قال النائب حسانين توفيق، عضو لجنة التعليم والاتصالات مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، ورئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت ركيزة أساسية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيدا بالإصدار الثاني لاستراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي 2025-2030 التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما يعكس اهتمام الدولة المصرية بأعلى مستوياتها بهذا الموضوع الهام.

تدخل غير مقبول.. البرلمان العربي يدين بيان نظيره الأوروبي بشأن الجزائربرلماني: مشاركة الحكومة في "GEN Z"يؤكد رغبتها في بناء شراكة مع الشباب

وأضاف توفيق أن الإصدار الثاني من الاستراتيجية جاء ليُكمل الجهود السابقة التي بدأت في 2021 مع الإصدار الأول، حيث تم تطوير هذه الاستراتيجية بناءً على الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، ومراجعة التحديات التي واجهت القطاعات المختلفة، بهدف تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي إقليمياً ودولياً.

وأوضح أن الإصدار الثاني يركز على تفعيل دور الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والصناعة، والنقل، والطاقة، بالإضافة إلى تطوير منظومة البحث العلمي والتعليم الفني في هذا المجال، مشيرا إلى أن ظهور تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي قد أحدثت تغييرات جذرية في نموذج التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمي ما يتطلب وضع مصر على المسار الدولي وفي نفس الوقت وضع إطار عام للممارسات الأخلاقية بما يحمي النظام العام ويحفظ حقوق الأشخاص وسلامتهم.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الحديثة تعكس التوجهات المستقبلية التي تهدف إلى تحقيق الابتكار وتحسين القدرة التنافسية لمصر في هذا المجال الحيوى، منوها إلى أنها اعتمدت على مجموعة من المستهدفات تتمثل في زيادة مساهمة قطاع الاتصالات إلى 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2030، فضلا عن استفادة 26% من القوى العاملة في مصر من أدوات الذكاء الاصطناعي، كما أنه مع تطوير تلك التكنولوجيات سيتمكن 36% من الشعب من الوصول إلى الذكاء الاصطناعي والمنتجات المدعومة به في حياتهم اليومية، كما تتضمن أهداف الاستراتيجية تمكين ودعم إنشاء أكثر من 250 شركة في مجال الذكاء الاصطناعي مع تكوين كوادر وخبرات مصرية يتجاوز عددهم 30 ألف متخصص.

وتابع أن تطوير آليات الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل رئيسي على إتاحة البيانات والمعلومات، ما يتطلب أطرا واضحة لإتاحة البيانات وحوكمتها والاستفادة منها والتوسع في إنشاء مراكز البيانات الكبرى وتوفير خدمات سحابية وابتكار نماذج أعمال رقمية وتقديم الدعم للشركات الناشئة المحلية بالتوازي مع جذب الاستثمارات الأجنبية لبناء منظومة ذكاء اصطناعي فاعلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ حسانين توفيق لجنة التعليم والاتصالات المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.

يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.

لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟

يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.

أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.

يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.

من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.

يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.

مقالات مشابهة

  • هجوم حاد على راشد الماجد لاستخدامه الذكاء الاصطناعي في أغنيته الجديدة.. فيديو
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • وزارة التنمية الإدارية تطلق مشروع  “التمكين التدريبي” لتعزيز القدرات وتنمية الموارد البشرية
  • لدعم التنمية الاقتصادية.. دول بريكس تتفق على تعزيز التعاون في المجال الرياضي
  • برلماني: الدولة تمتلك فرصًا اقتصادية واعدة لتعزيز الشراكة مع مجتمع الأعمال
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • برلمانية: الجيل الخامس ركيزة أساسية للتحول الرقمي في مصر
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟