هل تبحث فى إجازة منتصف العام عن رحلة ممتعة تستكشف فيها أماكن وأسراراً جديدة؟
تعد مصر من الواجهات السياحية الجذابة، حيث الحضارة والتاريخ العريق، فهى تضم عديداً من الأماكن السياحية، التى تجعلها واجهة مفضلة للزائرين من جميع أنحاء العالم، وفى هذا المقال سوف نأخذ جولة فى أحد أكثر هذه الأماكن سحراً فى مصر.
إنها الأقصر.
والأقصر مدينة فى صعيد مصر تقع على ضفاف نهر النيل، وتعرف بكونها موطنًا للمعابد المصرية القديمة الرائعة التى يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وتمتلك الأقصر وحدها ثلث آثار العالم القديمة.
وقد أطلقت عديد من الأسماء على مدينة الأقصر، وأشهرها مدينة المئة باب، ومدينة الشمس، ومدينة النور، ومدينة الصولجان، وأطلق عليها العرب اسم «الأقصر»، جمع قصر، مع بداية الفتح الإسلامى لمصر.
وعند زيارتك مدينة الأقصر لأول مرة قد تكون مشتتا بين عشرات الأماكن السياحية والأثرية الجذابة التى ترغب فى زيارتها، ولكن مع قليل من تنظيم الوقت وقدر بسيط التخطيط قد تستطيع الاستمتاع برحلة شيقة مليئة بالأسرار، لذا، دعونا الآن نسرد أهم الاماكن السياحية بالأقصر، والأنشطة التى يمكن ممارستها.
فى البر الشرقى يمكنك البدء بزيارة معبد الأقصر والذى شُيد للإله أمون رع، ويرجع بناء المعبد إلى الفرعونين أمنحتب الثالث ورمسيس الثانى. ومعبد الكرنك أعظم دور العبادة فى التاريخ، ويضم كثيرا من المعابد التى لا نظير لها، وقد عرف منذ الفتح العربى باسم الكرنك بمعنى الحصن. ومتحف التحنيط على كورنيش النيل حيث يمكنك التعرف على أسرار التحنيط وعظمة أجدادنا القدماء. كما يمكنك زيارة متحف الأقصر الذى يعد، فى حد ذاته، أحد الشواهد التاريخية المصرية، حيث تم افتتاحه عام 1975، ليضم ما يقرب من 400 قطعة أثرية حتى الآن.
أما البر الغربى فيضم تمثالى «مِمْنون»، اللذين يعدان كل ما تبقى من معبد تخليد الذكرى للفرعون أمنحتب الثالث، ويصل ارتفاع الواحد منهما إلى 19.20 مترا. ومقابر وادى المملوك. ومعبد الدير البحرى والذى شيدته الملكة «حتشبسوت» لتؤدى فيه الطقوس التى تفيدها فى العالم الآخر. ومعبد الرمسيوم. ومعبد مدينة هابو.
كما يمكنك أيضا زيارة عديد من الأماكن الترفيهية، مثل جزيرة الموز، والحديقة الدولية، والمسجد العتيق، وزيارة السوق لشراء أجود أنواع التوابل واقتناء أجمل الهدايا، ولا يفوتك أيضا مغامرة ركوب البالون الطائر.
وفى النهاية، سواء أكنت من محبى التاريخ أم لا، ستجد نفسك فى مدينة الأقصر مندهشًا عندما تقف أمام صروح المعابد القديمة التى لا يزال كثير من أسرارها مجهولًا حتى يومنا هذا.. ستعيش تجربة شيقة، وتنصت إلى همسات الملوك والملكات الذين يحكون قصصًا غير مروية من خلال الرسومات المذهلة التى نبضت بالحضارة لآلاف السنين.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان اجازة منتصف العام معبد الأقصر مدینة الأقصر
إقرأ أيضاً:
المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة
بيروت- بهمّة عالية وعمل دؤوب يضع فضل نجم لمساته الأخيرة على مؤسّسته السياحيّة في بلدة باتوليه قضاء صور جنوب لبنان، والذي كان قد تضرر بشكل كبير من جراء القصف الإسرائيلي، حيث أعاد ترميم الجدران المدمرة وأعمال الديكور داخل صالة ليلة عمر للأفراح.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عاد نجم وأسرته وعمّاله إلى مؤسّسته ليرفع عنها غبار الحرب وآثارها الكارثية، وهو اليوم يتهيّأ لموسم الصيف القادم، والذي يعوّل عليه مثل العديد من أصحاب المنتجعات السياحية في الجنوب اللبناني، لتعويض جزء من خسائرهم التي تكبّدوها جراء الحرب الأخيرة.
يتحدث نجم للجزيرة نت عن إصراره الكبير لإعادة الصالة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، لافتًا إلى وجود حجوزات كبيرة لهذا الصيف، ويقول: "الحرب الإسرائيلية كانت قاسية جدًّا علينا، وقد تضرّرنا بشكل كبير، حيث سقط السقف والديكور، وجزء من الحائط سقط بعد وقوع عدّة غارات بجانب المنتجع، لكننا عدنا فور وقف إطلاق النار ونحاول جاهدين إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وسنستأنف العمل رغم كل شيء، ونحن نستعد حاليًا لموسم صيف واعد جدًا".
ويلفت نجم إلى وجود حالة من التردّد لدى الكثير من أصحاب المؤسسات السياحيّة، نظرًا لاستمرار الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان، وهذا ما يخيف الروّاد بشكل أساسي من القدوم إلى الجنوب، إلا أنه يطمئن الناس إلى أن الوضع في الجنوب، وخاصة في منطقة صور مستقر وآمن، ويدعو المغتربين للعودة إلى بلدهم وزيارة الجنوب لدعم الأهالي الصامدين في قراهم.
إعلان دولة غائبةتستعيد مدينة صور عافيتها بشكل أسرع من قرى القضاء، خاصة تلك القريبة من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة، إذ تتراجع الحركة في المدن كلما اقتربت نحو القرى الحدوديّة، كا هو الحال في بلدة شمع، التي صُنّفت سياحيّة نظرًا لموقعها الجغرافي المميّز، والممتد من أعلى الجبل وصولا إلى شاطئ البحر في نقطة البيّاضة، حيث دمّر الاحتلال أكثر من 70% من منازلها، أما منتجعاتها السياحيّة فتضرّرت بشكل كبير.
ويشير رئيس بلدية شمع وصاحب منتجع (هيل سايد ريزورت)، عبد القادر صفي الدين للجزيرة نت إلى الأضرار البسيطة التي لحقت بمنتجعه وقد عمد إلى استبدال الزجاج المحطّم وكذلك بعض الإصلاحات الضرورية، ويشدّد على أنه يدرس قرار إعادة فتح المنتجع في هذا الصيف، في ضوء وجود تكاليف تشغيلية كبيرة، من غياب للكهرباء التي يستعاض عنها بالمولدات، وغياب البنية التحتيّة الضروريّة.
ورغم كل الصعوبات والتحديات التي تأتي مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، يشدّد صفي الدين على ضرورة أخذ المبادرة من قبل أصحاب المؤسّسات السياحيّة، والبدء بأعمال الإصلاحات دون انتظار الدولة الغائبة تمامًا حسب تعبيره.
ويقول: "في بلدة شمع كان يعمل ما يقارب 250 موظّفًا في المؤسّسات السياحيّة في البلدة، يعني 250 عائلة كانت تعتاش من هذا القطاع، وهذه المنطقة كان يقصدها المواطنون من كل لبنان إضافة إلى السيّاح والمغتربين، نظرا لجماليتها وللخدمات المميزة التي تقدمها هذه المنتجعات، ولهذا يجب أن تعود إلى سابق عهدها ومهما كانت الظروف، وعدم انتظار الدولة التي لم تسأل عنا أبدًا".
حتّى إشعار آخرومن خلال جولة الجزيرة نت على المنتجعات في شمع بدت البلدة خالية تمامًا من أي مظهر للحياة، حتى مطعم (أمواج البياضة) الذي كان يضج بالحياة لسنوات طويلة، هو اليوم مغلق تمامًا، وآثار الدمار واضحة للعيان، فالطاولات محطّمة كذا الكراسي وألواح الزجاج، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال المنطقة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانومنذ ذلك التاريخ أغلق المطعم أبوابه أمام زوّراه، وغادر 60 عاملا إلى منازلهم إلى غير رجعة، أما صاحبه فغادر إلى أفريقيا، وليس لديه نيّة للعودة في الوقت الحالي، نظرًا للخسائر الاقتصاديّة الكبيرة التي مُني بها نتيجة الإغلاق الذي تخطّى العام ونصف العام، ونتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالمطعم.
ويتحدث صاحب المطعم علي وهبة لـ(الجزيرة نت) عن هذه الخسائر، مؤكّدًا أنه خسر أول الحرب في مطعمه 22 ثلاجة ممتلئة بأنواع مختلفة من اللحوم والأسماك والأطعمة المتنوعة، وكلفة هذه الخسارة قرابة 50 ألف دولار، فضلا عن كلفة الإغلاق المتواصلة والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمطعم.
ويستبعد وهبة إمكانية العودة إلى لبنان وإعادة الافتتاح من جديد هذا الصيف، وهو مُصرٌّ على الإغلاق، ويقول: "لا يمكنني أن أغامر وأدفع أموالا طائلة من جديد، فأنا بحاجة إلى ما يزيد عن 100 ألف دولار للعودة من جديد، في ظل عدم وضوح الرؤية حول مستقبل الوضع في لبنان، وكذلك لا يمكنني أن أضمن سلامة الزبائن أو الموظفين، فالخطر حقيقي والقذائف كانت تسقط قربنا في أول أيّام الحرب.
وينوّه وهبة إلى أن هذه المنتجعات السياحية التي كانت تميّز منطقة الجنوب كانت عنصرًا أساسيًّا في صمود الأهالي في قراهم، فقد كانت تحرّك العجلة الاقتصادية للمنطقة، فعلى سبيل المثال كان يعمل في المطعم 60 موظفًا يعني 60 أسرة.
ويقول وهبة: "حركة المنتجعات ليست مهمة فقط للموظفين وأصحابها، بل لكل المنطقة، حيث تعتمد العديد من المؤسسات التجارية عليها، فنحن نشتري الخضار واللحوم والحاجيّات اليوميّة من مؤسّسات أخرى، مما يخلق دورة اقتصاديّة مهمّة في القرى والبلدات الجنوبية".
ويشير وهبة إلى حرصه على العودة عند استتباب الأمن في الجنوب اللبناني، ويتمنى أن يعيد الحياة والموظفين إلى مؤسّسته وأن تلتفت الدولة والمعنيون إلى هذه المؤسسات الاقتصادية المهمّة، وأن تسأل عن حالهم وتعوّضهم لتشجعهم على العودة.
إعلان