صدى البلد:
2025-06-02@15:32:18 GMT

علي جمعة: الزهد هو سفر القلب من الدنيا إلى الآخرة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإمام أحمد بن حنبل كان يرى أننا إذا أردنا السير في طريق الزهد، يجب علينا أن نتبع ثلاث خطوات:

الخطوة الأولى: أن نترك الحرام. فقد كان يربط بين ترك الحرام وبين العلاقة القلبية بين العبد وربه. يقول أهل الله: "الزهد هو سفر القلب من الدنيا إلى الآخرة".

فالقلب إذا سافر إلى الآخرة - أي اشتاق إلى دار المحبوب - فإن هذا السفر هو الذي يهون على الإنسان أمر الدنيا.

وكان الإمام أحمد يقول: إذا أردت أن تعلم ولدك الزهد، فعلمه أولًا ترك الحرام، ولا أستطيع تعليم ولدي ترك الحرام إلا إذا كنت أنا تاركًا له. وكان الزهاد إذا أراد أحدهم أن يعلم ابنه، يقول له: "انظر يا بني، لم يدخل فمك لقمة حرام"، وبهذا الشكل يصبح قلبه مستنيرًا من قبل الله عز وجل، ويصل إلى مقام الزهد. 

فتعليم الزهد أو بلوغ مرتبة الزهد لا يصل إليه الإنسان إلا إذا أكل الحلال أولًا، وعلم أبناءه أن يأكلوا الحلال ولا يقربوا الحرام. كما يجب أن يبين لهم أن كل جسم نبت من حرام فالنار أولى به، وأن الحرام يمنع من استجابة الدعاء ويتسبب في ظلمة القبر.

الخطوة الثانية: ترك الفضول من الحلال. وهذا يعني عدم الإكثار من الأكل حتى وإن كان المصدر حلالًا، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه». وقد كان السلف الصالح لا يأكلون إلا من نوع واحد، أي لا يجمعون بين أكثر من نوع من الطعام - وهذا في بداية الطريق. فالمقصود أن يكتفي الإنسان بنوع واحد من الطعام كوسيلة للتدريب، وهذا هو المراد من قوله، رحمه الله، ترك الفضول من الطعام.

الخطوة الثالثة: أن "تترك كل شيء سوى الله تعالى". وهي ما نسميها بـ"نظارة المحبة"، بمعنى أن لا تتوكل إلا عليه سبحانه وتعالى، ولا تعتمد إلا عليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أجملوا في الطلب»، أي اجعل مرادك هو الله واعتمادك عليه وحده سبحانه وتعالى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرام الزهد ترك الحرام المزيد ترک الحرام

إقرأ أيضاً:

وعاظ الأزهر يردون على أسئلة حجاج بيت الله الحرام .. صور

شَهِد موسم الحج لهذا العام مشاركةً متميزةً لوعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية حُجَّاج بيت الله الحرام بمناسك الحج، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، في إطار الدَّور الدَّعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، ومشاركته الفاعلة في خدمة ضيوف الرحمن.

خطيب الجامع الأزهر: "لبيك اللهم لبيك" نداء يتجاوز حدود المكان والزمانمتى يكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب

وتهدف هذه المشاركة إلى تقديم الدَّعم الدِّيني والعِلْمي للحُجَّاج منذ لحظة سفرهم بالمطارات والموانئ، مرورًا بمحطَّات أداء المناسك المختلفة، وذلك من خلال دروس إرشاديَّة ولقاءات مباشرة تستهدف تبسيط المناسك، والإجابة عن أبرز الأسئلة التي تشغل الحُجَّاج؛ كأحكام المبيت والتنقُّل بين المشاعر، إلى جانب الإرشادات السلوكية التي تعزِّز من وعي الحاج بمقاصد الشعيرة المباركة.

ولا تقتصر التوعية على الجوانب الفقهية فقط؛ بل تمتدُّ إلى البُعد الروحي للحج، من خلال تأكيد أنَّ الغاية الأسمى من أداء الفريضة هي تزكيةُ النفْس، وتعميقُ الصِّلة بالله، وبثُّ قِيَم الرحمة والتعاون بين الناس، وهي المعاني التي يحرص الأزهر الشريف على ترسيخها في وعي الأمَّة الإسلاميَّة.

بدوره، أكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ مشاركة وعَّاظ الأزهر وواعظاته تأتي في إطار التكامل بين المؤسَّسات الوطنيَّة لخدمة الحُجَّاج، وتمثِّل خطوةً مهمَّةً لترسيخ الوعي الدِّيني الصحيح، وتعزيز روح الطمأنينة والسكينة في نفوس الحُجَّاج.

وأضاف الجندي، أنَّ هذه المشاركة تُعدُّ امتدادًا طبيعيًّا لدَور الأزهر الشريف في خدمة المجتمع، وترجمة فعليَّة لرسالته العالميَّة، التي لا تقتصر على التوعية داخل مصر فحسب؛ بل تمتدُّ لتصل إلى كل تجمُّع إنساني يحتاج إلى الكلمة الطيبة والنُّصح الرشيد، مؤكدًا أنَّ الأزهر سيظل حاضرًا في كل ميدان يؤدِّي فيه رسالة الخير والرحمة والاعتدال.

وأشار الأمين العام إلى أنَّ وجود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في موسم الحج تأكيدٌ عمليٌّ على ريادة الأزهر العالميَّة في التوجيه والإرشاد، وتجسيدٌ حيٌّ لرسالته في التفاعل المباشر مع هموم الناس وقضاياهم الدِّينيَّة والروحيَّة.

وأوضح أنَّ هذا الحضور الميداني يعكس الثقة العميقة في خطاب الأزهر الوسطي الذي يجمع بين العِلم والرحمة، وبين الفقه والواقع، مشدِّدًا على أنَّ الأزهر سيظل في طليعة المؤسسات الدينيَّة التي تخاطب العقول والقلوب معًا، وتنزل إلى الميادين حيث يكون الناس؛ لتغرس فيهم معاني الهداية والسكينة، وتدفعهم إلى السُّمو الأخلاقي والمعنوي، في وقتٍ تشتدُّ فيه الحاجة إلى الكلمة الصادقة والفهم العميق والقدوة الصالحة.

طباعة شارك موسم الحج الحج الأزهر وعاظ الأزهر حجاج بيت الله الحرام

مقالات مشابهة

  • «نسألك العافية فى الدنيا والآخرة».. أذكار الصباح اليوم الإثنين 2 يونيو 2025
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أعظم فرصة للعتق من النار والمغفرة.. اغتنم خير أيام الدنيا
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • نصائح تساعدك على الخشوع في الصلاة.. الإفتاء توضحها
  • رغم التحديات .. آلاف السودانيين يشدون الرحال إلى بيت الله الحرام
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • وعاظ الأزهر يردون على أسئلة حجاج بيت الله الحرام .. صور
  • حسام موافى: الفيوم أجمل بلاد الدنيا وأنصح بزيارتها