤكدًا أن تلك العمليات تكشف عن جانب من النشاط المتصاعد لمليشيا الحوثي في تجارة المخدرات والتمويل غير المشروع.

وقال الإرياني، في تصريحات رسمية، إن الحوثيين "ماضون في استغلال المناطق التي يسيطرون عليها لتحويلها إلى مركز إقليمي لتجارة الكبتاغون والمخدرات، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن اليمني والإقليمي والدولي".

وأضاف الوزير أن تزايد عمليات ضبط شحنات المخدرات في الآونة الأخيرة يعكس اتساع دائرة التمويل غير المشروع الذي تعتمد عليه الميليشيا لتمويل أنشطتها الإرهابية، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ودعا الإرياني المجتمعين الإقليمي والدولي إلى تعزيز الدعم للحكومة اليمنية، وتزويد قوات خفر السواحل بالمعدات اللوجستية والتقنية اللازمة، بما يمكنها من مكافحة التهريب وتأمين السواحل بكفاءة عالية.

وفي إطار الجهود الرامية لتعزيز السيطرة البحرية، عُقد اليوم في العاصمة المؤقتة عدن اجتماع موسع برئاسة اللواء الركن خالد القملي، رئيس مصلحة خفر السواحل، لمناقشة رفع الجاهزية العملياتية لتأمين الملاحة الدولية وحماية الممتلكات العامة.

وخلال الاجتماع، الذي ضم مديري القطاعات البحرية والميدانية، شدد اللواء القملي على أهمية تكثيف الجهود لمكافحة كافة أشكال التهريب، بما في ذلك تهريب الأسلحة والبضائع والمخدرات، إلى جانب التصدي للقرصنة والهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن المرحلة تتطلب انضباطًا صارمًا وتنسيقًا عاليًا بين مختلف القطاعات البحرية.

وأشار إلى أن مصلحة خفر السواحل تعمل على تطوير قدراتها التشغيلية في إطار خطة شاملة لتأمين المياه الإقليمية اليمنية، داعيًا الشركاء الدوليين إلى ترجمة ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض إلى دعم ملموس يعزز من جاهزية قوات خفر السواحل في مواجهة التحديات المتنامية.

وأكد القملي أن ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن هو مسؤولية مشتركة تتطلب تكامل الجهود بين اليمن ودول المنطقة، مشددًا على أن الحكومة تولي هذا الملف أولوية قصوى في ظل تصاعد التهديدات الحوثية والإيرانية للممرات الحيوية الدولية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الإقلیمی والدولی البحر الأحمر خفر السواحل

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يبحث مع فريدنزدورف الدولية تعزيز دعم الأطفال متضرري الحروب

 التقى الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بالسيدة بيرجيت ستيفتر، ممثلة منظمة «فريدنزدورف» الدولية، بحضور الدكتور محمد عبدالستار البدري، سفير مصر لدى ألمانيا، لبحث تعزيز التعاون في تقديم الرعاية الطبية والإنسانية للأطفال المتضررين من النزاعات، لاسيما في قطاع غزة. 

وزير الصحة يشارك بمنتدى «الابتكار والإنصاف في صحة المرأة» بألمانياقيادات الصحة يغيبون عن المشاركة في انتخابات نقابة الأطباءوزير الصحة يتابع تقريرًا عن المرور الميداني على 28 مشروعًا في 12محافظةالصحة: الكشف الطبي على 3521 مرشحا لانتخابات مجلس النواب بجميع المحافظات

جاء هذا اللقاء على هامش مشاركة الدكتور عبدالغفار في فعاليات «قمة الصحة العالمية 2025» المنعقدة في برلين خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري.

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، خلال اللقاء التزام مصر بتوسيع التعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية لدعم الأطفال المتضررين من الحروب، مشددًا على أولوية تقديم الرعاية الطبية المتكاملة وتخفيف المعاناة الإنسانية لأهالي غزة من خلال المستشفيات والمراكز الطبية المصرية.

 آليات التعاون مع منظمة «فريدنزدورف

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تناول آليات التعاون مع منظمة «فريدنزدورف» الدولية، التي تُعد إحدى أبرز المنظمات الإنسانية في ألمانيا منذ تأسيسها عام 1967، حيث تقدم خدمات طبية مجانية للأطفال المتضررين من الحروب والأزمات عبر نقلهم للعلاج في ألمانيا أو تنفيذ مشروعات طبية وإنسانية في بلدانهم. واستعرض اللقاء مبادرات المنظمة، بما في ذلك إنشاء قرى السلام، المراكز الصحية، ورش الأطراف الصناعية، وبرامج إعادة التأهيل والتوعية بثقافة السلام.

وأشار المتحدث الرسمي إلى جهود وزارة الصحة المصرية في دعم الأزمة الإنسانية بقطاع غزة، حيث جهزت الوزارة 37 مستشفى استراتيجيًا وأكثر من 300 مستشفى في 27 محافظة، شملت 164 مستشفى تغطي جميع التخصصات الطبية. وأُجريت 4800 تدخل جراحي، منها 2600 عملية كبرى، إلى جانب 14 ألف جلسة غسيل كلوي، و89,600 فحص طبي لأكثر من 104 آلاف مريض. كما شملت الجهود إجلاء 1900 مريض للعلاج في 13 دولة بالتعاون مع شركاء دوليين، وتطعيم 13,265 طفلًا ضد شلل الأطفال والحصبة، وفحص أكثر من 107 آلاف حالة في عيادات مخصصة.

ولفت إلى أن الجانبين ناقشا سبل تسهيل علاج الأطفال المصابين من غزة، خاصة ذوي الإصابات الخطيرة والحروق والأمراض المزمنة، عبر التنسيق مع المستشفيات الألمانية الشريكة للمنظمة، وبحث تنفيذ مشروعات طبية مشتركة في مصر تشمل خدمات التأهيل والرعاية الصناعية، كما تطرقت المناقشات إلى تعزيز التنسيق اللوجستي والإداري لتيسير سفر الأطفال المرضى وأسرهم، بما يتماشى مع اللوائح الصحية والهجرة في البلدين، ودعم البعثات الإنسانية الجارية والمستقبلية.

طباعة شارك قمة الصحة رئيس الوزراء فريدنزدورف الحروب مجلس الوزراء الرعاية الطبية

مقالات مشابهة

  • خبراء الملاحة البحرية لا يتوقعون عودة الشحن البحري إلى البحر الأحمر في الوقت القريب
  • ترامب: نعمل على تعزيز الجهود لإنقاذ الوضع في غزة وإزالة الركام من القطاع
  • رينارد: مواجهة العراق خطوة حاسمة نحو المونديال... وهذه المباراة الأهم في مسيرتي
  • «حشد» تدعو إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة في غزة ووضع خطة للتعافي وإعادة الإعمار
  • بعد صدورها رسميًا.. لائحة "عمال المنازل" خطوة نحو تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية وتحسين بيئة العمل
  • برلمانية: تعزيز التعاون المصري الألماني في السياحة خطوة استراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني
  • رئيس مصلحة خفر السواحل يؤكد استمرار مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية
  • تحالف الحوثي والإرهاب في الصومال.. تمدد إيراني يهدد أمن الملاحة الدولية
  • وزير الصحة يبحث مع فريدنزدورف الدولية تعزيز دعم الأطفال متضرري الحروب